|
مرة أخرى في الحوار الدائر حول تعليق الاخوان المسلمين في سوريا نشاطهم المعارض
أحمد مولود الطيار
الحوار المتمدن-العدد: 2603 - 2009 / 4 / 1 - 08:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا تزال المبادرة الأخوانية في تعليقهم نشاطهم المعارض، تتثير ردود فعل وكتابات متباينة تناقش " التعليق " وتقلبه على وجوه متعددة، وربما هذا الحوار الجاري أبرز فوائد " التعليق " حيث ألقى حجرا في مستنقع المعارضة السورية الراكد، وحرض كثير من الأقلام لتدلي بدلوها في قفزة بدت في المجهول ولا يعرف حتى الآن أي مصير ينتظر القافز – الاخوان هنا – وكيف ستتلقفهم الأرض ؟ وهل سيأتون واقفين على أقدامهم أم على ظهورهم ؟؟ ربما، وهذه نقطة لم يتطرق اليها أي من الدلائين في معرض مناقشتهم لخطوة " الاخوان "، و كما هو متوقع " تطنيش " النظام ، وعجرفته، وعدم رد التحية لا بمثلها ولا بأحسن منها. عند هذا الموقف المتوقع للنظام يتحرر " الاخوان " في سوريا من ضغط كبير، يمارس عليهم من قبل " اخوانهم " في التنظيم العالمي ، أثمر هذا الضغط ، " التعليق "، مثار الحوار والسجال الجاري في أوساط مختلفة ومتباينة . بالتأكيد ليس هناك من ملموس ، يستدل به فيما يتعلق بالضغط الممارس على " اخوان " سوريا من قبل تنظيمات اخوانية عربية واسلامية لجهة الزامهم بايقاف نشاطهم المعارض لنظام القانون "49"، حيث يقوم هذا القانون مقام مادة دستورية يشكل صنوا لمادة شهيرة في الدستور السوري هي المادة رقم 8 ، ولا يخفى على العارفين أهمية التلازم بين مادة دستورية ووجود القانون 49 الذي يحكم بالاعدام على أي منتسب للجماعة، في عقل نظام كالنظام السوري، استمراريته قائمة بفعل براعته في ايجاد الثنائيات وتصوير كل الأمور ووضعها دائما بين أقصيين . من هنا " التطنيش " المتوقع من قبل النظام السوري، وان جاء بغير ذلك ، أي ملاقاة خطوة " الاخوان "، فان نسقه المعماري الذي شيده طوال سني تسلطه ستفضي به أيضا هو الأخر الى قفزة أخرى في المجهول ، ستفتح عليه أبوابا ، مفاتيحها مختلفة عما يتزنر به وسطه من مفاتيح، كحالة الطوارئ المستديمة والمادة (المقدسة ) التي تحكم بالاعدام هي الأخرى على أي تعددية سياسية وأي تداول سلمي للسلطة . قد تكون الأسطر القليلة السالفة جملة معترضة خرجت عن التنضيد الشكلي لمقال يعبر عن وجهة نظر، انما هي في صلبه، وبالعودة الى " الضغط " الممارس على " الأخوان " من قبل أشقائه ، لايستدل بالملموس على شئ ملموس ، اللهم الا الوساطات التي تتناقلها وكالات الأنباء . انما الاستدلال المهم يؤخذ من البنية الفكرية والخطاب الايديولوجي الجامع الذي يوحد بين اسلاميين على اختلاف منابتهم، وهي بنية تقتات وتتوحد وتتشكل حدودها على مفاهيم ومصطلحات وشعارات عابرة للزمن، كالجهاد والعدو والاسلام والاقتصاد ، يضاف أيضا أمريكا واسرائيل والغرب والامبريالية والصهيونية وقائمة طويلة عريضة انما ضيقة عن الحلال والحرام ... الخ. تلك البنية الجامعة لدى اسلاميين، و" اخوان " سوريا ، ضمنها تستلزم فك ارتباط يعلي من " الوطني " و " السياسي " على حساب " الأممي و " الايديولوجي " . في موقف الجماعات الاسلامية " الممانعة " من النظام السوري " الممانع "، تبرز ثقافة " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق "، في تناول شكلي، أو موقف أقل ما يقال فيه، مغرر به، يقدم القول على الفعل ، الشعار على الممارسة والتطبيق ، الفذلكات اللغوية لكتاب خطابات الرئيس السوري بشار الأسد من أمثال عماد فوزي