حسين عبدالله نورالدين
الحوار المتمدن-العدد: 799 - 2004 / 4 / 9 - 09:59
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
اقول احزنني؟
لست متاكدا !
ولكن اضحكني ان تونس ارجأت القمة لان ثلاثة من القادة العرب فقد هم الذين اكدوا حضورهم.
اليس هذا امرا مضحكا؟
بل قد يكون مثيرا للشفقة.
نعلم ان بعض القادة لا تسمح حالتهم الصحية بالحضور وهذا مفهوم
ولكن ما الذي يمنع رئيس القمة السابقة من الحضور وهو الذي يتمتع صحة جيدة ويتابع الفورومولا ون في عاصمته الغراء؟
ومصر ما الذي يمنع قيادتها من الحضور وهي التي تقول انها رائدة العرب والشقيقة الكبرى؟
وسلطان عمان ما الذي يمنعه من التوجه الى تونس لحضور القمة وهو الذي يقضي وقته متجولا في صحراء السلطنة واذا اراد السياحة لا يتوانى عن السفر بعيدا حتى اقاصي الارض؟
لبنان، ما الذي اعاق رئيسه من تاكيد حضوره وهو الذي راس قمة سابقة ؟
هل تونس بعيدة كثيرا عن بيروت؟ والرئيس اللبناني وصل في الشهور الماضية حتى المكسيك والبرازيل؟
ماذا اقول بعد؟
اقول ان على الرئيس التونسي ان لا يستغرب الامر، فهو نفسه اعتاد على التغيب عن القمم العربية، اليس كذلك؟
واقول: هل نحن بحاجة الى قمة فعلا؟
وماذا تفعل القمة عادة؟
في الحقيقة فان مؤتمرات القمة ما كان لها سوى ان ترسخ وهم الامة الواحدة التي ابتلينا به منذ الخمسينات .
القادة يذهبون ويعودون من القمم والامور تبقى على حالها،
بروتوكولات وجلسات سمر واغاني في الاذاعة والتلفزيون
ومواكب في الشوارع
لنسال الذين تراسوا القمم السابقة، ماذا فعلوا خلال مدة رئاستهم؟
ماذا فعل الرئيس اللبناني خلال عام ترؤسه القمة؟
كم دولة عربية زارها للتنسيق؟
كم دولة اوروبية زارها لشرح وجهة نظر القمة؟
هل القى كلمة الدول العربية في الامم المتحدة؟
هل اصدر أي قانون في بلاده من اجل تدعيم العمل العربي المشترك؟
كم رئيسا عربيا استقبل في عاصمته؟
كم مؤتمرا للعمل العربي المشترك استضافت دولته؟
الاسئلة القاسية هذه تسال ايضا لمن راس القمة قبله وبعده
حان الوقت لنقول الحقيقة،
قادة الدول العربية يجتمعون للبروتوكول،
وعندما ينفض الحفل تعود حليمة الى عادتها القديمة،
ولذا فانه من الاكرم للشعوب ان لا تطالب قادتها باي قمة
ومن الاكرم للقادة ان يتولوا شؤون بلادهم واصلاح احوالها بدلا من استعراض حرس الشرف والسير على السجادة الحمراء،
اما اذا عاد القادة واجتمعوا فان امنيتي هي ان يتفقوا على ان تكون تلك القمة اخر قمة وان يدفنوا احلامهم الصبيانية في امة واحدة وعمل عربي مشترك فان اكرام الميت دفنه.
حسين عبد الله نور الدين
كاتب صحفي
#حسين_عبدالله_نورالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