أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الإسلام بالمفهوم الليبرالي














المزيد.....


الإسلام بالمفهوم الليبرالي


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2607 - 2009 / 4 / 5 - 09:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام كما تُعرفه الثقافة الليبرالية : هو منهاج حياة جعله الله للإنسان ، والغاية من هذا الجعل هو صيانة الإنسان وحمايته ووضع القوانيين والقواعد التي تنظم سلوكه وعلاقته بالأشياء من حوله في زمان ومكان ما ، وهو في الكتاب المجيد : ذلك الدين الذي أبتدءً مع نوح مروراً بإبراهيم وكل الأنبياء من بعده موسى وعيسى وإنتهاءً بمحمد ، و هو الصراط المستقيم أو الوصايا العشر .

أي إنه منظومة قيم تؤسس للعدل والحرية والسلام والوحدة ، وهذه صفات تحلى بها أنبياء الله جميعاً ، سواء أكان ذلك من خلال دعوتهم للناس أو عبر بشارتهم التي أنعكست على سلوكهم ومعاملاتهم في مجتمعاتهم التي عاشوا فيها .
وحين نُشير للوحدة كمنظومة في جوهر الدين إنما نتذكر القول التالي : [ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى ، من آمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحاً فلاخوف عليهم ولا هم يحزنون ] 69 المائدة - ، وحسب هذا المفهوم يكون جميع الناس من المسلمين ، ودليل الجمع والوحدة نقراءه كذلك في التأكيد التالي : [ إن الدين عند الله الإسلام ] ، أي إن الدين بالفعل وبالقوة هو الإسلام ، [ والفعل والقوة هنا مفهومان فلسفيان ] ، ووفق هذا النص والذي سبقه لا يوجد غير دين الإسلام دين إلهي آخر ، والكتاب المجيد حافل في تقديم الدليل تلو الآخر فيما يُثبت وفيما يُعزز ذلك .
ولم يتفرق الناس في مفهوم الوحدة الدينية إلاّ بعد رحيل الأنبياء عن عالم الدنيا .

ويجب ان نفهم إنه بعد ذلك الرحيل تدرب الإنسان على تفكيك النص من أجل قراءته من جديد ، والتعرف عليه من دون سلطة الوحي أو تفسيراته ، هذا التدريب هو إعمال للعقل سُمي لا حقاً في الأدب الديني بالإجتهاد ، والإجتهاد : هو بذل الجهد من أجل الوصول إلى المعنى المطلوب ، وهذا الجهد هو الشيء الطبيعي الواجب على الإنسان فعله إزاء حالة سكون النص ، ولاتتم تلك الحركة من دون حرية من سلطة وميثيولوجيا النص ، والإجتهاد في دلالته هو رفض لفكرة التقليد في قضايا الدين والحياة ، وخطورتها على الإنسان وعلى حريته وعلى إرادته وعلى موقفه من الأشياء ، وهذا الذي نقوله يجري في البعد العملي من الأفعال ، وكذا في البعد النظري فتحرير العقل هبة إلهية للإنسان تعزز فيه الإيمان وتُعزز فيه الرفض ، وجعل الله ذلك الوهب مبدأً علمياً دائم الصيرورة تحت بند [ لا إكراه في الدين ] ، تاركاً الإنسان حراً في إختيار عقيدته وإختيار عبادته ، هذه الحرية السلوكية هي ملاك العلاقة المفترضة بين الله والإنسان ، لذلك قال : [ وجادلهم بالتي هي أحسن ] ، ومبدأ الجدل : في العمق هو تحرير للإنسان ، من سلطة التقليد الآبائي المقيت الذي يجري في سياق القول التالي : [ هذا ما ألفينا عليه آباءنا وإنا على آثارهم مقتدون ] ، ذلك السلوك الديماغوجي ، الذي يبرر السلبية وعدم الجد في معرفة الصواب من الخطأ .

