أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بطرس بيو - العامل الأخلافي في تصرفات البشر














المزيد.....


العامل الأخلافي في تصرفات البشر


بطرس بيو

الحوار المتمدن-العدد: 2613 - 2009 / 4 / 11 - 09:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في المناظرة التي أجريت بين الكتورة وفاء سلطان و أحد شيوخ الإسلام في قناة الجزيرة قال فضيلته رداً على ماذكرته الدكتورة عن الإنتحاري الذي فجر نفسه في حافلة مليئة بالركاب أن بوش سبب قتل أضعاف الذين قتلوا في الحافلة في حربه على العراق الأمر الذي لا يمكن نكرانه. و قد بنى فضيلة الشيخ مقارنته على عدد الوفيات التي تسببت من الحادثتين و أهمل الدوافع التي كانت سبباً لتلك الوفيات. فالإنتحاري الذي فجر الحافلة كان يرمي إلى قتل أكبر عدد من الابرياء بينما الأبرياء الذين قتلوا في العراق لم يكونوا هم المستهدفون. فلو كان في حوزة بوش أسلحة متطورة بالإمكان تجنب قتل الأبرياء بواسطتها لما تردد في إستعمالها. فعندما وصل إلى علم السي آي أي أن صدام حسين سيتواجد في مزرعة قرب ديالى وأراد البنتاكون قصفها ثم قيل لبوش أن أحفاد صدام سيتواجدون معه رفض قصف المزرعة. و عندما أمر كلنتون ضرب مصنع الأدوية في السودان علق جومسكي على الحادث بقوله أن حادث الحادي عشر من سبتمبر يهون بالمقارنة مع ضرب المصنع مهملاً الدافع الذي كان وراء تفجيره و هوالأعتقاد كونه مصنع لأسلحة كيماوية بينما الإنتحاريين الذين فجروا ناطحات السحاب التومأتين كانت غايتهم قتل آلاف الأبرياء وهدم صرح مهم من صروح مدينة نيويورك.

ثم يتسائل فضيلة الشيخ عن من إستعمر بلاد الآخر الفرنسيين المسيحيين أم الجزائريين المسلمين و أغفل كيف أصبحت الجزائر إسلامية. فعندما غزا المسلمون الجزائرفرضوا دينهم على أهل البلاد الأصليين بينما لم يفعل الفرنسيون ذلك عندما إحتلوا الجزائر بل تركوا أهل البلاد التي إحتلوها ممارسة شعائرهم الدينية بحرية. و هنا يتسارع بعضهم بالقول أن المسلمين لم يفرضوا دينهم فرضاً بل خيروا الناس أن يعتنقوا الإسلام أو يدفعوا الجزية و يهملوا إعتيادياً الخيار الثالث و هو القتل. و الواقع أن الأغلبية الساحقة من اهل البلاد المحتلة معدمون و ليس بإمكانهم دفع الجزية فيبقى لديهم خيارين إما إعتناق الإسلام أو الموت.

هنا نأتي إلى العامل الأخلاقي الحضاري و أن الأمر المهم في أية عملية هو الغاية المرجوة من العملية و ليس نتائجها السلبية حيث ينطبق المثل العربي المعروف إنما الأعمال بالنيات.

أنا لست بصدد الدفاع عن بش أو كلنتون بالاعمال التي قاما بها أو بالفرنسيين في إستعمار الجزائر إذ هنا ناتي إلى موضوع مختلف يحتاج إلى بحث آخر و لكني أود أن أركز على العامل الأخلاقي في أية عملية. وهنا قد يتصدى لي أحدهم بالقول بأن الذي فجر الحافلة كان قصده تحرير بلده من الإحتلال الإسرائيلي و أن الذين قاموا بعملية الحادي عشر من سبتمبر كانت غايتهم أيذاء أميركا التي تساعد إسرائيل في إحتلال بلادهم. و جوابي على ذلك أن ركاب الحافلة ليس هم المسؤولون عن إحتلال فلسطين و اآلآلاف الذين فجروا في الحادي عشر من سبتمبر ليس هم المسؤولون عن سياسة أميركا الخارجية.

ثم نأتي ألى موضوع آخر له علاقة بالأخلاقيات و هو زرع الكراهية في نفوس الأطفال منذ نعومة أظفارهم. ففي موقع من مواقع الإنترنيت تجيب طفلة ذات الخمس سنوات على من هم اليهود بأنهم قردة و خنازير بينما إبنة وفاء سلطان ذات الست سنوات تقول عن مارتن لوثر كنك أنها لا تشك بأنه في الجنة لأنه كان يأمر أتباعه بمعاملة الناس باالمحبة و السلام و إني أتسائل كيف ستتصرفان هاتان الطفلتان عندما تكونان في سن تستطيعان فيه التأثير عى مجريات الأمور؟

مما لاشك فيه أن إهمال العامل الأخلاقي في تصرفات البشر يؤدي إلى بث الكراهية و التنازع بينهم و الرجوع إلى االعصور التي كان النزاع بين الأقوام هو القاعدة و الإستيلاء على ممتلكات الغيربالقوة هو العرف.



#بطرس_بيو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (2)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النصر الذي حققته فتح
- تغير الأقطاب المغناطيسية للكرة الأرضية
- مأساة غزا
- مأساة غزة
- حب الوطن
- تنبؤات نوسترادامس
- ألإسلام و حرية الرأي
- كاتدرائية آيا صوفيا
- الرد على كلمة الأستاذ محمد خلف الرشوان
- شهامة المتحاربين تجاه العدو
- التعصب الديني و الحط من قيمة العلوم
- تقليق على كلمة الأستاذ الشهابي
- نقد خليقة الله
- الطريقتقن في تفسير ما يقرأه الفرد
- قصة تفجير المفاعل النووي العراقي - الجزء الثالث
- قصة تفجير المفاعل النووي العراقي - الجزء الثاني
- قصة تفجير النفاعل النووي العراقي
- إستقلال الهند و القضية الفلسطينية
- الحلم الذي حلم به مارك توين
- علم التنجيم قديماً و حديثاً


المزيد.....




- 20 اقتحاماً للأقصى ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- 44 وقتا ا ...
- آخر تحديث من الفاتيكان: حالة البابا فرانسيس مستقرة
- رمضان غزة بلا أذان والمصليات بديل المساجد لإحياء -التراويح- ...
- صحة البابا فرانسيس وحتمال استقالته.. مشاهد تعيد للذهن العام ...
- تيمور جنبلاط يرفض الفدرالية بلبنان ويدعو إلى إلغاء الطائفية ...
- مصادر فلسطينية:الاحتلال يقتحم المسجد الاقصى ويجبر المصلين عل ...
- افتتاح وشيك لكنيسة أور للكلدان: لم شمل للمسيحيين ودعم للسياح ...
- الاحتلال يقتحم المسجد الأقصى ويجبر المصلين على مغادرته
- 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى ا ...
- أول أيام رمضان.. 70 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في رحا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بطرس بيو - العامل الأخلافي في تصرفات البشر