|
الايتام والاطفال المشردون في العراق الى اين ؟
كاترين ميخائيل
الحوار المتمدن-العدد: 2614 - 2009 / 4 / 12 - 10:17
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
اطفال العراق الايتام والمنكوبون ضحايا الحروب المتكررة وضحايا الهجمات الارهابية العشوائية وغير العشوائية , ضحايا الصراع الطائفي والديني. هؤلاء الضحايا يشكلون حوالي 15-20% من مكونات الشعب العراقي . هؤلاء هم مستقبل العراق . اذا كنا نفكر بمستقبل ديمقراطي زاهر في العراق يجب ان نهتم بهذه الفئة المنكوبة المنسية . العلاج لم يكن بتشريع قوانين او توفير اموال بل القضية تحتاج الى تكاتف دولي ومحلي . المحلي اقصد به "الدولة , القانون , المجتمع , منظمات المجتمع المدني , الجامعات ومراكز البحوث الاكاديمية والاجتماعية , الاعلام ." هذه القضية حقا تحتاج الكثير من الدراسات : هؤلاء الضحايا ممكن تصنيفهم كالاتي : 1-الايتام وتشير احصاءات وزارة التخطيط والتعاون الانمائي الى أن عدد الاطفال الايتام في العراق بلغ نحو أربعة ملايين ونصف المليون طفل بينهم الالاف المشردة في الشوارع، تضم دور الدولة للأيتام بحدود 500 -600 طفلا يتيما فقط بحسب مسؤولة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. يعيش الايتام وضعا مأساوياً وحالة من العوز المادي والضيق بسبب عدم احتوائهم واحتضانهم من قبل اية جهة رسمية . المراجع الدينية تحتضن قسم منهم ايضا لكن لايتجاوز العدد بضعة مئات فقط . دور الدولة ضعيف بمعالجة هذه الافة الكبيرة في المجتمع العراقي . هؤلاء الاطفال هم ضحايا الحروب وضحايا الصراع الطائفي والديني والعرقي المجنون الذي ابتلى به هؤلاء الارامل والايتام . 2-الاطفال المهجورون نتيجة العنف أخبر الهلال الأحمر العراقي أن ارتفاع عدد الأطفال المهجورين نتيجة للعنف الطائفي والمشاكل الاجتماعية الاقتصادية الصعبة يثير القلق. وتحدث أحد موظفي الهلال الأحمر العراقي مفضلاً عدم ذكر اسمه قائلاً أن العديد من الآباء يتركون أولادهم مع الأقارب الذين يكون لديهم أكثر من 20 طفلاً يعتنون بهم وبعدها يتم هجرهم أو إجبارهم على العمل في الشوارع لدعم دخل العائلة. وقد أصبح أكثر من 1.6 مليون طفل تحت 12 سنة في عداد المشردين في العراق، وفقاً لإحصائية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية. وهذا ما يقارب من 70 بالمائة من المشردين الذين يقدر عددهم بحوالي 2.5 مليون عراقي داخل البلاد، وفقاً للوزارة.(ميدل ايست اونلاين). يذكرني باستاذي المشرف على شهادة الدكتوراه في معهد النفط البروفيسور الكبير نائب رئيس المعهد للشؤون العلمية ( اخبرني انه طفل يتيم قتل والداه في الحرب تبنته احدى عوائل اقاربه وكان مولع بالعلم والدراسة واصبح ذلك الرجل الاكاديمي المعروف بجهوده الخاصة . كانت سمات الحزن مرسومة على وجهه كلما التقيه يراودني السؤال مع نفسي . الي ان حدثني مرة عن حياته بصدفة عجيبة " كنا انا وهو والمشرف المساعد في مكتبه منغمرين بحقل نفطي معقد حيث كانت التركيبة الجيولوجية لذلك الحقل تأخذ تفكيرنا يمينا ويسارا دون جدوى نتناقش ونتصارع بالافكار والتقديرات والتخميانات ,واذا بالتلفون يرن على البرفيسور "عارف مميدف" ويخبره انا ابن عمك اريد اللقاء بك . رد البروفيسور من اين تتصل وماذا تعمل ولماذا تريد ان تلتقي بي ؟ اجابه ثانية يجب ان التقي بك . اخبره البروفيسور تفضل الاسبوع القادم الى دائرتي . وضع السماعة وحدثني "عندما كنت يتيما في الشوارع لم يعرفني عمي ,الان اصبحت شخص معروف الكل يركض ليقول انا اقاربك من الطرف الفلاني ." كم من هؤلاء الاطفال المشردين والايتام هم بذكاء هذا الرجل العبقري ليصبحوا بمثل هذا اليتيم الذي خدم البشرية باجمعها . 3-الاطفال العراقيون في سوق الاتجار
ران ـ لندن ـ قالت صحيفة غارديان البريطانية إن ما لا يقل عن 150 طفلا عراقيا يباعون سنويا مقابل مبالغ تتراوح بين 200 و4000 جنيه إسترليني, مشيرة إلى أن بعضهم يتحول إلى ضحايا للاستغلال الجنسي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين وهيئات إغاثة قولهم إن الفساد المالي والتهاون في تطبيق القانون وسهولة اختراق الحدود العراقية تضافرت كلها لتفاقم أزمة الاتجار بالأطفال العراقيين مما أدى إلى خطف أعداد كبيرة منهم سنويا وبيعها خارج العراق أو داخله.
