أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي رحيم - أوقفوا النزيف














المزيد.....

أوقفوا النزيف


ناجي رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 801 - 2004 / 4 / 11 - 05:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بسقوط الجلاد ونظامه العفن ، تبرعمت أحلام النخل وتطلعت بعد جفاف كاسح إلى تذوق هواء جديد.
ولم تكد السنة الأولى تمرّ بما تخللها من مآس ونكبات ، حتى بدأت سماء العراق تشتعل بنيران جديدة .
فهل هو قدرنا أن لا نغادر أو لا تغادرنا رائحة الموت؟

عندما كتب الصديق الشاعر أحمد عبد الحسين بيانه " فليكن لنا صوتا " تنديدا بجريمة التمثيل بجثث الجنود الأربعة على أيدي نفر من سكان مدينة الفلوجة، كنت أحد الموقعين عليه ، إيمانا بأن لا شرائع من أي نوع تبيح التمثيل بجثة إنسان.
لكن، ها نحن " نتابع" الصواريخ الأمريكية وهي تمثل بكل بشاعة تفوقها العسكري الكاسح بأجساد عراقية .
ها نحن نعيش أحداثا مأساوية تنزف فيها دماء مئات العراقيين في الفلوجة وغيرها من مدن العراق.
كيف نوقف إرهابا تقوده أعظم دول الأرض جبروتا ، بآلاتها العسكرية الهائلة ، عقابا لمدينة كاملة على جريمة نفر منها؟
كيف نوقف النزيف ونمنع تكراره في مدن عراقية أخرى؟
سؤال علينا جميعا أن نجيب عليه، بالأفعال والكلمات التي يجب أن نحسن تنظيمها واختيارها .

مرة أخرى ، إن الذي يجري في العراق الآن ، من هدر للدماء ، واستعراض للقوة ، وتصعيد للأحداث ، واستخدام مبالغ للعنف ، يتطلب منا جميعا أن نعي هذا الذي يحدث ونحسن التصرف معه، وإلا فان الآلة الجهنمية لقوات الاحتلال ستحرق مدن العراق واحدة فأخرى. لقد تورّم جسد الوطن وما عاد قادرا على مزيد من الحروب ، تكفينا حروب الطاغية وآثارها المقيمة. أضحى العراق مسرحا كبيرا لأفواج من المتسللين عبر الحدود ، ممن لا يعنيهم صراخ طفل أو تذرع أمّ عراقية ، هؤلاء الذين تعشش في لحاهم القذرة عناكب من القرون الغابرة ، وتفحّ السموم في قلوبهم حقدا وضغينة .
من يدعم ويغذي القتال الدائر في الفلوجة؟
انهم " العربان " من الوهابيين والقوميين والمخدوعين بهم من شتى بلدان الأرض.
من يطبطب بحنو على كتفي مقتدى الصدر لإشعال الوضع في الوسط والجنوب؟
انهم المتأسلمون على طريقة آيات الله في ايران.
يجب تمرير الفرصة ـ على رغم النجاح الذي تحقق لحد الآن ـ عليهم ، هؤلاء الذين صنعوا من وطننا مسرحا لعملياتهم وبؤرا لمخططاتهم في تخريب حاضر يمكن أن نستثمره في بناء وطن حلم .

الوقت الآن لا يحتمل على أية حال مهاترات من أي نوع ، إذ لا بد من وقف النزيف بأسرع ما يمكن ، وكذلك العمل المحسوب بدقة لمنع تكرار نزيف الفلوجة في مدن عراقية أخرى . على العراقيين أينما كانوا أن يركنوا جانبا احتمالات خلافات فكرية ، عقائدية ، انتمائية ..الخ والعمل سريعا على تهدئة الأوضاع وبقلوب يجمعها الانتماء للعراق أولا وأخيرا. فليقم مجلس الحكم بمسؤوليته ومناشدة ، بل مطالبة سلطة الاحتلال على الاتصال بأطراف الصراع في الفلوجة ، وبمقتدى الصدر لنزع الفتيل عن مدن الجنوب.
إن الأوراق التي تلوّح بها سلطة الاحتلال ، أوراق مكشوفة بل ومحروقة سلفا ، فما معنى مطالبة مقتدى الصدر لتسليم نفسه على جريمة اغتيال عبد المجيد الخوئي وقد مرّ عليها عام كامل ؟ ما سرّ هذا التوقيت ؟ وما معنى الانتظار هنا ، واستباحة مدينة عراقية وبكل قسوة بعد أيام ؟ أليس هذا دفع بالأحداث إلى نهاياتها ، وفتح جبهات نزيف أخرى ، هل تعمل سلطة الاحتلال على خلق ذرائع لإدامة وجود آلتها الحربية؟

أيا كان الرأي في آراء وتصرفات مقتدى الصدر، يجب التعامل معه " كرجل سياسة " ، له أتباع قادرون على إشعال حريق هنا أو هناك، ولتعطيل مخططاتهم أيضا. والخشية من استمرار لعبة جرّ الحبل غير المحمودة هذه بين سلطة بريمر، من جهة ومقتدى الصدر والأيادي التي تعمل خلف الستار من جهة أخرى ، تكمن في إمكانية اتساع دوائر المؤثرين في الأحداث مما يؤدي إلى انفجار الأوضاع بأكثر مما هي عليه الآن .
إن الجرح العراقي مفتوح على احتمالات عديدة ومخيفة، ويجب علينا ، نحن العراقيين، العمل على إيقاف النزيف. ولنستعيد بهجة سقوط الطاغية في ذكراها الأولى، ونعمل على بناء وطن أنهكته الحروب وسفك الدماء.


شاعر عراقي مقيم في هولندا



#ناجي_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقت


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجي رحيم - أوقفوا النزيف