|
مؤسسة السجناء السياسيين ما لهّا .. وما عليّها ؟ 2/2
كريم الشريفي
الحوار المتمدن-العدد: 2612 - 2009 / 4 / 10 - 02:26
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
(( بعث الخليفة المنصور على الفقيه مالك بن أنس والعالم الجليل ابن طاوُس وكان جالساً على فراش وفير وجلادته بسيوفهم حوله لضرب رقاب الناس .. التفت الى العالم ابن طاوُس فقال حدثّني عن أبيك. قال نعم ، أبي يقول : قال رسول الله (ص) إنّ أشّد الناس عذاباً يوم القيامة رجلٌ أشركهُ الله في حُكْمه، فأدخل عليه الجورَ في عدله! قال مالك ضممتُ ثيابي مخافة أن يملأني دمه من هذا الجواب.ثم التفت المنصور ثانية إليه ..قال يا ابن طاوُس عِظنّي .. قال أما سمعت الله يقول ..ألم ترى كيف فعل ربك بعادٍ...الى ان وصل والذين طغّوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد .فصبّ عليهم ربك سوط عذابٍ ،ان ربَّك لبلمرصاد.. قال مالك ضمّمت ثيابي ثانية مخافة أن يملاني دمهُ..لكن المنصور تريث .. ثم قال يابن طاوُس، ناولني الدواة، امتنع ابن طاوس ولم يناوله إياها وهي في يده .. فقال المنصور ما يمنعك من ان تناولينها ؟ قال :أخشى أن تكتب بها معصيةً لله فأكون شريكك فيها.. فلما سمع المنصور ذلك الجواب منه .. قال قُوما عنّي!)) كتاب العقد الفريد . ضحايا الفكر كان اغلبهم يأخذ هذا العالم الجليل نبراساً لشجاعتة وبطولته وتضحيته .. الآن يستكثرون عليه القليل واليسير من فتات الدنيا . والأكثر يروجون عن عجزه وعدم مواصلته مع الحياة لانه ينتمي الى عوالم الظلام،والقضبان..وكأنها سُبّةً ونقيصة. مهما قيل من تهّكم وتنّدرعن عدم قدرة ضّحية الفكر على التفكير السليم لمعالجة شؤون عمله وأولوياته (فيما اذا قرّر العمل بالمؤسسات العامة)، فأنه سيتلكأ بسبب تعرضه الى الحرمان والأضطهاد والمعاناة لسنوات طويلة سببت له أمراض كثيرة منها طارئة ومنها مستعصية وثالثة نفسية . أن هذا التهكم اثبته الواقع انه هراء وفي غير محله ..وكان عراب هذه التوجهات شخص مهم في مجلس الحكم آنذاك وبعد مجلس الحكم أصبح يحتل الموقع الأول بالدولة وهو محسوب على (البّلافة الجُدّد من أهل المحابس) ولو يزعل علي بعض الأخوة من الضحايّا. لذلك اقترح على التعجيل في صرف المنح للضّحايا ليتفرغوا الى حياتهم الخاصة حتى يتخلص منهم ومن مزاحمتهم لأنهم الأحق في قيادة الدولة والمجتمع ! صحيح أن المتاعب والآلام التي مرّ بها ضحيّة الفكر في الأعتقال سببت له مشاعر أليمة من القلق والأضطهاد والتعب والأرهاق النفسي والجسدي، والشرود الذهني وعدم التركيزاضافة الى المشكلات الأجتماعية الآخرى آبان الأعتقال، منها الصعوبات المادية للأعالة الأسرة، والملاحقات التي كان يمارسها نظام البعث البائد ضد عوائل الضّحايا ، والمضايقات المستمرة ..كل هذه تؤثر وأثرت بلا شك على شخصية ضّحية الفكر لو كنا منصفين . لكن هناك عوامل كثيرة ساعدت بتذليل هذه المركبات من الآلام أيضاً، منها القناعة الكاملة بأن الطريق الذي يسلكه الضحية هو الصحيح ،ثم التحلي بروح الصبر ، والأمل بأزالة النظام وهم أمر متجذر في ذهنه، والتقرب الى الله بالعبادات . اضافة الى التعلم الفكري من هذه المدرسة التي فيها أفضل النخب من المجتمع العراقي . الأن أثبت الواقع أن الضحايا بمستوة المسؤولية بدليل استطاعوا على ادارة مؤسسة اضافة الى العديد منهم ذهب الى وظيفته السابقة أو من التحق بوظيفة جديدة. قبل يومين أي في يوم 4/4/ 2009 أقامت غرفة الينابيع على الأنترنت ندوة حول حقوق ضّحايا الفكر ( السجناء السياسيين) وقدم الأستاذ عبد الحسين فرج مسؤول مجلس الرعاية بالمؤسسة شرحاً موجزاً عن نشأة المؤسسة وطبيعة عملها والأنجازات التي حققتها .وتداخل بعض الأخوة بالأسئلة والأستفسارات مع المحاضر فأورد السيد المحاضر جملة من العوائق التي تعترض عمل المؤسسة وأوجزها بزخم الطلبات المقدمة ،وقلة الكادر الأداري، والوضع الأمني العام في بغداد مما يؤثر على حركة وسرعة الأنجاز بالمعاملات المقدمة . لكن السيد لا يدري بالزوبعة التي ثارت حول دمج المؤسسة مع مؤسسة الشهداء.وأنا أعرف هذا الرجل شخصياً يوم كان معتقلا معي كان لا يجامل أبداً على الحق ..لكنه هذه المرة تجنب الأجابة حول اقتراح الدمج وادعى انه لايعرف بالمظاهرات التي خرجت ترفض الدمج. نقولها ..يا أبا شروق توظيفك وتعينك لا يعني تجنبك الخوض بما جرى حول اقتراح الدمج ..لاسيما القاصي والداني عرف بالتصريحات المتكررة من قبل السيد رئيس المؤسسة بالنيابة ..يوم 19/3/2009 و26/3/2009 اليوم الذي تراجع به عن الأقتراح وبرّر حيثيات الدمج. ثم ان المؤسسة حسب زعمك فيها 12الف ضحيّة فكر مسجل رسمياً والميزانية 156 مليار دينار. والفائض منها 30 مليار دينار ..طيب لماذا لاتستكملون بهذا المبلغ بنود وقرارات حقوق الضّحايا المنصوص عليها بقرار 4 لسنة 2006. لماذا لا يتم توظيف الأشخاص الأكفاء بالمؤسسة بعيداً عن المحاصصة الحزبية ؟ عموماً علينا من دافع الحرص ان نوجز ما على المؤسسة من إلتزامات وهي: 1. الحفاظ على استقلاية قراراها السياسي . 2. التعجيل بتفعيل بنود توزيع الحقوق المادية المستحقة للضحايا حسب قانون رقم 4 لسنة 2004 مثل السفرات السنوية وقروض البناء والمنح الآخرى من الأستحقاقات. 3. منع المزايدات الحزبية والفئوية والحصصية لأحتواء المؤسسة وجعلها تابعة الى جهة أو أحد. 4. المباشرة بأعادة التأهيل الصحي والنفسي للضّحايا بما يتناسب والأمكانات المالية المرصودة لهذا الغرض في ميزانية المؤسسة. 5.التركيز على التعاون مع المنظمات الدولية المشابهة والأستفادة من خبراتها وتبادل المشورة معها لأعداد وتأهيل العاملين بالمؤسسة وتعزيز خبرة كوادرها. 6. وضع خطة مالية / إدارية ناجحة لجعل المؤسسة انتاجية تحقق ريعاً لتطويرها .7. فتح قناة اعلامية خاصة لتوثيق حجم التضحيات للضحايا من خلال برامج مدروسة تحفظ ارث مهم لأهم شرائح المجتمع العراقي آبان النظام الدكتاتوري البغيض. 8. فتح فروع للمؤسسة في دول الشتات لتسجيل الكثير من الضحايا لأنجاز معاملاتهم وعدم اهمالهم .وبالتالي الأستفادة من خبراتهم التي يمتلكونها في المستقبل . أما ما للمؤسسة من حق هو: 1.منع كافة المحاولات والأجراءات بالألغاء أو الدمج تحت أي ذريعة لا بتصريح ، ولا بتلويح، ولا بفعل. 2. الدفاع الكامل قانونياً وأخلاقياً أمام أي تعسف من أي شخص ،أو دائرة في الدولة لألحاق حيف أو ضيم بالضحية ، وتشكيل لجان قانونية متخصصة للدفاع عن الضّحية . وهنا أود أن اقدم الشكر العميق للسيد مدير مؤسسة( السجناء السياسين) في محافظة بابل السيد عقيل المحنّة الذي وقف موقفاً مشرفاً بالدفاع عن حقوق أحد السجناء الذي لحقه ضيم بطريقة التزوير من قبل خصم متمرس بالكذب والتدليس .قائلاً الى للمحامي في المديرية وهو أغلب الظن ليس من ضّحايا الفكر قائلاً له / نحن وجودنا هنا من أجل حماية ضحّية الفكر وليس مصادرة حقوقه . رغم الأوراق التي أبرزها المّزور ضّد ضّحية الفكر إلا ان القضية قيد التداول ولا يحق منع صرف منحته. 3. رصد مبالغ مالية مضاعفة من قبل الحكومة في السنة القادمة لتنفيذ الخطط التي ستتبناها المؤسسة للمشاريع الأستثمارية ، والتأهيل ، وبالتالي تخلق المؤسسة فرص عمل للشباب للتخفيف من فرص البطالة وبالتالي يمكن لها التنافس بالسوق .
كريم الشريفي
#كريم_الشريفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مؤسسة السجناء السياسيين ما لهّا .. وما عليّها؟ 2/1
-
أوجه من مثالب القضاء في العراق قديماً وحديثاً..!
-
75عام والحزب الشيوعي العراقي لازال يافعاً..
-
قوة اليسار.. رؤية وتفائل ..!
-
(( لكل جديدٍ لذّة ))
-
الوِداع الأخيّر
-
الأتفاقية الأمنية بين موافق... ولا معارض!!
-
مناظرات أم مهاترات...؟
-
ولادة بلا فرح
-
للنبّيذ أوان..
-
شجن الأثير
المزيد.....
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
المزيد.....
-
التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من
...
/ هيثم الفقى
-
محاضرات في الترجمة القانونية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة
...
/ سعيد زيوش
-
قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية
...
/ محمد أوبالاك
-
الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات
...
/ محمد أوبالاك
-
أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف
...
/ نجم الدين فارس
-
قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه
/ القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
-
المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي
/ اكرم زاده الكوردي
-
المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي
/ أكرم زاده الكوردي
-
حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما
...
/ اكرم زاده الكوردي
المزيد.....
|