أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام خماط - سقوط الصنم في الذاكرة العراقية














المزيد.....

سقوط الصنم في الذاكرة العراقية


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 2611 - 2009 / 4 / 9 - 11:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


السنوات التي سبقت سقوط الدكتاتور في 9/ 4/ 2003 كانت من أسوأ عهود الظلام التي مر بها العراق عبر التاريخ,لأنها جاءت متزامنة مع وجود موارد طائلة والتي حولها صدام إلى نقمة وأداة ضاغطة ووسيلة للقتل والإبادة وشراء ذمم وضمائر بدلا من ان يستخدمها في عمليات الاعمار والبناء ورفاهية الشعب

لقد اعتمد الدكتاتور على سياسة الإرهاب في كل ممارساته طيلة فترة حكمه مستعينا بمجاميع من القتلة والمجرمين الذين أصبحوا فيما بعد قادة معروفين ,وما عملية إطلاق سراح السجناء الا دليل على ان النظام قد خطط لاستخدامهم كورقة اخيرة بعد سقوطه.
ان عمليات القتل والاختطاف والسطو المسلح والسرقات كان وراءها هؤلاء المجرمون الذين رافقوا القوات الأميركية منذ دخولها بغداد وكيف سمح لهم المحتلون بسرقة المباني الحكومية وما فعلوه من تخريب متعمد لكل مرافق الدولة ,الا ان الطامة الكبرى هي ان الكثير من هؤلاء قد تمكنوا من التسلل الى اجهزة الجيش والشرطة ,وان ما تمارسه هذه الاجهزة يغطي عادة أكثر البيانات عن الجرائم التي تتحمل مسؤوليتها الجماعات المسلحة الاخرى، وقد أثيرت ضدها أكثر من قضية حتى ان الفضائية العراقية قد عرضت الكثير من الإرهابيين الذين يتم القبض عليهم ومن بينهم رجال امن وبمختلف الرتب ,يبدو ان الأميركان قد اختاروا لحكم العراق النوع الطائفي حلا ومنهجا في بينونة الدولة بعد سقوط نظام صدام وكأنهم قد رسموا مستقبلا ملغوما ,وهذه السياسة ليست بالجديدة على العراقيين فهي امتداد لسياسة البريطانيين عندما أحتلوا العراق إبان الحرب العالمية الأولى ,وان التاريخ أثبت فشل هذه السياسة الطائفية إلا أنها كلفت العراقيين الكثير من الأرواح,ولهذا نستطيع القول ان أي ترويج طائفي او قومي مبني على أساس التعصب الشوفيني تنتهجه القوى السياسية الحالية سواء كانت مشاركة في السلطة او خارجها فهو عبارة عن محض جهالة لاتزيدها إلا بعدا عن الروح العراقية المتسامحة والمتحابة . وبعد مرور 6سنوات على سقوط الصنم فقد دفع الشعب العراقي ثمن التغيير الديمقراطي من خلال آلاف الضحايا من الشهداء الذين سقطوا بسبب الأعمال الإرهابية القذرة ,وان نزيف الدم سوف يتوقف إذا استيقظ كل صاحب ضمير وطني وكل شريف يسعى من اجل استقرار الوضع وتقدم البلاد وينبذ العنف والتعصب ويرفض خلط الأوراق .لقد لبى العراقيون الفتاوى الصادرة من المرجعيات الدينية التي تؤكد على المشاركة في الانتخابات بأنها واجب شرعي ,وان التقاعس يعد مخالفة شرعية ,لذا خرج الجميع للإدلاء بأصواتهم رغم الإرهاب الذي يتربص بهم تلبية لهذه الفتوى ,لكن الذي حصل قوائم مغلقة أنتجت لنا مؤسسات مبنية على محاصصات تبعتها انسحابات متكررة لوزراء وممثلي كتل وتيارات ,وقصور واضح في إدارة البلاد وفساد إداري ومالي وسرقات للمال العام في وضح النهار من قبل وزراء ومدراء وأمام سكوت عام مثير للتساؤل والحيرة لا نجد له تفسيرا منطقيا ,واتهامات لها بداية وليس لها نهاية وتصريحات منفلتة وانقسامات وتحالفات واستغاثة بمخابرات دول واستنجاد بتنظيم القاعدة عبر وسائل الإعلام .لم يختر العراقيون هؤلاء لأنهم أكثر وطنية بل اختاروهم لأنهم اعتقدوا إن فيهم القدرة على تحقيق طموحات المظلومين وإرجاع حقوقهم ,وليس لان فيهم القدرة على الدفاع عن مصالحهم في جلسات سرية ومغلقة ,اختارهم الشعب لأنه اعتقد إن فيهم القدرة على الحفاظ عن القانون والالتزام به ,هذا القانون الذي يجب ان يكون المقياس الذي يحاسب عليه الجميع ولا مقياس غيره ,يقول الحطيئة مخاطبا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب (رض):
ما أثروك بها إذ قدموك لها
لكن لأنفسهم كانت بك الاثر
إن الشعب العراقي يتطلع إلى إصلاحات اقتصادية سريعة لمعالجة الوضع المعاشي المتردي وإصلاحات إدارية تخلص المجتمع من النظام الإداري الفاسد والمتمثل برؤساء دوائر كانوا في زمن الدكتاتور المقبور يحتفلون في دوائرهم قبل شهر من عيد ميلاد رئيسهم (الميمون),هؤلاء لازالوا في دوائرهم رؤساء ومدراء وهم يسعون بكل ما أوتوا من قوة من اجل تعطيل كل القرارات الصادرة من الدولة الجديدة ,والهدف واضح وجلي وهو إيصال الناس إلى حالة من السخط والتذمر حتى يقنعوا الناس بان فترة حكم صدام أفضل مما هي عليه الآن.وان من واجب المثقف دراسة مواطن الخلل كي يضع حدا فاصلا بين ماهو سلبي وما هو ايجابي وليس المثقف من حفظ جملة من المصطلحات يجترها أينما جلس مصطلحات ليس لها علاقة بالواقع المعاش .



#سلام_خماط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعثر التجربة الديمقراطية
- الإعلام والسجالات الديمقراطية
- جذور الفساد وسبل معالجته
- حرية الإعلام هي الأساس لكل مجتمع ديمقراطي متطور
- اثر انتخابات مجالس المحافظات في الانتخابات
- أين الحكام العرب من جرائم الصهاينة في غزة
- الدستور ليس نصا مقدسا
- صفة المثقف الحر
- القرار الاخير
- شعار العلمانية
- انهيار المؤسسات المالية
- رحيم الغالبي ...عندما تصبح القصيدة داخل أجواء الخيبة
- الثقة المتبادلة حجر الأساس في البناء الديمقراطي
- الإعلام العراقي إعلام حر أم إعلام متحرر
- الاستقرار السياسي شرط مسبق للتقدم
- الإعلام الأمريكي والتباس المصالح داخل الإدارة الواحدة
- الليبرالية السياسية ومفهوم العولمة
- عقل الدولة النقدي
- مفهوم السيادة و سبل النهوض بالواقع
- مفهوم السيادة وسبل النهوض بالواقع العراقي


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام خماط - سقوط الصنم في الذاكرة العراقية