حسن أحراث
الحوار المتمدن-العدد: 2613 - 2009 / 4 / 11 - 09:55
المحور:
المجتمع المدني
تسارعت في الآونة الأخيرة وتيرة الانسحاب من جريدة المساء، وآخر المنسحبين الصحافي خالد الجامعي. والأكيد أن تلك الانسحابات، قسرية كانت أم طوعية، تدل على أن هناك اختلالات "هرمونية" في جسم جريدة المساء الذي بدأ يفقد نضارته ومصداقيته. فالانتقال من جريدة الى أخرى يعتبر أمرا عاديا إذا كان ذلك في حدود عدد صغير من الصحافيين وفي مدى زمني معين، لكن بالنسبة لجريدة المساء أصبحت هجرة الصحافيين حدثا بارزا واستثنائيا يستدعي الانتباه اليه، بل والتوقف عند دلالاته وتبعاته..
وإذا فضل بعض المنسحبين الصمت لأسباب أو أخرى، رغم أن تفسير الواضحات من المفضحات، فإن لخالد الجامعي الجرأة ليعلن أن مناخ المساء بطبعتيها العربية والفرنسية أصبح لا يطاق، وكذلك فعل سابقا مع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ومع جريدة الرأي (L’Opinion).
ماذا حصل مع خالد الجامعي؟
الرقابة، المساء لا تريد أن يكتب خالد الجامعي عن شخصيات معينة وعن ملفات معينة.. المساء لا تريد أن يخوض "ولد الجامعي" فيما قد يعود عليها "بغسيل الفندق"..
المساء الآن في قبضة "الرأسمال" ولا بد أن تخضع لنزوات "الرأسمال"..
تريد المساء أن "يطلع" اسم خالد الجامعي بالجريدة فقط، تريد المساء أن تزداد مبيعاتها (الجريدة الأولى بالمغرب)، ودون أن يسبب لها الرجل من المتاعب والإحراج ما لم تعد تحتمله..
إنها التعليمات، التعليمات التي تسقط على المساء كما تسقط على جرائدنا ومنابرنا وقنواتنا وإداراتنا وأحزابنا وجمعياتنا...
إنها التعليمات التي تقتل المهنية وتسيء اليها وتجهز على الموضوعية..
إنها التعليمات التي تخنق الأقلام الصحافية الجريئة وتفسح المجال للدجالين والانتهازيين، وحتى للمتورطين في التآمر على القضايا العادلة...
خالد الجامعي رفض "سخاء" المساء وركب صهوة الكبرياء ليرد الصفعة صفعتين..
فلنرفض السخاء المسموم كصحافيين وكمناضلين وكهيئات سياسية ونقابية وكجمعيات، ولنركب صهوة الكبرياء والنضال من أجل تخليق وتطهير الصحافة والسياسة والنقابة... ولنفتح أبواب المستقبل..
حسن أحراث
#حسن_أحراث (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