أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسام مطلق - الأزمة الإقتصادية نتيجة لتراكم خطأ سياسي وليس إقتصادي














المزيد.....

الأزمة الإقتصادية نتيجة لتراكم خطأ سياسي وليس إقتصادي


حسام مطلق

الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 08:25
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في تفسيره للأزمة الإقتصادية يقول عالم الاجتماع سيغموند باومان "نحن نعيش على الاستدانة وهذا هو جذر المشكلة"،منتقدا النظام المصرفي والأرقام الفلكية التي تم تخصيصها لتنشيط الاقتصاد العالمي.
الحقيقة ان الازمة لا علاقة لها بالتفاصيل الاقتصادية, وتحديدا الاقتراض, الازمة انعكاس لجانب اخلاقي متردي. سيطر على ساسة العالم الكبار. الراسمالية, كما هو معروف, الرأسمالية هي ابنة آدم سميث الفكرية. هو من نظر للاقتصاد الراسمالي وهو كان واضحا جليا حين جعل للدولة دور واسع في ادراة الخدمات العامة وجعل نجاح الرأسمالية منوط بقدرة الدولة على تادية هذا الدور, لمن يرغب بالتوسع يمكنه العودة الى كتاب " ثروة الأمم " . اي ان الفارق بينه وبين كارل ماركس كان في مساحة الدول, لدى سميث المشروع حر, والاقتصاد حر, ولكن للدولة دور محوري في رعاية الخدمات ومحاربة البطالة وغيرها من التفاصيل التي لا تستوقف الرأسمالي كمؤسسة او كفرد, في حين كان لكارل ماركس توجه اكثر عمقا في ايكال مهمة اوسع للدولة بان تقود مجمل العملية الاقتصادية ويتحول المجتمع برمته الى موظف في مشروع اقتصادي كبير, عليه, فكلا الرجلين قال بدور للدولة ولم يقل اي منهما بإلغاء هذا الدور. ما حدث انه في الحقبة الرغينية تم تهميش دور الدولة بعيدا وبما ان الاقتصاد الرأسمالي ناجح فقد وقع خلط بين نجاح الراسمالية ونجاح التحول الرأسمالي على يد كل من ريغن وتاتشر, اي تهميش الدور الرعوي والتوجيه للاقتصاد وكي تتضح الصورة اكثر حول الدور السلبي الذي مارسه ريغن وتاتشر بتدخلهما اللاخلاقي في الاقتصاد أعود الى آدم سميث واستشهد بما جاء في مقاله " النظام البسيط للحرية الطبيعية " وفيه يقول : من البديهي أن كل نظام يحاول—عن طريق التشجيع الاستثنائي أن يسحب حصةً من رأس مال المجتمع صوب نوع معين من الصناعات أكبر من تلك التي تذهب إلى ذاك النوع في الظروف الطبيعية، أو يحاول من خلال فرض قيود استثنائية أن يقتطع جزءاً من رأس مال نوع معين من الصناعات كان يمكن أن يُستَثمر فيها—هو في الواقع نظام يسعى إلى تقويض الغاية الكبرى التي يفترض به أن ينميها ويطورها. فيقوم (ذلك النظام) بإعاقة تطور المجتمع وتقدمه صوب الثراء والعظمة، بدلاً من تعجيل هذا التطور، فيقود إلى نقصان قيمة الإنتاج السنوي للأرض والعمل، بدلاً من زيادتها. قد يقول قائل : ولكن مثل تلك الاجراءات التهميشية لم تتخذ في المانيا مثلا ومع ذلك واجه الاقتصاد الالماني نفس المصاعب؟. الطرح صحيح ولكن المسببات هنا مختلفة. الازمة التي تشارك بها المانيا باقي الاقتصادات ناتجة عن العلاقة العضوية بين الاقتصاد الالماني والاقتصاد الاوربي عموما والاقتصاد الاميركي مما يجعل ارتدادات الازمة واقعة عليها بغض النظر عن صحة الاقتصاد الالماني ام لا. على كل اعتقد ان الخطا ما يزال مستمرا ولكن بصيغة ثانية. هناك ضخ كبير للاموال يتم وذلك انطلاقا من تحليل كينز للازمات, وهو تحليل يفتقر الى جانب بالغ الاهمية جاء على يد سيسل بيغو واشار فيه الى الدور السيكلوجي في الاقتصاد. المال يدفع الى الشركات الكبرى كي تستمر على اعتبار ان استمرار عملها يعني استمرار الوظائف ويمنع انهيارات اجتماعية قد تكون نتيجة لتفشي البطالة, وهذا لا غبار عليه, لولا ان الاقتراض على الصعيد الفردي لم يدفع بنفس الجهة والحدة, اقصد ان البنوك المقرضة للأفراد العاديين تواجه مشكلة في تمويل الاقتراض الفردي ولا يضخ لها ما يكفي من المال كي توازي بفعلها وأثرها " السيكلوجي " تأمين الوظائف . لان حصول المقترضين الصغار على مبالغ من البنوك سوف يدفع الى الانفاق, فالاقتصاد يسير وفقا للانابيب المستطرقة. اي ان الدفع في مجال يعني الدفع في باقي المجالات, وسد التواصل بين احد الانابيب وباقي السلسلة يعني ان التدفق لن يكون متوزعا على مجمل الجهات. هنا تماما السقوط الاخلاقي. فالدول الكبرى مثل الولايات المتحدة تقدم المبالغ الكبيرة للشركات الكبيرة كي تستمر ولكن الجميع يفوت من حساباته, انه, وبغض النظر عن الاستمرار الوظيفي للعمال, فإن عودة الانفاق الاجتماعي بمختلف مستوياته هو وحده القادر على خلق حالة طلب عامة في الاسواق, وتلك الحالة هي ما يمكن ان يؤمن حركة متوازنة.



