أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم محسن نجم العبوده - العرب ما بين التسامي والسلوك ألقسري














المزيد.....

العرب ما بين التسامي والسلوك ألقسري


سليم محسن نجم العبوده

الحوار المتمدن-العدد: 2613 - 2009 / 4 / 11 - 04:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العرب ما بين التسامي والسلوك ألقسري
في هذا المقال نريد ان نتكلم عن العرب كمجتمع بشري متميز بصفاته وخصائصه عن باقي المجتمعات البشرية وكذلك عن العرب كأنظمة حاكمة ومدى التفاعل ما بين الحاكم والمحكوم ومدى تأثر الفكر العربي بتوالي التاريخي للأحداث التي مر بها العالم العربي . وانعكاس تلك المعطيات على الشخصية العربية السياسية ومدى الجدوى الحقيقية من انتظار موقف عربي حقيقي موحد بعيد عن كل اعتبارات المصالح الفؤية الضيقة .
وعلى الرغم من ان مصطلحي "التسامي و السلوك ألقسري" هما من المصطلحات التي يستخدمها علم النفس البشري الا أني أؤمن بحقيقة مفادها ان المجتمع الدولي محكوم بذات المعايير و الثوابت التي تحكم المجتمع البشري وتحدد انفعالاته وتغيراته وهذا الاعتقاد مبني على حقيقة مفادها ان الدولة وهي ذلك الكيان المحدد جغرافيا وبيئيا وتقنيا هي في الحقيقة انصهار كل أفراد المجتمع باختلاف انتمائاتهم وعقائدهم في جسد واحد اجتماعي سياسي اقتصادي تمثله الدولة ويقوده نظامها . ولذلك فان الدولة الحديثة يكمن جوهرها في مجموعة القوانين والمعتقدات والموسوسات اللازمة لإيجاد القوة واستعمالها فيتم تعزيز وتنظيم الدولة داخليا بهدف زيادة قوتها خارجيا فمن خلال سياستها الاقتصادية والتجنيد الإجباري امتلكت الدولة الحديثة القابلية على تعبئة الثروة و خدمات مواطنيها لتعزيز قوتها و مصالحها وتوجيهها باتجاه معين .
ولغرض توضيح الفكرة نعرج على تعريف " التسامي " كما يعرفه علم النفس على انه بعض الدوافع التي لا يمكن كبتها كليا كالدوافع الجنسية والعدوانية وفي الوقت نفسه التعبير عنها مرفوض اجتماعيا ولذلك تحبط تلك الدوافع حيث يأتي دور حيلة التسامي لإشباع الإحباط بطريقة غير مباشرة للتنفيس عن ضغوط التوترات الناتجة عنها عن طريق القيام بسلوك مقبول كالإعمال الفنية و ممارسة الرياضة والتسامي مقارنة مع بقية الحيل اللاشعورية يظهر انه الأكثر سلامة و أمنا والأقل ضررا على الشخص ومجتمعه . . إما " السلوك ألقسري " فيعني وجود دوافع لا شعورية لا يعرف المريض هويتها او أسبابها تلح علية و تطلب إشباعها وتنفيذها و اذا امتنع او تردد في تحقيقها ينتج عن ذلك توتر انفعالي داخلي يجبر المريض على تنفيذ ذلك السلوك فينخفض توتره ويرتاح نفسيا . و هذان التعريفان لا يحتاجان سوى الى تحريف بسيط كي يتطابق او يتحول من ظاهرة سلوك بشري الى سلوك دولي .
ويؤكد السلوك الذي تسلكه الدول العربية حاليا وتاريخ الشرق الأوسط و التأثيرات الهامة في طرق التجارة على العلاقات الدولية فمنذ زمن أقدم الإمبراطوريات في هذه المنطقة أدى تغير السيطرة على طريق القوافل في أسيا الى قيام سلسلة متلاحقة من الإمبراطوريات وحتى في عهد روما مركز الجاذبية الاقتصادية للإمبراطورية في شرق البحر الأبيض المتوسط وقد عاشت الإمبراطورية البيزنطية و الرومانية اللاحقة لمدة إلف سنة بعد انهيار الامبراطوريه الرومانية الشرقية وقد استمرت بالسيطرة لحين بروز الأتراك لكن بعد تطورا لنمو الاقتصادي الأوربي واكتشاف العالم الجديد أدى الى تدهور الشرق الأوسط واقتسامه بين المنافسين على التوسع والثروة بعد ان استطاعوا القضاء تدريجيا على الأتراك .. ان طوال تلك الفترة الزمنية والعرب لم يستطيعوا الإمساك بزمام الأمور وقيادة أنفسهم بل انه حتى بعد ظهور الإسلام و قيام الدولة العربية الإسلامية لم يكن يحكم المناطق العربية حكام من نفس تلك المناطق لكن غالبا ما كانوا الولاة والخلفاء هم من الوافدين والمستقدمين من مناطق عربية او حتى أجنبية أخرى ولذلك تجد عمر بن العاص واليا لمصر الحجاج واليا على العراق فيما ما كان معاوية بن أبي سفيان واليا على الشام و عبيد الله بن زياد واليا على الكوفة في حين كان البرامكة حكام بغداد والموثرين في قرار الخلافة العباسية الى ان تم اجتثاثهم من قبل هارون الرشيد وغيرهم كثير ممن حكم بغير مجتمعه ..وهذا ما عزز بل جذر في النفس العربية بصورة عامة وفي نفس الحاكم العربي صفة الخضوع والتبعية للأخر بل انه ان لم يجد من يتبعه يخلق طاغوت بكلنا يديه كي يولي أمره إلية . ان الاحتلال الأوربي للوطن العربي خلق "بيروقراطيات " متنافسة على الأرض العربية الا ان تلك البيروقراطيات لم تكن دينية بقد ما كانت قبلية او طائفية . و لذلك فان نفس الحاكم العربي تكون مدفوعة باللاشعور الى التبعية ولذلك فهم في القمم العربية المنعقدة يحاولون ان يجملوا هذا الواقع المخزي بالتسامي والتظاهر بالكمال والحكمة والتعاون الا ان التجدر في التبعية سواء كانت مباشرة او غير مباشرة تدفعهم قسرا سواء طلب منهم ذلك ام لم يطلب اتخاذ قرارات في مجملها مهادنة الى اسرائيل وإضعاف للواقع العربي و مجاملة القوى الخارجية .
ربما يكون من المضحك ان أقول ان الحكام العرب بحاجة حقيقية الى جلسات علاج نفسية تهدف الى تنقية نفوسهم من مرض " التسامي والسلوك ألقسري " علهم يتخذوا قرارا أجابيا تاريخا واحدا بحق هذه الأمة .



