عبداللة جبار المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 05:42
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
نعم أويد بكل حرارة ان يصبح الاول من ايار _ كما هو معهود _ عيدا عالميا وعراقيا وعطلة رسمية تعطل فية دوائر الدولة ومؤسساتها وتقام الاحتفاليات والمسيرات الشعبية في جميع انحاء العراق , مثلنا مثل بقية دول العالم المتحررة , بل ان العديد من الرؤساء والزعماء يستغلون هذة المناسبة لتقدبم التهاني للعمال وبلقون خطبهم ويستعرضون سياسات بلدانهم .
وبالامس القريب في العراق كانت المسيرات الابتهاجية الراجلة لمئات العمال تجوب شوارع العراق تؤازرهم المنظمات المدنية والشعبية , بعد ان تزدان الطرق والمفارق والشوارع بالزينة والاعلام العراقية , حيث يجري التنسيق المسبق من قبل الاتحادات المحلية والنقابات العامة _ ان وجدت _ قيل اسبوع او اكثر لتدارس افضل الطرف لتنطلق الحشود العمالية من منطقة الانطلاق الى المنصة الرسمية التي يتواجد فيها كبار المسوولين والقيادات والضيوف وممثلي الهيئات القنصلية المحلية ,وفي بغداد السلام تجري المراسم الرسمية ويوضع اكليل من الزهور على ضريح الشهداء والنصب التي ترمز الى عظمة الابطال الذين استشهدوا دفاعا عن المصالح العمالية والاهداف الوطنية من خلال نضالهم ضد الاحتلال والتعسف والبطالة والتخلف وسوء الاحوال المعيشية الصعبة , والمطالبة بحقوق العمال وحفهم في التنظيم النقابي واشراكهم في التفاوض الجماعي وادارات المعامل والشركات .
هذة اللوحة الزاهية الجمبلة كانت تغلف الفرح العمالي بهذة المناسبة الدولية متضامنين مع عمال العالم اجمع ,وان دل ذلك على امر فيعود الى عراقة وقدم هذة المناسك العمالية منذ تأسيس النواة الاولى لممثلية العمال عام 1924 وصدور القانون العام للعمال رقم 72 سنة 1936 الذي اجبر الحكومة العراقية ان تشهد وتعترف بالعمال كطرف رئيس في العملية النهضوية والتنظيمية والابداعية والاقتصادية والتوعوية لا يمكن تناسيها مطلقا , لكون النقابات صاحبة الارث الشرعي لصنع مستقبل افضل بعد ان يلين تركيبتة بالمطرقة ولتنقل ثقافاتة بالقلم وتحصد نتائجة المنجل وبستوعب ارهاصاتة بيدر الخير العميم .
واستمر هذا الفرح الطاغي وعشنا هذة الفترة الجمالية الفريدة من نوعها ,لتتصدر قواميس الاعراب النقابي اجمل ايام عرسها المتجدد سنويا حتى ان صدور العديد من القوانين والتشريعات كانت تصب كلها لصالح الطبقة العاملة وتحيي تنظيمها النقابي المبني على القاعدة السليمة والالية الصحيحة والبرنامج الواضح والحب الفطري والاخلاص المفرط والالتزام اللامحدود والمحبة الملموسة والغيرة والحماسة كلها جعلت من عظم الاول من ايار والنجاح في المسيرة الرائدة للطبقة العاملة عنصرا فريدا وكبيرا ومقدسا لدى الطبقة العاملة العراقية التي نالت احترام وتقدير كافة الحكام والزعماء اللذين تناوبوا على حكم العراق منذ سيطرة العسكر عام 1958 .
وحصلت الطبقة العاملة العراقية على كامل حقوقها بعد ان شرع لها قانون العمل رقم 151 لسنة 1970 المعدل رغم ما رافقة من ثغرات وادخال مفاهيم الحزب الواحد وبالامتياز الشمولي والولاء للسلطة وادخال سياسات بعيدة عن التنظيم العمالي الذي يجب ان يكون مستقلا تماما عن ارهاصات الاحزاب وتدخلاتهم الغير مجدية , لكن الطبفة العاملة ربما قد تلمست نوع من التجاوب والاحترام منذ عام 1964 لغاية 1987 بعد تحويل العمال الى موظفين .
