أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - خرافات قبطية 2















المزيد.....

خرافات قبطية 2


ماريو أنور

الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 02:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- ما هو العماد ؟
- هو سر من إسرار الكنيسة السبعة بالنسبة إلى عقائد الكاثوليك والاثوذكسية
- وما هو معنى كلمة سر ؟
- كلمة سر في اللاهوت المسيحي هي ((عمل مقدّس تُمنَح فيه للمؤمن، من خلال علامة منظورة، نعمة الله غير المنظورة. فغير المنظور وغير المدرَك يستطيع الإنسان المؤمن الوصول إليه والاتحاد به من خلال علامة منظورة )) ولها أيضاً تعريف أخر استخدمه الفيلسوف اللاهوتي أغوسطينوس وهو (( كلما سبرنا إغوائه كلما اكتشفنا معطياته )) . أذا ومن خلال هذه التعريف , نجد اختلاف بين المفهوم الإنساني البسيط و المفهوم اللاهوتي للكلمة ...
- وهل يعلم المسيحيين هذا التعريف للغة اللاهوت ؟
- بالطبع لا .... ولكن يوجد من يبحث في الكتب عن هذه المعاني اللاهوتية ... لان أغلب المسيحيين ينتظرون دائماً سماع كلمة الكاهن أو الرتب الكنسية واستقصاء المعلومات من أفواههم .... دون الرجوع إلى مراجع أو وثائق لتأكيد كلامهم ....
- هل من الممكن شرح سرح المعمودية باختصار ؟
- سر المعمودية هو أول و أهم الأسرار الكنسية من حيث الترتيب و التفعيل .... تستند المعمودية المسيحية إلى وصية السيّد المسيح والى ممارسة الرسل في بشارتهم بالمسيح. بمعنى اقرب هي عمل مسيحي للدخول إلى فكرها و إيمانها .
- هل اختلق المسيح من لا شيء عملاً طقسياً جديداً، أم أنّه اتّخذ من عمل طقسي مألوف سبيلاً لمن أراد الالتزام بتعاليمه الجديدة؟
- المسيحية لم تكن بدع واو فكرة مجنونة .... أو شيء جاء من لا شيء ... فهي نتاج سنوات عديدة وان اختلفت طبيعتها أو فكرها الميثولوجى ... فكرة الدين في طبيعته و بنائه ... لم يولد من لا شيء أنما سبق و قد وجد قبل الاحتواء والتكوين لمفهوم كل فكرة على حدا ..... بالبلدي (( يعنى الناس كانت بتستخدم حاجات أخذتها الأديان في البناء الفكري لها وأعطتها معنى و رمز خاص بها )) ..... لذلك وبدراسة الأديان التي سبقت المسيحية تحملنا على القول إنّ السيّد المسيح لم يبتكر العماد بالماء، بل أضفى على هذا العمل الديني المعهود معاني جديدة.....
- على حد علمي الديني في مصر يوجد اختلاف في الطوائف على شكل و طريقة العماد ؟
- نعم وهى تقسم كاللاتي :
- الأرثوذكس: سر يحصل به المعمد على نعمة الميلاد الجديد، وهو باب كل الأسرار، ويتم بالتغطيس للصغار والكبار، ومادة السر الماء
- الكاثوليك: يجوز العماد بالرش أو السكب
- البروتستانت: ليس سراً مقدساً بل علامة يجوز ممارستها بالرش أو التغطيس. والمعمودية التي يعترفون بها هي معمودية الروح القدس بدون ماء
- وهل يؤثر هذا الاختلاف في الزواج المسيحي ؟
- جيب جداً وصولنا إلى هذه المنطقة المهمة جداااا....
- في ألازمنه السابقة لم يكن هذا الاختلاف يؤثر على فكرة الارتباط المسيحي بين الطوائف .... ركز شوية معايا ... حتى آتى الأنبا شنودة رئيساً للكرسي المرقسى ... وبدأت تنبثق وتتسع الاختلافات ألاهوتية ..... لكن أهمها على الإطلاق هو رفض الكنيسة الأرثوذكسية للطوائف الأخرى عند الزواج .... وان تم فهو يتم في شروطهم المتعنتة و التي أصفها دائماً بالعنصرية الدينية وإلا معنى .... متأملو معي هذه الشروط :
- – الإصرار على تكرار العماد و تلبيسه صفة الشرعية من خلالهم فقط لا غير .
