أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - غياب قاسم محمد ..














المزيد.....

غياب قاسم محمد ..


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 2612 - 2009 / 4 / 10 - 09:54
المحور: المجتمع المدني
    


أغلق قاسم محمد المسرحي الكبير بوابات قلبه وفكره أخيرا ، بعد كفاح ومجاهدة طويلين مع التمثيل والمسرح والتدريس والتنظير والتأمل والكتابة والسياسة وكذلك مع المرض اللعين ،لكن قاسم محمد لم يغلق ذلك للأسف في (بغداد الأزل بين الجد والهزل )بل في مستشفى الشارقة احدى الأمارت العربية المتحدة .وقبل وفاته في يوم واحد توفي على محيط بعيد بطل افتح ياسمسم الفنان قائد النعماني في اميركا ، وهؤلاء الموتى من الفنانين سبقهم بقليل من الزمن المعتم أولئك الفنانين العراقيين المغتربين ،عوني كرومي المخرج الفذ ّ وكريم جثير المجدد المجنون.
وليس هنا مجالا ًواسعا ً لتسليط الضوء على حياة وأعمال قاسم محمد ،فهذا هو شأن تلامذته وزملائه العديدين المنتشرين في كل ارجاء الأرض وخاصة استراليا ، لكن قاسم محمد هو صاحب العقلية العراقية الثقافية الريّانة في تأسيس مسرح عراقي جادّ وهامّ وجدير بالمشاهدة والمتابعة وقد نقله قاسم محمد الى المستويين العربي الدائم والدولي في عدة أحيان ، وليس لعراقي بالغ التعليم أن يقول ماهي مسرحية (النخلة والجيران ) أو (البيك والسايق ) وعشرات الأعمال الأخرى التي قاربت المئة عمل والمصنوعة بإحتراف وإنسانية عالية ، عمل قاسم محمد في المسرح المترجم والمعرب والشعبي العراقي والموروث العربي ،فاسس مناخا ً فنيا ًعلائقيا ًمع مجتمع متأزم في التأريخ والوجود ذي حساسية عالية في التعامل مع الفرد الخارج عن نطاقه ،لكن المسرح هو الخارق الجبار ،فكان المسرح العراقي جادا ً واضحا ً صارما ً في المعنى والتشكيل والجذب ،على الرغم من التأثرات السطحية المركزة من قبل المسرح المصري المسيطر على عقلية وذهن البسطاء أنذاك~.
تقول الكاتبة سميرة الوردي عن قاسم محمد " (يَلله بروﭬـة )بتلك الكلمات المألوفة باللهجة العراقية، يفتتح الفنان قاسم محمد بروڦات أعماله المسرحية الرائعة التي ساهمت في خلق مسرح متميز في الثلث الأخير من القرن السابق والى يومنا هذا.
يسبق كل المعنيين بالعمل المسرحي من ممثلين وإداريين. يُعلن عن بدء العمل بابتسامته الطيبة المعهودة.المسرح كأي فن وعلم وثقافة يرتبط وجودُه وبقاؤه بتطوره، والمسرح العراقي بدأ في الثلث الأول من القَرن الماضي لينمو ويتطور ويزدهر في الثلث الأخير من نفس القرن، على أيدي بعض فنانينا الكبار، وكان أبرزهم الفنان قاسم محمد والتي عُدت مسرحيته (النخلة والجيران) للكاتب غائب طعمة فرمان، نقطة انطلاق بارزة وهادفة لخلق مسرح ديناميكي متطور، لا يقل شأنا عن المسارح العالمية".

سمعت من ناس أن هنالك ملحقا ً ثقافيا ً ضمن البعثة الدبلوماسية العراقية قي كانبيرا عاصمة استراليا،وظيفته (ملحق ثقافي ) ،وأنا بدوري لاأعرف ما هي وظيفة الملحق الثقافي العراقي في كانبيرا ،كنت أعرف ذلك أيام اواسط التسعينات في سيدني حينما كانت السفارة عبر ملحقها الثقافي (ترش المصاري ) على بعض العرب من المؤيدين ولا (ترش على العراقيين المعارضين)،لكن الأمر بدا مختلفا ً الأن وديمقراطيا ً ومحسوب ،ولو أن وظيفة الملحق لشخصه الذي لاأعرف اسمه ولم أرَ صورته حتى الأن جائت حسب ومن ضمن وخلال توافقات وباء ( المحاصصة ) ،وليس لي الحق أن أدقق بماهية الوظيفة ،لكن الحق وأعلاه والأعلى منه معي في أن أقول للملحق أن هنالك العشرات من المثقفين والفنانين والأكاديمين والصحافيين والمغنين والرياضيين العراقيين الأكفاء من أولاد وادي الرافدين يحق لهم التعرف على من يمثل ثقافتهم أمام دبلومسيات العالم ،ولعل من التحفيز الواجب أن تدعو الملحقية الثقافية العراقية جميع المؤسسات العراقية الثقافية والصحفية والأجتماعية المهتمة ،لأقامة احتفالية باسم الفنان قاسم محمد ،احتفالية بفنه وثقافته المديدة وليس رثاء ً سمجا ً وكلمات مصفطة وارتجالات مسرحية ممّلة ومقيتة ،فالثقافة وشؤونها هي ليست إقامة عشاءات وسفرات لذوي القفز العالي بالزانة وهي طبعا ً ليست ناديا ً لهواة الطبخ .
ومن المقلق جدا أن يموت المثقفون العراقيون متسارعين قبل أقرانهم من السياسيين الذين والوا وعارضوا أو حكموا ،فعلى مايبدو أن (العراق الروحي) يكافىء أبنائه الحقيقيين بالموت بعيدا ً عنه ، وكأنه يقول موتوا بعيدا ًعني أيها الأولاد .
قال: قلْ .
قلت ُ : لا.
قال: ربيّ لي ..
قلتُ : ربّك ربي ،هو الصاعد وأنا صاعد .
قال : ألا تنزل؟



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمّة العرب : مهاترة وصمت
- المصالحة العراقية وميشيل عفلق
- هوليوود :إنعطافة نحو الإنسانية
- أستراليا تحترق ..ورجل دين يتمرقص
- عراق وجنون ودين
- المجتمع المتحرك
- نقابْ وحجاب ْ.. حرية ٌ أم عنصرية ؟
- عصر الكآبة
- الاتفاقية الأمنية ..العراق ( العظيم ) وأميركا
- الأزمة المالية العالمية ...البابا وماركس والإسلام
- معنى التريث..وفأر السرداب
- متاهة العراق ..
- العرب ، الإسلام والإنسانية..
- لاجئون..خاطف ومخطوف
- كارتشيك الصربي وصدام العروبي
- الجوع والجوع المختلف
- وصايا عراقوية ..
- عراق ُ إيران
- النظرية الصدّامية في القتل العراقي
- مدينة الصدر الصدامية الثورية ..الخ


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - غياب قاسم محمد ..