أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهام فوزي - جمهورية إسلامستان الكبري















المزيد.....

جمهورية إسلامستان الكبري


سهام فوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 09:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الأمور اللافته لانتباه أي متابع للساحة السياسية العربيه تصاعد قوة التيارات الإسلامية ونجاحها المتواصل في أي إنتخابات برلمانية تخوضها ، كما لابد أن يدرك الملاحظ قوة تواجد تلك التيارات في الشارع العربي ونظرة واحده للزي الذي بدأ ينتشر بين كثير من الفتيات العرب يكشف لنا عن مدي تغلغل تلك الحركات في مجتمعاتنا وقدرتها علي إكتساب العديد من الجماهير يوما بعد يوم مما يغذي قوتها ويعطيها تواجدا اكبر في حياتنا، هذه القدرة لم تأت من فراغ ، وإنما جاءت نتيجة لسنوات عمل طويلة ركزت علي بناء قاعدة أساسية تنطلق منها تلك الجماعات التي ترتبط ببعضها البعض من الخليج إلي المحيط بشبكة قوية من الإتصالات حتي وإن أنكرت ذلك ،هذه القاعدة بدأت سرا في كثير من المجتمعات حيث لم تكن الظروف السياسية السائدة في العديد من المجتمعات تسمح في ذلك الوقت بان تخرج تلك الجماعات إلي العلن وإلا لتم القضاء عليها ولذلك بدأت هذه الجماعات سرا وبين عدد محدود جدا من الناس وشيئا فشيئابدأت تخرج إلي العلانية وتؤسس شرعية ما تكسبها تواجدا قويا مستغله في ذلك العديد من العوامل التي يمكن إجمالها فيما يلي :
1- إستخدام الدين:فالعديد من المجتمعات العربية ترتفع فيها نسبة الأمية والجهل بشكل كبير ، كما ترتفع بينهم نسبة الميل الفطري للدين والتدين ، وترتفع بينهم نسبة التصديق لكل ما يقوله رجل الدين وهذا ما إستغلته تلك الجماعات فقدمت نفسها لهذا القطاع علي أنها الجهة الوحيدة الحريصه علي تطبيق مبادئ الدين والشريعة وقامت هذه الجماعات بإعادة تفسير الإسلام ونصوصه بطريقة تخدم مصالحها وتطوع نصوص الدين كي تصبح أداة لغسل دماغ المنتمين لهذه الطبقة وزرع قيم جديدة تقوم علي الولاء للجماعة الإسلامية وطاعة أولي الأمر وهنا المقصود بهم قادة الجماعة الإسلامية ،وبالطبع إستخراج كل النصوص المتعلقة بالمرأة وتفسيرها بطريقة تحط من كرامة المرأة وتهمش من دورها مما أرضي تلك الفئة التي تسود فيها من الأصل مثل تلك القيم وجاءت الجماعات الإسلامية لتكسب مثل هذه القيم شرعية دينية وبذلك إستطاعت الجماعات الإسلامية بإستخدامها للدين وقدرتها علي صياغة منهج حياة متكامل مستنبط من أراء غلاة التطرف قائم علي الطاعة العمياء أن تجتذب قطاعات كبيرة من المجتمع وأن تجعلهم قاعدتها الأساسية التي تنطلق منها واستمرت في التوسع في إجتذاب مثل تلك الفئات بصمت وكان دورها في تلك المرحلة يتلخص في توفير الدروس الدينية والدعوة إلي أن يتبني الأتباع النموذج المعد للتطبيق وان يترسخ هذا المنهج في نفوسهم وكان ذلك يتم في غياب كامل لأجهزة الدين الرسمي وعجزها عن إظهار الجوانب الخاطئة فيما تروج له هذه الجماعات مما أعطاها القدرة علي أن تصبح تلك الجماعات القوة الدينية الوحيدة التي تستطيع الوصول إلي الناس وتفسر لهم الدين حسب رؤيتها وتزرع فيهم قيم صوروها لهم علي أنها جوهر الدين القويم وبما ان هذه الفئات تنتشر فيها الأمية بشكل كبير صدقت ما قيل لهم وتشددت في تطبيق ما تعلموه من تلك الجماعات
