|
رياح التغيير على كوكب الأ رض -2
محمود حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 10:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نستطيع القول بأن العالم الأول والذى صنع الحضارة الرأسمالية وقد طغى بها على بقية عوالم الكوكب فارضا سيادته وسيطرته على بقية العوالم والذى نتيجة تراكماته المالية توسع فى قاعدته الإنتاجية فارضا وصايته بالقوة على مصادر المواد الأولية ومنابع الطاقة والذى من خلال مؤسساته المالية أخضع هذه المصادر بالكامل تحت تصرفه ، فقد أصبحت البنوك والشركات المالية هى صاحبة العبارات التى تجوب المحيطات وبقية أصقاع الكوكب متحكمة فى نقل كافة المواد الأولية إضافة إلى النفط الخام وأصبحت هذه الشركات تتحكم من خلال البورصات فى أسعار هذه المواد بمعنى آخر نقول أن المركز الرأسمالى العالمى هو المهيمن على كافة الأنشطة الإقتصادية العالمية على الكوكب وهو المسئول مسئولية أساسية عما أصاب هذا الكوكب من مضار نتيجة نشاطه الصناعى والتى تولد عنها ظاهرة الإنحباس الحرارى أو ظاهرة إنبعاث ثانى أوكسيد الكربون المهددة الأن لتدمير الحيوات على الكوكب . من خلال هذه الهيمنة أراد هذا المركز الرأسمالى بشركاته الآنفة الذكر والتى أصبحت شركات كوكبية أى بتعديها القوميات والقارات محاصرة ومطوقة العالم الثانى ومجموعة البلدان المتعدية من العالم الثالث والآخذة فى التطور والنمو مستخدما فى ذلك التطويق الإقتصادى والحصار وكذا خلق بؤرالتوتر للتطويق العسكرى الأمر الذى جوبه بمقاومة عنيفة وإن كانت هذه المقاومة قد تبنت أمام غطرسة القوة الغاشمة ثقافة الإستشهاد والتضحية بالروح فى سبيل نصرة الوطن وذلك فى البؤر الإستيطانية فى الكوكب والبؤر المحتلة بغية تطويق البلاد الناهضة كالصين والهند والتى خلقت بؤر توتر فى أفغانستان وباكستان وكذلك زرع إسرائيل فى المنطق العربية لحماية مصالح منابع النفط وتعهد هذا العالم الأول بضمان حماية أمن إسرائيل والتى تهدد أمن المنطقة بالكامل بعاوى عنصرية بالية . خلاصة القول أن العالم الأول أو المركز الرأسمالى المهيمن دخل فى صراع مسلح مستخدما آلته العسكرية المتقدمة ومستخدما سلاح آخر وهو إثارة الفتن والنعرات الطائفية والإثنية هذا الصراع العسكرى الذى خاضه تحت دعاوى الحرب على الإرهاب والذى هو صانعه هذا الصراع قد إنهزم فيه هذا العالم لأن الطرف الآخر من الصراع وهو فى الأصل الدول المراد تطويقها قد إستمرت فى ديموماتها غير عابئة بما يفعله هذا المركز ومتفرجة علية بل وتمده بالديون حتى أصبحت بلدا كالصين دائنة لأمريكابدين يتعدى رقم التريليون إضافة أن خزائنها تحتوى على مبالغ من العملة الأمريكية تعد بالتريليونات أيضا . مع هذه الخسارة للعالم الرأسمالى على مستوى الصراع العسكرى فى أفغانستان والعراق وكذا خسارة إسرائيل أمام القوى المقاومة فى لبنان وفلسطين والتى تتحدد فيها الخسارة بعدم النيل من الغرض المراد منه الحرب كالقضاء على المقاومة حتى ولو كانت أمريكا وإسرائيل إرتكبت فى حق الشعوب المحتلة أبشع المجازر الإنسانية خاصة ضد الأطفال والنساء هذه الخسائر التى عجلت بالإنهيار الرأسمالى من ناحية وقد جعلت هذه الخسارة بالنسبة لإسرائيل التقوقع حول الفكرة الصهيونية والتشبث بها للإحساس العام لدى هذا الكيان بالزوال . إذا أضفنا إلى هذا ما نتج عن تفريغ العالم الأول من قوته الصناعية وجعله عالما مستهلكا وبالتالى زيادة مطردة فى جيش البطالة نتيجة فقدان اليد العاملة لوظائفها فى دول المركز وإستهلاك الفوائض المالية فى المضاربات والرهن العقارى الأمر الذى أدى فى النهاية بفقدان المواطن الأمريكى على سبيل المثال الثقة فى سلطته والتى أوهمته بالحلم الأمريكى . من هنا كان لابد من هبوب رياح التغيير لا التغيير بالفعل الثورى ولكن التغيير لعودة النمط إلىمجاله الطبيعى ونعنى هنا نمط الإنتاج الرأسمالى وإلى تطوره الطبيعى، اول ماهبت هذه الرياح التغييرية هبت على يد الرئيس الأمريكى الجديد أوباما والذى وضع فى برنامجه الإنتخابى ضرورة العودة إلى صيغة نقد - سلعة - نقد وذلك من خلال برامج التقليل من البطالة وإعادة تأهيل الطبقة العاملة الأمريكية وفتح مجالات العمل أمامها ، أيضا إعتماد الرئيس الأمريكى على التوسع فى الطاقة النظيفة وكما قال طاقة الرياح والطاقة الشمسية وذلك للتقليل من إنبعاث ثانى أوكسيد الكربون ولحماية البيئة ، أيضا القذف بنظرية نهاية التاريخ فى مزبلة التاريخ ووضع الضوابط أمام الحرية المنفلتة والمتهورة للرأسمال وتدخل الدولة كرأسمالية منضبطة فى إدارة الإقتصاد ، هذا إضافة إلى الإنسحاب