أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان شيرخان - وجها التغيير














المزيد.....

وجها التغيير


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 10:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعد ما حصل عصر يوم التاسع من نيسان العام 2009، وفي ساحة الفردوس تحديدا، حدثا ومفصلا تأريخيا لم تتهيأ له نفوس العراقيين جيدا، الذين لم يكن لهم من الامر بمجمله شيء يذكر، وحتى اسقاط النظام الرمزي باسقاط تمثال الطاغية لم يستطيعوا انجازه بمفردهم، كانوا يحتاجون بالمطارق التي بايديهم اشهرا لاسقاطه، وتدخلت آلية اميركية وامالت التمثال الى الارض كاسرة ارجله بلحظات، ليأتي دور السحل الرمزي لرأس النظام.الحدث فيه شيء من الغرابة، التي تكمن في ان ما حدث كان خارج السياق والسيناريو الممل الذي عاشه العراقيون طيلة عقود، وبعيدا عن ما كان يتوقع الكثير منهم سواء المؤيدين او المعارضين للنظام. فالذين مع النظام وكانوا بمثابة عبيد القائد الضرورة والحزب الواحد، لم يكونوا ليتصوروا ضحالة وسطحية تفكير فرعونهم الاكبر وقلة حيلته، وعدم فهمه وادراكه للمتغيرات الاقليمية والدولية، وهو في النهاية لم يكن سوى دعي مخادع خبيث لا الاًّ ولاذمة له، سام على ايديهم الشعب سوء العذاب، ولم يتوقعوا سرعة انهيار النظام الدموي الرهيب، فهربوا واختبؤوا ما ان سمعوا وصول دبابات اميركية الى ساحة ام الطبول.والاغلبية التي عادت النظام وكرهته لم تكن على يقين تام ان اميركا جادة وصادقة في اسقاط النظام، لان لهم معها تجربة مؤلمة مريرة ربيع العام 1991، عندما وضع ثوار الانتفاضة الشعبانية السكين على رقبة النظام، ولكن اميركا قالت يومها : لا الوقت غير مناسب والظروف الداخلية والاقليمية والدولية لاتسمح بالاطاحة بصدام ونظامه، فأتاحت لصدام المهزوم في الكويت فرصة الانتقام من الشعب الثائر ضده شر انتقام، والقوات الاميركية تتفرج على ما يجري دون ان تحرك ساكنا. الامر الذي لم تضبط اميركا ايقاعه هو ما بعد سقوط صنم ساحة الفردوس، وتم تجاهل وصفة مفيدة ومجربة تتعلق بالانقلابات العسكرية عرفناها وعشناها صغارا وتصلح لجميع دول المنطقة والعالم الثالث، تتلخص بفرض منع صارم للتجوال، والسيطرة على مبنى الاذاعة والتلفزيون، ووضع دبابة واحدة امام كل وزارة وبنك ودائرة مهمة. وساعد تراخي القوات الاميركية وغض طرفها بل سماحها لمن استباح دوائر الدولة والمؤسسات وقام بنهبها الى تطور الامور سريعا الى حملة كبيرة من اعمال السلب والنهب، طالت مع عميق الاسى والاسف والحزن حتى المتحف الوطني العراقي، حيث كنوز العراق التي لاتقدر بثمن، وهذا ما لم يفعله اي محتل في اية يقعة من العالم، وعلى هذه لوحدها يجب ان يطالب العراقيون بفتح تحقيق لتجريم المسؤول وبموجب القانون الدولي عن حماية المتحف المذكور. توالت اخفاقات التغيير بشكل مذهل ومذل، وبدلا من تلبية طلبات ورغبات المعارضة العراقية التي عملت لسنين طويلة مع الاميركان بتشكيل حكومة عراقية انتقالية مؤقتة، ذهبت اميركا الى مجلس الامن المنبطح لها ولرغباتها واصدرت بسرعة وسهولة القرار 1483 ، الذي وضع العراق تحت الاحتلال. وفي تموز من العام 2003 قدمت ادارة بوش هدية مسمومة للشعب العراقي بتشكيلها لمجلس الحكم الذي دق اول مسمار للمحاصصة الطائفية في جسد العملية السياسية، التي سارت فيما بعد على ستراتيجية الطوائف والقوميات، وابعدت معياري المواطنة والكفاءة. وبسبب اخطاء اميركا القاتلة في العراق، ومعها النخب التي تصدت وقادت العملية السياسية، لم يستمر الوجه المفرح والمشرق للتغيير طويلا، ذهبت سريعا فرحة زوال النظام الشمولي، الذي انتظره العراقيون، خلف التغيير طعما مرا وغصة في النفوس، مرت على العراقيين سنوات عجاف ثقال تكالبت قوى الظلام والارهاب عليهم من كل مكان، واصبح وطنهم ساحة للانتقام وتصفية الحسابات بين اطراف مختلفة، ودفعوا قوافل من الشهداء والضحايا الابرياء بلا ادني مبرر، سوى ان المحتل لم يحسن تماما حساب مرحلة ما بعد صدام ....



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لويزا موركانتيني
- العقد الاجتماعي
- الاكثر تحملا
- دحر الفساد
- نعمة النفط المفقودة
- النفط والسياسة
- بيئة انتخابية
- وعود انتخابية
- الكوتا في خطر
- الثقافة السياسية
- اشكالية المفهوم
- سيداو ياسيداو
- هل نحن ازاء ازمة اقتصادية ?
- كفاءة الناخبين
- اعداء المجتمع المدني
- الحكم الرشيد
- رياح الاصلاح
- الاحزاب السياسية
- مؤسسات
- العراقيون واوباما


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان شيرخان - وجها التغيير