|
إدارة الموصل في حلقة نقاشية لمركز الدراسات الإقليمية بجامعة الموصل
زياد عبدالوهاب النعيمي
الحوار المتمدن-العدد: 2614 - 2009 / 4 / 12 - 06:14
المحور:
الادارة و الاقتصاد
ضمن نشاطاته المتألقة والمبدعة ومن خلال جهد مبارك ميزه به الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف مدير مركز الدراسات الإقليمية في جامعة الموصل ، ومن منطلق أكاديمي موضوعي رصين أقام مركز الدراسات الإقليمية في جامعة الموصل حلقة نقاشية بعنوان (إدارة الموصل : مقومات إستراتيجية وإعادة تشكيل) استضاف فيها الأستاذ الدكتور سرمد كوكب علي الجميل الأستاذ في كلية الادراة والاقتصاد في الجامعة ،بحضور الأستاذ الدكتور ابراهيم العلاف مدير المركز والكادر التدريسي في المركز فضلا عن نخبة من الاكاديمين المتخصصين والمهتمين والدارسين في هذا المجال وأشار الدكتور العلاف مدير المركز في كلمته الافتتاحية للحلقة حرص المركز على أن يكون في دائرة الحدث من خلال كيفية بناء المؤسسات والبني التحتية في الموصل كونها مركزا حضاريا وتجاريا واقتصاديا وهي ملتقى لطرق ومواصلات ، و ساعدتها مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية دوما في أن تكون في مصاف المدن المتقدمة، خاصة وإنها أسهمت في بناء الدولة العراقية الحديثة وتشكيل الحكومة عام 1921.وعلى مر التاريخ فقد شهدت الموصل الكثير من المحن منذ أيام نادر شاه بحصاره الذي استمر 42 يوما دون أن يدخل ، وقد عانت الموصل المجاعة والمحن من جراء ذلك الحصاروغيره مما شهدته على مدى تاريخها الطويل ولكنها بقت صامدة بوجه التحديات.
إستراتيجية الإدارة وإعادة تشكيل تحدث الدكتور سرمد الجميل عن محور بحثه الذي يتعلق بإستراتيجية الادراة وإعادة التشكيل ، حيث أشار في مجال الإدارة الاسترايجية مقومات استراتيجة وإعادة تشكيل، على ان احد أهم الأبعاد التي نعاني منها في الحقيقة هي البعد الإداري الذي يكاد يكون غائبا عن المشهد في كل من السياسة والاقتصاد ، هذا البعد يعول عليه كثيرا وغيابه يمثل أهم التحديات ، واذا أضفنا إلى هذا البعد بعدا أخر وهو البعد الاستراتيجي ، و نقصد بذلك الإدارة الإستراتيجية التي تبلورت وتطورت في السبعينات من القرن الماضي ،في هذا الموضوع ننطلق من نص المادة السابعة الفقرة الثانية لتحديد اولوليات للمحافظة ، وفي مجالات معينة في رسم سياساتها ووضع الخطط الاسترتيجية لتنميتها بما لايتعارض مع التنمية الوطنية، هذه النقطة تعطي بوضوح أن لمتخذ القرار دور كبير في تنمية المحافظة ، مشيرا الى أن الهدف من هذه الدراسة هي بناء نموذج للموصل خاص بها لأيتم استنساخه من النماذج الأخرى،لان الموصل أنموذجا عبر تاريخ طويل وحافل ، هذا الانموذج ليس نظريا بل هو محض اختبارات ودراسات ، وسنركز على ثلاثة أبعاد هي ( البعد التاريخي الاقتصادي /الجغرافية الاقتصادية /الإدارة الإستراتيجية لان هناك الكثير من المعطيات قد حدثت في اطوار هذه المحافظة مما دفعنا لتناول الإبعاد التاريخية والجغرافية معا. الإدارة الاستراتيجة موضوع مطروق نظريا وتطبيقا ، وسواء بدأنا بالتخطيط النظري أو بالمفهوم الوظيفي وغيرها إنما نحن بصدد بلورة مفهوم واضح للإدارة الاسترتيجية من خلال الأبعاد الثلاثة ، ويمكن أن نعرف الإدارة الإستراتيجية وكمفهوم نتبناه في إدارة محافظة أو إدارة مدينة يمكن أن نتوافق مع المفهوم بأنه قدرات كامنة كما انه القدرة في الوصول للهدف وهناك من يضيف لها الحركية والمناورة في العمل وقد تعني التوقع