2- بعد بناء هذه القاعده الجماهيرية الواسعه بدأت المرحلة الثانية وهي التغلغل بين المثقفين والمتعلمين وإستكمال التغلغل داخل القاعده الجماهيرية التي بنتها وهنا لعب المال الدور الحاسم والقوي في هذه المرحلة فاستغلت تلك الجماعات الأزمات الإقتصادية التي تعاني منها أغلب الإقتصادات العربيه واستغلت أزمة البطالة لتنطلق وتعمل بين صفوف الشباب المتعلم فأخذت توفر لهم فرص العمل وتمدهم بالأموال لإقامة المشروعات الصغيره كما بدأت توفر الكثير من الخدمات فاقامت الفصول التعليمية في المساجد والعيادات الطبية التي تقدم كل الخدمات الطبية بل وحتي الدواء بأسعار زهيدة بل وفي أحيان كثيرة بلا مقابل ، كما قامت بتعليم العديد من أبناء غير القادرين عن العمل كما قامت حاليا بإطلاق العديد من القنوات الفضائية التي تنشر أفكارهم وقيمهم مستخدمه في ذلك رجال دين قادرين علي التاثير في نفوس الناس عن طريق التخويف مما ينتظرهم في الاخره والعقاب الالهي لمن لا يتبع ما ينادون به واكتسبت هذه الفضائيات شهره كبيرة مكنتها من أن تصبح قنوات تطرف جديده تنشر سمومها في المجتمعات العربيه وتؤثر في اعداد أكبر من الجماهير العربية البسيطه وكل ذلك في ظل غياب رقابة الدولة علي مضمون الرسالة الإعلامية التي تقدمها تلك القنوات وغياب الإعلام الرسمي الديني المعتدل وبهذا أصبحت تلك الجماعات بديلا عن الدولة وبديلا قويا وقادرا علي تقديم ما عجزت الدولة عن تقديمه لأبنائها وبذلك إزدادت القاعدة الجماهيرية لتلك الجماعات إتساعا وقوة وازداد عدد المؤيدين بشده لهذه الجماعات التي اصبحت لهم الشريان الذي يمدهم بالحياة والذي لا يمكن الخروج عن طاعته واصبح الولاء للجماعة التي ساعدتهم وقدمت لهم كل شيئ( بعض الجماعات تساعد الشباب الراغب في الزواج أيضا بتوفير المسكن والأثاث بل وحتي الزوجه) وهنا بدأت تلك الجماعات في الخروج إلي العلن والدخول في الإنتخابات التي استطاعت أن تحصل فيها علي نتائج ملفته للنظر وتدق ناقوس الخطر ولكن الحكومات العربيه لم تنتبه إلي هذا الخطر وتعاملت مع الامر علي انها قوي من ضمن القوي السياسية الموجوده في المجتمع ويمكن القضاء عليها ان تجاوزت الخطوط الحمراء
3- في الدول النفطية الغنية لم تستخدم تلك الجماعات أسلوب الإغراء المالي كثيرا ولكنها استخدمت أسلوبا أكثر قوة وهو أسلوب التخويف من التيار والمد الشيعي خاصة في ظل الحرب العراقية -الإيرانية وهو ما نجحت فيه تلك الجماعات حتي امتد الخوف إلي باقي الأقطار العربية من المد الشيعي القادم فتزايد التعصب السلفي واستطاعت الجماعات الإسلامية أن تكتسب مؤيدين جدد وأصبحت هي المدافع الأوحد عن المذهب السني مقابل الغزو الشيعي القادم من إيران وبدأت في عملية غسيل دماغ جديده تقوم علي تعظيم الخطر الشيعي ونعتت الشيعه بكل الأوصاف التي تخرجهم من دائرة المسلمين إلي دائرة الكفار واستطاعت أن تروج للعديد من الأفكار الخاطئه التي من أهمها ارتباط الشيعية كمذهب بايران ولم يقل هؤلاء ان الشيعيه موطنها الاصلي هو العراق وليس ايران وبهذا استطاعو استغلال الخوف من ايران وقوتها السائد في دول الخليج ليتغلغلوا في نفوس شعوب تلك المنطقه وينشروا فيهم افكارهم وقيمهم بحجه حماية التيار السني من الغزو الشيعي واصبحوا هم المدافع الاول عن التيار السلفي الذي اكتسب العديد من المؤيدين علي الرغم من انهم يتعاونون سرا مع ايران ويحصلون علي دعم منها في بعض المناطق وذلك لاسباب سياسية ولكن هذا يتم سرا وبصمت شديد لا تعلم عنه ملايين المؤيدين شيئا وان كان هذا التعاون يعلن عن نفسه في بعض القضايا القومية (الحرب علي غزة مثلا)
