أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هرمز كوهاري - 9 / نيسان / يوم التحرر من الدكتاتورية















المزيد.....

9 / نيسان / يوم التحرر من الدكتاتورية


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 2612 - 2009 / 4 / 10 - 09:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



مقدمة
في المجتمعات العربية والإسلامية هناك مناطق محرمة من الخطور الدخول اليها ومن جازف ودخلها يتحمل وزرها و لوحده
وهي الدين والجنس والسياسة .
في السياسة تلك المناطق هي مدح الأنكليز والإمريكان وإن أنقدوا الشعوب من الفياضانات و البركان ، أما مدح اليهود ، إستغفر الله ، فهو الكفر بعينه وهي خطيئة لا تُغتفر وإن أنقذوك من الموت والخطر !!
ودخل عديدون و منهم شهيد الحقيقة ( د. فرج فودا ) ولكن كل فعله هو ذكر حقائق المجتمع الإسلامي خلال العصور ونقلا من مصادر إسلامية لا يهودية ولا هندوسيةأي لم يكن مزورا للتاريخ ودفع حياته ثمنا لها .
أما في العراق فكان العلامة د. علي الوردي وأول واحد مدح
و تكلم الحقائق وقال : الإنكليز جاءوا وحرروا العراق المستباح من العثمانيين لأربعة قرون بعد أن وحّدوا الولايات الثلاث ، وأدخلوا مظاهر الحضارة من ماء صافي وكهرباء وطرق وجسور وتلفون وري ووضعوا لنا دستورا ونصبوا ملكا حسب الطلب وأخيرا أدخلوا العراق عضوا في عصبة الأمم المتحدة وإنتزعوا ولاية الموصل ( شمال العراق) من أيدي العثمانيين ، وظل الأتراك يطالبون بها الى حين. .ولكن اللعنات إنصبت على الإنكليز المحررين وثاروا عليهم !! دون أن يثيروا على العثمانيين الذين إستباحوا العراق الى أن ُطردوا وتركوا العراق منهكا من كل الجوانب ...الخ
بلإضافة الى نقده شعائر دينية بالية ولكن دكتورنا لم يسلم من النقد الجارح وقيل حاولوا الإعتداء عليه .

وما أشبه اليوم بالبارحة
حيث تمر علينا هذه الأيام الذكرى السادسة لسقوط وإنهيار أعنف
وأقسى دكتاتور في هذا العصر ، كما وصفها أخد الصحفيين الأجانب ، بأعنف وأقسى دكتاتورية منذ ستين سنة أي منذ سقوط النازية والفاشية والطاغية هتلر الذي إنتهى تحت ضربات المدفعية الأمريكية والسوفيتية وبقية الحلفاء ، و الذي صادف 9/ مايس /1945 على أذكر حيث كنت آنذاك طالبا في الصف السادس الإبتدائي وسمعنا الخبر من إذاعة لندن في مركز العلاقات البريطانية في بلدة القوش و كان المركز المذكور عبارة عن غرفتين في دار المرحوم يوسف الرئيس ، مقابل التلة التي تسمى (روما ) !! وخطب المرحوم القس يوسف عبيا في بضع عشرات من المتجمهرين أمام المقر ، وقال: "
(يا أخنواثي إديو يوما شريلي شينا وشلاما بكَو علما . طربوا إيداثا يا أخنواثا تا شلاما ) !! أي : يا إخواني اليوم حل السلام في العالم صفقوا يا إخواني للسلام وصفقنا طويلا .!!
وهكذا في صباح يوم 9/4 /2003 كان يوما مشمسا في العراق في هذا اليوم صفقنا طويلا ، لأنه كان يوم نهاية العبودية ، نهاية الرعب، رعب البعث منذ 8/شباط الأسود ، البعث الذي إستباح العراق وشعب العراق ، ثم السفاح صدام ودكتاتوريته و أزلامه ، رعب في الشوارع وحتى في البيوت بل إمتد الى غرف النوم والمدارس بما فيها رياض الأطفال ، الأطفال الأبرياء الذين صنع منهم جواسيسا على أهلهم دون علمهم مستغلا براءتهم بنقل ما يسمعونه من أهلهم !! في هذا اليوم كُشفت السجون السرية ، أي المفابر الجماعية ، في هذا اليوم إنزاح الظلام من شوارع بغدا د ، وسار من إختفوا في السراديب ومن إلتجأوا ا الى الجيران ومن قبعوا في سجون البعث المظلمة ينتظرون نهايتهم المحتومة على أيدي الجلادين البعثيين ، ساروا كل هؤلاء بطول قاما تهم ،بما فيهم قادة الشيوعيين والدعويين ، هذا اليوم كان اليوم الذي إنتظره الشعب منذ عقود وضحوالألاف بسعادتهم وحياتهم في سبيله ، وكم إستشهدوا أو ماتوا وتمنوا أن يروه ولم يحضوا برؤيته
وكم تمنيت لكثير من الأصدقاء أن يتأجل رحيلهم !ليروا نهاية صدام !!