وإمكانية استشراف المستقبل والعمل للوصول له ، وأضاف أن الاستراتيجية لاتقتصر على التخطيط أو غيره بل هي شاملة للتخطيط تعتمد القوة والتركز والمناورة واستشراف المستقبل ضمن منظور حركي دينامكي ،نحن في إطار بيئة، وهنا قد يقع أشكال أن الاستراتيجة تعني بيئة والحقيقية أن المنظومة الإدارية هي دالة لبيئتها هذ ا ماتؤمد عليه كل الدراسات والنظريات ، والشواهد كثيرة فما ينشا يجب أن يكون وليد البيئة السؤال كيف يمكن للإدارة المحلية أن تدير أعمالها ألان وكيف لها أن ترسم استراتيجيها وتنفذها وتراقبها ؟ الإدارة ضمن المفهوم الديمقراطي تعني ثلاثة أشياء مشاركة وشفافية ومساءلة ، وبالتأكيد المشاركة تعني مجلس المحافظة الذي يمثل الشعب الذي انتخبه ، الشفافية أن لاتصاغ القرارات الا في العلن ، والاهم من هذا أن تكون هناك مساءلة أي لأتكون النهايات مفتوحة عما تحقق وأنجز . إذن في إدارة الموصل هناك معطيات محلية وإقليمية وعالمية والإدارة يجب أن تعمل وفق هذه الحلقات بشكل متداخل ،محيط محلي ووطني وإقليمي وعالمي . الشواهد والإثباتات التاريخية كبعد تاريخي ، نموذج الموصل في التاريخ الاقتصادي اثأر إعجاب الاوروبين بما بلغته ، هذه الإثباتات كانت على يد مستشرقين وثبت أن الموصل ليست قرية بل هي عاصمة لعدة إمبراطوريات عالميةواقليمية ، وشهادة ياقوت الحموي أن الموصل اقصر طريق بين الشرق والغرب ،إذن هناك بعدا تاريخيا عميقا استطاعت الموصل من خلاله أن تبني شبكة وتدير وتديم شبكة من العلاقات الاقتصادية ، ، البعد الثاني يتمثل في تشكيل الجغرافية الاقتصادية ، حيث اعتمدنا على تقرير التنمية العالمي عام 2009 " إعادة تشكيل الجغرافية الاقتصادية " وكان هناك توافقا بين النموذج التاريخي والنموذج الاقتصادي ،أي إعادة تشكيل النموذج الاقتصادي في العالم ، طرح التقرير ثلاثة عناصر هي التركز ، المسافة ،التقسيم ، هذه الأبعاد الثلاثة يمكن أن تشكل تحديات ضمن المفهوم الاستراتيجي ويمكن أن تشكل فرصا للاستثمار ضمن الدولة أو الإقليم ، قد تكون هذه العناصر معوقات إلى قبل صدور هذا التقرير حيث كان يشار إلى المراكز التجارية العالمية ، أن تكون قريبة من البحار كان يجب أن تكون هذه المراكز ذات طابع حر ويضربون مثلا البحرين ودبي وبنما وغيرها ماجاء في هذا التقرير هو العكس : كيف يمكن أن تشكل هذه الأبعاد فرصا للمزيد من التنمية والنمو عكس المفهوم الذي يدعو الى أن تكون المراكز قريبة من البحر ويضرب التقرير أمثلة ، كيف أن المسافة تكون عامل جذب وقوة وليس عاملا سلبيا ،حيث يتخذ التقرير من هذه الأبعاد صيغا للتنمية حيث يخدم تشغيل الناس في النقل والاتصالات. أن بناء شبكة أعمال في الموصل لابد أن يتم وفق معطيات افرزها تاريخ الموصل الاقتصادي واستثمار الجغرافية الاقتصادية ومحاولة إعادة تشكيل منظومة وفق معيار معصرن،وأشار إلى ان ذلك يكون باستثمار ثلاثة أبعاد هي التاريخ والجغرافية والإستراتجية ويستند على بناء منظومات تركز تجاري وسكاني وفق ماياتي : منطقة حرة في محطة قطار الصابونية . كما أشار إلى ان هناك مشاريع أخرى يمكن أن تتم مثل إعادة تأهيل المنطقة الحرة الغربية ، وتأسيس مركز للثقافة والفنون والتراث،وتأسيس شبكة إعلام محلية ، وإعادة تأهيل وتنظيم مراكز الشباب في المدينة، وتأسيس منظومة حماية اجتماعية. وخلص الى القول : أن في كل ذلك يجب أن تكون الإدارة مسؤولية عن النتائج التي ستحققها من خلال هيكلة العملية الرقابية، ووضع التقارير اليومية والأسبوعية والشهرية.
تعقيبات أول المعقبين كان الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف مدير المركز،حيث أشار إلى أن هناك الكثير من المعالم الاثارية في العراق قد خرجت من إطار الآثار ودخلت ميدان السياحة ، لأننا تدخلنا وغيرنا معالمها مثل بابل وبعض مناطق الموصل ، كذلك الحال في سور نينوى الذي حاولت الحكومة المحلية في الموصل إعادة بنائه بطريقة غير علمية ، وقد كان لجامعة الموصل وكلية الآثار خصوصا دورا في إيقاف العمل من خلال حملة إعلامية ، حيث بدأت شركة مقاولات تجارية بإعادة البناء بطريقة الحفرالعشوائي واستعمال المواد التي لاتتلائم مع طبيعة السور في حين أن هذه العملية تحتاج إلى خبرات الاثاريين. كذلك فأن الموصل تشهد توقفا في مشهدها الاقتصادي بعد أن توقفت معاملها الصناعية الكبرى مثل الغزل والنسيج والسمنت والسكر وغيرها، على الرغم من أن مدينة الموصل منذ القرن التاسع عشر تعد من المدن الصناعية وهي ألان متخلفة صناعيا ، كذلك الحال في الوضع التجاري المنكمش حاليا ، علما أن المشهد التجاري قد نشط فيها منذ العام 1882 بتأسيس اول غرفة للتجارة في المدينة ، كذلك الحال في قطاع الزراعة المتوقف كليا في الوقت الراهن. وتحدث الأستاذ الدكتور هاشم الملاح الأستاذ في كلية الآداب عن الواقع العملي من البحث مؤكدا انه لابد من التركيز على نتائج الجغرافية ونتائج التاريخ أكثر من التركيز على التاريخ والجغرافية ، فمدينة الموصل تقع على نهر وهذا يمثل شيئا كبيرا في التقدم السياحي والعمراني ويمكن استغلاله من اجل تحقيق الرفاه للمواطنين ، ولذلك فان مثل هذه الجوانب تحول الى مشاريع ملموسه وترفع الى المسؤولين ليتخذوا القرار بصددها. في حين تحدث الدكتور عبدالله فاضل التدريسي في المركز بالقول :الموضوع كبير وينطوي على مضامين كثيرة ، لأنه يبحث في إعادة التشكيل ،وينطوي الموضوع على الكثير من الأفكار ،وابدى ملاحظاته في الدراسة على في الابتعاد عن الإيرادات الريعية ،وكتاب سارة شيلز يؤكد على ذلك حيث يشير إلى أن الوضع وصل عليه بالموصل بسبب غياب الإيرادات النفطية ، لان الاعتماد المحلي على الزراعة والتي نجده غائبا اليوم بسبب الاعتماد على الإيرادات النفطية والإيرادات الريعية وتحدث الأستاذ واثق براك التدريسي في المركز عن مفهوم الإستراتيجية وكيفية استخدامها في المجالات كافة وعن أصلها اليوناني والتي تعني القيادة بما تتضمنه من خطط وتنفيذ الخطط ، وتساءل : هل يمكن أن تتبنى مجالس المحافظات إستراتيجية لتنفيذ مشاريع تحقق جزءا منها ويأتي المجلس الجديد ليكمل مابداه الأول وهكذا ، مؤكدا على أن التجارب الناجحة هي التي تبنى على سقف زمني طويل الأمد وليس لمدة معينة . أن مركز الدراسات الإقليمية من خلال هذه الحلقات النقاشية الرصينة والبناءة يجعل من خطواته مركزا متميزا قادرا على وضع الحلول للكثير من التساؤلات وتمثل هذه الحلقة النقاشية حلولا مسبقة وموضوعية للكثير من المشاكل التي حاول الباحث الدكتور الجميل التطرق إليها . بجهود طيبة ومباركة من الدكتور ابراهيم العلاف مدير المركز وتشجعيه يقدم مركز الدراسات الإقليمية جهودا قل نظيرها في المراكز العربية و يضع الأسباب والحلول وأساليب المعالجة وفق إطار علمي وثوابت أكاديمية وجهد متميز
#زياد_عبدالوهاب_النعيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاصلاحات القانونية واثرها في تعزيز الحكم الراشد
-
الموقف السياسي والقانوني لحصانة السكان المدنيين إثناء الحروب
...
-
مياه البحر الاحمر بين مشكلة القرصنة وقضية التدويل( دراسة في
...
-
مركز الدراسات الاقليمية في جامعة الموصل يقيم حلقة نقاشية عن
...
-
البناء القانوني للدولة في النظام العربي
-
الية صنع القرار السياسي في ظل المتغيرات الدولية
-
الشراكة الخليجية - التركية استراتيجية اولية نحو التكامل الاق
...
-
كتاب في العلاقات الخليجية -التركية :اصدار جديد لمركز الدراسا
...
-
العلاقات الامريكية الروسية .. ملامح اولية لحرب باردة
-
منظمة الامم المتحدة اشكالية التوازن الغائب والدور المطلوب
المزيد.....
-
البنك الدولي: إسرائيل دمرت 93% من فروع البنوك في غزة
-
يقترب من الـ 51 .. سعر الدولار اليوم في البنك المركزي والبنو
...
-
كلنا هنلبس دهب براحتنا من تاني “تراجع سعر الذهب اليوم عيار
...
-
إحصاءات أوروبية: روسيا ثاني مورد غاز للاتحاد الأوروبي بعد ال
...
-
“27 لاعب في القائمة” تشكيلة العراق المتوقعة في كاس الخليج..
...
-
وفد إسباني يزور الجزائر لتعزيز العلاقات بعد رفع القيود على ا
...
-
الكشف عن أسباب تأخير إرسال الموازنات: أضرار اقتصادية هائلة!
...
-
شركات نفط الإقليم تعلن عن زيادة بالإنتاج هذا العام
-
بلومبيرغ: -هوندا- و-نيسان- تستعدان لمفاوضات اندماج
-
بريطانيا تفرض عقوبات على 20 ناقلة نفط من أسطول الظل الروسي
المزيد.....
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|