الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 800 - 2004 / 4 / 10 - 11:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إعادة ترتيب البيت الفلسطيني بحيث يرتقي الى مستوى مواجهة متطلبات المرحلة المصيرية من التحديات المطروحة على ساحة الصراع تعتبر مهمة وطنية اساسية على طريق الحرية والاستقلال الوطني للشعب العربي الفلسطيني. واعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي تعني اولا وقبل كل شيء التوصل الى صياغة موقف فلسطيني موحد في المناطق المحتلة مبني على قاعدة أوسع وحدة وطنية فلسطينية وفق برنامج كفاحي متفق عليه مؤهل لمواجهة مختلف التحديات وخدمة المعركة المصيرية لانجاز تسوية عادلة تنقذ الشعب الفلسطيني من براثن الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي وتوفر له الظروف لانجاز ثوابت حقوقه الشرعية غير القابلة للتصرف، حقه بالدولة والقدس والعودة. وحدة وبرنامج يقضيان على حالة الفوضى و "حلة الحكم" التي لا يستفيد من سيادتهما في المناطق المحتلة سوى المحتل المجرم ومؤامراته المخضبة بالدماء الفلسطينية والتي لا تستهدف سوى تعزيز قوائم الاحتلال الاستيطاني وحرمان الشعب الفلسطيني من حقه في الحرية والاستقلال الوطني. وقد مرت جولات الحوار الفلسطيني - الفلسطيني المتعددة لرأب الصدع وبلورة برنامج للوحدة الوطنية يوحد ويلزم مختلف القوى والفصائل الوطنية والاسلامية المختلفة بحالات من المد والجزر ولكنها لم تنجح في التوصل الى صياغة اتفاق "يفرح الصديق ويغيظ العدى". وقد لاحت مؤخرا بشائر تفيد ان حركة حماس وغيرها على استعداد للدخول في حوار مع فتح والسلطة الوطنية بهدف المشاركة في السلطة وفي ادارة شؤون قطاع غزة بعد انسحاب المحتلين من اراضيه. وقد رحب الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية الشرعية بهذا التوجه الجديد من قبل "حماس"، خاصة في هذه الظروف المصيرية التي يمر بها الكفاح الوطني التحرري الفلسطيني. فتوجه حماس هذا يعني من حيث المدلول السياسي الجنوح اكثر للمشاركة في العملية السياسية للتسوية ومن خلال بلورة موقف فلسطيني موحد، والابتعاد عن اتخاذ مواقف انفرادية عسكرية وغيرها. وما يغيظ اعداء الحق الفلسطيني المشروع، حكومة الاحتلال والاستيطان والجرائم اليمينية الشارونية وسندها وحليفها الاستراتيجي العدواني في "البيت الابيض" الامريكي ان يرتب الفلسطينيون بيتهم الوطني بشكل يصقل وحدتهم الوطنية الكفاحية المتمسكة بثوابت الحقوق الوطنية الشرعية الفلسطينية. ولهذا انطلق عواء ذئاب العدوان من اروقة سلطة الكوارث اليمينية الشارونية ومن ديوان ادارة عولمة الارهاب المنظم الامريكية، بشكل بلطجي عربيد يهدد ويتوعد السلطة الوطنية الفلسطينية اذا ما توصلت الى اتفاق بمشاركة "حماس" في اطار السلطة والوحدة الوطنية الفلسطينية. انه تدخل فظ وسافر في الشأن الداخلي الفلسطيني. تدخل مرفوض ويعكس اهمية مواجهته برص صفوف اوسع وحدة وطنية كفاحية فلسطينية على مختلف الصعد الرسمية والشعبية، وحدة ممهورة بدعم جماهير الشعب الفلسطيني في المعركة لانجاز الحق الوطني بالحرية والاستقلال.
("الاتحـــــــاد")
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