أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عبد الرحمن علي - ثوابت في الدين لا يجب الاقتراب منها














المزيد.....

ثوابت في الدين لا يجب الاقتراب منها


رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 02:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الثوابت التي يجب أن تحترم ويجب على كل إنسان أن يحترم هذه الثوابت أياً كانت ديانته أو معتقده، وفي هذا الموضوع سوف نعرض بعض الأمور التي يتجاهلها الكثير والكثير من الناس في كل زمان ومكان، وعلى سبيل المثال إن الله سبحانه وتعالى حين أراد خلق البشر جميعاً أشهدهم على أنه لا إله إلا الله، فشهدوا جميعاً بذلك واقروا دون جدال، وهم في مستوى الأنفس، ثم توالت الأحداث وهبط آدم من الجنة وفرض الله ثوابت لن تتغير ولن تنتهي إلا بانتهاء هذا الكون، ومن هذه الثوابت لو كان الله يريد أن يجعل الناس أمة واحدة كما قال في كتابه العزيز، يقول تعالى:
((وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)) سورة هود آية 118.

وبما أن هذه مشيئة الله أن لا تكون الناس أمة واحدة لا بد أن يكون هناك خلاف في الأديان والمعتقدات وعبادة الله، وقد يفلح من يعبد الله بلا شريك ويخسر من يفعل العكس، وإذا كان الله يريد أن لا تكون الناس أمة واحدة، فلماذا يصر البعض على إجبار الآخرين أو التسلط عليهم حتى يتبعون فكره أو ما هو عليه من ديانة؟!.. وقد قال الله تعالى:
((فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى)) سورة الأعلى آية 9.

والتذكير لا يكون إلا بالحسنى، أي لا يجوز تذكير الناس بالخوف أو التهديد أو القتل أو السجن، حتى أن الرسول عليه السلام نفسه لم يكن له القدرة على أن يسيطر على من حوله من الذين خالفوا أمره، فقال تعالى:
((لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ)) سورة الغاشية آية 22.

وكما تعلمون أن جميع الناس يحملون صفات التقوى والفجور معاً، فالذي يتقي يزده الله تقوى، والذي يفجر يزده الله فجور، يقول تعالى:
((وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا{} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا{})) سورة الشمس الآيات 7 + 8.

وهذه حكمة من الله أن يكون بين الناس خلاف في الحياة الدنيا، حتى يندم يوم القيامة من خالف أمر الله، فباعتقادي أن الإنسان السوي هو الذي يذكر الناس بالحسنى، الشيء الغريب والذي يعلمه جميع الناس وفي جميع الأديان أنهم لم يكلفوا من الله بذلك، وأن أنبياء الله المصطفون الأخيار لم يطلب منهم هذا، إلا أن يذكروا الناس بشرع الله كما أمر الله، ولذلك قال تعالى:
((وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)) سورة العنكبوت آية 6.

ونفهم من ذلك أن أنبياء الله لم يكونوا مكلفين بهداية الناس كافة، ولكن يذكرون الذين يستجيبون لرسالة الله، فهل بعد إرادة الله شيء؟!.. وهو القادر على أن يهدي الناس أجمعين، فمن هنا أذكر وأقول للمتشددين والمتعصبين لأي ديانة أو فكر ألا يغضبوا وأن الله العلي القدير قد حسم هذا الموضوع سلفاً أي من المستحيل أن تكون الناس على فكر واحد أو ديانة واحدة، ثم أن الله يقول للمؤمنين، يقول تعالى:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) سورة المائدة آية 105.

وهذه الآية العظيمة تتحدث بصيغة الجمع والمفرد أي على كل إنسان نفسه وإذا سيطر عليها، وما حدث في مصر مؤخراً شيء مخزي حين قام بعض المتشددين بحرق بعض بيوت البهائيين في صعيد مصر ظناً ممن فعلوا ذلك العمل الغير إنساني أن البهائيين أو غيرهم من أقليات خطر أو فتنة في المجتمع على حد قول الذين يرددون هذا الكلام، هم بذلك يسيئوا إلى الإسلام والمسلمين ثم إذا تأثر إيمان المؤمن والمسلم الحقيقي بما يدور حوله من متغيرات ويدعي أن ذلك بسبب معتقدات الآخرين يعد إيمانه إيمان هش، ويجب أن لا يلوم إلا نفسه قبل الآخرين، وفي النهاية لا أحد سوف يحاسب مكان أحد، ونحن جميعاً بنوا البشر في اختبار إلى أن يأتي يوم الحساب.




#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم عن قول الحق صامتون
- بين نكد الأخوان وظلم الحكام
- حضارة الأجداد خسارة في ملايين الأحفاد
- بالعربي الفصيح
- وجهة نظر للخروج من الأزمة المالية الحالية .
- فشل رجال الاقتصاد وتداعيات الأزمة المالية
- نحن لا نملك غير الوضوح
- من مرار غربتي أبعث لكِ قصيدتي
- هل بقي للمسلمين قيمة أو وزن
- هل سينصر الله هذه الأمة
- عصر الجهل وعصر العلم والتعليم
- عبدة النار يقبلون الحوار
- التخاذل العربي تجاه فلسطين
- رسالة رقم (2) إلى العالم
- رسالة رقم (1) إلى العالم
- دفاعاً عن شيخ الأزهر
- نداء إلى الجيش المصري
- الأمن القومي وما يدعو له الهمام
- هل بقي أحد مؤمن بالأنبياء
- الرئيس والمرؤوس


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عبد الرحمن علي - ثوابت في الدين لا يجب الاقتراب منها