هل يعادل كرسي صدام توطين بضع ملايين من الفلسطينيين في العراق؟.

بسام خالد

الحوار المتمدن-العدد: 157 - 2002 / 6 / 11 - 15:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

أن سياسة الدكتاتور صدام التي جَرّت الويلات لبلادنا ودمرت كل شيئ فيه، لم تكن في يوم ما محلية فقط، بل تعدت حدود الوطن الى خارجه. وكأن الدمار الذي لحق ويلحق بشعبنا العراقي لا يكفي لاخماد فورة أمراض الدكتاتور،فلقد طال دماره لبنان وسوريا وحتى الفلسطينيين، ثم إيران والكويت .. وكثيرمن أبناء الجاليات سواء العربية او الآسيوية التي عملت في العراق، فما قام به الدكتاتور صدام من تذبيح وتقتيل بالعمال المصريين لأبلغ دليل على ذلك،حيث تقاطرت حثث القتلى الى مصر ولا زال المئات منهم مفقودين لا يعرف مصيرهملحد الآن.. وبذلك تلاشت إدعاءاته القومانية.

كل هذا الدمار والحروب والقتل والموت الذي طال الملايين  لم يكفِ لتطمين الدكتاتور في الحفاظ على كرسيه فقد جرته الامبريالية الامريكية بسياسته العنجهية لمحاربة إيران وأحتلاب الكويت ومن ثم مطالبته بتوطين الفلسطينيين في بعض مناطق العراق مقابل بقاءه على كرسي الحكم.. فاليوم تتراوح التصريحات الامريكية التي تدعي بعضها ضرورة الخلاص من نظام صدام حسين او الرافضة لذلك على أساس ان ليس هناك أية خطة جاهزة الآن،ويتم تأجيل الضربة المتوقعة التي يعول عليها للأسف دعاة الحل الامريكي من الاخوة والاصدقاء المعارضين الجدد والذين يودون ركوب قطاراً امريكياً أكثرحداثة من قطار عام 1963 ولم  يدروا انهم سيركبون نفس القطار القديم رغم ان الاوضاع قد تبدلت حيث تدور الآن مفاوضات خلف الكواليس لتحقيق هدفاً "أعظم"من كل ما قد حققه الدكتاتور صدام لمصلحة امريكا والغرب واسرائيل.. مفاوضات تتعلق بإيواء وتوطين بضع ملايين من اللاجئين الفلسطينيين الذين يشكلون بحدذاتهم وبفضل صمود وإصرار الشعب الفلسطيني على عدم تغيير هويته، يشكلون مشكلةعويصة لامريكا واسرائيل في حال تهيؤ الظروف التي فيها تُجبَر أمريكا واسرائيل على تطبيق قرارات هيئة الامم المتحدة التي تطالب اسرائيل يعودة اللاجئين وتعويضهم،ولو تحقق ذلك فإنه سيشهد حتماً نهاية الكيان الاسرائيلي كبلد يحضى بدعم مطلق امريكي بريطاني غربي.

ربما ستشهد الأيام هذه العملية التي تحلم بها الدوائر الغربية للخلاص من كابوس اللاجئيين الفلسطينيين لانقاذ الدولة اللقيطة أسرائيل ولانقاذ كرسي صدام وتهيئة الفرصة له للاستمرار في الحكم، لانه بنظرهم بقرة حلوب لا تنضب..وهو الرافعة التي تنقذ دائماً الاقتصاد الامريكي من الانهيار وعلى مدى العقودالاربعة الاخيرة.

وما يؤكد هذه الهواجس/ ربما لانهم حريصين ان لا يظهروا انهم مفاوضين علنيين للنظام،/ ما قد تضمنته بعض المقترحات غير الرسمية انه  في نية امريكا او اسرائيل ومقابل الغاء المستوطنات الصهيونية في الضفة والقطاع ان يتخلى الفلسطينيين عن مطلب عودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم المشلكة التي تقض مضاحع الصهاينةوالامريكان فهم يحصدون الآن ما قد زرعوا من شر في المنطقة...

 

#بسام_خالد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات