|
نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي / مممارسات وسياسات قيادة الحزب !
ثامر قلو
الحوار المتمدن-العدد: 2612 - 2009 / 4 / 10 - 09:35
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
مثلت ممارسات وسياسات الحزب الشيوعي العراقي احدى خيارات الاستفتاء الجماهيري الكبير الذي تشرف زوار موقع الحوار المتمدن بالمشاركة فيه في الاونة الاخيرة ، وهم يشكلون في الاغلبية يساريون عراقيون ، فماذا كانت النتيجة ؟! لم يتفاجأ الكثير من المراقبين والمتابعين للتطورات الخطيرة في مسيرة الحزب الشيوعي العراقي ، من أن يعزوا ما يناهز نصف عدد المصوتين وقد بلغت أعدادهم حوالي 600 شخص هزيمة الحزب الشيوعي العراقي في الانتخابات المحلية الاخيرة لمجالس المحافظات الى ممارسات وسياسات قيادة الحزب ، لم يتفاجئوا مطلقا لوضوح العلل وهي كثيرة ، خصوصا في الممارسات السياسية وليس برنامج الحزب الشيوعي العراقي ، الذي يختلف جوهريا مع الممارسات الخاطئة ، لقيادة الحزب في المسائل الجوهرية ، فقد سبرت هذه الممارسات المواطن الشيوعي ، من جهة والحزب الشيوعي من جهة اخرى في مواقع لم يكن يحلم اعتى أعداء الحزب منذ ايام التأسيس على حجرهم فيها .
يدعوا الاستاذ ناصر عجمايا في تعليق له على أحدى مقالاتي المنشورة من هذه السلسلة في موقع الحوار المتمدن للنهوض بالحزب عبر تطبيق برنامجه الوطني الداعي لمناهضة كل أشكال وصور الطائفية ، والامر جميل ، فيكون من المنطقي ، ان ينطوي برنامج الحزب الشيوعي العراقي على الكفر بالطائفية السياسية وسلبياتها ، فذلك لا خلاف عليه من أي صديق أو رفيق شيوعي، أو وطني عراقي ، لكنه في الجانب الاخر ، تختفي صور البرنامج الوطني السليم ، أمام اصرار قيادة الحزب على القفز على برامج الحزب وتأريخه العريق المليئ بالتضحية ونكران الذات في سبيل الوطنية العراقية .
الاغلبية من العراقيين لا يمكن لهم تغافل موافقة نائبي الحزب في البرلمان العراقي على قرارالفيدرالية الطائفية الذي دعا لتشكيل أقاليم على مقاسات الطائفية قبل نحو سنتين ، خصوصا أن قنات تلفزيونية كبيرة وسمت القرار كمحاولة هدفها تقسيم العراق ، فتم بث صور الابطال المبصمين على القرار المذكور ، مما كرس شكوكا في محلها لدى تيار عريض من العراقيين وخصوصا التيار الوطني والعلماني العراقي من النوايا المبيتة للحزب الشيوعي العراقي في المجال الوطني ، فقد وضع كثيرون منذ لحظتها الخطوط الحمراء على سياسة خمسة من المبصمين ، ففضلا عن نائبي الحزب الشيوعي العراقي في البرلمان ، كان معهم صفية السهيل ومثال الالوسي ومهدي الحافظ ، وسوف تنصب على هؤلاء ، لا غيرهم من النواب الاخرين تبعات هذا القرار المشئوم ليس لاخلالهم بكفة النصاب لصالح القرار المذكور ، بل لدعواتهم الابدية للوطنية والعلمانية في ثنايا برامجهم أم في خطاباتهم ، فيكونون بذلك كما الذي يخدع نفسه اولا ثم يخدع الاخرين ، لان الدعوة للوطنية العراقية وبناء المجتمع المدني والعلماني لا تتم أبدا عبر تشريع مثل هذه القوانين التي تسهل الترويج للطائفية في الدستور !
