رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)
الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 10:50
المحور:
الادب والفن
خُذي أنفاسَكِ وأرحَلي
ولاتنسيّ أنْ تأخُذي مَعكِ
ملابِس السهرةِ التي كُنتِ بِشفافيتها تقتُليني
خُذي كلامُكِ الناعم وأترُكيني
ولاتنسيّ أنْ تأخُذي مِنديلُكِ المحشوِ بِحُمرةِ شَفتيكِ
التي كُنتِ بِها تُقبّليني
خُذي أي شئ
خُذي عِطرُكِ الملصوقِ كلوحةٍ كتدرائية
فَوقَ رَقبتي
خُذي خُطوطَ أظافِرُكِ مِنْ فَوق ظهري
فَلمْ أعُدْ أحتَمِلُ جَهلكِ
وَوحشيتُكِ لَمْ تَعُدْ تُغريني
فَنُسُك الأنوثةِ التي كُنتِ على غُروري تُملينها
لَمْ تَعُدْ تُعجبُني
أرحلي فَقدْ سأمتُكِ
وسأمتُ كُلَ شئ تقولينهُ
أرحلي فَقدْ سأمتُ لُعبةَ القطِ والفأر
فَلمْ ألعبْ دورَ الفأرِ في حياتي
وَمللتُ حيلَ القطِ القديمة
خُذي بَعضكِ وأرحلي
فَلمْ يَعُدْ لَكِ مكانٌ على حِجرّي
وساقَيكِ لَمْ يُعدا يُثيراني
خُذي يديكِ وأنامُلكِ مِنْ بينِ شَعّري إسحَبيها
فَلمْ أعُدْ أسكرُ بِهُما ولَمْ يَعُدْ طَعمُهُما يُدَوِخاني
يا إمرأة فارقتْ الحياء
وأحظاني صارتْ نزوةٍ مِنْ ماضيها
خُذي بَعضُكِ وأترُكيني
فَقدْ سأمتُكِ وَصِرتِ كشعاراتْ العربِ مُكررة
خُذي أبتسامتُكِ المُزورة
وأهاتُكِ المُلَفقةِ كقصائدُ السُلطان المُقزّزة
وأرحَلي إلى عالمٍ لَمْ يكُنْ ليْ فيهِ أيُ سُلطة
أو مراقدَ مُسوّرة
أرحلي إلى أرضٍ لَمْ أزرعْ فيها أقلامي
وألى جِبالٍ لَمْ يَصلْ قِمَمُها صُراخي
أرحلي إلى رَجُلٍ ثاني لايَعرِفُ بَصماتي
ولايقرءُ مانقَشتُ فوقَ شَفتيكِ مِنْ حُروفي
لقدْ قَررتُ أنْ أنسّاكِ
ولِقعرْ الحُزنْ أرميكِ
لَقدْ قَررتُ قَتلَ ضَوئُكِ في مُتحَفي
ومِنْ على جُدرانهِ أمحيكِ
لقدْ قَررتُ شَطبكِ مِنْ سِجلِ غَزواتي
ومِنْ تاريخي سأمحو ذِكراكِ
لقدْ قَررتُ
وقَررتُ
وقَررتُ
فأنا عَربيٌ
ويا كُثرَ قراراتي
#رياض_بدر (هاشتاغ)
Riyad_Badr#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