طارق حجي
(Tarek Heggy)
الحوار المتمدن-العدد: 2609 - 2009 / 4 / 7 - 11:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
أيا لبنان الرائع والجميل ؛ ها هى الفرصة قد سنحت لتقف وراء عناصر بهائك وجمالك وثرائك وبديع رونقك وضد عناصر القبح والتخلف والرجعية البغيضة التى توجد أيضا على أرضك وفوق ترابك. بهاؤك يا لبنان تجسد فى بطرس البستاني وجورجي زيدان وجبران خليل جبران ومارون نقاش وميخائيل نعيمة ومي زيادة (وما أدراك ما مي زيادة) ومارون عبود و سعيد الخال وسهيل إدريس وفيروز والرحبانية وعشرات غيرهم ؛ بما فيهم العباقرة الذين صدرتهم لمصر إبان مشروع نهضتها ورقيها (1850-1950) ... أما عناصر قبحك فقد تجسدت فى كل من يحاول أن يبدل روحك من روح فينيقية وروح من أجمل أرواح البحر المتوسط إلى روح تستمد حياتها من إشعاعات ملالي قم أي من الثيوقراط أو روح تستمد أكسوجينها من عاصمة دولة تعتق فيها الإستبداد ويبست فيها (من جراء ذلك) قرائح الإبداع ... جار لم ولن يملك جزءا من أجزاء عبقريتك ؛ ولكنه منذ تسعين سنة وقلبه يغلي بالحقد عليك أيها الوطن العبقري الفذ ؛ وقد ظن إبان إحتلال جيشه لترابك العبقري أنه أخيرا تمكن من (الإستيلاء) عليك يا طائر الفينيق الأروع ... ثم إكتشف منذ فعلته الأبشع يوم 14 فبراير / شباط 2005 أن روحك العبقرية ما تزال (بكل ما تعنيه الكلمة) حية وفعالة وأبية. إنك (أيها الفينيق العبقري) لست بحاجة لأن أسمي أو أعدد لك سفراء القبح على أرضك وبين ناسك ؛ فأنت تعرفهم بكافة أشكالهم وألوانهم : ذلك القبح المتناقض مع بهاءك الذى هو نضح لتاريخك وعبقرية مكانك وخصوصية روحك . يا لبنان : إن تعددية ثقافتك ؛ وإنتماءها رغم هذه التعددية لأفق البحر المتوسط ووجود أبناءك المسيحيين فى قمرة القيادة (منذ مولدك) وعشقك للحرية وإحترامك العميق لحضارات أفقك البحر متوسطي وبعدك عن مناخات الداخل المعزولة وعن ثقافات الرمل التى أبتليت بالأصفر عوضا عن الأخضر وغرامك (الطبيعي) بالحضارة الهيلينية - الرومانية ؛ هى عناصر تميزك التى يريد بعض أبناءك وجيرانك إفراغك منها لتصبح صورة منهم . وأنت اليوم (والفضل لرفيق الحريري حيا وميتا) أمام فرصة تاريخية لتغليب عناصر بهاءك (يوم الإنتخابات المقبلة بعد قرابة الشهرين) على عناصر السوء والتخلف والإنغلاق والماضوية والقومجية ومخاصمي العلم والعصر والمدنية التى يمثلها سفراء القبح الذين يباركون (للآن) سني هيمنة الحانقين عليك ؛ ناهيك عمن تسببوا فى القريب فى خراب الكثير من أرضك ومدنك من جراء حساباتهم الرعناء الخاسرة ؛ وناهيك عمن رأيت حقيقتهم فى شوارع بيروت فى يوم من أيام شهر مايو / أيار 2008 ؛ وناهيك عن ذلك المجنون الذى يصرخ كل يوم وكل ليلة : إما أن أسكن فى بعبدا ؛ أو أحرقك يا لبنان !!!! يا لبنان الجميل ؛ أمامك فرصة سانحة بعد أقل من سبعين يوما لتنصر الجمال وتخزي القبح - فلا تتردد
#طارق_حجي (هاشتاغ)
Tarek_Heggy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