لقد ولى زمن التبرير ، فيكفي للاستدلال ، مقولة للمالكي قبل أيام وهو أحد المشاركين يوما في المشاريع الطائفية ، ما نصه ، ..... لقد اوقفنا مؤامرة تقسيم العراق .....، فهل شكل قانون الفيدرالية الطائفية المعني حلقة في هذه المؤامرة ، هذا هو السؤال الذي يجب دراسته وتنقيحه من كل الجوانب ؟ ثم ان تم مثلا غض النظر عن مضار الطائفية والتقسيم المترتبة من القانون المذكور ، ألا يسهل هذا القانون على تحفيز كل بضعة أشهر، وائل عبد اللطيف جديدا ، يجمع بضعة الاف من الاصوات في مناطق معينة ، تشكل الاساس حسب القانون المذكور للدفع بهيئات الانتخابات لصرف ملايين الدولارات على اجراء استفتاءات قانونية حسب الدستور ، كما حدث في البصرة مؤخرا ، في وقت يتضور الملايين من العراقيين جوعا وتشردا ؟
في مقالة لي منشورة سابقا في الحوار المتمدن ، وصمت الموافقة على القانون المذكور من قبل نائبي الحزب ، بانها شكلت الخطأ الاستراتيجي الاول المقترف من القيادة بحق الحزب على امتداد تأريخه ، وسوف تحمل هذه الموافقة الحزب وقياداته مستقبلا اوزار خطايا القيادة الحالية ، فان الامر يتجاوز قانونا حزبيا ، أو حكوميا ، يحتمل خطأ في الاجتهاد ، و يمكن ازالته أو التنكر له ، فالقانون تم تشريعه في الدستور العراقي ، والانكى من كل ذلك ، كيف يتم الخروج من مأزقه ، فقد تحمل أي محاولة للحزب للاقدام على معالجة التبعات المترتبة عن هذا القرار مستقبلا مضارا ، لاتحمد عقباها ، فان كرر الحزب التمسك بالقانون المذكور في سياساته وبرامجه ، يكون كما لو انه يدفع الحزب للانتحار السياسي ، لا سيما بعد أن تخلى أعتى مروجي الطائفية عن طائفياتهم وسيعملون بمرور الايام على التغني بالوطنية التي تركها لهم الحزب بعد نضال مرير على امتداد عقود طويلة كما يفعل المالكي هذه الايام ، أما ان دعي الحزب لازالته والتنكر له ، فتكون الطامة ، اكثر وجعا ، فكيف يدعوا حزبا لعلاج داء كان هو مشرعه ؟
ما الخشية ، فكثيرون سوف ينعتون صاحب المقال بالجهل ، ويستشفون بفدرالية سويسرا ، والمانيا وغيرهم الكثير ، لكنه في الجانب الاخر ، يتفاقم غضب الكثير من الشيوعيين وأصدقاءهم من الاصرار المدمر ان حدث ، وهو ما يستديم حسب كل المعطيات في ظل القيادة الحالية على الاقل حتى الانتخابات البرلمانية المقبلة على التشبث بالمواقف الخاطئة ، ومن الدلالة أن بعضهم يدين ممارسات القيادة بلسان الاخرين ، ان لم يكن هذا صحيحا ، فماذا يعني أن يوصم احد الكتاب في مقال له منشور قبل ايام في موقع الحوار المتمدن ، وهو للعلم استاذ جامعي ، طرد أو خروج الحزب الشيوعي العراقي من القائمة العراقية لمشاركتهم في البرامج الطائفية والعرقية ، وكأن لسان حاله يريد القول ، لا يليق بكم هذه المآل أيها الشيوعيون !
لا يحق للمرء ، تفحص نوايا الاخرين في ثنايا كتاباتهم ، فهناك كتابات لا تقترن بالشكوك ، أبطالها عشرات من الكتاب والمناضلين يدعون فيها لاعادة النظر في مجمل سياسات الحزب الشيوعي العراقي في ظل القيادة الحالية ، ولا يستطيع أحدا الجزم ، بغير نقاهة واخلاص هؤلاء لهذه المسيرة التي كان كثيرون يوما يحملون شعلتها عن تماس مباشر وظلوا لصيقين بالحزب بطرق وأشكال مختلفة ، فلا يمكن النظر بشك لدعوة كاتب مهم كما، الاستاذ جاسم المطير التي تتشطر كتاباته يوميا وعلى امتداد سنوات في كل المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية حين يدعوا لاعادة النظر بقانون الفدرالية الطائفية، فهو لا ينطلق من أي مصلحة ذاتية وقد بلغ من الوجاهة منزلة لا تقيم بثمن لدى كثيرين ، غير الحرص على مستقبل تيار كبير يحاول بعضهم في مكان المسؤولية تحجيمه سواء عن جهل أو غباء فكلاهما سيان !
ثامر قلو
#ثامر_قلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتبهوا ، فان البعث قادم !
-
نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي / هل وجود الحزب الشيوع
...
-
نحو نقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي / الموقف من المسألة ال
...
-
نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي / قطب لليسار العراقي
-
نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي /عاشقوا الحزب ويلكم !
-
نحو تقويم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي/ الحلقة الاولى
-
هل يحقق العلمانيون مفاجأة كبيرة في الانتخابات المحلية ؟
-
طائفي يلعن الطائفية ، فهل تصدقون!؟
-
هل لليسار الشعبي موقف من الاتفاقية العراقية الامريكية ؟
-
بعد أن هدأت العاصفة ، هل استوعب مسيحيوا العراق مضار المادة 5
...
-
قراءة في المشهد العراقي .....3 _ الاكراد بين خيارين أحلاهما
...
-
قراءة في المشهد العراقي ....2 ..ثورة العشيرة على المليشيات ا
...
-
قراءة في المشهد العراقي ....1 ..تطورات الموقف الامريكي !؟
-
نحو بلورة التيار المعارض في الحزب الشيوعي العراقي ؟
-
انهيار الائتلافات الطائفية ، يشرع الانطلاقة لاقامة المشروع ا
...
-
لماذا يؤرق قانون النفط حكومتنا الموقرة ؟
-
يوما .... كانت مواقف الحزب الشيوعي بوصلة للوطنيين العراقيين
...
-
هل يشهد الائتلاف الشيعي أيامه الاخيرة ؟
-
أميركا أربع سنوات من الاحتلال يكفي !
-
نصيحة لقادة القائمة الوطنية العراقية حول التطورات الاخيرة في
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|