على عثمان على
الحوار المتمدن-العدد: 2605 - 2009 / 4 / 3 - 09:46
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
فن الثورة المسلحة
كارل ماركس و فردريك انجلز
اصبحت الثورة المسلحة الان فنا كالحرب او اى فن آخر ، وهى تخضع لقوانين معينة إذا أهملت تؤدى الى تدمير القائمين بالثورة . هذه القوانين ، وهى استنتاجات منطقية مستمدة من طبيعة الفرقاء و الظروف التي نواجهها ، بسيطة وواضحة لدرجة جعلت الالمان يعرفونها تماما من خلال تجربة عام 1848القصيرة .
اولا : لا تحاول أبدا القيام بعصيان مسلح إلا اذا كنت مستعدا تماما لمواجهة عواقب محاولتك . فالقوى التي تواجهك متفوقة عليك بتنظيمها وانضباطها وتسلطها ، واذا لم يكن لديك القوة فسوف تنهزم وتتحطم .
ثانيا : على الثائر ، ان يظهر تصميما عظيما فى ثورته وان يتخذ جانب الهجوم. الدفاع هو موت كل ثورة أو انتفاضة مسلحة . على الثوار مفاجأة أعدائهم عندما تكون قواتهم مبعثرة ، وعليهم تحقيق انتصارات جديدة ويومية مهما كانت صغيرة ، وعليهم المحافظة على تصاعد معنوياتهم التى أعطتهم أياها أول انتفاضة ناجحة ،ان يستقطبوا العناصر التي تقف الى جانب القوى والذين يتخدون الجانب الاكثر أمانا ، وعليهم اجبار اعدئهم على التراجع قبل ان يستطيعو ا تجميع قواتهم ضد الثوار .
حول حرب العصابات
فريدريك انجلز
لقد تغيرت طبيعة الحرب الفرنسية – البروسية "الألمانية" خلال السنوات الست الماضية . فقد اختفت الجيوش الفرنسية النظامية . وتشترك فى الحرب الآن جيوش مؤلفة حديثا وعديمة الخبرة مما يجعلها اقرب الى الجيوش النظامية . وقد هزمت هذه الجيوش فى كل معركة مواجهة خاضتها ، لكنها حين قاتلت فى القرى والمدن وخلف المتاريس و الحواجز أظهرت مقدرة كبيرة على المقاومة . كما ان الحكومة تشجعهم على القتال بأسلوب العصابات وخاصة الهجمات الليلية المفاجئة , وتدعو السكان فى كل المناطق الى تقديم كل مساعدة ممكنة لهم.
لو كان العدو يملك قوات نظامية كافية لاحتلال فرنسا كلها لاستطاع القضاء على المقاومة بسهولة . لم يعد باستطاعة الألمان دخول القرى و المدن وإلقاء القبض على الناس بسهولة لأنهم أصبحوا يتعرضون للخطف او الاغتيال.
كذلك أصبحت قوافل التموين تتطلب حراسة الجنود, وأصبحت القوات المرابطة فى القرى معرضة لهجمات ليلية, وإذا انتقلت من مكانها تتعرض لضربات من الخف .
أصبحت المواقع الألمانية محاصرة بحزام من المناطق المتنازع عليها , وفى هذه المناطق بالذات كانت المقاومة الشعبية تقلق الألمان .
ولجأ الألمان فى محاولتهم القضاء على المقاومة الشعبية إلى تطبيق قانون عسكري وحشي وبربري. وبنص هذا القانون على إحراق كل قرية او بلده اشترك فرد او اثنان من أبنائها فى إطلاق النار على الجنود الألمان او مساعد الفرنسيين بشكل عام, كذلك ينص القانون على قتل كل فرد يضبط وهو ينقل سلاحا, يستثنى من ذلك الجنود النظاميون. كذلك إذا كان هناك عدد كبير من سكان القرية يحملون السلاح يجرى تجميع كل الرجال القادرين على حمل السلاح وقتلهم فورا . و قد طبق الالمان فعلا هذا القانون و برروه بأنه ّعدالة عسكريةّ " و بان منفذيه "جنود شرفاء يعدمون قتلة وقطاع طرق جبناء ". ان كان أمة تستسلم لان جيوشها لم تستطع المقاومة لهى امة جبناء تستحق كل احتقار .
