عادل الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 2615 - 2009 / 4 / 13 - 08:56
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
سؤال موجه إلى المدعو - ميثم الجنابي - عن ماهية الهمجية , كيف يكون الشخص همجيا , وكيف يكون حالة وسط , وكيف يكون همجيا محضا أو صرفا أو خردة , بمعنى أدق كيف تستشف إن فلان من الناس هو من ضمن الحالات الواردة ؟ أعتقد إن السؤال ليس صعبا , ولا يحتاج إلى إلهام أو ألمعية من نوع الـ - هاي - أو بلغة السكسون الـ " high "
ضمن المفهوم الأنثروبولوجي ان الهمجي هو الذي لم تطأ رأسه أو كيانه قواعد أو أساليب النظام المدني أو المتحضر , وهو ليس مُلام على أفعاله لأنه أشبه بالحيوان الغير مُدرك لواقع الحياة الإنسانية . لكن الأكثر همجية هو الذي يُدرك الأشياء ويسير عكس الـ .. أو إنه يتقصد المُشاكسة لعُقدة في عُمقه اللاواعي أو الواعي , لا أدري أين تكمن .
كيف ؟ " سلاطة اللسان من ضمن الهمجيات عندما تصدر من العقل المُدرك , لكن ليست أية سلاطة لسان , يعني مثلا عندما يذكر الشاعر " مظفر النواب " كلمات من قبيل : أولاد قراد الخيل وأولاد القحبة وغيرها فتلك لا تعني بذاءة , فهو يؤكدها بمنطقية عندما يقول : ان كل بذاءات العالم تتألق فوق لُحاكم - الحكام العرب - وتلك حقيقة ليست بحاجة إلى براهين .. لكن البذاءة عندما تصدر لأجل التسقيط أو المنافحة , أو المناكحة , فإنها سوف تكون - الهمجية - في أنصع صورها او مدلولاتها
وأيضا كيف ؟
المدعو " ميثم الجنابي " هذا ذات يوم رد على الكاتب " كاظم حبيب " في منتهى القسوة والهمجية والسلاطة , رغم ان الثاني لم يك في يوم من الأيام غير مُهذبا في كل ما يطرحه , فالذي يتوارد إليك من هذا الكاتب هو الحرص على الواقع العراقي , لم يك نرجسيا ولا مغرورا ولا .. لكن مشكلته إنه شيوعيا ويحترم تاريخه الشيوعي , فهل تلك تُعد مثلبة ..وإن لا يستحضرني كل الكلام فمن ضمنه التذكير بـ " العُمر " : قل عمرك , كم عُمرك " سبعين سنة " وماذا يعني ؟ عمره سبعين سنة أو ستة وثمانين أو مئة وست وخمسين ! تصور الضحالة , وأنت كم عمرك , أقل من السبعين ببضعة أعوام , أو دعنا نفترض إنك في عشرينيات العُمر فأيضا سوف تصل في يوم ما إلى السبعين والثمانين والتسعين ثم تندثر وتنتهي الأسطورة , هل أنت أسطورة أو من ضمن الأسطورة , يا لهذه الأساطير التي تتوارد علينا !
هذا صدد من ضمن سلاطة اللسان والتهذيب . لكن المشكلة إن هذا الشخص الذي يتحدث بهذه اللغة الضئيلة , ان الطرف الآخر الذي هو
"كاظم حبيب " كان قد أعطى لهذه الضحالة , لهذا المدعو " ميثم الجنابي " دفعا معنويا عندما قال له ما معناه : تعامل في الفلسفة التي هي إختصاصك وليس في السياسة
لأن الأخيرة تُوقع المرء في الكثير من المطبات و.. و .. هذا الدفع المعنوي يبدو إنه قد أعطى لهذا الجنابي نرجسية إضافة لما يحتويه كيانه من نرجسية طاغية ! وهنا نريد أن نفهم ما هي الفلسفة التي تكتنف هذا الشخص , ما هي الفلسفة التي بحوزته , أية دراسة علمته التفكير الفلسفي ؟
في البدء نود أن نسأله ما هي الفلسفة , هل هي تأتي عن طريق الدراسة , أم إنها تتأتى من خلال التفكير العميق ثم تبدا عملية الشك في الأشياء , كل الأشياء : الأعراف , الديانات أو المُقدس , الأفكار وغيرها وغيرها إلى أن يصل المرء إلى الجوهر .. ونعتقد إن " سقراط " لم يدرس الفلسفة , إنما وصل إلى مستوى رفيع في هذا المجال من خلال التفكير المنطقي المُنظم .
