|
مكافحة الاتجار في المخدرات
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 2626 - 2009 / 4 / 24 - 08:00
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
"هيلاري كلينتون تنوه بالمغرب وتحذره"
في الوقت الذي ارتفعت فيه أصوات من هنا وهناك تثمن جهود مكافحة الاتجار في المخدرات خلال سنة 2008، وتشيد بما تم تحقيقه وتبرز الركود الذي عرفه تهريب والتراجع الملحوظ للمساحات المزروعة بالقنب الهندي، الشيء الذي جعل بلادنا تتراجع في الترتيب المتعلق بالمخدرات، برزت حقيقة جديدة، وهي الكشف عن تصاعد ترويج الكوكايين، حيث جاء تصريح هيلاري كلينتون وتقرير المنظمة الدولية لمكافحة المخدرات ليؤكد هذا الأمر. وتزامن تصريح وزيرة باراك في الخارجية مع تداعيات تفكيك شبكة تهريب المخدرات نحو أوروبا عبر شواطئ شمال المملكة، التي تورطت فيها عناصر الأمن والدرك والعسكريين، شكك مراقبون محليون ودوليون في مصداقية هذه الحملة التي لم تستهدف، في رأيهم، سوى الصغار.
هيلاري تنوه وتحذر
كشفت وزيرة "باراك أوباما" في الخارجية في نهاية شهر فبراير عن فحوى تقرير بخصوص تجارة المخدرات عبر العالم، جاء فيه أن إنتاج القنب الهندي عرف تراجعا وانخفاضا ملحوظا خلال سنة 2008 بالمغرب، لكن في المقابل توسع نطاق تهريب الكوكايين إلى الدول الغربية انطلاقا من بلادنا، كما عرف تداولها بين ظهرانينا تصاعدا مضطردا، سيما خلال الـ 3 سنوات الأخيرة. لقد نوهت الإدارة الأمريكية بمجهودات المغرب بخصوص حملات محاربة زراعة القنب الهندي. كما ثمن تقرير المنظمة الدولية لمكافحة المخدرات الحملة المكثفة للتصدي لهذه الزراعة، مبررا انخفاض إنتاج الحشيش وارتفاع الكميات المحجوزة منه من طرف السلطات الأمنية والجمارك. غير أن الفعالية ما زالت محدودة في ظل غياب سياسة واضحة المعالم ومحدودة المقاصد، كفيلة باستئصال جذور هذا الداء، زراعة القنب الهندي بالمناطق الشمالية وتعويضها بنشاط يضمن العيش الكريم للساكنة المعتمدة على هذه الزراعة.
لغة الأرقام
تطالعنا الأخبار كل يوم بأنباء ضبط كميات من المخدرات المهربة إلى الخارج واعتقال مجموعة من المتورطين، غير أن هناك تباينا بين الأرقام المعلن عنها من طرف جهات رسمية وجهات أجنية. فحسب آخر تقرير دولي متعلق بالمخدرات، سيما تقرير المنظمة الدولية لمكافحة المخدرات التابعة للأمم المتحدة، سجلت سنة 2008، تصاعدا ملحوظا لكميات المخدرات المحجوزة، إذ ارتفعت من 89 طنا سنة 2006 إلى 118 طنا سنة 2007، في حين ارتفعت الكميات المحجوزة من عشب القنب الهندي ("الكيف") من 60 طنا سنة 2006 إلى 209 أطنان سنة 2007، واستمر هذا المنحى خلال النصف الأول من سنة 2008. وحسب الإدارة العامة للأمن الوطني، إن الكميات المصادرة من القنب الهندي، جزء منها (7 أطنان و160 كلغ) مرصود للاتجار على الصعيد الوطني، في حين بلغ الجزء الموجه بالأساس للاتجار الدولي، 53 طنا و26 كلغ، أي أن 95 بالمائة من الكميات الإجمالية المحجوزة من الحشيش رصدت للترويج الدولي خاصة بأوروبا. أما بخصوص كميات الكوكايين المحجوزة، فقد رصدت 27.59 كلغ للاتجار الدولي مقابل 4.55 كلغ للترويج المحلي. كما تم تسجيل رصد 1.66 كلغ من الهيروين للاتجار داخليا. وأيضا وجهت كميات المواد المهلوسة المصادرة كليا للاتجار الوطني، وقد بلغت الكمية المحجوزة منها 41235 وحدة. وحسب مصادر أمنية أخرى، واستنادا إلى المعطيات المتوفرة والمعلومات المستقاة بخصوص فترة ما بين فاتح يناير و 30 نونبر 2008، يحتل الحشيش الرتبة الأولى فيما يتعلق بالكميات المصادرة، يليه الكوكايين في المرتبة الثانية ثم المواد المهلوسة، ويحتل الهيروين المرتبة الأخيرة، فخلال هذه الفترة تم حجز : 32.17 كلغ من الكوكايين و41880 وحدة من المواد المهلوسة و5.48 كلغ من الهيروين. وأكد التقرير الدولي الأخير أن إنتاج القنب الهندي والمساحات المخصصة لزراعته، عرفت انخفاضا مسترسلا بدءا من سنة 2005، إذ وصلت هذه المساحة الإجمالية حسب المعلومات المتوفرة لدى المنظمة الدولية لمكافحة المخدرات برسم سنة 2005 إلى 76.400 هكتارا. وحسب تصريحات رسمية، انخفضت المساحات المخصصة لزراعة القنب الهندي سنة 2008، بما قدره 55 بالمائة مقارنة مع سنة 2003.