وللحقيقة والتاريخ ، أنا والقراء كشاهدي عيان نقول بكل صراحة ووضوح : حاول الشعب إسقاط الصنم وعجز ،الى أن جاء الأمريكان وحرروا الشعب من الخوف ، الخوف حتى من صور وتماثيل صدام الصماء برغم أنهم يعرفون أنها صماء جامدة ليس لها لا آذانا تسمع ولا عيونا ترى .

وفي هذا اليوم تجمعت الجماهير حول الصنم ليس كعادتها عندما كان يصعب عليهم حتى الإقتراب منها التي كانت تمثل العبودية والقهر لمدة أربعة منذ ايام 8/شباط الأسود المشؤوم ، سار الشعب أمام ذلك الصنم يبصقون ولسان حالهم يقول : هذا اليوم الجنا نريده ..هذا اليوم الجنا نريده ... !! ويتمنون لو كان من الخشب أو الطين ليهدموه فور وصولهم إليه ، وليكون لهم شرف إسقاطه ولكنهم عجزوا من إسقاطه بالرغم من حملهم المعاول !! وأخيرا جاء الأمريكان بمصفحتهم وأسقطوا الصنم رمز الدكتاتورية ، هذا هو الواقع الذي لا يمكن نكراه إلا من قبل شاهدي زور على التاريخ للأجيال اللاحقة ،ولن نكون يوما شاهدي زور للتاريخ مهما كلفتنا هذه الشهادة .

هذه الحقائق يجب أن تقال للأجيال ، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس أو شاهد زور أو المتستر على الحقائق وكل هؤلاء يعتبرون مساهمين في جريمة تزوير التاريخ ،نعم هذه الواقعة شهدها الشعب العراق وشعوب العالم من خلال الفضائيات ، وخلقت هذه الفضائيات من جميع المشاهدين شاهدي عيان على هذه الحقائق .

ولكن :
دائما العروبيون والإسلاميون الذين تعلموا منذ الولادة بانهم :
" خير أمة أخرجت الى الناس " لا يتقبلون ولا يقبلون أن يُنتزع منهم شرف النصر والقيادة ، فلم نقرا في كتبهم ومداخلاتهم إلا عن
" الحضارة العربية والإسلامية "!! ولكن في بلاد الغير لآ في موطن العروبة والإسلام الجزيرة العربية ، ونقرأ بطولاتهم في الفتوحات ، التي كانت غزوات وإعتداءات على بلدان الغير ، والجهاد في سبيل الله ( اي القتل والذبح والإغتصاب ) وإذا لم يصلوا أو يتمكنوا من عدوهم يقتلون المتوفر والمتيسر والأقرب والأسهل عليهم وإن كانوا أعداء أعدائهم !!! من الفقراء والأبرياء على عناد الدخلاء !! وعبّر أحد شعراء العرب هذه الحالة أفضل تعبير حين قال :

" وأحيانا على بكر أخينا .....إذا لم نجد إلا أخانا "!!

وعليه قرروا أن يقلبوا المشهد ويقلبوا الأمريكان من شرف إسقاط الصنم رمز الدكتاتورية والإرهاب وإستباحة العراق وشعب العراق ، الى جريمة إسقاط بغداد !وإسقاط العروبة والأرض الإسلامية ، فدربوا وصدروا طوابيرا من القتلة والإنتحاريين والذباحين بإسم المجاهدين !! وأصدروا الفتاوى الدينية والسياسية للدفاع عن الإسلام وأرض الإسلام ،تحت سمع وبصر قادة العربان والمصلمان ، ترددها فضائيات التي تعيش على قلب الحقائق دون وازع من ضمير .

وحيث أن أولئك القتلة جاءوا للقتل والتفجير والإغتصاب فلابد أن يفعلوا بمن يصادفو ن من الأبرياء بما فيهم الأطفال والنساء والشيوخ ! عندما لم يتمكنوا من الوصول الى الأمريكان ففتكوا بالشعب بالقتل والتفجير والإغتصاب والتهجير ن وقالوا لأن الأمريكان دخلوا هذه الأرض المقدسة ، وأن الضحايا من الأبرياء القدر أراد لهم أن يكونوا على هذه الأرض التي إحتلها الصليبيون ، والقدر من الله ، إذا الله قتلهم بأيديهم !! وقال أحد القتلة المجرمين يوما من على شاشة العربية : ما ذنبنا نحن إذا كان عملنا هذا تنفيذا لكلام الله ، الله يقتلهم بأيدينا !!

