أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - في سيكولجيا المجتمع العراقي بعد نيسان 2003














المزيد.....

في سيكولجيا المجتمع العراقي بعد نيسان 2003


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2609 - 2009 / 4 / 7 - 11:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مع أن العراق شهد منذ العام (1921) الكثير من الإنقلابات وإسقاط انظمة وحكومات، فأنه لم يحصل تخلخل وتشظي في بنية المجتمع العراقي كالذي حصل بعد (التحرير،التغيير، السقوط ، الغزو...) في نيسان 2003.
ولقد جرى تمهيد لتهرئة نسيج المجتمع العراقي عبر ثلاثة عقود من حروب كارثية ، فضلا عن حصار ادى الى ان تبتلع الطبقة الفقيرة أكبر طبقة في المجتمع العراقي تظم الموظفين ومن يُحسب على الطبقة الوسطى، فصار المجتمع العراقي منقسما الى طبقتين: فقيرة تضم الغالبية المطلقة، وغنية تضم الأقلية.
ففي دراسة ميدانية لكاتب هذا الموضوع أجريت عام (1997) تبين أن الاستاذ الجامعي الذي كان يحتل المرتبة الرابعة في قمة الهرم الإقتصادي، تراجع في الحصار للمرتبة الرابعة والعشرين بعد مصلّح الراديو والتلفزيون! وتقدم الحمّال على معلم المدرسة الابتدائية الذي انحدر لأسفل الهرم الاقتصادي. فراتب المعلمة الشهري كان لايكفي لشراء حذاء لها (2.5 دولار!). فضلا عن تخلخلات اخرى اخطرها الهجرة والبطالة واساليب النظام التي استهدفت تفكيك الأسرة العراقية.
لكن ماحصل بعد (9/4/2003) لايهضمه عقل ولايستوعبه منطق. فمن كان يتصور أن سنيّا متزوج من شيعية، وشيعيا متزوج من سنيّة، يطلّق أو يضطرونه الى ان يطلّق زوجته ولهما اولاد بالجامعة !.
والخطأ الأكبر الذي ارتكبه المحتل، او بريمر الجاهل بسيكولوجية المجتمع العراقي، ان شكّل مجلس حكم قائم على المحاصصة والطائفية والإثنية وسيكولوجية الضحية والجلاّد. ففيه حظي بحصة الأسد في الحكم، الضحيتان اللتان عانتا أفجع المآسي الناجمة عن سادية الجلاّد: الشيعة والكورد. وتحول أتباع الجلاّد ومن يُحسب عليه من السنّة الى ضحية ، برغم أن محاولات اغتيال الجلاد – بما فيها دس السم له – قام بها سنّة!
ولأن الطبيعة البشرية من خصائصها أنها تندفع للأنتقام ممن ظلمها حين تتوافر لها الفرصة، فأن المتطرفين من ضحايا الشيعه انتقموا ممن كانوا محسوبين على الجلاّد ومعظمهم من السنة . ولأن من خصائصها ايضا أنها حين تُستهدف بمحوها من الوجود فإنها تلجأ للأنتقام من مستهدفها بالهجوم عليه لكبح جماحه، أو دفاعا عن النفس.. فقد قام المتطرفون السّنة بالمثل .. وكان ماكان من التهجير والقتل البشع من الطرفين زاد على المائة ضحية في اليوم !.
وشاع في المجتمع العراقي بعد السقوط ثلاثة انتمائات بدائية : العشيرة والطائفية والإثنية، ناجمة عن (سيكولوجية الإحتماء). فبعد ان انهار النظام انهار معه الشعور بالانتماء للوطن، وصار العراقي يبحث عمن يحميه ،لأن الخوف اذا اقترن بغياب القانون تحكم في الانسان عقله الانفعالي (غرائزه) وتعطل لديه العقل المنطقي. وإذا اضفنا حقيقة سيكولوجية اخرى هي ان العشائرية والطائفية والشوفينية يمكن تأجيجها بسهوله في مجتمع مكبوت يتحرر فجأة بشكل منفلت، يكون ماحصل في 06-2007 من تخلخل في تركيبة المجتمع العراقي مسألة حتمية .
وخطأ أحمق ارتكبه المحتل أنه استخدم (نظرية السيفون) في محاربته الإرهاب بفتح الحدود أمام الإرهابيين بهدف تجميعهم بحوض العراق .. ليسرفهم بضربة سيفون، نجم عنه تعميق في تخلخل بنية المجتمع العراقي. فضلا عن ان الارهابيين صاروا بلوى عليه أضافها الى بلوى أخرى حين اكتشف العراقيون الذين انتشى معظمهم بفرحة الانتصار على الدكتاتورية ، أن امريكا خدعتهم حين اعلنت احتلالها للعراق وأن الانكلو-امريكان ما جاءوا محررين .
ونجم عن سياسة المحتل ايضا هجرة اربعة ملايين عراقي وتهجير مئات الآلاف واربعة ملايين طفل يتيم ومليونا مطلقة ونصف مليون قتيل والآف المعتقلين ،أحدثت اضرارا نفسية واجتماعية بالغة ليست على صعيد البنية الاجتماعية فقط بل والأسرة ايضا ، أضيفت الى ما نجم عن الحروب من اختلال التوازن العددي بين الذكور والاناث وزيادة نسبة العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج ( 49.3% من الذكور و 47.5% من الاناث اما مطلّقون او عازبون ) وتخلخل المنظومات القيمية للأفراد وقصف الضمير الجمعي على مدى 29 سنة .
والواقع ان ما أحدثه الاحتلال الأمريكي من تخريب في بنية المجتمع العراقي أكبر وأخطر بكثير مما احدثه في افغانستان، لتنوع المجتمع العراقي في مكوناته، ولأنه أوجد عوامل هذا التخريب التي عملت دول الجيران على تعميقها، فضلا عن ان اللاعبين السياسيين في العراق أكبر بكثير من نظرائهم في افغانستان.
ومع ان سياسيين عراقيين وغربيين يقرون بوجود تفاؤل حذر بخصوص مستقبل العراق ، فيما يقر أوباما ب ( أوقات صعبة قادمة ..وسيواصل العنف كجزء من الحياة اليومية للعراق )، فأن كثيرين يميلون للإعتقاد بمستقبل افضل ، لثقتهم بأن العراقيين شعب ذكي، سريع التعلم من التجارب، ويدرك ان وطنه اغنى البلدان ، وأنه لن يعيش سعيدا فيه مالم يكن موحدا في بنيته الاجتماعية .
لقد قال صدام قبيل سقوطه :( يمكنكم التخلص مني كرئيس ، ولكنكم ستحتاجون في الأقل سبعة رؤساء للسيطرة على العراق )، وهذا صحيح من منظور دكتاتور ، وقد سبقه الحجاج في شكواه من العراقيين : جئتكم ذو لمّة ( شعر رأس كثيف ) فصيرتموني احصّا . فالعراقيون متعبون للحاكم الظالم ، فيما هم سلسوا الانقياد لحاكم ديمقراطي حازم وعادل ينتخبونه بارادتهم ، يعيد بنية المجتمع العراقي لوضعها القريب من الطبيعي لتكتمل يوم يكون الغلاف الأخير لكتاب الاحتلال الأسود ..قد أغلق .