- بجد هاقولكم قصة واقعية تدعو إلى السخرية و الحزن .... أحب اشخص ما فتاة أرثوذكسية .... ومن الذوق والأدب ذهب مباشرةً إلى الأهل للتقدم و الزواج .... وبعد تحديد أهم الأمور المادية والترتيبات الأولية .... فوجئ بالطلب الذي من خلاله ... أما تكتمل المسيرة ... أو تتوقف نهائياًًً ... بالطبع هو تكرار العماد مرة أخرى ولكن بالطريقة الأرثوذكسية .... وهنا سأل هذا الشخص أهل الفتاة (( طيب ما إنا متعمد في كنيستي الكاثوليكية أول ما أتولدت )) فأجاب والدها(( ليكن لكن نحن لا نعترف بهذه المعمودية )) الشخص (( يعنى إيه هو إنا ما كنتش مسيحي كل الفترة دى )) أجاب الوالد (( يا ابني هي دى عقيدتنا والكاهن لو سمع إن إحنا جوز نهالك بدون ما تتعمد ... إحنا مش هاندخل الكنيسة تأنى وإلا نتناول )) ..... بالطبع وفى ذهول تام سال الشخص الفتاة مباشرةً (( وانتى إيه رأيك )) فإجابته (( هو أنت عايزنى ما ادخلش الكنيسة تأنى والكل يخاصمني من أهلي وأصدقائي وكمان اخسر الملكوت )) ههههههه تخسر الملكوت!!!! ... بجد شيء يحزن
- لماذا هذه السخرية ؟
- تخيل معي هذه العنصرية المسيحية المسيحية في التعامل مع بعضهم ... لكنهم يخرجون علينا بوجوههم الخجولة و الأصوات الهادئة الرنانة ويدعونا إلى التسامح ... دون أن يمارسوه مع أنفسهم ... عزيزي الفاضل الم نقل أنها رموز نضفى نحن عليها المعاني .... إذا حتى وان اختلفت في النهاية رمز لن يمثل النهاية أو الخطأ في الإيمان ومع ذلك سأسلسل لك فكرها التاريخي و بمراجع مسيحية مهمة :
- المعمودية في الديانات
- كان للنـاس في كل الدنيا معـموديات وفى كل الديـرة...
- والوضـوء الإسلامى نـوع من معـمودية وهـو يعـنى إغتسالاً وتهـيئة للصـلاة...
- رهـبان قـمران، عـلى شواطئ البحـر الميت، قـبل مجئ المخلّص، كانت لهم أحـواض يغـتسلون فيها كل يوم أكـثر من مرة...
- عـندنا، أيضـًا معـمودية يوحنا كتهـيئة للتـوبة...
- والدخـلاء الوثـنيون الذين كـانوا ينضمـون للدين اليهـودى عـلى يد الفريسيين، هـولاء، أيضـًا كـانوا يُعـمّدون...
- الحضارة البشرية، قـبل المخـلّص، هـنا وهـناك، كانت تعـتمد تشوقـًا منها إلى طهـارة كانت تتـوق إليها...
- كانت تتوقـع هـذه البشرية أن تنال طهـارة...
- والبشرية أحسّت أنها، من أجـل هـذه الطهـارة تستعـمل مـاء...
- طبعـًا، أن يُقـال: هـذا أمـر طبيعـى وبديهى جـدًا كـون المـاء يغسل الجسم...
- ولكـن الفكـرة كانت أبعـد من هـذا...
- فالمـاء ملتبس المعـنى فى الحضارات القـديمة، أى ان له معـنى مزدوجـًا وهـو لا يعـنى، دائمـًا الطهـارة...
- المـاء مخيف البحـر مريـع...
- المـاء يـدل عـلى الغـرق، عـلى المـوت...
- والمـاء، فى كل الحضارات، كان محـيط الخطـيئة، محـيط الشر...
- مثـلاً، فى الفكـر العـبرى: " لوياثـان" التنين: هـذا كان الوحش الأسطـورى الذى فى المـاء...
- ولـذا، فخـواض البحـر يقـتل التنـين، وما إلى ذلك من هـذه الصـورة الأسطورية...
- المـاء مخـيف ثم المـاء محيى...
- فى بـداية التكـوين، فى الأساطير البابلية، وأيضـًا فى القـرآن: " وجعلنا من المـاء كل شئ حى"...
- المـاء هو المحـيط الذى يخـرج منه الكـائن الحى...
- الجـنين يخـرج من مـاء...