#سليم_محسن_نجم_العبوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة وحق الدفاع الشرعي عن الوجود
- النظام الاقتصادي المقيد بالحرية - الشيو- رأسمالي-
- القمم العربية .. وسياسة حلب الثيران ..!؟
- فكر-الإباحية الاقتصادية-في العراق
- التكامل الإقليمي كحل للبقاء والهيمنة
- الجامعة العربية تكتل كشف الوهن العربي
- المرأة .. بين الإقصاء والذكر المودرن
- المرأة وإمكانية التحول الايجابي :
- القضية الفلسطينية ما بين العقم والتدخل الجراحي
- عجز التنمية الاقتصادية والبديل الإستراتيجي في العراق
- العالم يطبخ على مشاعل البترول
- فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة (الحلقة الثالثة)
- فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة (الحلقة الرابعة)
- الولايات المتحدة وسياسة الوقوف على الأصابع
- رؤية الأزمة الاقتصادية العالمية من داخل المنظومة الأمريكية :
- فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة(الحلقة الثانية)
- فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة
- اتفاقية كامب ديفيد وأثرها على حرب غزه 2009م
- هل سيستطيع اوباما تجاوز الهوس الأمريكي في البحث عن أعداء جدد ...
- الكوميديا المؤسفة .. وللدم في غزة ثمن ..؟!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم محسن نجم العبوده - العرب ما بين التسامي والسلوك ألقسري