ابو الفضل علي
الحوار المتمدن-العدد: 2609 - 2009 / 4 / 7 - 11:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ تأسيس الجامعة العربية والى يومنا هذا كان الشغل الشاغل لها هو المصالحة العربية ، تلك المصالحة التي استنزفت كل الاوقات المخصصة لدراسة مواضيع كان يمكن ان يكون لها الشأن الاكبر في دفع عجلة التقدم العربي فما تكاد ان تنعقد قمة عربية الاّ ويكون في جدول اعمالها مصالحة ، كل ذلك يجري وانظار الشارع العربي متجه الى ما تسفر عنه هذه القمة من امور يمكن ان تنعكس على تلك الشعوب المغلوبة على امرها وحينما نعتقد بأن المصالحة قد تمت نجد في الحقيقة المرّة انه لم تكن هنالك مصالحة حقيقية وفق منهجية ترتب لازالة كل الاثار بل ان الخصومات العربية تكاد تمر بحالة من التناسخ واذا ما نظرنا الى كل القمم العربية التي انعقدت وبصورة تسلسلية نرى ان كل قمة بدل ان تنتهي بأجواء صافية تظهر خصومات جديدة تؤجل الى القمة الاخرى فأصبحت هذه النتيجة من بديهيات القمم بل ان ثقافة رمي الصحون واطلاق العبارات البذيئة اصبحت تسمع وترى بين القمة والاخرى فهل ان ضحالة الموضوعية هي السائدة في بعض اطورحات القيادات العربية ام هنالك ايدي خفية تسعى لتفريغ محتوى جدول اعمال القمم ؟ام ان الامر برمته ناتج عن فلسفة خاصة تقوم بها الامانة العامة بصورة مقصودة تؤدي نتائجها الى ما تصل اليه كل قمة ؟
ورغم ان بعض هذه الخصومات ناتجة بسبب عدم وجود النضج السياسي الامر الذي يعلله البعض بأن ما يجري هو حالة طبيعية لهذه الانظمة السياسية المتواجدة على الساحة العربية بسبب عدم وصولها عن طريق صناديق الاقتراع .!!
اننا نرى في ظل هذه الاوضاع المزرية التي عشناها وطوال هذه السنين بضرورة اجراء اصلاحات سياسية داخل الامانة العامة فطلب الرئيس القذافي ان تكون وظيفة الامين العام هي دورية وايجاد مبعوث داخل الامم المتدة هي مطلب منطقي يمكن ان ينشط الدور العربي في القرارات السياسية كما ان موضوع البحث عن مصالحة عربية يمكن ان يجري على هامش القمة بعيدا عن ضمينة عملها وهنالك الكثير والكثير من الاراء التي يمكن ان تصل بنا الى مستوى الطموح العربي الا ان ذلك يترك سؤالا مهماً وهو هل هنالك رغبة حقيقية لدى جميع الاطراف بأن تكون القمة في مستوى طموح الشعب العربي؟
ام ان الارتباطات الخارجية لها الكلمة الفصل في ذلك ؟ولحين الاجابة عن هذه الاسئلة لابد لنا من الانتظار لحين انعقاد قمة الخصومات العربية الاخرى!!!
#ابو_الفضل_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