|
أحمد منصور في الفلوجة
زهير كاظم عبود
الحوار المتمدن-العدد: 801 - 2004 / 4 / 11 - 05:17
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
الأعلامي المعروف أحمد منصور في قناة الجزيرة القطرية والذي عرفه الجمهور ببرنامجه بلاحدود وشاهد على العصر من الأعلاميين التي تعتمد عليهم القناة القطرية من ضمن طاقمها المنتقى بدقة . وسياسة القناة القطرية تنسجم مع أفكار السيد منصور بأعتباره أحد أقطاب حزب الأخوان المسلمين المصري ، ومسؤول التكفير والمعروف عنه تشدده وميله للتجريح والتنكيل بالخصوم ، من خلال حملاته الأعلامية التي كان يشنها على المعارضين لنهجه وأسلوبه في مصر حين كان رئيساً لتحرير أحد المجلات قبل ان يغادر مصر مضطراً . وأحمد منصور أسوة بزميلة السيد ماهر عبد الله من نفس الطاقم العامل تحت قيادة السيد يوسف القرضاوي المواطن المصري المكتسب للجنسية القطرية بقرار من الأمير شخصياً بأعتباره المرجع الديني المعتمد في قطر . ومهما كان الأعتقاد السياسي للسيد أحمد منصور فهو شأنه ويتمتع بحريته في أختيار ألأسلوب والشكل والقالب الذي يعتقده صحيحاً وفق وجهة نظرة ، وماتم ملاحظته على الرجل رغبته في أن يكون له رأياً في تاريخ العراق المعاصر ، ويبدو أنه أطلع أو طالع بعض وجهات النظر فتلبسها وحملها دون أن يتعرف على تاريخ العراق المعاصر الحقيقي ، ومن لم يتعرف على تاريخ العراق بشكله الدقيق يقع في مطبات ويرتطم بحقائق قد تجعله في وضع آخر لايحسد عليه أمام أنظار العراقيين . ومن منا لايتذكر ما وقع به مسؤول الأخبار في أذاعة صوت العرب التي كانت تقوم بشن الحملات الهستيرية على شعب العراق وحكومته الوطنية ، والذي دفعه لأذاعة برقية تم تمريرها له و أرسلت من العراق تزعم أن السيدة ( حسنة ملص ) تقود مظاهرة جماهيرية عارمة وسط بغداد من اجل أسقاط السلطة ، والتي أضحكت اهل العراق كثيراً بالنظر لما يعرفونه من أنشغال السيدة المذكورة بألأعمال البعيدة عن السياسة ، وصارت مثلاً في عدم معرفة الواقع الحقيقي للمجتمع العراقي . وبأندفاع المتحمس الذي يتناقض مع مفهوم الأعلامي الذي ينبغي أن يحمل الحقيقة ويعرضها بجرأة أمام المواطن العربي المشاهد للقناة كون الأعلامي لايمثل وجهة نظره أنما يمثل الحقيقة أن كان صادقاً ومخلصاً في أداءه ، فقد حاول السيد احمد منصور من خلال محاورته للسيد عارف عبد الرزاق رئيس الوزراء العراقي الأسبق أن يفرض عليه بعض القضايا الخاصة بالشأن العراقي وحاول الأساءه اليه ، فوقع في مطب الأساءة الشخصية ومحاولته التنكيل بشخصية عارف عبد الرزاق بالأضافة الى أسائته المتعمدة لتاريخ الشعب العراقي الذي هدده بالشكوى امام القضاء فتراجع تدريجياً تحت زعم عدم معرفته بالتاريخ العراقي ، محاولاً الفصح عن مكنونات شخصيته الكارهة للشخصية الأجتماعية العراقية سياسياً ودينياً ومذهبياً وأجتماعياً ، فلربما تكون للسيد احمد منصور دوافع شخصية أو اسباب سياسية تدفعه للوقوع في مستنقع كراهية العراقيين وتحين الفرص للأساءة اليهم دون استثناء . ويوظف السيد احمد منصور العديد من حلقات برامجه المعدة في قطر بغية أظهار الشعب العراقي بمظاهر غير حقيقية وتعمد الأساءة له من خلال الفسحة التي تمنحها سياسة القناة المذكورة التي طالما دافعت عن طاغية العراق وسياسته وتبنت اقطاب العهد البائد وروجت مزاعمهم وحاولت الوقوف في مواقف متعارضة مع المعارضة العراقية . والمتابع للمقابلات التي يجريها السيد احمد منصور يستطيع ان يتلمس هذه المزاعم التي تم طرحها ، ومهما يكن الأمر فأن كراهية أحد الأعلاميين للشعب العراقي لن يغير من الحقيقة شيء ، كما لن يستطيع أن يوقف مسيرة العراقيين ولاتغيير مستقبلهم ، ويمكن أن تكون النظرة الطائفية التي يتلبسها عقل السيد منصور أحد جوانب الكراهية الشديدة التي يكنها للعراقيين . ويخطيء من يظن بسذاجة أن القناة القطرية لسان حال التنظيمات الأرهابية المتشددة أو انها الواجهة الأعلامية للمعادين للأمبريالية العالمية والأحتلال الأمريكي للعراق والأسرائيلي لفلسطين ، ويخطيء من يظن أن السياسة الأعلامية للقناة القطرية تخالف ماتخطط له السياسة القطرية بشكل عام . أن القناة الأعلامية القطرية جزء من اللعبة الأمريكية