أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - أنا والامام ألعباس .. وألطواشه !














المزيد.....

أنا والامام ألعباس .. وألطواشه !


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 09:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في زمن كنا فيه صغارا نحبو على أعتاب المراهقة الجميله ، كانت تعيش بين جنباتنا مجاميع من النسوة يقال لهن طواشات .. والطواشات هن مجموعة من عاملات يقمن بجمع التمور في موسم جنيها وغالبيتهن يأتين من الالوية الجنوبية للعراق . الطواشات يشكلن مجاميع سكنية مؤقته يتم اختيارها لا على التعيين وغالبا ما تقع هذه المجمعات عند أطراف ألمدينه ، حيث يتفرقن عند الفجر وينتشرن في بساتين النخيل ليمارسن مهامهن اليومية بجمع التمور ونقلها الى أكداس قريبة بعد تنقيتها من الشوائب العالقة وعزل ألرديء منها .
أجورهن لم تكن غير حصة مقررة من التمور ، يقمن من جانبهن اثناء فترات الراحة بتكييسها فيما كنا نسميه ب ( الحلان ) لنقله معهن الى اهاليهن بعد انتهاء الموسم .
في يوم قائض من أيام الصيف العراقي المتوهج ،عدت من مدرستي لاجد تجمع نسوي منعقد في باحة دارنا المكشوفه ، وما جلب انتباهي لاول وهله هو وجود امرأة من الطواشات ، تتوسط بقية النساء واغلبهن من نفس المنطقة التي نسكن فيها وهي تصرخ باعلى صوتها ( أنا العباس ) .. فتجيبها بقية النسوة بالصراخ والبكاء ورفع الدعوات لابي الفضل الحاضر توا .. وما ان اقتربت من التجمع حتى صرخ العباس على لسان ألمرأة العجوز ( ليخرج هذا الكافر الزنديق .. أنا لا أريده قبالتي في الدار ) .. وسرعان ما طارت مني جنطة كتبي بعد ان قذفتني النسوة الحاضرات خارج الدار وفي مقدمتهن أمي المسكينه .. حزمت أمري على الهجوم ثانية متسلحا بما تعلمته على يد مدرس اللغة العربية في مدرستي وهو شيوعي معروف بأن تلبس آل بيت الرسول في جسد آدمي هو خرافه ، فدخلت باحة الدار وبيدي كسرة من عصا عثرت عليها غير بعيد ، واتخذت لي موقعا يحميني من ردود الفعل ، وصرخت باعلى صوتي ( اخرجي ايتها الكافرة من الدار والا نلت منك بعصاي هذه ) .. هرعت أمي من مكانها مذعورة وهي تلطم خديها صائحة – أللهم احفظنا من غضبك .. وتلتفت بيح الحين والاخر الى العباس المرتعد متوسلة أن لا يطيح برأسي أو يدي أو يحرق اطراف ثيابي كما كان شيخ دبس يقول ، وشيخ دبس هذا هو روزخون من أهالي قرية مجاوره كان يدير مجالس العزاء في ايام عاشوراء ، ويروج في أغلب جلساته تلك بأن الامام العباس ابن علي ابن ابي طالب متشدد في غضبه على من لا يحب ، فيقطع رأسه أو يشل يده ان اقسم به كذبا أو فعل ما يغضبه .. وقد سمعته يوما وهو يروي رواية لم يسندها لسند تقول بأن الامام علي بن ابي طالب حينما شرع بضرب مرحب في معركة الخندق، صاح الجليل ( ياجبرائيل اقبض على يد الامام مخافة أن تبلغ الضربة قرن الثور فتميل الارض بسكانها ).. واتذكر كيف هب الحاضرون وهم يصلون على النبي وآله ووجوهم مصفرة من الرهبة والخوف من شيء مجهول ، جرت أمي باتجاهي فتراجعت الى الخلف وقمت بمناورة سريعة الى يمينها وتمكنت من الوصول الى اقرب نقطة من العباس المتلبس في جسد تلك الطواشة ، ولوحت بعصاي في الهواء وقذفتها بخفة متناهية نحوه لتصيب جبهة المرأة وبقوة لم اكن اتوقعها .. ساد هرج كبير في المكان وأصابتني عدة قطع من نعال قذفتني به النسوة واظطررت للانسحاب أمام شدة الهجوم المعاكس ، ودلفت مسرعا نحو الباب الخارجي متوعدا بصوت مسموع أنني لا زلت متحديا ، وأن الطواشة العباس سأنال منها لاحقا ان خرجت من الدار .
مرت على هذه الحادثة اسبوع بكامله وأمي تتحسس في كل ليلة أطرافي خشية أن يصيبها العطب وقصصت ما حدث على مدرس اللغة العربية فاثنى علي وأوعدني بدرجة جيدة في درس الانشاء ان كتبت موضوعا له صلة بتفشي الخرافة بين الناس .
كبرت .. وكبرت معي ثنايا تفكيري .. وبقي العباس يطاردني متلبسا في جسد طواشة أو غجرية أومدعي بقربه من نسل الرسول ، ولا أدري لماذا يصر على أن يكون حامل شخصيته من النساء في أغلب الحالات ، ولم أكن اعرف تفسيرا لان تكون جميع تلكم النساء هن من طبقة الفقراء ، فلم ألحظ مرة واحدة تلبس الامام فيها بجسد ثري أو ثريه ، حاولت وبروح لا تخلو من شقاوه ان اسأل مرة وكيل أحد المرجعيات الدينية المعروفة عن سبب ذلك، فما كان منه الا وطردني من مجلسه ، حين ذهبت الى هناك يوما لسماع ما يؤكد اعتقادي بأن ابي الفضل لا يتجسد في بدن طواشه .