5-9-2009 غارديان قالت إن العصابات الإجرامية تحقق أرباحا كبيرة من الأسعار الرخيصة للأطفال والفوضى الإدارية التي تجعل نقلهم خارج البلاد أمرا سهلا نسبيا.
ومن الصعب تحديد الحجم الحقيقي لهذه التجارة لغياب نظام مركزي لجمع البيانات حول هذا الموضوع، لكن المنظمات الخيرية والشرطة العراقية تعتقد أن العدد زاد بالثلث بين عامي 2005 و2008 ليصل 150 طفلا سنويا.
الصحيفة نقلت عن ضابط كبير في الشرطة العراقية قوله إن 15 طفلا عراقيا يباعون شهريا, بعضهم خارج البلاد وبعضهم داخلها وبعضهم من أجل التبني والبعض الآخر للاستغلال الجنسي.
ويعتقد المسؤولون العراقيون أن 12 عصابة اتجار في الأطفال تنشط بالعراق وأنها تدفع ما بين 200 و4000 جنيه إسترليني مقابل الطفل حسب محيطه الذي ينحدر منه ومدى غناه وفقره.
أما البلدان التي يباع فيها هؤلاء الأطفال فهي الأردن وسوريا وتركيا وكذلك بعض البلدان الأوروبية كسويسرا وأيرلندا وبريطانيا والبرتغال والسويد. 4- الاحداث في السجون وبعد خروجهم من السجون والمحتجزات أوضح مدير عام دائرة إصلاح الأحداث في لقاء اجراه القسم الصحفي في المركز الوطني للاعلام أن الدائرة تعمل الان بقانون رعاية الأحداث رقم 76 لسنة 1983 ، وقانون أحوال المحاكمات الجزائية للأحداث رقم 76 لسنة 32 لعام 1971 ونظام دور التأهيل رقم 32 لسنة 1971 وقانون المحكومين والموقوفين رقم 6 لسنة 1987، داعيا مجلس النواب على استضافته سريعا لبيان الثغرات الموجودة في هذه القوانين وحاجة الدائرة إلى إصدار قوانين وتشريعات جديدة بشأن رعاية الأحداث. هؤلاء الاحداث بامس الحاجة الى اعادة تأهيلهم ونزع روح العداء من تفكيرهم وجلبهم الى الطريق السليم في الحياة . 5- عمالة الاطفال في سن مبكرة تعطيني الرسالة التالية حسب تصريح طبيب عراقي ابراهيم عبد الرحمن :إن عمل الأطفال في سن مبكرة يعرضهم للإصابة بالكثير من الأمراض، خاصة في أيام الشتاء كالالتهابات المختلفة بسبب برودة الجو، فضلا عن تعرضهم لأشعة الشمس الحارقة في الصيف، والتي تؤدي الى اصابتهم بامراض ضربة الشمس والتيفوئيد، بالاضافة إلى عدم تناولهم الوجبات الرئيسية الغنية بالمواد الضرورية لنمو الجسم، خاصة ان أغلبهم من العوائل الفقيرة مما يعرضهم للإصابة بأمراض سوء التغذية وتأخر النمو. وأكد ان بعض الأعمال تعرض الاطفال لإصابات خطيرة وكسور، كما أن مرحلة الطفولة تمتاز بالمرح واللعب والحركة، لذا فالطفل العامل يحرم من اللعب والمرح والحركة، مما يؤدي الى مشاكل نفسية وشوق دائم لتعويض هذا الحرمان. 6- الاطفال الذين تركو الدراسة تقرير اليونيسيف نهاية 2007 أظهر بحث أجرته المنظمة الأممية عن الانقطاع الدراسي أن 28% فقط ممن بلغوا سن السابعة عشرة اجتازوا امتحانات الثانوية هذا العام، مضيفا أن نسبة من اجتازوا الامتحان النهائي في وسط وجنوبي العراق لم تتعد 40%.وأشار التقرير إلى أن عدد تلاميذ المدارس الابتدائية المتخلفين عن الدراسة خلال 2006 بلغ 760 ألفا، إلا أن هذا الرقم ارتفع خلال العام الماضي بسبب انقطاع الدراسة لعدد متزايد من الأطفال النازحين من ديارهم. المعالجات 1-مراجعة القوانين الخاصة بالاطفال من قبل اخصائين من الدول التي خاضت الحروب وتركت وراء الحروب جيوش جرارة من الايتام والارامل . 