|
تنادي سوريا بوضع حد لإجراءات القمع ضد الأكراد وبإجراء تحقيق قضائي مستقل
منظمة العفو الدولية
الحوار المتمدن-العدد: 797 - 2004 / 4 / 7 - 09:58
المحور:
حقوق الانسان
دعت منظمة العفو الدولية اليوم السلطات السورية لفتح تحقيق قضائي مستقل حول المصادمات الأخيرة بين المحتجين الأكراد وقوات الأمن، إجراء مراجعة فورية لحالات مئات الأكراد السوريين ممن احتجزوا إثر الاعتقالات الجماعية التي جرت في مختلف أنحاء البلاد في مارس/آذار.
وقالت المنظمة في بيانها الصادر اليوم: "ينبغي الإفراج عن هؤلاء فوراً، ما لم توجه إليهم تهم جنائية معترف بها ويقدموا للمحاكمة من دون إبطاء".
وكررت منظمة العفو الدولية نداءها إلى السلطات الذي أطلقته في 16 مارس/آذار بالإعلان عن أماكن وجود المئات من الأشخاص المحتجزين. وبحسب علم منظمة العفو، فإنه لم توجه إلى جميع الأشخاص المحتجزين تقريباً أية تهم، وهم محتجزون في أماكن غير معروفه. وبين المحتجزين عدد من الأطفال، أحدهم مسعود جعفر، البالغ من العمر 16 عاماً، من القحطانية، بحسب ما ذكر.
وأضافت منظمة العفو في بيانها قائلة: "إن الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي في أماكن غير معروفة لمئات الأكراد السوريين تشكل باعث قلق خطير، ليس أقلّه بسبب ما تنطوي عليه من تعريضهم على نحو خطير للتعذيب أو إساءة المعاملة". وقد تلقت منظمة العفو الدولية فعلاً تفاصيل تعذيب تعرض له أفراد بعينهم، بينهم أطفال. فقد أخضع قانع محمد رمضان، البالغ من العمر 17 عاماً، على نحو ظاهر للتعذيب بالصدمات الكهربائية أثناء احتجازة لمدة تسعة أيام.
ودعت منظمة حقوق الإنسان الحكومة السورية أيضاً إلى فتح تحقيق قضائي مستقل لتقصي الأسباب التي أدت إلى الاحتكاك الذي وقع أثناء مباراة لكرة القدم، وتصاعد ليؤدي إلى مقتل عشرات الأشخاص، وإلى موجة من الاحتجاجات والاضطرابات والاعتقالات في معظم أنحاء المناطق الشمالية من البلاد.
إن منظمة العفو الدولية تعتقد أنه لا يمكن الكشف عن الحقيقة كاملة بشأن ما حصل إلا عبر تحقيق قضائي علني مستقل وغير متحيز توفَّر له كافة الموارد اللازمة.
وقالت المنظمة: "حتى تتحقق العدالة، ويظهر للجميع أنها قد تحققت، فإنه يجب الكشف عن الحقيقة، وينبغي تقديم من يشتبه بارتكابهم جرائم خطيرة وانتهاكات لحقوق الإنسان، سواء أكانوا من المنتسبين إلى قوات الأمن أم من المتظاهرين، إلى العدالة. وينبغي لمثل هذه التحقيق أن يتضمن تقصي الأسباب الجذرية للشعور بالظلم، واقتراح توصيات لرفع هذا الظلم، من أجل الحيلولة دون تكرار مثل هذه الأحداث في المستقبل".
وتشعر أيضاً منظمة العفو الدولية بالقلق إزاء طرد ما لا يقل عن 24 طالباً كردياً من جامعاتهم ومهاجعهم في الجامعات، بمن فيهم عدد من الطلاب طردوا من جامعة دمشق في 18 مارس/آذار، بسبب مشاركتهم في مظاهرات احتجاج سلمية، بحسب ما ورد. وعلاوة على ذلك، يساور القلق منظمة العفو الدولية حيال ما ورد من أنباء عن وجود نمط من الاضطهاد المتزايد للأكراد. إذ يجري اعتقال الأشخاص من الأكراد السوريين أو مهاجمتهم، بحسب ما ذكر، لا لسبب إلا لأصلهم الإثني، أو لتكلمهم اللغة الكردية. وورد أن أحد المجندين الأكراد، ويدعى خيري جندو بن برجس، توفي في المستشفى نتيجة لما لحق به من إصابات في حوالي يوم 23 مارس/آذار، بعد تعرضه للضرب على أيدي الجنود لتحدثه باللغة الكردية مع زميل له.