وبعد ان دق ناقوس الحرب عام 1980 وانهيار الاقتصاد العراقي الذي انهك كاهل الطبقة العاملة وفئات الشعب الاخرى , اعلن الحداد الرسمي بشكل مباشر على التنظيم العمالي عام 1987 بعد مصادرة هويتة واملاكة ومقدراتة من قبل النظام السابق الهزوم , ليبقي علة شق التنظيم ويدعم القطاع الخاص والمختلط في طعنة لم تتلقاها الطبقة العاملة طيلة السنين الماضية , لكن كان النصر حليف الكادحين عندما زفت بشرى الاطاحة المبرمة بالعتات اللذين يحملون اللغط الاسود ضد العمال , وجاءت تباشير انقلاب التوازن المبرر عام 2003 وانتصرت راية الاحرار وجاء الحق وزهق الباطل , وشمر العمال عن سواعدهم واعادوا التنظيمات العمالية من جديد وكل في محافظتة وكل حسب اجتهادة ومعرفتة , دون حسيب او رقيب ,ودون حراك من الحكومة حول اعادة العمل بالقوانين العمالية وربما فقط الغاء القرارات الجائرة التي ظلمت العمال وتنظيمهم النقابي , وتشكلت العديد من النقابات العامة والاتحادات العامة والخاصة في المحافظات وارتبطت هذة النقابات بارتباطات خارجية ومحلية واصبحت تعمل على هواها انطلاقا من عدم صدور تشريع قانوني يلزم هذة الاتحادات تحت مظلة الاتحاد العام كالسابق متكئين على مفردة صدور مواد في الدستور العراقي يبوح التعددية النفابية ويمكن ان تخرج هذة الاتحادات عن طور وهيمنة بغداد _ الاتحاد العام _ وتنفرد التشكيلات حسب ما تراة هي وليس الحق للاتحاد العام ان يسيرها او يتدخل في عملها او برنامجها السليم او الخطأ , بل ان هذة الاتحادات قد نالت احترام واعتراف كبار المسوولين في الدولة العراقية , بل ان بعض هذة الاتحادات قد فاوض العديد من الاتحادات وتوصلوا الى برنامج تضامني يكفل تواجدهم ويدعم عملهم .
واليوم والطبقة العاملة تنتظر بكل صبر والم وحنين ربما تنظر الدولة بعين العطف والتقدير اليهم _ القطاع العام _ وتبارك لهم دورهم المشهود في البناء والتعمير والعمل المنظم , وربما تصدر تشريعات وقوانين تحميهم من ظلم وظيم الحكام واصحاب الشركات القسات اللذين ان شموا رائحة العمل النقابي وسمعوا بعودة التنظيم النقابي للمؤسسات العمالية ربما سيفقدهم صوابهم ورشدهم لانهم لا يدركون اهمية العمل النقابي الذي يخدم العملية الديمقراطية في اشراقات المستقبل العراقي , بل ان معظم كبار المسوولين لا يروق لهم الاستقرار ةتحسن الاداء والانتاج ويحلوا لهم ان تفرغ الساحة من النقابات لتنظيم برنامجهم الناجح ( الفساد المالي والاداري) لنهب كنوز وخيرات العراق ليس الا .
ان النقابات التي تتقاطع مع نياتهم وتوجهاتهم ستبقى محاربة ان لم تجد الارضية الصالحة .
نطالب بحكومة تعترف بالعمال او الموظفين وتنظيماتهم النقابية , ونطالاب الحكومة ان تعترف بالول من ايار عيدا عماليا عالميا وعاقيا لا, ونطالب الحكومة ان تصرح للعما باقاقم الاحتفالات بمناسبة عيد العمال
عاش العمال وعاش التنظيم النقابي
والف تحية للطبقة العاملة وقياداتها النزيهة المخلصة
وتهنئة للمراءة العاملة
وتهنئة الى عمال العراق كافة
عبداللة جبار المالكي
عضو المكتب التنفيذي الاتحاد العام
قطاع نفط الجنوب - العراق - البصرة
#عبداللة_جبار_المالكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