4- إن عمل هذه الجماعات موجه بالدرجه الأولي إلي الشباب صغير السن وهذا التوجه لم يأت عبثا ولكن له أسبابه والتي من أهمها :
أ- الشباب هم الفئة التي يسهل التأثير فيها واستغلالها واجتذابها واقناعهم بمبادئ تلك الجماعات خاصه وانهم بلا خبره حقيقية تساعدهم علي تمييز الخطا من الصواب وبهذا فهم يشكلون هدفا سهلا يمكن الوصول اليه والتاثير فيه
ب- ان الشباب هم اكثر الفئات تضررا بالازمات الاقتصاديه واكثر من يعاني من البطاله ولذلك فاستغلال حاجاتهم الماديه لاجتذابهم للجماعه أمرا سهلا
ج الشباب هم الفئة القادره في الاغلب علي ملاحظه الفارق بين ما يعيشون فيه وبين ما يتمتع به صفوة المجتمع وبقليل من الجهد تستطيع الجماعات الاسلامية استغلال قوة ملاحظة الشباب للفارق وتحويله الي مشاعر غضب ونقمه ضد الحكومات تساعد علي ارتباطهم اكثر بالجماعات الاسلامية اتي تقدم لهم صورة اخري
د-الشباب هم الاكثر حماسة وقدره علي العمل ويسهل تحريكهم وبذلك هم القوة القادره علي تنفيذ اهداف الجماعات وكلما زاد عدد المنضمين من الشباب لهذه الجماعات كلما تزايدت قوتها ونفوذها وقدرتها ان تصبح طرفا قويا في معادلة السلطة السياسيه قادر علي ان يفرض احيانا ما يريد علي الحكومات العربيه
إن كل الأسباب الوارد ذكرها هي في راي المتواضع هي ما مكن هذه الجماعات من امتلاك القوة والتواجد الحقيقي علي الساحه العربيه وهو التواجد الذي ينذر بالخطر لان تلك الجماعات تهدف في النهاية الي إقامة جمهورية إسلامستان الكبري واقامه هذه الجمهورية سيكون الكارثه الحقيقيةالتي ستقضي علي ما تبقي لنا من معالم المدنية والحضارة في مجتمعاتنا العربيه ففي ظل هذه الجمهوريه حتي حالة لمسات الديمقراطيه التي نعيش فيها ستنتهي وسينكل بالمراة اشد تنكيل وستطبق عليها في المجتمعات المتمتعه بالحضاره شرائع عصور البداوة والجاهليه الكبري التي تعاني منها نساء بعض المجتمعات العربيه وسيتم القضاء علي الاخر الذي لا يدين بما تدين به هذه الجماعات بلا رحمه ،باختصار سنعيش عصر اظلام تام ومن يريد الاستزاده مما ينتظرنا ان حكمت تلك الجماعات فلينظر الي افغانستان طالبان والقاعده ليري المصير الأسود الذي ينتظرنا ان تمكنت هذه الجماعات من اقامة جمهورية اسلامستان الكبري وهي الجمهوريه التي ادعو الله ان لا تقام يوما وان قامت اتمني ان لا اكون من الاحياء فالموت مرة افضل من ان اموت في ظل هذه الجمهوريه في اليوم الف مره وان اقتل ببطء وان اعيش الجهل والظلام



#سهام_فوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمتحان المجتمعي
- التوحل الديمقراطي
- نحن والغرب
- سفر البشير بين التحريم والتحليل
- انا إنسانه أيكفي هذا؟
- عيدك أمي
- عمرو أديب وجواد وبغداد
- وجهة نظر إسلامية مختلفه 3-3
- وجهة نظر اسلامية مختلفة 2-3
- وجهة نظر إسلامية مختلفه 1-3
- اعتذار لرفاق المسار
- كل عام سيدتي وانت بخير
- الي رجل شرقي استمع الي انين امراة سحقتها الخيانة
- المرأة والدين
- هل الرجل وحده هو المسئول
- كرموها فاعيدوا لها ابنها
- ارض قمعستان
- الكوتا النسائية
- المجلس والحزب
- قصة كتكوت الحوزه


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سهام فوزي - جمهورية إسلامستان الكبري