خلفية في 12 مارس/آذار، اندلعت مصادمات بين مشجعين رياضيين عرب وأكراد أثناء مباراة لكرة القدم في ستاد القامشلي، في شمال شرقي سوريا. وردَّت قوات الأمن السورية بإطلاق النار على الجمهور، ما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 20 شخصاً، وإصابة عشرات غيرهم. وهاجمت الشرطة في اليوم التالي مشيعي القتلى من الأكراد السوريين، ما أدى إلى أعمال شغب استمرت يومين قام بها الأكراد السوريون في عدة مدن من المناطق الشمالية الشرقية من سوريا ذات الأغلبية الكردية. وفي "بلدة العمودة، تعرض رئيس مركز الشرطة في حوالي يوم 13 مارس/آذار" للضرب المبرح، بحسب ما ذكر، على أيدي متظاهرين أكراد. وتوفي في وقت لاحق نتيجة لأصابته. ولا يزال مئات الأشخاص، معظمهم من الأكراد السوريين، وبينهم أطفال، قيد الاحتجاز. ومعظم هؤلاء محتجزون بمعزل عن العالم الخارجي، وبذا فهم معرضون لخطر التعذيب أو سوء المعاملة.
ويعيش في سوريا ما يقدر بنحو 1.5 مليون كردي معظمهم من سكان منطقة الجزيرة في شمال شرقي سوريا. وما لا يقل عن 150,000 كردي من هؤلاء محرومون اليوم في سوريا من الجنسية السورية ومن حقوقهم المدنية.
ويتعرض المعتقلون السياسيون من الأكراد السوريين، بما فيهم الناشطون الأكراد، بصورة روتينية للتعذيب والمعاملة السيئة أثناء احتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي السجون ومراكز الاحتجاز السورية. ويقبع ثمانية أكراد سوريين حالياً في الحجز بمعزل عن العالم الخارجي في ظروف قاسية ولاإنسانية في الجناح السياسي من سجن عدرا، قرب العاصمة دمشق. وقد جاء اعتقالهم إثر مشاركتهم في 25 يونيو/حزيران 2003 في مظاهرة سلمية خارج المقر الرئيسي لمنظمة اليونيسف في دمشق نُظِّمت للمطالبة بالحقوق المدنية والسياسية للسكان الأكراد السوريين، بما في ذلك حق أطفال الأكراد السوريين في أن يتلقوا تعليمهم باللغة الكردية.
وقد شهدت السنوات الماضية مواجهات عنيفة بين السلطات السورية والأكراد السوريين. ففي مارس/آذار 1986، وأثناء احتفالات عيد النوروز، أدت المصادمات بين الجانبين إلى عدة وفيات وإصابات. وفي أكتوبر/تشرين الأول 1992، أحيا الأكراد الذكرى الثلاثين للإحصاء العام الذي جرّد العديد من الأكراد من جنسيتهم السورية وحقوقهم المدنية الأساسية. ورداً على ذلك، قامت قوات الأمن السورية بحملة اعتقالات جماعية. وفي 1995، حظرت السلطات السورية الاحتفالات التقليدية بعيد النوروز، بينما تعرض عشرات الأكراد للاعتقال
#منظمة_العفو_الدولية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حجم العنف ضد المرأة لا يستهان به - الحقائق والأرقام
-
العام 2002 تحت الأضواء - عقوبة الإعدام
-
منظمة العفو الدولية تطلق حملة لإطلاق سراح معتقلي تظاهرة الاط
...
-
الأردن:الحرمان من الحق في حرية الرأي والاشتراك في الجمعيات
-
إلغاء عقوبة الإعدام
-
ما هي منظمة العفو الدولية؟
-
إسرائيل/الأراضي المحتلة/السلطة الفلسطينية : تقرير منظمة العف
...
-
إسرائيل/ الأراضي المحتلة : منظمة العفو الدولية تدعو إلى تشكي
...
-
بيان عام: منظمة العفو الدولية تكرر بواعث قلقها إزاء أوضاع ال
...
-
بيان منظمة العفو الدولية إلى الأمم المتحدة حول فريق تقصي الح
...
-
العراق: التعذيب المنهجي للسجناء السياسيين
-
ساهم في القضاء على التعذيب
-
تقرير منظمة العفو الدولية حول العراق 2001
المزيد.....
-
سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد
...
-
ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت
...
-
الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة
-
بيتي هولر أصغر قاضية في تاريخ المحكمة الجنائية الدولية
-
بايدن: مذكرات الاعتقال بحث نتانياهو وغالانت مشينة
-
مذكرة توقيف بحق نتانياهو وغالانت: ما هي حظوظ تطبيق قرار المح
...
-
مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية ترحب بالقرار التاريخي للمحكمة
...
-
الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه
...
-
الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس
...
-
دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|