أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - انهيار جبهة الخلاص السورية














المزيد.....

انهيار جبهة الخلاص السورية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 09:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كانت مقابلة تلفزيون بي بي سي العربي، أمس، مع قطبي جبهة الخلاص الوطني الأستاذ عبد الحليم خدام، والمحامي علي صدر الدين البيانوني، والتي أخرجت النزاع بين حلفاء الأمس إلى العلن والإعلام، بمثابة رصاصة الرحمة، التي أطلقت على تلك الجبهة، والتي كانت في طور نزاع البقاء منذ إعلان الجماعة في السابع من الشهر الأول من هذا العام، عن تعليق كافة نشاطاتها المعارضة ضد النظام، في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة، الأمر الذي أثار حفيظة رموز الجبهة غير الإخوانيين ومشايعيهم، الذين اعتبروا ذلك انقلاباً من جانب الإخوان على إستراتيجية، وأهداف الجبهة المعلنة وهي مقارعة، وإسقاط النظام السوري. وكان الانسحاب، لذلك، تتويجاً منطقياً، لسلسلة من المواقف المتباينة والمتضاربة، وردود الأفعال داخل أقطاب الجبهة ذاتها، التي شجبت واستنكرت سلوك الإخوان، وكانت التداعيات تعتمل مرة تحت السطح، ومرات فوقه، وسبقت الإعلان المثير.

وقد أراد الأستاذ البيانوني، في ذلك اللقاء، ومن خلال تكرار ذات الخطاب المتشدد الإخواني المعروف ضد النظام، أن ينفي، ويوحي لمشاهديه أن ليس هناك ثمة صفقة أو اتصالات ما تجري مع النظام، أو أن هناك ثمة تغيير جذري في المواقف من النظام، إذ لا يمكن بنفس الوقت، وفي مثل هذه الحالات، الحكم على ذاك الخطاب كمؤشر على خصومة ما تزال مستدامة مع النظام، حيث يبدو الأمر، أحياناً، كطور من تبادل الأدوار. غير أن الخطوة الإخوانية، تعتبر، في المآل، وفي إحدى ممكنات قراءاتها، حتى ولو لم تعلن الجماعة ذلك، أو تقوله صراحة، استجابة للشرط الذي اشترطته الأستاذ وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، في لقائه، مؤخراً، على الجزيرة مع الإعلامي غسان بن جدو، حين طلب إعلان براءة من قبل الجماعة من كافة تحالفاتها الخارجية مع أعداء سوريا، عندما سئل عن طبيعة وحقيقة الأخبار عن اتصالات مع الإخوان.

والخطوة بحد ذاتها، أيضاً، وفي شقها السياسي البحت غير البروتوكولي، تعتبر واحدة من أهم عوامل القوة الكبيرة المضافة، مؤخراً، إلى الرصيد المتنامي للنظام الذي كانت الجماعة تحاول حتى وقت قريب الإطاحة به، وتصب في طواحينه وهو الذي يشعر، ويعيش اليوم، حالة من الاسترخاء الإقليمي الملموس، بعد معايشة أحداث وتطورات جسام، عصفت به، وكانت جبهة الخلاص، وربما انشقاق السيد النائب، إحدى تجلياتها، واعتقد كثيرون فيها، ومعها، أن النظام سائر، لا محالة، إلى زوال.

ولعل هذه الفقرة التي وردت في صلب بيان الانسحاب تعطي فكرة عن الدوافع والخلفيات الحقيقة وراء الانسحاب وتلخص وتختزل ومن عدة وجوه وأبعاد، براغماتية الإخوان:"بناءً على ما تقدّم، وفي ضوء هذه المتغيّرات، كان لا بدّ من إعادة النظرِ في الموقف من جبهة الخلاص الوطني، فقامَتْ جماعتُنا من خلالِ مؤسّساتها المعنيّة، بتقويم هذه التطوّرات، وانعكاساتها على الموقف العام، في إطاره الوطنيّ والعربيّ والإسلاميّ، ومراجعةِ موقفها من الجبهة، في إطارِ الثوابتِ الوطنيةِ والموقفِ السياسيّ المعتمَد، وقرّرتْ بعد التداولِ والتشاور، وبأغلبيةٍ كبيرة، الانسحابَ من جبهةِ الخلاص الوطنيّ، بعد أن انفرطَ عقدُ الجبهة عملياً، وأصبحَتْ - بوضعها الحاليّ - عاجزةً عن النهوضِ بمتطلّباتِ المشروعِ الوطنيّ، والوفاءِ بمستلزماته".