لكن الجنابي في ديباجة التعريف بنفسه في موقع الحوار المتمدن لم يذكر لنا ولا مُؤلفا واحدا واضح المعالم الذي يُؤكد عن أية فلسفة يتحدث , لأنه ببساطة إن الفلسفة إذا لم تطرق الفكر كمادة رئيسية في الطرح فلا تعتبر فلسفة لا من قريب ولا من بعيد . يعني مثلا عندما يضع " ديورانت " في كتابه " قصة الفلسفة " عندما يضع : نيتشة , وفولتير , وبيكون , من ضمن رواد الفلسفة , وفي نفس الوقت يكتب هامشا بسيطا عن " هيغل " - رغم ذكره في هذا الهامش : ان هيغل يُعد أمبراطور الفلسفة أبان ذاك " نقول عندما يؤسطر أو يضع أناسا لا يمتون للفلسفة بأية صلة ويتجاوز الفلاسفة الحقيقيين , فإنه يضع مؤلفه في مستوى ضئيل
وليس القصد المقارنة بين ذاك وهذا , فما أبعد الشبه أو المقارنة , لكن نريد أن نبين لهذا الجنابي إن الفلسفة إذا لم تتناول الفكر والمادة فلا تُعد فلسفة . حتى ما يُسمى فلسفة الأخلاق , أو الفلسفة الإجتماعية وغيرها لا تُعد فلسفة , لأنها مجرد أفكار عامة من الممكن أن تصدر عن أي كاتب , حتى الشعر الشعبي من الممكن أن يحتوي أفكارا غاية في الأهمية , ونزيدك من الهرج مضغة : إن الرأسمالية ليست فلسفة بقدر ما هي إلا مجموعة برامج إقتصادية , وحتى الفكر الليبرالي الذي إستندت عليه هذه الرأسمالية ليس فلسفة , إنما مجموعة أفكار لا أقل .
أما فلسفة الضحك للأهل والبكاء للطفل الرضيع فهي من أشد البكائيات والمضحكات على مدى قرون الأرض لهذا الجنابي : يعني ما هو العمق الفلسفي إن الرضيع يُولد وهو يبكي لكن أهله يضحكون ! نعم , وماذا يعني هذا , الذي يعنيه وُفق مفهوم الفيلسوف الذي يتفوه بها " إن هذا الرضيع تكتنفه روحية المأساة ولذلك فإنه يصرخ ! أما أهله الذين يضحكون فلا تحتويهم هذه الروحية . كيف هذا , يعني هؤلاء الأهل هل وُلدو على هذا النحو , أم إنهم كانوا رُضعا مثل هذا الرضيع في يوم ما ؟!