سياسة التصدي
حددت سياسة مكافحة المخدرات برسم سنة 2009، حسب وزارة الداخلية، بلوغ جملة من الأهداف تتمحور حول تخفيض المساحات المخصصة لزراعة القنب الهندي في انتظار استئصال هذا النوع من الزراعة بإقليم تطوان والعرائش وسيدي قاسم وتاونات، مع الاستمرار في المحافظة على سيرورة انخفاضها، لحصرها في حدود 50 ألف هكتار. ويبدو أن الحرب ضد المخدرات في المغرب قد تأججت في المدة الأخيرة، حيث وصل هذا التأجج إلى مركز التنسيق من أجل مكافحة تهريب المخدرات على الصعيد الأورومتوسطي.
تجارة المخدرات والفساد
لم يعد يخفى على أحد الآن أن تجارة المخدرات ببلادنا ارتبطت ارتباطا وثيقا بالفساد الإداري، وقد تأكد هذا الأمر في أكثر من مناسبة، آخرها استعمال أموال المخدرات في الانتخابات وشراء الكراسي من طرف تجار ومهربي المخدرات بمبالغ "طيطانيكية". مما دفع فعاليات المجتمع المدني إلى الاهتمام بهذا الموضوع، إذ تمكنت من دفع القيمين على الأمور باستصدار قانون يقنن مصادر الحملات الانتخابية ويعاقب من ثبت في حقه استخدام أموال المخدرات. وبخصوص نفس الموضوع وجهت "جمعية الريف لحقوق الإنسان"، منذ مدة، كتابا إلى الملك محمد السادس، قيل إنها ساهمت في دفع السلطات الأمنية للقيام بحملة تمشيطية واسعة النطاق، إلا أنه في البداية تم اعتقال بعض البارونات وغض الطرف عن المسؤولين الأمنيين المتورطين. وفي نفس المسار أكدت بعض الأصوات أن الحملة الأخيرة للتصدي لبارونات المخدرات لم تأت أكلها، اعتبارا لاستمرار تواطؤ عناصر وازنة بالأجهزة الأمنية والجهات المكلفة بالمراقبة. علما أنه في أواسط التسعينات من القرن الماضي، اتهم المرصد الأوروبي للتهريب والتجارة الدولية للمخدرات، المغرب بضلوع شخصيات نافذة في السلطة، في تسهيل تهريب المخدرات نحو أوروبا وهذا ما تبين كلما عم القيمون على الأمور على تفكيك شبكة من الشبكات.
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحسن الثاني والشعوذة
-
في انتظار استحقاقات 2009
-
في ظل هيمنة الأزمة والبحث عن مخرج
-
لا زلنا نحلم بعدالة اجتماعية
-
هل تورط قضاؤنا مرة أخرى؟
-
نبيل بنعبد الله الرفيق الذي عرف كيف يستفيد بهدوء
-
هكذا نتصدى للفقر
-
الدبلوماسية المغربية من الجمود إلى التسرع
-
رفع المستور عن مقتل هواري بومدين
-
الدولة تؤسس هيئة عمومية لمكافحة تبييض الأموال
-
هذا هو الخبر
-
كادت المكالمات المجانية خلق أزمة مغربية فرنسية
-
-سنعلن الدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب لأن القيادة الحالي
...
-
الحوار الاجتماعي لصالح من؟
-
فرع جمعية -لا عاهرات ولا خاضعات- بالمغرب
-
الجنرالات العجزة والجيش الذي يريده الملك؟
-
محمد الغماري / أستاذ جامعي خبير في الدراسات الاستراتيجية وال
...
-
-الملك هو الذي يحكم- نقطة إلى السطر
-
محمد السادس في الرتبة 89 و-أوباما- على رأس القائمة
-
إلى متى سنترك الحكومة تفعل بنا ما تريد؟
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|