ففي النص توجيه وتنبيه في الوقت نفسه لسلوك وعمل الكثير منا ، أعني من خلال التقليد الذي هو عادة سيئة ، حذر النص منه ومن الجريان تبعاً له ، فالتقليد : دليله كما هو غير صحيح و مرتكزه كذلك باطل ، والذي يعيش التقليد في سلوكه وعمله هو من عبدة الأصنام بلاشك ، الذين إذا قيل لهم لماذا تعبدونها ؟ قالوا : [ لتقربنا إلى الله زلفى ] ،

وهذا الفهم السلبي للحياة هو خلط بين الرغبةوالوعي في قضايا السلوك والعمل ، لذلك نبهت الثقافة الليبرالية إلى ذلك الخلط وأعتبرته مناقضاً لعملية الإستخلاف الذي جاء بعد عملية الخلق الآدمي ، نقرأ ذلك في المنشور التالي : [ إني جاعلٌ في الإرض خليفة ] ، هذا القول وجد رفضاً له من قبل الملائكة حين قالوا : [ أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ] ، جاء ذلك القول بصيغة الإستفهام الإنكاري ، لكن الله حرك النص في لغة حوار متقدم ، بينه وبين ملائكته مُتيحاً لهم كامل الحرية في القبول والرفض ، مع العلم إن الإنكار تعلق بالجانب السلبي الذي قام به ذلك المخلوق قبل ان يصير إنساناً .




ونصل إلى إن الإسلام حسب القراءة الليبرالية : هو دين الله للناس كافة ، ولايجب ان يُحصر بأتباع نبي معين أو بفئة معينة ، والحصر الذي نسمعه أو نشاهده فمرده للفكر السياسي والعقيدة السياسية التي أنتهجها بعض من رجال الدين ، فهؤلاء البعض جعلوا من السياسة ديناً وقسّموا الناس إلى قطع وأجزاء وطوائف وفقاً لذلك ، وصارت كل طائفة تلعن أختها
لإنهم في الواقع لايؤمنون بالكتاب كله ، بل يجعلونه وراء ظهورهم ، وكما ورد [ يؤمنون ببعض ...ويكفرون ببعض [ .




ناظرين إليه من زاوية ضيقة وبعيون من سبقهم ، وأدخلوا فيه طقوساً وشعائراً ليست منه ، وجعلوها من المسلمات ، وأمروا بعبادتها والإخذبها ، والذي يرفضها فهو كافر و فاجر ، وطريقتهم دائماً هي الهروب إلى الخلف من الواقع ، وهم يريدون من ذلك الهروب والتراجع تسييس الإسلام ، والحق يُقال إن من الأخطاء الفادحة هو إخضاع الإسلام ومُثله العليا لعمليات التسييس ، فتسييس الإسلام حسب طبيعة المصالح المتنازعة ، تطويع مُخل يكون فيه ضياع للإسلام وللسياسة على حد سواء .

فالإسلام كما هو إنساني الطبع والخصال ، ولايجوز بل لا يقبل تسييسه لصالح فئة أو حزب أو جماعة ، لأنه إطار إجتماعي إنساني لايحده وطن ولالسان ولاعرق ، وهذا مالم يستطع فقهاء السلطان و العبادة إستيعابه ، والذي يحدث اليوم في الشرق الأوسط شاهد على ذلك التسييس للإسلام ، والذي ضاعت فيه قيمه ومُثله العليا كما ضاعت السياسة ، وغدت النتيجة هي الفشل الذريع ، وسقوط آلالاف من القتلى والتخريب والدمار والفساد بانواعه ، نرى ذلك يحدث في العراق كل يوم حين سُيس الإسلام وحين أسلمة السياسة ...!




#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخلاق الليبرالية
- الليبرالية الديمقراطية في الوعي التاريخي
- المرأة في الإسلام
- كلمة في اليوم العالمي للمرأة
- كيف هرب الدايني أو هُرب ؟
- العدالة الإجتماعية . . . مفهوم ليبرالي
- الإسلام السياسي
- الدولة الكردية حلمٌ يجب تحقيقه
- أين مكان العراق من الإعراب ؟
- الليبرالية الكلاسيكية والليبرالية الجديدة
- السلام بين العرب واسرائيل
- الدولة المدنية مفهوم ليبرالي
- الدستور والعبث السياسي
- المحكمة الدستورية والمسؤولية الوطنية
- تداعيات مابعد الإتفاق
- زمن التغيير
- الدين ... بين السياسة ورجاله
- الليبرالية والدين
- الأمن ومستقبل المنطقة
- الإتفاقية الأمنية والمرجعية الدينية


المزيد.....




- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وسط العنف الطائفي في جنوب ا ...
- الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة ...
- سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم ...
- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الإسلام بالمفهوم الليبرالي