الواقع إن قولا مثل هذا لا يدعو إلى الغرابة فقط , إنما يدعو إلى اللطم على الوجه ! فماذا يعني هذا القول بالضبط , أو قول الفيلسوف الجنابي , كيف , يعني كيف , ونظل نقول كيف إلى آخر شهقة في بلعوم الجنابي , لأن المعروف طبيا إن هذا الرضيع يصرخ من الألم او الوجع , كونه لم يزل طريا , بحيث إنه إذا لم يُعامل برقة فإنه من المحتمل أن يتعرض لتشويه خلقي .. أما الروحية التي تكتنف الرضيع فنحن ندعو الجنابي لقراءة " جون لوك عن الصفحة البيضاء للعقل , عجيب , يدعي هذا الجنابي الفلسفة وهو لم يقرأ " جون لوك أو كولردج و.. وعلى أي حال فإن الأشياء تتأتى كنيجة منطقية للسخافة والغباء
لأن الجنابي هذا يذكر ويتذكر وكأنه على موعد مع الشيطان أو الإله " الشيطان والإله كلاهما من نفس الطينة , كلاهما يخدعان , إنما نريد أن نربطه بهمجية وراديكالية - الحزب الشيوعي العراقي - جوهر هذي الموضوعة . مع التنويه إن الكاتب البليد عندما يكتب موضوعا قبل شهرين أو سنتين يؤله فيها مجموعة بلطجية لصوصية موبوءة مثل " جماعة الصدر أو جيش المهدي " , فإنه سوف يكتب بعد تلك الفترة أشياءً تناقض ما كتبه في مرحلة ما أو في تلك المرحلة , وهذا يؤكد إن في تكوين هذا الكاتب ثمة " برغوث " أو براغيث في عقله تدعوه إلى هذا التضارب.. إ
إلى ذلك فإن فكرة : إن الحركات الإسلامية قد إستمدت فعلها الراديكالي من الحركات اليسارية والقومية , ليست براءة إختراع , فقد ذُكرت في الكثيىر من الخطابات والكتابات , وقبل أن تذكر في الكتابات فهي مسألة طبيعية في واقع عروبي وإسلاموي عاش لعشرات السنين على دعائية ضد ما يُسمى " الإستعمار والصهيونية .. وبعدين نريد أن نعرف أنت , أنت بالذات من أية ملة , نفهم فقط , أنت تكتب لمن , ما هو صنفك : مرة ترفع مجوعة إرهابية لصوصية إلى السماء , ثم تأتي بعد وطر من الزمن لتعدها من ضمن الحركات الإسلاموية الراديكالية المتطرفة !! خليك متوازن في طرحك , لا تظل تخبط , الخبط مُؤلم ومُضر بالصحة جدا , ومن ضمن الخبط لهذا الجنابي هو ما يلي :
أولا نريد أن نفهم من هذا المدعو الجنابي , ما هي مقدار الثقافة التي يحتملها , لأن الواضح عندما تترصد كتاباته تستشف انه يكتب هذيانات حقا مثيرة للضحك والشفقة . وليس من المعقول أن ترصد جميع كتاباته , لكن إذا إكتشفت الضحالة في موضوع واحد فإنك من الطبيعي سوف تكتشف ماهية هذا الشخص , أما إذا إطلعت على موضوعين أو أكثر فإنك سوف تكتشف التناقض في أشياء هذا الشخص , ونحن هنا لسنا بصدد الرصد الكلي لهذا الشخص , لكننا بصدد رصد هؤلاء الذين أصبحوا أبواقا للإرهاب البلطجي الإسلاموي .
فهذا الجنابي يُسقط أشياء تاريخية على واقع مُعاصر بصورة حقا تثير الضحك , والأكثر ضحكا إنه يُشرعن لهذه الحالة , والأكثر والأكثر إن عملية الثأر التي لا تحتكم لا للقانون ولا للمدنية يُريد هذا الفيلسوف أن يُسيرها على الواقع الآني ههههه , كيف يعني ؟ بالمناسبة , الجنابي قرأ التاريخ الإسلامي بالمقلوب , لأن " المختار الثقفي " هذا كان مرفوضا من " علي بن الحسين " , والسبب إن " علي بن الحسين " كان إقطاعيا , يمتلك من الضياع الكثير الكثير , ولذلك عندما أرسل له المختار الثقفي يطلب مساندته وتجنيد الناس في الأخذ بالثأر بدم " الحُسين " فقد رفض ذلك العرض رفضا قاطعا , ومن الطبيعي ان الرفض كان مبنيا على المصلحة الذاتية , وتلك حالة سايكولوجية ليس بإمكان " الجنابي " أن يفهمها , لأن هذا كان يعيش وضعا مستقرا وليس على إستعداد لخسارة الوضع الذي يعيش فيه حتى لو كان السبب الأخذ بالثأر من دم أبيه وكذلك بالرغم من إنه سليل واقع قبلي يُؤمن بالثأر !!