2-فتح دور ايواء المشردين دون استثناء ومختلطة من كل اطياف الشعب العراقي . وتبني مناهج علمية مدروسة لرعايتهم . 3-الاهتمام بمنظمات المجتمع المدني التي تهتم بامور الاطفال. دعم هذه المنظمات بخبرات من الدول الاخرى ذات الشأن . 4-تخصيص ميزاية خاصة من اموال النفط للارامل والايتام والمشردين . 5-فتح فروع في الجامعات العراقية لدراسة وبحث المشاكل الاجتماعية المختلفة ومنها مشكلة الايتام والاطفال المشردين . 6-الاهتمام بالاعلام للطفل بشكل عام وتدريب طلاب كلية الصحافة والاعلام لدخول قلب العائلة العراقية والسماع لهمومها . 7-المخابرات العراقية داخل وخارج العراق يجب ان تأخذ هذا الموضوع باهمية كبيرة . لمتابعة العصابات التي تزاول جريمة اتجار الاطفال وكسب مال الحرام . 8-الاهتمام بالباحثات الاجتماعيات ورفع رواتبهن لتشجيع اكبر عدد ممكن من الشابات ومتوسطي الاعمار وخاصة الارامل منهن لدراسة هذه الفروع لانهن يملكن تجربة عملية بهذا المجال . صرف رواتب لهن اثناء الدراسة . 9-الاهتمام بالاحداث المسجونين وخلق مركز اعادة تأهيل هؤلاء بعد خروجهم من الحجز او السجن لانقاذهم من حالة العزلة التي تراودهم اذ يشعرون انهم منبوذين في المجتمع . 10-بناء مجمعات واقسام اصلاحية بالاضافة إلى برامج متطورة للاحداث لفك الزخم الحاصل في الدور الإيوائية التابعة للدائرة التي تهتم بالاحداث واموال القاصرين في كل العراق . 11-ملاحقة ومعاقبة تجار بيع الاطفال العراقيين . هذه مهمة الشرطة والقوى الامنية العراقية . 12-الاهتمام ومراقبة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومحاربة الفساد الموجود فيها . اذ تصرف اموال الرعاية الاجتماعية لكل "من هب ودب " على حساب هؤلاء المظلوميين . 13- على وزارة التربية تبني برامج خاصة بقانون التعليم الالزامي وتطبيقه على عموم العراق .
#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العقول المهجرة والمهاجرة تجتمع في واشنطن حبا لبناء وطن الام
...
-
اليتيم العرقي -مستقبل مجهول
-
رسالتي الى وزيرة شؤون المراة الدكتورة نوال السامرائي
-
النساء الكفوءات يا اذار الخير
-
مشكلة الارامل والايتام الى متى يااذار الخير ؟
-
حقوق الناخب العراقي وقضية الدايني
-
العنف ضد المراة العراقية ال متى يا اذار الخير ؟
-
الديمقراطية في الشرق الاوسط تشق طريقها الى السعودية
-
خبر عاجل
-
استقالة الوزير السامرائي ( وزارة شؤون المراة في بغداد )
-
ماذا علمتني الانتخابات ؟؟؟
-
ماذا عن الانتخابات يوم امس ؟؟؟
-
اوبريت لاشيعي ولاسني
-
العنف ضد المراة العراقية مرض مزمن
-
هل للناخب العراقي حقوق حتى بعدالانتخابات ؟
-
وفد المثقفين العرقيين من الخارج يدعم مكونات الشعب العراقي ال
...
-
ردا على مقالة د. عدنان الظاهر بتاريخ 11-11-2008
-
قرار رئاسة الجمهورية العراقية مخجل بخصوص المكونات الاصيلة
-
لماذا الاتفاقية الاميركية ؟
-
المراة العراقية بعد سقوط النظام الديكتاتوري 2003
المزيد.....
-
الأونروا: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
الاونروا: الحصول على وجبات طعام أصبح مهمة مستحيلة للعائلات ف
...
-
الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم
-
غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|