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سيكولوجيا الحزب الشيوعي العراقي
- الصحافة : مهنة المتاعب ..والنفاق ايضا !
- علي الوردي ..وازدواج الشخصية العراقية
- كلنا مصابون بحول في العقل !
- ضمير..سز
- عبود ..والشطره ..وحال ما تغير
- في سيكولوجيا الناخب العراقي- قراءة نفسية سياسية -
- اسطورة أوباما ..هل ستنتهي بانتصار الوطن ام بموت البطل ؟!
- ثقافتا الفرد والدور ..واشكاليه السلوك
- في سيكولوجيا تصرّف منتظر الزيدي - ثقافة التعليق
- في سيكولوجيا تصّرف منتظر الزيدي
- تهنئة ,,وملاحظات واقتراح
- أمسية ..في شارع أبي نؤاس
- مخطوطة للدكتور علي الوردي معروضة للبيع
- تنبؤ سيكولوجي بفوز أوباما
- الارهابيون بعيون أكاديمية - ايضاح ..واقتراح-
- الارهابيون .. بعيون أكاديمية
- سيكولجيا الصراع في المجتمع العراقي
- كنت في الجولان
- في سيكولوجيا الفساد المالي والاداري 3-3


المزيد.....




- اليونان تعتقل 13 شخصا بتهمة إشعال حريق غابات
- الحوثيون يعلنون استهداف سفن بميناء حيفا والبحر المتوسط
- مطالب داخلية وخارجية بخطط واضحة لما بعد حرب غزة
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!
- عواقب غير متوقعة للدغات البعوض
- أوكرانيا تعرض على إسرائيل المساعدة في -الحرب على المسيرات-
- أحزاب ألمانية: على الأوكرانيين العمل أو العودة من حيث أتوا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - في سيكولجيا المجتمع العراقي بعد نيسان 2003