أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصارعبدالله - تحية إلى البديل














المزيد.....

تحية إلى البديل


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2612 - 2009 / 4 / 10 - 02:27
المحور: الصحافة والاعلام
    


بين العديد من الصحف اليومية التى اكتظ بها المشهد الإعلامي فى مصر على مدى السنوات الماضية ، كانت "البديل" وحدها هى التى تبرهن مع كل عدد من أعدادها أنها الأكثر مصداقية ، وأنها الأكثر احتراما لنفسها ولقارئها فى الوقت ذاته ، وأنها بين سائر الصحف اليومية القومية والحزبية والمستقلة، ...وحدها هى الأكثرالتزاما بالثوابت المهنية والوطنية حتى وإن لم تكن الأكثر توزيعا ، ظلت البديل اليومية على مدى عامين قابضة فى يديها على الكثير من الجمر الذى لم يستطع غيرها أن يقبض عليه لحظة واحدة ، وظلت متمسكة طول عمرها بالكثير مما لم يستطع غيرها أن يتمسك به ولو أياما، وتعففت على مدى أعدادها المتوالية عن الكثير مما لم يستطع غيرها أن يتعفف عنه فى حلبة الصراع المحموم على اجتذاب القارىء، أو فى حلبة المنافسة الضارية وغير الشريفة فى بعض الأحيان على اجتذاب المعلن... كان بوسع البديل أن تفعل ما فعلته صحف أخرى كثيرة، وأن تتنازل عن جزء من قيم المهنة وأخلاقياتها لا لكى تواصل الصدور اليومى فحسب بل وربما لكى تحقق الصعود الكاسح ، لكنها آثرت فى موقف غير مسبوق لصحيفة مصرية معاصرة تمتلك من الكفاءات المهنية النادرة المتميزة ومن أقلام الصف الأول من الكتاب ما كان كفيلا بأن يضعها فى مكان متقدم من قائمة الصحف اليومية الأعلى توزيعا فى مصر ، آثرت فى موقف غير مسبوق لصحيفة تمتلك كل مثل تلك الإمكانات البشرية أن تضحى بالصدور اليومى ، وألا تضحى بالثوابت! والوقع أننا لو أنعمنا النظر فى هذا القرار للبديل لوجدنا أن هناك درسين مستفادين منه أولهما يدعو إلى المزيد من الحزن والحسرة، لكن ثانيهما يدعو إلى مزيد من الأمل !، أما الدرس الذى يدعو إلى الحزن فهو أن صحيفة بالغة الإحترام لم يعد بوسعها أن تحيا بسهولة، بل لم يعد بوسعها أن تحيا أصلا فى مناخ غير بالغ الإحترام ،... وأن صحيفة تتوجه بخطابها أساسا إلى العقل لم يعد بوسعها أن تزدهر فى حقبة تراجع فيها دور العقل لأسباب كثيرة ليس هنا مجال الحديث عنها ، وأن صحيفة تتمسك بالثوابت الوطنية لم تعد بوسعها أن تصمد فى مناخ يسعى فيه المعلنون الكبار إلى هدم الثوابت الوطنية بعد أن ارتبطت مصالح أرزاق بعضهم بالمصالح الأمريكية والإسرائيلة ، وارتبطت أرزاق البعض الآخر بالمصالح السعودية والخليجية التى هى فى معظم الحالات مفضية بشكل أو بآخر إلى المصالح الأمريكية والإسرائيلية ذاتها ، وارتبطت أرزاق البعض الثالث بجهات أخرى مجهولة الهوية فى بعض الأحيان أو معلومة فى أحيان أخرى !!، المحزن هنا أنه فى الوقت الذى قد يستطيع فيه صحفى أوكاتب محترم متمسك بثوابته الوطنية والأخلاقية أن يواصل البقاء فى صحيفة حكومية أو( مستقلة ) تنازلت جزئيا أو كليا عن تلك الثوابت ، وفى الوقت الذى يستطيع فيه صحفى أو كاتب محترم متميز أن يصنع مايشبه الصحيفة المستقلة داخل صحيفة معينة غير مستقلة، وأن يقاوم إلى أمد طويل ما قد يواجهه من الضغوط داخل تلك الصحيفة ، خاصة إذا كان ذلك الكاتب يكلف صحيفته عبئا ماليا يسيرا أو لا يكلفها عبئا على الإطلاق ، وحتى إذا اضطر إلى الرحيل عنها فإنه سرعان ما يجد من يرحب به دون أن يطلب منه أن يتخلى أو يتنازل عن ثوابته ، أى أنه فى حقيقة الأمر يظل مواصلا لدوره السابق كصحيفة مستقلة داخل الصحيفة ، المحزن حقا أنه فى الوقت الذى يستطيع فيه مثل ذلك الأمر صحفى أو كاتب محترم ، فإن الصحيفة المحترمة نفسها على مستوى إدارتها ورئاسة تحريرها لا تستطيع أن تفعل هذا ولا تستطيع مواصلة الصمود داخل مجتمع لا يدعم ماليا قدرتها على البقاء، ولا مناص لها فى النهاية من أحد أمرين : إما أن تتنازل جزئيا أو كليا عن ثوابتها أو أن تقفل أبوابها ، ولقد اختارت البديل اليومية الخيار الثانى وهذا هو الدرس الذى يدعو إلى الحزن والحسرة ، أما الدرس الذى يدعو إلى الأمل ، فهو أنه ما زالت فى الصحافة المصرية ، وبالتالى فما زالت فى مصر كلها بقع مضيئة مشرقة، قد تضيق ، وقد تنحسر، لكنها لا تختفى قط .



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العجوزة ... ونوال
- فوز الليبية
- جوهرة الجزيرة
- قانون مكافحة العدالة !!!
- مدنى وهنيدى وعبده
- الحاخام يسرائيل وايس
- تلك المغالطة
- - كونتى - فين ...يابطة !!
- عن أرقام التوزيع !!
- الأحذية : وجهات نظر
- لماذا لم يصدق المصريون؟؟
- أين ذهب البق؟
- قرار العفو: الرابح والخاسر؟
- حسنى وعزيزة
- مخدرات بأوامر الكبار
- المصريون يندهشون
- لاصوت يعلو
- ديكورات مجلس الشورى
- أسوار مصر العازلة
- جلال عامر أبو 6


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - نصارعبدالله - تحية إلى البديل