وكل امة شنت حرب عصابات ضد الغزاة انتصرت , ومن الأمثلة على ذلك هزيمة انكلترا فى أميركا , وهزيمة نابليون فى اسبانيا وهزيمة النمساويين فى ايطاليا والمجر.
دروس الثورة الكوبية
أرنستو تشي جيفارا
لم يكن انتصار الشعب الكوبى يقوة السلاح على دكتاتورية "باتيستا" انتصارا للبطولة فقط كما قالت صفح العالم ، فقد احدث هذا الانتصار تغيرا فى المعتقدات القديمة حول تصرف الجماهير الشعبية فى اميركا اللاتينية .
واظهر بوضوح مقدرة الشعوب على تحرير انفسها ، بواسطة حرب العصابات ،من قبضةالحكومات التي تضطهدها .
قدمت الثورة الكوبية ثلاثة دروس أسياسية للحركات الثورية فى اميركا وهى :
1- انه يمكن للقوات الشعبية ان تربح الحرب ضد الجيش .
2- انه ليس من الضرورى الانتصار الى ان تتوفر الظروف الملائمة للثورة ، فالانتفاضة نفسها تستطيع خلق تلك الظروف .
3- ان الريف ،فى المناطق المتخلفة اقتصاديا مناميركا ، هو المنطقة الاسياسية للكفاح المسلح.
والدرسان الأولان يناقضان الاسلوب الانهزامى عند الثوريين او الثوريين المزيفين الذين لا يفعلون شيئا والذين يتذرعون بانه لايمكن مقاومة جبش نظامى ، والذين يجلسون بانتظار توفر ظروف الثورة الموضعية دون ان يفعلوا شيئا للتعجيل فى توفير هذه الظروف .
بالطبع يجب ان لانعتقد ان كل ظروف الثورة ستوجد نتيجة لتحريك الحركة الفدائية .يجب ان نتذكر دائما انه توجد ضرورة اولية لايمكن بدونها اقامة وترسيخ اول مركزللثورة . يجب ان يدرك الناس كذلك عقم محاولاتهم لتحقيق اهدافهم الاجتماعية فى نطاق الحوار المدنى . وعندما ترسخ قوى الاضطهاد نفسها فى الحكم ضد ارادة الشعب لن يبقى هناك سلام بينها وبين الشعب . وتعبر الجماهير عن استيائها باشكال ايجابية مختلفة . واخيرا يتبلور موقف المقوامة من خلال قتال أو معركة يفرضها تصرف السلطات .
على انه حين تكون الحكومة قد وصلت الى الحكم بواسطة شكل من اشكال الانتخاب الشعبى ،سواء تم ذلك بتزوير الانتخابات او بغير ذلك ، وعندما تحافظ الحكومة على مظاهر الشرعية ، لا يمكن إثارة حرب العصابات ضدها ،لان احتمالات النضال السلمى لا تكون قد استنفدت بعد .
اما الدرس الثالث
فهو ضرورة أساسية فى الإستراتيجية . وتجدر الملاحظة اهذا الدرس من قبل الذين يقولون ان نضال الجماهير هو في المدن ، وينسون أهمية اسهام سكان الريف فى حياة الاقطار النامية من اميركا . بالطبع ، لا بالطبع ، لا يمكن تجاهل نضال جماهير العمال المنظمة فى المدن ، ولكن يجب تحليل احتمالات قيام هؤلاء بكفاح مسلح ضد السلطات التي علقت الحريات . إن حركة العمال غير الشرعية تواجه ، فى الظروف ، اخطارا هائلة . ان عليهم ان يعملوا بسرية وبدون سلاح . الوضع فى الريف ليس بهذه الصعوبة ، فهناك اماكن لا يمكن للسلطة ان تصلها ويمكن للفدائيين العمل فيها و الظفر بمناضرة الاهالى فيها .
من هو الفدائي
ارنستو تشي جيفارا
الفدائي هو مقاتل من اجل الحرية : و هو يمثل الناس في نضالهم من اجل الحرية فحرب العصابات ليست كما يعتقد الكثيرون, حربا ضيقة النطاق تقاتل فيها مجموعات صغيرة جيشا قويا . حرب العصابات هي حرب الشعب كله ضد الاضطهاد الذي يلقاه . و حركة المقاومة هي طليعة ذلك الشعب , و جيش الفدائيين يضم كل سكان المنطقة آو البلد . ذلك هو سبب انتصارهم الأكيد مهما كانت قوة الحكم الذي يريد سحقهم . الشعب هو قاعدة الجماهير و أرضها الصلبة .