- إذًا، المـاء مزدوج المعـنى ملتبسه...
- ولهـذا فإتخـاذ الإديـان للمـاء لم يكـن سببه فقـط، أنـه غـاسل ولكـن سببه هـو أنـه يميت ويحيى...
- وإذًا، فالغسل، هنـا، ليس شيئًا سطحـيًا...
- الغسل معـناه أننا نمـوت بشكل مـا...
-
- عـندما جاء المخلص لم يخـترع رمـز المـاء ولم يخـترع المعـمودية...
- وجـدها قـائمـة عـند أهـل قمـران ويوحـنا المعـمدان والفريسيين...
- ولكـن موقـفه منها كـان أنـه عـبأهـا، مـلأهـا بمعـنى جـديد...
- ( كوستى بندلى .... مدخل إلى العقيدة المسيحية ))
-
- نقرأ عند ترتوليانوس في القرن الثالث وصفاً للاستحمامات والوضوءات التي كانت معهودة في الديانات الوثنية ذات الأسرار، في معرض المقارنة بينها وبين العماد المسيحي. يقول:
"... وعلى هذا النحو يدخلون الوثنيين بالاستحمام إلى بعض الأسرار، كأسرار إيزيس وميترا. بل يحملون آلهتهم على الاستحمام، وينضحون بالماء النقي منازلهم وهياكلهم، بل مدناً بكاملها، لتطهيرها. وفي أثناء الألعاب الأبولونية والبيلوزية، يغتسلون بكثرة ظانين أنّهم، إذّاك، يتجدّدون وتغفر ذنوبهم".
- ( سليم بسترس ......... الاسرار ))
- ثم نذهب إلى واقعها المسيحي من بداية المسيح إلى العصور الأولى لها ........
- المعمودية في أثناء حياة يسوع
- انجيل يوحنا وحده يذكر أنّ يسوع كان "يعمّد، والجميع يقبلون إليه" (يو 3: 22، 26). ثمّ يستدرك في الفصل التالي، فيقول "إنّ يسوع لم يكن يعمّد هو نفسه، بل تلاميذه" (4: 1- 2).
إنّ هذه المعمودية هي شبيهة بمعمودية يوحنا ولا تحمل من المعاني التي ستحويها المعمودية بعد قيامة المسيح وإرسال الروح القدس (راجع يو 7: 39)، سوى أنّها تجعل من الإنسان تلميذاً ليسوع. ولا يبدو أنّ هذه المعمودية كانت شرطاً للتتلمذ ليسوع في أثناء حياته.
إنّ الرابط بين المعمودية والتتلمذ ليسوع لن يصير ملزِماً إلاّ بعد قيامة المسيح، كما يبدو من وصية يسوع لتلاميذه في ترائيه لهم بعد قيامته.
- (( سليم بسترس .. الأسرار ))
-
- إنّ طريقة العماد بالتغطيس هي الطريقة التقليديّة في الكنيسة القديمة، ولا تزال جارية في الكنيسة الشرقية، وهي العلامة الخارجية الحسيّة لما تعنيه المعمودية:
"فالماء يزيل نوع حياة ويكشف نوعاً آخر، يُغرق الإنسانَ القديم ويرفع الإنسان الجديد" (كاباسيلاس، الحياة في يسوع المسيح، 9).
إنّ تغطيس المعتمد في الماء هو علامة دفنه مع المسيح وصورة تشير إلى أنّ ما فيه من إنسان قديم وخطايا سابقة قد أغرق في الماء وأزيل عنه، كما يفسّر ذلك القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو:
"لقد سُئِلتَ: أتؤمن بالله الآب الضابط الكل؟ فأجبتَ: أؤمن. إذّاك غُطِّسْتَ في الماء، أي دُفِنْتَ. ثم سُئِلتَ مرّة ثانية: أتؤمن بربنا يسوع المسيح وبصليبه! فأجبتَ: أؤمن. وغُطِّسْتَ في الماء، وبذلك دُفِنْتَ مع المسيح. وسُئِلْتَ مرّة ثالثة: أتؤمن أيضاً بالروح القدس؟ فأجبت: أؤمن. وغُطِّسْتَ مرّة ثالثة، حتى إنّ الاعتراف الثلاثي يزيل سقطات الماضي المتكرّرة".(
-
- (( سليم بسترس ......... الأسرار ))
-
- نفهم من كل ما سبق إن المعمودية في العالم المسيحي هي رمز فقط لا غير ... بالإضافة إلى عملية التطور التي صاحبتها من البداية حتى إلى ما لانهاية ... لان التطور ليس له حدود .... حتى وان كان في الدين .....