الشعيبي وأحمد الحاج علي وأشباههما . تتقدم كل تلك السفسطات للأسف، على تحليل منطقي يشرح ويحلل بنية وطبيعة نظام كالنظام السوري، فتأتي النتيجة بناء على تحليل للقشرة لصالح النظام السوري، فيغدوا نظام تغيير الدستور في نصف ساعة ونظام الفساد الوظيفي والممنهج ونظام قتل من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين أكثر مما قتلته اسرائيل و.. و.. و.. الخ ، يغدوا هكذا نظام ، نظام " ممانع ومجاهد ويقف شوكة في حلق المخططات الأمريكية" والاسرائيلية" ، وهنا عقدة جماعة " الاخوان المسلمون " في سورية مع شقيقاتها عربية واسلامية . فالاخوان في سورية يعرفون بالعمق بنية وطبيعة النظام وتغيير ال 49 مرهون بتغيير المادة 8 التي لاتقف سدا في وجه " الاخوان" فقط انما أمام كل معارضة سورية مشكلة أو تتشكل . سنستجيب لما تريدونه . ربما هكذا لسان حال " الجماعة " في تلبيتها لمطالب شقيقاتها ، انما نحن نعرف النتائج مسبقا وهي ستصدمكم ، وعلّها تجعلكم تُقدمون على قراءة جديدة لممانع يستل سيفا من خشب . ربما ان صح هذا الاستنتاج ، يكون " اخوان " سوريا جنوا ثمرة ذات بعدين من تعليقهم نشاطهم المعارض ، تحررهم من ضغط ذوي القربى ووضعهم للكرة في ملعب النظام السوري . على أن يشرعوا في خطوة ثانية ، مدروسة، هجوما معاكسا على مسارين : الأول باتجاه " الاخوان " الشقيق ، وضرورة طرد ممانع مزيف هو النظام السوري من بين صفوفهم، والمسار الثاني، يتعلق بضرورة اعادة جسور الثقة مع حلفاء لهم في المعارضة السورية، ان كان في " اعلان دمشق " أو " جبهة الخلاص "، ولا ندري قد تكون الهوة موجودة ضمن صفوف " الاخوان " أنفسهم وما تركته خطوة " التعليق " في الجسد الاخواني نفسه، وجسر الهوة يتطلب مكاشفة ومصارحة وشفافية عالية، وأولى خطواتها، وضع موعد زمني يعلن فيه " الاخوان " تاريخ انتهاء تعليق معارضتهم فيما اذا لم يستجب النظام ولم يتلاق مع مبادرتهم، ومفيد جدا ثانيا، وبعد خطوة بهذا الحجم – التعليق – من اجراء تقييم شامل يبين فيه " الاخوان " حجم الربح والخسارة لتلك الخطوة السياسية التي أقدموا عليها، وفي ذلك تأسيس لتقاليد ديموقراطية ما أحوجنا اليها كمعارضة سورية ، وأختم بما أعتبره تقليدا لديكم والله من وراء القصد .
#أحمد_مولود_الطيار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- النوروز- بين سوريا ولبنان
-
- الإخوان المسلمين - في سوريا إلى أين ؟*
-
النووي الإيراني لماذا وإلى أين؟؟
-
مداخلة في مؤتمر تضامني مع معتقلي اعلان دمشق
-
حول افتتاحية صحيفة - الثورة - السورية المعنونة - نحن وأوباما
...
-
نصيحة رياض الترك
-
كربلاء حلب : قراءة في - أحداث الثمانينات - باعثها رواية خالد
...
-
14 آذار وبعض من المعارضة السورية : غلبة التكتيك على الإسترات
...
-
بين -وطن- و-أبو شحاطة-
-
تضامنوا مع حسن يونس قاسم
-
مذكرة اعتقال الرئيس السوداني : لنبحث قبل التأييد أو الرفض بم
...
-
بشار الشطي - محمد حجازي وستار أكاديمي - خطر على أمن الدولة -
-
شبعا أم لبنان ؟!
-
دفاعا عن معتقلي اعلان دمشق
-
كيف الانفكاك من الثقافة البعثية الرعوية ؟
-
قضية خليل حمسورك وحرية الاعتقاد وعدم الاعتقاد
-
سيارة السيد معاون المدير: هموم مسؤول بعثي في زمن السلم
-
في محاكمة فائق المير : - ماهي العلاقة بين والصهيونية وأمريكا
...
-
الخوف على الذاكرة في - وجه الصباح *- رواية ابراهيم العلوش
-
حوار مع خطاب القسم الثاني
المزيد.....
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|