#حسام_مطلق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردا على اسعد الديري : العلمانية بين العقل الديكارتي والحيوي
- الغدر وطريق ورجلين
- أردوغان وبيريز : من اي زاوية يجب ان ننظر للمشهد
- نضال بالسوائل المنوية
- المثلية الجنسية – حدد جنسك ذاتيا – الجزء الثاني
- إدراك ما تحت شعوري : الغوص التأملي
- غباء أم لئم
- حوار مع جهلاء
- قراءة في وجود الله تجريديا
- نخوة الحذاء العربي
- تجارة الأوطان
- البقرة سبعة وثلاثون
- أبقار الشرق الأوسط والمربع الخشبي
- مشروع الأمة بين المفقود والموجود
- ذهنية المتذاكي
- لؤلؤة أو لولو كما تقولين
- إنفجار دمشق : الوطن بكروز دخان
- لماذا تفشل الليبرالية عربيا
- استعادة الدور الرأسمالي ضرورة وطنية
- كيف تحقق الرأسمالية الآمان الاجتماعي


المزيد.....




- اقتصادي: العراق يمتلك قاعدة بيانات موثوقة والتعداد لا يصنع ا ...
- هل تمنع مصر الاستيراد؟
- كيف سيؤثر عدم إقرار الموازنة في فرنسا وحجب الثقة عن الحكومة ...
- وزير الاستثمار السعودي: الجنوب العالمي يستقطب نصف التدفقات ا ...
- انخفاض أسعار الذهب بعد سلسلة مكاسب
- أهمية مؤشرات الأداء الرئيسية لتحقيق النجاح في الأعمال
- -فينيسيوس استحقها-.. بيريز يطالب بتغيير آلية التصويت بالكرة ...
- ألمانيا.. حزب شولتس يرشحه رسميا للمنافسة على منصب المستشار
- انخفاض أسعار الذهب الأسود بعد موجة ارتفاع
- في البحرين.. سياحة فن الطهي تعزَّز التنوع الاقتصادي


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسام مطلق - الأزمة الإقتصادية نتيجة لتراكم خطأ سياسي وليس إقتصادي