ونعيد إن " الجنابي " قد قرأ التاريخ الإسلامي بالمقلوب , أو ان عواطفه هي التي تدعوه لأشياء غريبة حقا , لأن أولئك القوم في زمن المُختار الثقفي كانت سلوكياتهم ومثلما قلنا تنطلق من منطلق عشائري ونفعي محض . وإلا كيف نُفسر زواج " سُكينة بنت الحُسين " من " مُصعب إبن الزبير " لأن آل الزبير كانوا أشد أعداء الطالبيين " ومُصعب هذا هو الذي حمى وآمن قتلة الحُسين عندما كان حاكما على البصرة , أي عندما هربوا إلى البصرة بعد سيطرة " المختار الثقفي " على الكوفة , وبعدها زحف " مصعب " ومعه قتلة الحسين على "الكوفة " وقضى على حركة " المختار الثقفي " , وبعد معركة الخازر ضد " عبيد الله بن زياد " ظل إبراهيم الأشتر في الموصل , وعندما سيطر " مصعب " على الكوفة أصبح " إبراهيم الأشتر " تابعا لـ " مصعب " وفي النهاية قُتلا الإثنين في المواجهة بين الجيش الأموي بقيادة " الحجاج " وجيش " مصعب المسيطر على الكوفة والبصرة .. ونزيدك من الهرج نفعا ما : إن الحجاج الثقفي كان من أشد المعجبين بالمختار الثقفي , ليس لسبب , سوى إنه من نفس النسب ( الثقفي ) , وهذا يُبرهن طرحنا إن أولئك القوم لا تحكمهم الأخلاق ولا الدين ولا المبادئ بقدر ما يحكمهم المفهوم القبلي , أما انك تكتب من وحي هلامي معشعش في تفكيرك كونك خرجت من بيئة عموم ديدنها هذا الأفق فهذه مسألة تخصك , لكن لا تتهجم بإسلوب قبلي متأتي من سفرك الآنف الذكر , ولا تؤسطر عصابات من جماعة " الصدر " ليست لها علاقة من الأرض والسماء بهذا الكائن الذي يسمى العراق .
لكن المشكلة إن الحزب الشيوعي العراقي هو الحاضر في كل ما يُكتب من ذم وقدح , ولا ندري من أين ينطلق هذا العداء لهذا الحزب ؟ طيب , إذا أنتم تعتبروه حزبا فاشلا وليس محل ثقة , فما هو الداعي لهذه الشراسة , ما هو الداعي لكل هذا القدح والذم ؟ أنا أقول لك لماذا , لأن الضئيل هو الذي يقدح , ولأنه كذلك فإن أشيائه سوف تكون بذات المستوى . وما دام الحديث هنا عن الجنابي فإنه سوف يؤسطر عصابات الصدر القادمة من فتات الحي الصناعي في النجف وبقية البؤر الموبوئة في أصقاع العراق ويعتبرها أمل هذا البلد . ونحن من حقنا أن نسأل هذا الجنابي : هل تستطيع أن تقول لنا متى خرجت من العراق , وهل تفهم ما هو العراق , وهل بإمكانك ان تفهم الظروف التي تحكم هذا البلد , وليس هذا البلد فقط ,إنما المحيط بأجمعه , فعندما يظهر إستفتاء يقول إن 90 بالمائة من المصريين يؤيدون تنظيم القاعدة هل تفهم المحتوى العميق لهكذا تفكير !
والمعنى : هل الحزب الشيوعي إستثناءً , أم إن الوضع العام في عوالمنا يتبنى ويُنبئ بالكارثة .. وأعتقد إن هذا الجنابي من ضمن الذين يسعدون بالكارثة لكونه وكما ورد في القول إنه يكتب على أساس الجهل والغطرسة الفارغة وليس ...
أيها الجنابي المثل العراقي الشعبي يقول : إكعد أعوج وإحجي عدل , أما أنت بزيك الذي لا أظنه ينتمي لواقعنا العراقي , رغم إستقامتك فإن كلامك متعثر جدا جدا جدا .. والعاقبة للمتقين الأشاوس من جماعة " جيش المهدي بقيادة مقتدى القرقوز الغبي صديقك الحميم "
#عادل_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