في المنطقة وكما أن السياسة القطرية عبارة عن برنامج من البرامج الأمريكية التي تصب بالنتيجة لصالح العملية التصالحية مع أسرائيل والمخطط الأمريكي المستقبلي في منطقة الشرق الأوسط ، وما السيد احمد منصور والقاسم وماهر سوى دمى تتحرك ضمن أطار هذه اللعبة الدولية الكبيرة . وحين يتم أيفاد السيد احمد منصور الى الفلوجة والرمادي لنقل الأحداث من وجهة نظره لامن خلال الواقع الحقيقي المعاش ، فانه يقوم بنقل وقائع أخرى لأحداث في العراق يتم ايصالها له نقلاً لامشاهدة حول قتال في الناصرية والسماوة وأنتفاظات مسلحة لأبادة المحتل الذي يبعد عن قناة الجزيرة في قطر مائتي متر في قاعدة من أكبر القواعد في الشرق الأوسط ، في حين أن الناصرية والسماوة أكثر هدوءاً من غيرها من المدن العراقية . ومهما كانت نية السيد احمد منصور ودوافعه نشعر نحن العديد من أهل العراق أنه يفقد ليس فقط مصداقيته كأعلامي ، وليس فقط كسياسي ينتمي الى حزب متطرف من الأحزاب الدينية ، حيث انه يفقد مصداقيته كأنسان يتحامل على شعب ويضمر له كل هذا الحقد لأسباب سياسية ودينية دون أن يكون طرفاً في القضية العراقية الشائكة أو دون أن يكون عارفاً بأبعاد اللعبة الدولية ، حيث سمح لنفسه أن يكون دمية تحركها أطراف اللعبة الدولية ، وسيسجل التاريخ له هذا الجانب بتفاصيل عراقية ضمن كتابة التاريخ الجديد للعراق بعد أن يتم الفرز في وقوف العديد من الأسماء تحت زعم وستار وحدة الوطن وألعداء للأمبريالية ومحاربة الأحتلال في حين انهم كانوا ينفخون في الرماد لأشعال فتيل الحرب الطائفية وأطالة أمد الأحتلال وأبقاء الوضع في العراق بشكله المأساوي . ويبقى السؤال الأخير في اسباب أرسال السيد أحمد منصور الى الفلوجة بهذه السرعة ، وأسباب أختفاءه بالفلوجة التي يختفي بها فاضل نزال الخلايلة ( الأرهابي الزرقاوي ) والعديد من الأسماء الأرهابية الكريهة والمعادية لشعب العراق والعديد من أقطاب الامن والمخابرات والمتهمين بمجازر ضد العراقيين والمطلوبين من الناس . وكيف نفسر أن يكون مراسل الجزيرة أحمد منصور ومصورها داخل بيوت أهل الفلوجةفوق السطوح ؟ وكيف نفسر أعتقال الرهائن المدنيين من اليابانيين والتذكير بحرق الجثث الذي تمت ممارسته من قبل رهط من الجناة يحاول أن يشيع الجريمة في مدينة الفلوجة ويحاول خلط الأوراق ليعم الشر على الجميع وتصل اشرطة التصوير بأيد أمينة الى قناة الجزيرة ؟ وكيف نفسر دور السيد أحمد منصور داخل هذه المنطقة فقط دون أن ينتقل الى منطقة أخرى ؟ ذلك ماسيفسره حضور السيد احمد منصور في منطقة الفلوجة وأن غد لناظره قريب .
#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نعي مناضل
-
ضرورة سيادة القانون بالعراق
-
الدعوات الرخيصة للزرقاوي
-
حرب الأطباء
-
الكرد الفيليون
-
رسالة الى عائلة كردية قضت بالكيمياوي رسالة الى عائلة صبحي خد
...
-
القائد الضرورة مرة اخرى
-
قمم .. قمم
-
زمن كتبة التقارير والمخبرين
-
رحيل الكاتب والباحث العراقي أدهام عبد العزيز حسن الولي
-
الفرح في الزمن الحزين
-
ولكن من يحاسب الأمم المتحدة ؟
-
الشهداء يحضرون نوروز هذا العام
-
القوات الامريكية تستخف بحقوق الأنسان في العراق
-
تحية الى الشاعرة الفلسطينية سلافة حجاوي
-
الى انظار السيد هوشيار الزيباري – وزير خارجية العراق المحترم
-
الموت العراقي الجميل
-
الذبح على الطريقة الأسلامية
-
الدعوات المريضة للنيل من الأيزيدية
-
الكتابة بعيداً عن الحقيقة
المزيد.....
-
فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني
...
-
إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش
...
-
تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن
...
-
الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل
...
-
تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
-
بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
-
تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال
...
-
-التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين
...
-
مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب
...
-
كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|