من بعض بؤر التوتر كالعراق ومحاولة الخروج من الفخ الأفغانى بأقل الخسائر الممكنه . إذا كانت هذه الياح قد هبت على أمريكا سيدة العالم الأول والتى تجر ورائها بقية العالم الأول وبقية العوالم التابعة التى تدور فى فلكها ومعظمها من من كان ينتمى إلى العالم الثالث وجزء من العالم الثانى المنفك من مجموعة الدول الإشتراكية السابقة. هذه الدول والتى تنتمى أساسا للعالم الثانى والعالم الثالث والتى إستتبعت السيد الأمريكى قد إستشرى فيها الفساد وقد خسرت قواعدها الصناعية التى بنيت فى فترات الإنعتاق من الإمبريالية وفترات التحرر الوطنىبالنسبة للعالم الثالث وكذا القاعدة الصناعية فىالعالم الثانى والتىقد تفككت بدعوى تخلفها عن التكنولوجيا الغربية ،أيضا هذه العوالم الثانى والثالث الدائرة فى الفلك الإمبريالى كانت سريعة الإستجابة لمطالب صندوق النقد الدولى والبنك والدولى فى إملاء شروطه حين يمنح هذه الدول مساعداته وقروضه كشروط الخصخصة وتفكك البنية الفوقية وإعادة ترتيبها طبقا لما يفرضه الأخرون هذه الشروط التى أدت إلى الفكك السريع فى البنية الفوقية لهذه المجتمعات وأدت إلى ظهور ظواهر مثل السلفية والتطرف وإشاعة روح الإغتراب فى الوطن والشعور بعدم الإنتماء والمواطنه والدفع نحو الهجرة هذا إضافة إلى الفساد الذى أوقف الحراك الإجتماعى وأصبحت هذه المجتمعات مخوخة من داخلها وإنشطار المجتمع إلى طبقتين طبقة الصفوة وطبقة الجياع الدنيا والتى تمثل الأغلبية الساحقة من المجتمع . لقد زاد الإنهيار الرأسمالى من التدهور فى هذه البلدان التابعة وقد إنهارت البلدان الغنية منها والتى تحوى النفط والتى كانت توظف معظم أموالها فى العقارات وهوإستثمار إستهلاكى ولقد فقدت البلاد التى تعتمد على التسوق أسواقها وكذلك البلاد التىتعتمد على السياحة مصادرها السياحية . كان لابد من إعادة النظر فى نظام الكوكبة أو العولمة لضبط حركة الكوكب وذلك بإعادة تنظيم الهياكل العالمية كصندوق النقد الدولى والبنك الدولى فى منح القروض للدول العالم ثالثية والعالم ثانية والإبتعاد عن الشروط المقيتة وعدم التدخل فى السياسات المحلية لهذه الدول هذه المنح والقروض الغرض منها هو دفع التنمية بهذه الدول الأمر الذى يدفع تجاه الطلب العالمى لتسيير عجلة الإقتصاد العالمى الكاسدة . الأهم من ذلك فى الرياح التغييرية هو إتباع منهج الشفافية فى التعامل وبعد إن كانت الشفافية لفظ يطلق يراد به عكسه تماما أصبح منهجا فى التعامل وبالكبع لابد من مصاحبة الشفافية مقاومة الفساد ذو الأزرع الأخطبوطية فمقاومة الفساد تبدأ من تجارة المخدرات وتهريب الأموال والأرقام السرية فى البنوك وغسيل الأموال وبنوك ألباهما وغيرها فهل العالم الأول صاحب الحضارة الحالية يستطيع تحمل هذه الرياح لإنتاج رأسمالية أكثر إنضباطا وقادرة على التكيف مع المتغيرات وحركة التبدلات فى الكوكب ما بين نهوض عوالم ونكوس عوالم أخرى عموما سوف تهب الرياح ونأمل فى عدم إخمادها لعل مجتمعاتنا تعود إلى سيرورةالحراك الإجتماعى .
#محمود_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رياح التغيير على كوكب الأ رض -1
-
المرأة وحالهامع شهر مارس ( آذار ) ودورها التاريخى فى الصراع
-
من الدوحة إلى شرم الشيخ ثم الكويت لأجل غزة .. ووقفة إستقبال
...
-
قمة غزة فى الدوحة .. وحديث عن الراحلين
-
اليسار فى مواجهة التحدى.. فى ظل الإنهيار الرأسمالى العالمى..
...
-
محرقة غزة
-
منتظر الزيدى فى مواجهة المحتل
-
فى الملف اللبنانى
-
فى الصراع
-
الحوار المتمدن شرارة الإنطلاق نحو التحضر والتقدم
-
أزمة النظام الرأسمالى العالمى فى مقابل مأزق وأزمة الفكر اليس
...
-
أوباما رئيسا لأمريكا رافعا راية التغيير
-
أزمة النظام الرأسمالى ...... بين العقل .. والعاطفة
-
ملحمة نصر أكتوبر .. ونهاية المشروع الصهيونى
-
د/ جمال حمدان .. إغتيال ما بعد الإغتيال
-
أوراسيا قلب العالم
-
حال الأمة ..من الأصالة الثقافية إلى البحث فى الأصالة الإقتصا
...
-
حال الأمة..فى الأصالة والثقافة
-
لبنان بين آيار (مايو) وتموز (يوليو)
-
اليسار الديموقراطى حليف سلطة الكولونيالية فى لبنان ..... هل
...
المزيد.....
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
-
إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق
...
-
مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو
...
-
وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
-
شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
-
فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|