|
فوز الليبية
نصارعبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 2604 - 2009 / 4 / 2 - 03:59
المحور:
الصحافة والاعلام
لم يخطر ببالى قط أننى يمكن أن أصبح فى يوم من الأيام واحدا من مشاهدي قناة : "الليبية" ، لكن ذلك الذى لم يخطر ببالى قد حدث بالفعل ، وأصبحت واحدا من الملايين الذين يحرصون على أن يفسحوا فى أجندتهم مكانا فى مساء كل خميس لكى يشاهدوا قناة الليبية!! ، لا أعلم بالضبط كم هو عددهم ، لكن كل الشواهد تقول إن تعدادهم بالقطع أكثر بكثير من أن يكونوا آلافا أو مئات الآلاف ، بل إنهم أكثر حتى من أن يكونوا آحاد الملايين ، لأنهم ببساطة يتمثلون فى أولئك الذين شدتهم إليها تلك المقابلة الممتعة والمثيرة التى أجرتها الإعلامية الناجحة منى الشاذلى مع الإعلامى الكبير حمدى قنديل مضافا إليهم الجمهور الأصلى لقنديل، وهو الجمهور الذى ظل متشبثا بالتفافه حوله ، والرحيل معه حيثما حط الرحال بدءا من التليفزيون الحكومى المصرى صاحب الريادة الإعلامية ( باعتبار ما كان )، ومرورا بقناة A.R.T ثم عودة إلى التليفزيون المصرى الحكومى ، ثم رحيلا إلى قناة دريم ، ثم إجباره على تركها لكى يحط رحاله فى دبى ثم اضطراره إلى تركها ( ...حتى أنت يادبى، يامن كنا نظنك قلعة من قلاع الحرية الإعلامية فى بلاد العرب ! ) ، وأخيرا فى قناة الليبية، وهكذا حط بى رحال المشاهدين المرتحلين أبدا مع واحد من المعبرين عن ضميرهم ، حط بى إلى حيث لم أكن، ولم يكن أحد يتوقع...إلى قناة الليبية!! ...الفضل بالطبع يرجع إلى أصحاب القرار فى التليفزيون الحكومى المصرى، أولئك المصممين على أن يفقد التليفزيون الحكومى بل الإعلام الرسمى بأكمله بكل أشكاله بدءا من التلفزيون ومرورا بالإذاعة وانتهاء بالصحافة ، أن يفقد ذلك الإعلام آخر ما تبقى له من قطرات الريادة التى يمكن القول بأنه قد فقدها فعلا ، إلى حد أن المسئولين الحكوميين أنفسهم ، كلما احتاج واحد منهم إلى تلميع نفسه ، أو إلى تبرير موقف من مواقفه ، أو الدفاع عن واحد من قراراته ، لجأ إلى برنامج ناجح فى قناة ناجحة مثل دريم أو المحور أو الجديد أو الفضائية اللبنانية أو دبى ، ولولا خوفهم من الملامة والمساءلة للجئوا إلى قناة الجزيرة ذاتها التى من المؤكد أنها فى هذه الحالة سوف ترحب بهم وتتخذ من لجوئهم إليها دليلا على أنها قد أصبحت هى الشقيقة الكبرى التى تفتح ذراعيها لكى يلوذ بصدرها الحنون أشقاؤها الصغار !! .. الفضل فى ذلك بالطبع لا يرجع إلى تلك القنوات ، بقدر ما يرجع فى المقام الأول إلى تلك العقلية البيروقراطية المتخلفة ، وإلى ذلك الوجدان الخائف المرتعش الذى يتسم به صانعو القرار فى التليفزيون الحكومى المصرى، وفيما أتصور فإن تلك العقلية وذلك الوجدان ساهمت فى تشكيلهما عوامل كثيرة ، أولها أن صانعى القرار أنفسهم هم فى أغلب الحالات عاطلون أو شبه عاطلين من أية موهبة إعلامية وقد وصلوا إلى مواقعهم بفضل عوامل شتى ليس من بينها على الإطلاق عامل الموهبة المهنية ، وثانيها هى أن الجهاز الإعلامى الحكومى يفتقر إلى الحد الأدنى من الحرية الحقيقية التى يتغنى بها ويدعيها خاصة عندما يصل الأمر إلى خطوط معينة حمراء أو على الأقل يتصورونها هم حمراء مما يجعل الجهاز الإعلامى فاقدا تماما لاستقلالية القرار فيه حتى لوترتب على ذلك فقدانه لمصداقيته أو فقدانه لقدرته على جذب المشاهد ( وهذا ما حدث بالفعل ) ، وثالثها أن النظام السياسى بأسره يواجه من الضغوط الخارجية ما يجعله حريصا على ألا يتجاوز إعلامه الرسمى خطوطا بعينها حتى لو بدا مناقضا لمشاعر المشاهدين العاديين وأحلامهم ، ولو أدى ذلك إلى انفضاض الناس عنه ( وهذا أيضا ما تحقق بالفعل ) ... لقد طا فت برأسى الخواطر السابقة وأنا أتابع أولى حلقات قلم رصاص فى قناة الليبية التى فازت أخيرا بحمدى قنديل ، تابعته وهو يروى مرة أخرى قصة انتقاله إلى الليبية وكيف أنه ظل حتى اللحظة الأخيرة ، مستعدا لأن يتحمل الغرامة المنصوص عليها فى عقده معها ، ويفسخ العقد إذا ما تلقى دعوة من التليفزيون المصرى لتقديم برنامجه فيه ، ....( تلك الدعوة التى لم يقدر له أن يتلقاها !)، ولم أجد بينى وبين نفسى ما أعلق به على موقف التليفزيون المصرى سوى أنه متشبث بالهزيمة فى مباريات التنافس مع القنوات العربية ، ووجدت نفسى أردد كلمات الشاعر صلاح عبدالصبور المعبرة والبليغة : " يا أيها المستمع السعيد.... لا تــرْثــِنا ...فنحن مزهوون بانهزامنا!! [email protected]
#نصارعبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جوهرة الجزيرة
-
قانون مكافحة العدالة !!!
-
مدنى وهنيدى وعبده
-
الحاخام يسرائيل وايس
-
تلك المغالطة
-
- كونتى - فين ...يابطة !!
-
عن أرقام التوزيع !!
-
الأحذية : وجهات نظر
-
لماذا لم يصدق المصريون؟؟
-
أين ذهب البق؟
-
قرار العفو: الرابح والخاسر؟
-
حسنى وعزيزة
-
مخدرات بأوامر الكبار
-
المصريون يندهشون
-
لاصوت يعلو
-
ديكورات مجلس الشورى
-
أسوار مصر العازلة
-
جلال عامر أبو 6
-
حتى العميان ...يغشون!
-
فلنخسرها ..بشرف!
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|