- أتعلمون إن موقف الكنيسة الأرثوذكسية يذكرني بحدث حدث في الماضي قد يكون هو التعليل الأكبر لما يحدث اليوم ...
- طُرح هذا الموضوع في القرون الأولى للمسيحية، أوّلاً في رومة، ثمّ في شمالي أفريقيا بين كبريانوس أسقف قرطاجة واسطفانوس أسقف رومة.
فالاضطهادات التي كانت تصيب المسيحيين جعلت الكثيرين منهم يجحدون إيمانهم خوفًا من التعذيب والموت، ويقدّمون ذبائح لآلهة الوثنيين أو يشترون شهادات تفيد بأنّهم قدّموا ذبائح؛ ولدى انقطاع الاضطهادات كانوا يطلبون قبولهم من جديد في حضن الكنيسة.
كان أساقفة رومة يقفون من هؤلاء المسيحيين موقفًا متسامحًا، فيفرضون عليهم التوبة ووقت امتحان ثمّ يقبلونهم لسرّ الإفخارستيا. هكذا فعل البابا كالستوس (217- 222) ومن بعده البابا كرنيليوس (251- 253). وقد قاوم هذا الموقفَ بعض المتشدِّدين من أمثال الكاهن هيبوليتوس الذي حمل حملة عنيفة على البابا كالستوس، والكاهن نوفاسيانوس الذي قاوم الباباكرنيليوس في الموضوع عينه. ومن تعاليم نوفاسيانوس نشأت بدعة "الأطهار" الذين كانوا يرفضون أن يُقبَل من جديد في الكنيسة مسيحي جحد إيمانه أو اقترف خطيئة ثقيلة، وينكرون صحة الأسرار التي يمنحها كاهن غير "طاهر".
أمّا موقف الكنيسة الكاثوليكية فكان التسامح اقتداء بالسيّد المسيح الذي أن روبل توبة الخطأة وطلب ألاّ يُقلعَ الزؤان من حقل القمح (متى 13: 24- 30).
وفي شمالي أفريقيا وقف كبريانوس أسقف قرطاجة الموقف عينه الذي وقفه أساقفة رومة، فقاومه دوناتوس وأنشأ كنيسة مستقلّة عُرفت في ما بعد ببدعة "الدوناتيين". ومن ممارسات هؤلاء المبتدعين إعادة معمودية الكاثوليكيين الذين كانوا ينتقلون إليهم، لاعتقادهم أنّ المعمودية غير صحيحة في كنيسة تتساهل مع الخطأة وجاحدي الإيمان. وفي مقابل ذلك راح كبريانوس والكاثوليكيون يعيدون هم أيضاً معمودية الدوناتيين الذين كانوا يأتون إليهم.
وفي هذا الموضوع الأخير حصل جدال عنيف بين كبريانوس والبابا اسطفانوس أسقف رومة الذي أكّد بشدّة صحّة معمودية الدوناتيين، وطلب من كبريانوس العدول عن إعادة معموديتهم. إلاّ أنّ كنيسة شمالي أفريقيا بقيت على موقفها، ولم يحسم الخلاف بين الموقفين إلاّ سنة 314 في مجمع "أرل" وبعد وفاة أهم المتخاصمين. وقد قرّر المجمع ما يلي:
"بالنسبة الى الأفريقيين الذين يتبعون شريعتهم الخاصّة بإعادة المعمودية، رأى المجمع أنّه إن قدم أحد من الهرطقة إلى الكنيسة، يُسأَل عن قانون الإيمان الذي تعمّد فيه، فإن بدا واضحًا أنّه تعمّد في الآب والابن والروح القدس، يُكتفى بأن توضع عليه الأيدي لينال الروح القدس. أمّا إذا لم يستطع الإجابة عن الثالوث، فتُعاد معموديّتُه".
احتدم النقاش من جديد بين الدوناتيين والقديس أغوسطينوس، الذي أظهر أنّ صحّة العماد غير مرتبطة بقداسة الكاهن الذي يمنح السرّ، بل بالسلطة التي منحيا المسيح لكنيسته. فالكاهن لا يعمّد باسمه الخاص، بل باسم الكنيسة، والكنيسة تعمّد باسم المسيح: "أبطرس عمّد أم بولس أم يهوذا، فالمسيح هو الذي يعمّد". والأمر الوحيد المطلوب من خادم السرّ هو احترام قوانين الكنيسة في منح السرّ.
