ابراهيم زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 2608 - 2009 / 4 / 6 - 09:59
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
لايزال منظر المرأة التي تمدد طفلة أو طفلا مخدرا أمامها بقصد استدرار عطف المارة من المواطنين ، وعلى مسمع ومرأى الأجهزة الأمنية يثير الكثير من الألم لما تتعرض له هذه الطفولة من أذى ودمار على أيدي هؤلاء الذين اختاروا طريق الاستجداء مهنة على حساب الطفولة البريئة التي تدفع ثمنا كبيرا وغاليا حينما تدمن على حبوب التخدير نزولا عند رغبة هؤلاء المخربين ، وبذلك يسهم هؤلاء النسوة اللائي يقف خلفهن عدد من الرجال الذين صاروا متعهدي استجداء يقومون بإيصالهن إلى أماكن محددة في المدينة صارت موطئ قدم لهم جميعا .
فإلى متى تظل هذه الظاهرة التي تمثل نوعا من الإرهاب الذي يمارسه بعض ضعاف النفوس الذين أهدروا كرامتهم لقاء مبالغ ضئيلة يمن بها هذا المواطن وتلك المواطنة على هذه الشحاذة وهم يقصدون وجه الله تعالى من دون أن يعلموا أنهم بنيتهم الطيبة هذه يشجعون هذا النفر على الاستمرار في ارتكاب جريمتهم إحداهما اخطر من الثانية وأخطرها تلك المرتكبة بحق الأطفال .
فهل صار منظر الطفولة المخربة أمرا مألوفا إلى الحد الذي ماعاد مستفزا إلى الدرجة التي تدعو إلى سن قانون رادع يحميها من إرهاب الفئة الضالة ؟
وهل صارت الأجهزة الأمنية غير معنية بمكافحة جريمة هي من اخطر الجرائم لو علمنا لأنها تهدم أهم ركن في الأسرة العراقية الجيل الذي سيكون ناقما على المجتمع مستقبلا بفعل ضعاف النفوس من الكبار ؟
وهل صارت هذه الجريمة شأنا لاعلاقة له بالشؤون الاجتماعية التي أنشئت لأجلها شبكة لحمايتها هي (شبكة الحماية الاجتماعية ) التي كشفت الأيام اللاحقة ضلوع الكثير من موظفي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في قضايا فساد مالي وإداري كبير أدى إلى انحراف الشبكة عن مسارها الصحيح ، وبدلا من أن تحمي الفقراء والمحتاجين صارت مظلة للأغنياء .
ان الطفولة في العراق اليوم باتت في أمس الحاجة إلى قانون يحميها من شرور هؤلاء. الأعداء ، وقد رأينا كيف استغلت المنظمات الإرهابية الصغار في عملياتها الإجرامية ، وجريمة تخدير الأطفال للاستجداء بهم لاتقل خطورة عما يفعله الإرهابيون في تفجيرهم الأطفال بوجه المجتمع ، ففي الحالتين تكون الطفولة العراقية هي الضحية الصامتة .
#ابراهيم_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