حكومة يمين أليمين برئاسة بنيامين

جورج عفيف إندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 2605 - 2009 / 4 / 3 - 09:14
المحور: القضية الفلسطينية
    

الخميس 2/4/2009
بدأت حكومة بنيامين نتنياهو مهامها رسمياً بعد نيلها ثقة ألكنيست, وحلف أليمين لجميع أعضائها من ألوزراء وألنواب, بالإضافه إلى رئيس ألوزراء وألحكومه نتنياهو. وبعد أن إستطاع (نتنياهو) أن يرضي كافة شركاءه في ألإئتلاف وإسكات منافسيه في ألبيت ألداخلي. جميع زعماء ألأحزاب ألذين دخلوا ألحكومه شربوا أنخاب ألنصر وألفوز بالمقاعد "ألكثيره", حكومة نتنياهو ألثانيه تعدّ ألأكبر والأضخم في تاريخ حكومات إسرائيل, حيث تضم 37 مقعداً وزارياً ونواب وزراء, وكما يقال فإن نتنياهو إستطاع أن يحل أزمه ألبطاله لدى شركاءه في ألإئتلاف, فهو لم يكتفي بفصل وزارات معينه بل وأيضاً قام بخلق إبداعي لوزارات غير معهوده, وقام أيضاً بتعيين ستة وزراء بدون حقيبه, وسبعة نواب وزراء. هذا ألعبث واللهو لرئيس ألحكومه ما هو إلا إنكلاب لزعماء وأعضاء ألأحزاب على المقاعد ألوزاريه مهما كلف ألثمن, فعلى ألدوله أن تقوم بتلبية أطماع ورغبات ألساسه على حساب مواطني ألدوله.



حكومة يمين أليمين ألمتمثله برئيسها بنيامين نتنياهو ألذي أثبت بجداره قيادة ألدوله سابقاً إلى ألحضيض ألسياسي والإقتصادي, بالإضافه إلى عدد من زعماء أليمين والذين برهنوا مرات عديده عنصريتهم ورفضهم ألقاطع لكل محاولات ألعدل والسلام في ألمنطقه, وطبعاً إيهود باراك ألإطار ألمثقوب "كما وصفه ألنائب محمد بركه" ألذي لهث لدخول ألحكومه بعد فشله ألمخزي في ألإنتخابات والذي قاد ألحرب ألبشعه على غزه. على هذه ألحكومه مواجهه قضايا محليه وإقليميه, إلا ان توجهاتها معروفه مسبقاً حيث ستقوم هذه ألحكومه بالإستمرار في إحتقار ألقرارات ألدوليه وعدم تطبيق ألقرارات ألتي نالت ألموافقه من قبل ألحكومات ألسابقه, وإبقاء ألإحتلال إلى أجل غير مسمى, وتوسيع غير مسبوق للمستوطنات في ألقدس والضفه, والمحاوله مره تلو ألأخرى فرض واقع جديد وأليم بحيث يُرغم ألطرف ألمتضرر تناسي ألآلام ألسابقه والتعامل مع ألألم ألجديد وهكذا .... وهي طريقه متبعه دائماً من قبل حكومات إسرائيل.




لقد صرحَ رئيس ألسلطه ألفلسطينيه محمود عباس انّه لا يمكن ألتعامل مع نتنياهو,وبانّه (أي نتنياهو) لا يريد ألسلام, وبتصريح للرئيس ألسوري بشار ألسد في ألقمه ألعربيه حيث قال بأن حكومات إسرائيل يمينها كيسارها, أي أن ألحكومه ألجديده هي نسخه مطابقه لحكومات سابقه من حيث ألجوهر. وبرغم تعنت أليمين ألإسرائيلي في تقبل قيام دوله فلسطينيه وإيجاد حل عادل للصراع ألعربي ألإسرائيلي, إلا إن هذا ألتوجه أليميني سيصتدم بتوجه قد يكون معاكس لدى ألقوى ألدوليه وبالذات ألإداره ألجديده للولايات ألمتحده, حيث صرح ألبيت ألأبيض وعلى لسان ألرئيس أوباما بأنه وإدارته ملتزمون وسيعملون من أجل إقامة دوله فلسطينيه إلى جانب دولة إسرائيل. وبأنهم ملتزمون أيضاً بأمن إسرائيل وهذا هو المنفذ ألذي سيستغله نتنياهو (أمن إسرائيل) للتنصل من إلتزامات ألسلام وتجميد ألواقع, كما قال نتنياهو بخطابه بأن إيران تشكل تهديداً خطِراً لإسرائيل وبحسب ألمتبع دائماً فإن إسرائيل توّجه قوى ألعالم إلى مخاطر "بنظرها" لكي تتم ألمماطله وغض ألأنظار عنها.




ألتحدي ألأكبر في ألمنطقه هو ما سيواجهه ألمجتمع ألعربي في إسرائيل وما سيتعرض له من صدامات سياسيه وإقتصاديه, حيث إنّه سيكون عليهم مواجهه أغلبيه عنصريه وفكر سائد للمجتمع أليهودي ألراغب بإذلال ألإراده والتركيع للمجتمع ألعربي في إسرائيل, في حين وضع بنيامين نتنياهو, ألعنصري ليبرمان في وزارة الخارجيه لكي يبعده قليلاً عن ألقضايا ألعربيه ألداخليه, إلا أن عقلية ليبرمان وريثة عقلية كهانا هي نفسها موجوده في رؤوس معظم وزراء وأعضاء ألحكومه والإئتلاف ألحاكم. وفي حين سيضطر نتنياهو لتقديم تنازلات مُرغماً في ألشأن ألفلسطيني وقد يكون ألعربي أيضاً وذلك بسبب ضغط دولي سيتعرض له, سيقوم من جهه أخرى بتعويض وإشباع رغباته ورغبات شركاءه ألعنصريه في ألقضايا ألمحليه للمجتمع ألعربي, "راح يفش غلّو فينا". وفكرة (אין נאמנות-אין אזרחות) ستنتشر وتأخذ حيّز ألتنفيذ في كافة مؤسسات ألدوله والشركات, كما حصل مؤخراً في شركة قطار إسرائيل حيث تلزم جميع موظفيها بالخدمه ألإلزاميه. وما هو معمولٌ به في بعض شركات ومؤسسات أخرى حالياً. هذا عدا عن تضيق ألخناق إقتصادياً وذلك بطرد عدد كبير من ألعمال والموظفين ألعرب في ظل ألأزمه ألماليه مقارنةً مع نظرائهم أليهود, والإستمرار في نهج ألا مبالاه وألحصر للقرى والمدن ألعربيه وتعجيز إعطاء تراخيص بناء. حكومة يمين اليمين لبنيامين ظهرت سماتها قبل إنشاءها وهي مقلقه جداً للمجتمع ألعربي, وكما قال ألنائب محمد بركه: إن العرب قلقون من هذه ألحكومه ولكنهم لن يخافوا منها.

#جورج_عفيف_إندراوس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات