عمار الدقشة
الحوار المتمدن-العدد: 2613 - 2009 / 4 / 11 - 00:46
المحور:
الادب والفن
عندما نشر الأديب الشهيد غسان كنفاني رائعته رجال في الشمس مطلع عام 64 تبوأت مكانة مرموقة كرواية ومن ثم كفيلم صنف من أفضل مئة فيلم سياسي في العالم واقتنص الجائزة الذهبية بمهرجان قرطاج للأفلام العربية والأفريقية عام 1973 تحت اسم المخدوعون .
ليس هذا هو سر روعة رجال في الشمس أو خلود كاتبها فحسب بل مطابقتها للواقع بشكل يدفع للاعتقاد بان غسان استشرف المستقبل بحكمة الثائر وعين الأديب أو لربما هو إصرار الحالة الفسلطيينة التي تجسدت في غسان على البقاء حتى بعد التهجير والاغتيال هو الدافع لكتابتها . قد تكون قناعة الأديب الرائع انه لن يعمر طويلا لأنه يقف على رأس حربة فولاذية تتحرك باتجاه واحد فقط تتقدم للأمام أو تكسر ولكن لاترتد أو تغير مسارها ) فأراد أن يخلد الحالة الفلسطينية بإحدى أعظم ما أبدعه العقل البشري في مضماري الأدب المقاوم والسياسية .
هذا أدبيا أما عن رجال في الشمس على الأرض فيكفي لمن يقراها لمرة واحدة أن يعيش بداخلها متنقلا بين القرية والمخيم ثم سراب الثراء الوهمي الذي تزهق دونه الأرواح ليصطدم بابو الخيزران على صفحات الرواية ثم يتقهقر قليلا إلى الواقع ليصدم بأشباهه على الأرض متربعين على إمبراطوريات من الكذب والتدليس والعقم السياسي .
ذاك أبو خيزران رجال في الشمس ظل مجهول المصير لربما نفق في ارض الذهب الأسود أو لربما استعاد رجولته في أحضان الغجرية الوهمية .
ولكن ماذا عن أبو خيزراننا وكيف ستكون نهايته ونهاية من نحا نحوه هل سيتعيد رجولته يوما ما؟؟؟ هل سيتخلص من عقدة العقم الأبدي التي لازمته منذ أن تدثر بثياب الثوار؟؟؟؟.....هل برء من عقدتيه النفسية والجسدية ؟؟؟؟ أم تراه سيواصل رحلة التلفيق واقتضاب الوطن ليقود جيش من المنتفعين تضيق عليهم الأرض بما رحبت ليجدوا أنفسهم محشورين داخل خزان ضيق على عربة متآكلة تقودهم صرعى إلى مجمع نفايات على حدود ارض الذهب الموعود؟
#عمار_الدقشة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