ليس بالإمكان تصور تفوق مجموعات صغيرة , مهما كانت منظمة و مسلحة و خبيرة بالمنطقة , على جيش مجهز تجهيزا جيدا إذا لم يساند الشعب هذه المجموعات . و يظهر ذلك من واقع أن كل قطاع الطرق و كل العصابات خضعت في النهاية للحكومة المركزية .
على كل عنصر في جيش الفدائيين , و هو جيش الشعب , أن يتحلى بصفات أفضل جنود العالم . على الجيش التقييد بالانضباط التام . و كون التنظيم الفدائي خاليا من تقاليد الجيش الرسمية كضرب الحذاء و التحية الرسمية , لا يعني بتاتا عدم وجود انضباط بين الفدائيين . و الانضباط الفدائي يكون داخل كل عنصر .
ويولد هذا الانضباط اقتناع الفدائي بان إطاعة رئيسه ضرورية للمحافظة على حياته قبل المحافظة على فعالية المجموعة المسلحة . و إذا كان من الممكن تصحيح أي إهمال بسيط يصدر عن جندي نظامي فان الأمر يختلف بالنسبة للفدائي الذي هو وحدة قائمة بذاتها . و من ثم فان اقل إهمال أو خطاء يكون قائلا . و هكذا لا يجوز لأي فدائي أن يكون مهملا أو أن يرتكب اقل هفوة لان حياته و حياة رفاقه مرهونة بتصرفاته .
و كثيرا ما يبدوا لمن هم في الخارج أن الجندي النظامي أكثر انضباطا من أي فدائي . و لكن الواقع هو أن جيش التحرير لا مجال فيه لأي ضعف أنساني ,فليس لدى هذا الجيش وسائل قمع و لا استخبارات , فلا يبقى له إذن سوى أمر واحد هو الانضباط الذاتي ووعي الواجب و تنفيذه . و على الفدائي , بالإضافة إلى انضباطه , وان يكون خفيف الحركة سريع الخاطر .
و ليس في الإمكان تصور حرب فدائية ساكنة جامدة . و الليل يعطي مجالا للتحرك . يتحرك الفدائي ليلا و يأخذ موقعا ثم يهاجم و ينسحب . و لا يكون الانسحاب بالضرورة إلى مكان بعيد عن مسرح العملية , لكن يجب أن يكون انسحاب سريعا لان العدة سوف يركز فورا على قواته في المنطقة التي هوجمت .و سوف يبدأ بالقصف الجوي ثم يرسل وحدات خاصة لتطويق المنطقة و أخيرا يرسل جنوده لاحتلال الموقع فلا يجد فيه أحدا . و على الفدائيين خلق جبهة و وهمية أمام العدو . يمكنهم الانسحاب مسافة قصيرة و انتظار العدو ثم ضربة و الانسحاب مرة أخرى مما ينهك جيش العدو إنهاكا بالغا .
و الفدائي ينقض من كمينه في اللحظة المناسبة . و عليه أن يعرف المنطقة معرفة جيدة . عليه أن يعرف موقع كمينه و ممرات الانسحاب و بيوت أصدقائه و أعدائه في المنطقة , و أكثر الأماكن أمانا حيث يمكن إخفاء رفيق جريح أو حيث يمكن إقامة معسكر مؤقت . وهذا كله لان جماهير الشعب , نواة قوات الفدائيين , هي وراء كل عملية .
إن سكان المنطقة هم الحمالون و المخبرون و الممرضات و مصدر الفدائيين الجدد ,, و باختصار أنهم يشكلون أهم العناصر المساندة للطليعة المقاتلة .
و لقد يتساءل الفدائي (لماذا أقاتل ؟) و الجواب المقنع هو :" الفدائي هو مصلح اجتماعي . يحمل السلاح تعبيرا عن احتجاج الأهالي على مضطهديهم و يقاتل لتغيير النظام الاجتماعي الذي يخضع إخوته العزل للفقر و الاضطهاد .انه يقاوم النظام و هو مصمم على إزالة ذلك النظام "
#على_عثمان_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