#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألشيوعيون في العراق .. رموز نضالية عالية ألشأن لا تطالهم رمو ...
- سيبقى ألحزب ألشيوعي ألعراقي لونا مبهرا في نسيج ألحركة ألنضال ...
- أيها ألعراقيون .. لا تستغفلكم دعوات ألمصالحة فتعودوا ضحايا م ...
- مع خالص تحياتي للمرأة ألنموذج بيان صالح .. ألمرأة في بلادنا ...
- حجر آخر ..في المياه الراكدة للحزب ألشيوعي ألعراقي .
- أحمد الامير في قبره .. لا زال ينتظر مع ألجواهري ورفاقه قرار ...
- لندع أقلامنا مجندة من أجل صنع ألحاضر وبناء ألمستقبل .. تأسيس ...
- متى نستطيع رؤية نور في آخر ألنفق ؟؟
- سلام عادل ورفاقه ألميامين .. ليسوا بحاجة لاعادة ألاعتبار ، و ...
- مرة أخرى ... حول حق ألمرأة بامتلاك علاقات جنسية قبل ألزواج !
- ألمرأة ألعراقية وأمنيات ألدكتور كاظم حبيب .
- أين نحن وحق ألمرأة بامتلاك علاقات جنسية قبل ألزواج ؟!
- ألمرأة في البلاد ألعربية وألعراق خصوصا ليس لها تمثيل في ألبر ...
- لماذا تحاربنا ألصين ونحن نحتفل بعيد ميلاد نبينا ألكريم ؟!
- سيد ألقمني وضرورة ألتحول للاسهام باحياء نهظة فكرية حديثه .
- تنين ألعرف ألبالي ... ومصير ألذبول لزهور ألشباب .
- في ألثامن من آذار ... أرفعوا أصواتكم من أجل ايقاف جرائم هدر ...
- ملاحظات حول تعليق السيد عدنان عاكف على دعوتي لتصحيح مسار الع ...
- مرة أخرى ... من أجل مسار جديد لسياسة ألحزب ألشيوعي ألعراقي .
- ألعراق لم يكن رحيما بأبنائه !


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - أنا والامام ألعباس .. وألطواشه !