وتعاطف مع أولئك القتلة من دعاة العروبة ، ليمارسوا عروبتهم بالقتال ليذكروا يوما أنهم قاوموا الدخلاء ، كما يصف أكثرية الساسة العراقيون أولئك الذين ثاروا على المحرر الإنكليزي وموحد الولايات الثلاث ومؤسس دولة العراق و يعتبرونهم أولئك الثوار أبطالا ، لأنهم قاوموا الدخلاء لا يهم ماذا فعل الدخلاء هل أفادوا أو أضروا لا يهم المهم أنهم قاتلوا ، و" أبطالنا" اليوم أبطال المقاومة عندما شعروا أن الأمريكان سيتركون العراق هرعوا الى البيت الأبيض ومنهم د. طارق الهاشمي ممثل المقاومين طالبا من بوش عدم الرحيل لأن مشروعهم مشروع المقاومة ينتهي ، ولم يبق لهم مبرر للتفاخر أو إثبات وجودهم إلا بالمقاومة .

وهكذا قالوا أن لولا دخول الأمريكان لما حصل كل هذا القتل وهذه الجرائم وموقفهم هذا يشبه موقف من يحاول ويجاهد ويضحي بحياته لإخراج عزيز له من السجن الرهيب ، وبعد أيام من خروج السجين يغتالوه القتلة المجرمون فيلعنون من جاهد وضحى بحياته لأخراج السجين من السجن بحجة أنه لولا خروجه من السجن لبقي سليما معافا بدل أن يلعنوا القتلة المجرمين !!!
هكذا قلبوا الحقائق وشوهوا وزوروا الوقائع ، فتعسا لمزوري التاريخ والوفائع .فلم يحصل هذا في الدول التي حررها الأمريكان والسوفيت مثل ألمانيا وإيطاليا وفرنسا واليابان من النازية والفاشية والطغمة العسكرية إلا في بلدان المصلمان والعربان .

ولا أعني ويعني غيري أن الأمريكان ملائكة وقديسين ولا أن أمريكا هي جمعية خيرية بل كان لهم مواقف إجرامية وخطايا لا تغتفر كإسقاط الزعيم عبد الكريم قاسم والإتيان بالبعث ، ، ولكن مصالحها العليا اليوم إتفقت مع مصلحة الشعب العراقي في إسقاط صدام ودكتاتوريته وهذا هو القانون الدولي الذي يتحكم في العلاقات بين الدول وكان ما كان .
ومنهم قالوا جاءت أمريكا من اجل سرقة النفط ، ولو صح هذا لكان صدام مستعدا أن يهب كل نفط العراق فوق الأرض وتحتها ، كما وهب نصف شط العرب ومساحات شاسعة الى إيران شاهنشاهية ! بل مستعدا أن يهب العراق كله مع شعبه ليبقى حاكما ولا يزاح كما قال عزة الدوري " لاينتهي صدام إلا بعد أن ينتهي 18 مليون عراقي فداءا له ، وربما بعض """ العقلاء "" قد يقولون أن أمريكا هرّبت نفط الى إيران الملالي لا المليشيات الشيعية !!! أولكان الخليجيون يعيشون في الخيم وينتقلون على ظهور البعران الى الآن ، ولا تحولت الدويلات النفطية كالإمارات والقطر والكويت الى نيويورك جديدة بل تنافسها من دولارات النفط .

أما المصالح العليا لأمريكا في العراق فهذا موضوع آخر ، غير موضوع هذا المقال .



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعثيون الذين لم تلطخ أيديهم بدماء الشعب !! نص الرسالة التي ...
- الحزب الشيوعي العراق ...يواجه إمتحانا عسيرا
- التكتلات القومية والمذهبية..والديمقراطية ..!
- الدولة ...والعشيرة
- الديمقراطية...تلبي حقوق المرأة
- كم من أمثال الدايني تحميهم المحاصصة الطائفية
- العراقيون صوّتوا للشعارات ..لا المبادئ
- الطائفيون يغيرون ثوبهم .. المالكي نموذجاً
- المشهد العراقي ..وقصة البستوكة
- لا تزعجوا المالكي والمسؤولين ، بذكر السلبيات
- ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان : ماذا تعني
- الحوار المتمدن . معهد للديمقراطية
- هل يتوقعون إنقلابا عسكريا في العراق
- إضطهاد المسيحيين والأقليات ، سقوط في الأخلاق والسياسة
- حكام العراق تذكروا ، إن الفساد مفجر الثورات ومهلك الفاسدين
- بل إنتظروا المزيد - يا أحفاد كلدان وآشور والسريان
- الآلوسي نجح في تعريتهم ، وفشلوا في إخفاء نفاقهم
- نقد فكر اليسار العربي ، السيدة النقاش نموذجا
- مسؤولية الدولة عن الإرهاب
- عند المسؤولين الخبر اليقين عن القتلة المجرمين


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هرمز كوهاري - 9 / نيسان / يوم التحرر من الدكتاتورية