إذن "انفرط عقد الجبهة"، عملياً، أو انهار نهائياً، ولا كبير فرق بلاغي هنا، وبفم إخواني صريح عال غير موارب على الإطلاق، وغير عابئ بمشاعر حلفائه القدامى. ولكن، وفي الحقيقة، وربما يفسر هذا جيداً طبيعة رد النظام عندما يتحدث بثقة عالية في تناول هذا الموضوع، فقد ضعف زخم ذاك التحالف بين الإخوان وخدام، مذ أفول نجم المحافظين الجدد، وانهيار مشروع الشرق أوسطية، وتراجع حدة التهديدات والضغوطات على سورية، وما يبدو، اليوم، من عودة قوية للنظام إلى الساحة الإقليمية والدولية، وتلاشي أية آمال محتملة بانهيار وشيك للنظام. ولذا، وبرأينا، لم تكن الخطوات اللاحقة، بالتالي، ومنها انسحاب الإخوان، سوى تحصيل حاصل لتلك المستجدات والمعطيات الجديدة. وقد قرأ الإخوان تلك المعطيات بشكل عملي وواقعي، ووفق رؤيتهم التي تتواءم عادة والأوضاع الجيوبوليتيكة الراهنة، وكان ما كان من قرارهم المثير. ومن هنا، ربما لم تكن ذريعة غزة، التي قدمتها إسرائيل لهم، ويا للمفارقة، سوى غطاء عقائدي وقوي لتفعيل تلك البراغماتية والذرائعية الإخوانية المعهودة.

ومهما سيكون من أمر ، ومن خلفيات وأبعاد الخطوة الإخوانية، وما سيحدث لاحقاً على جبهة علاقتها بالنظام، فإن جبهة الخلاص أضحت، عملياً، في ذمة التاريخ، ولم يعد لها أي وجود عملي على الأرض بعد انسحاب جماعة الإخوان ذات التمثيل الطويل العريض، والتي شكلت عماد التحالف وجسده النابض. ولا يمكن، باعتقادنا، لمن تبقى في ذاك التحالف، وبوضعه الحالي كبضعة أفراد متناثرين، هنا وهناك، يعتمدون في عملهم على محض "نجومية سياسية ذابلة" للسيد النائب السابقة، من إحداث أي قدر من التأثير، والضغط، حتى المعنوي، على النظام السوري.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنسنة العولمة
- أبو عنتر في ذمة الله
- في سجال خطوة إخوان سوريا
- خرافة الاقتصاد الإسلامي
- هل تتخلف الدول الدينية؟
- هل يكره النصارى المسلمين؟
- أوباما والعودة للشرق الأوسط القديم
- جوزيف فريتزل: صدمة أوروبا الجنسية
- هل الحروب الدينية جرائم ضد الإنسانية؟
- خرافة الفكر القومي والأمة الواحدة
- العقلاني المستنير بين الخنزرة والتفئير
- لماذا تقتلون النساء؟
- التغريبة العيدية من العقلانية إلى الهاويات الفكرية
- الممانعة والاعتدال: ولادة نظام عربي جيد
- المحاكم الدولية والشرق أوسطية
- سُحقاً للثّقافة الَبدويّة
- لماذا يَسْجِدون؟
- محاكم وتقارير أي كلام!!!
- المطلوب رأس العرب فقط
- هَذه بَضَاعَتُكُم رُدّتْ إِليْكُم


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - انهيار جبهة الخلاص السورية