وسنة 325 أقرّ المجمع المسكونيّ الأوّل في القانون 8 صحّة عماد النوفاتيين وكهنوتهم، وهم "الذين يسمّون أنفسهم أطهارًا، إذا عادوا الى الكنيسة الجامعة الرسولية"؛ ولكنّه في القانون 19 طلب إعادة معمودية "أتباع بولس السميساطي اللاجئين الى الكنيسة الجامعة". إنّ القدّيس أثناسيوس الاسكندري الذي كان له دور هام في المجمع، وكان بعد شماسًا إنجيليًا، يفسّر هذا القرار بقوله إنّ أتباع بولس السميساطي كانوا يمنحون المعمودية حسب الصيغة الكنسية الصحيحة، إلاّ أنّ إيمانهم بالثالوث الأقدس كان خاطئًا:
"فهم لا يعترفون بالآب الحقيقي، إذ ينكرون الذي وُلد منه وله جوهر مماثل؟ وينكرون أيضاً الابن الحقيقي؛ إذ يسمّون ابنًا آخر مؤكّدين أنّه مخلوق من العدم. فكيف إذن لا تكون المعمودية التي يمنحونها فارغة وباطلة؟ وكذلك القول عن أتباع آريوس. فإنّهم وإن حافظوا على قول الكتاب المقدّس ولفظوا أسماء (الآب والابن والروح القدس)، إلاّ أنّهم يخدعون من ينال منهم المعمودية... لأن من ينال المعمودية باسم من ليس بشيء لا ينال شيئًا، بل يتّحد بالخليقة ولا ينال منها أيّ عون".
وسنة 381 أقرّ المجمع المسكوني الثاني أن تعاد معمودية الآتين من بعض البدع كأتباع بولس السميساطي، و"أتباع افنوميوس الّذين يعمّدون بغطسة واحدة، والصابيليين الذين يعلّمون أنّ الآب هو نفسه الابن". أمّا سائر المبتدعين من "آريوسيين وتبّاع مكدونيوس... والذين يدعون أنفسهم أطهارًا والأَبوليناريين، فيُقبَلون بعد أن يعطوا صكًا برفضهم ضلالاتهم ولعنهم كلّ بدعة لا تتّفق مع تعليم كنيسة الله الجامعة المقدّسة الرسولية، ومن ثمّ يُختَمون ويُمسَحون بالزيت المقدّس".
وكذلك المجمع المنعقد في القسطنطينية سنة 691 والمدعوّ "مجمع القبّة" (أو ترولّو)، أعاد هذا التمييز بين البدع التي تُعتبَر المعمودية فيها صحيحة وتلك التي تعتبر المعمودية فيها باطلة. وأضاف أنّ "النساطرة وأتباع افتيخيوس وأتباع ديوسقوروس وساويروس... يجب على كل منهم أن يقدّم صكًا مكتوبًا يرفض فيه بدعته، وبذلك يصيرون أهلاً لتناول سرّ الشركة المقدّس".
- هذه هي الحقيقة خلصاء مخلصة .... دون زيادات أو مناقصات ... فهل من المعقول إن يكون الله محبة وسط مملكة الأنانية والسلطة .





#ماريو_أنور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافات قبطية
- أساطير الله
- الدين – المحبة – الرغبة
- متناقضات الفقهاء
- زكريا ورشيد في الميزان الحلقة الثانية
- زكريا ورشيد في الميزان
- الله و المرأة
- الثورة المتألهة
- الحب - الجنس - الدين
- الفداء المسيحى ... يتناقض مع مبدأ الثالوث ؟
- الآبدية آفيون الدين
- الفداء المسيحى ..... هل يتناقض مع الثالوث ؟
- الفداء المسيحى..هل يستوجب عدل الله موت المسيح ؟
- إله يتألم .... أم يتلذذ ؟
- مهنة التكفير
- إله جهنم .... للمتحدثون الرسميين
- اللاهوت فى الكنيسة القبطية
- الكنيسة القبطية والانعزالية
- مشكلة الشر الحلقة الأخيرة
- الهى لا نفع له


المزيد.....




- الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا ...
- شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
- هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال ...
- الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
- الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا ...
- الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم ...
- الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس ...
- الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن ...
- حماس تشيد بالدور المحوري للمقاومة الإسلامية في لبنان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماريو أنور - خرافات قبطية 2