|
حدائق الحنظل والصبار 1/2
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 2602 - 2009 / 3 / 31 - 09:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حدائق الحنظل والصبار 1/2 جميع الكائنات تتكون من أنواع . فالبشر انواع ، والفواكه انواع ، والزهور انواع ، والخضروات أنواع وحتي التربة والاحجار والصخور .. بل وكل نوع .. يوجد منه أنواع . فالبرتقال – مثلا - وحده كنوع من أنواع الفاكهة .. هو أيضا : أنواع ..
وكما الزهور أنواع . فالشوك : أيضا أنواع وأشكال والوان .. وكما التين أنواع .. فالحنظل : أيضا أنواع وأشكال وألوان ...
ومن الطريف أن نجد من الناس ذوي النوايا الحسنة من يدخلوننا في مقارنة بين عدد من أنواع الشوك .. ؟ أيها أرق من الآخر ؟ وايها اكثر حدة ، وأيها الأليق شكلا ، .. ، ؟ .. الخ ..!
وكذلك نجد من الناس الطيبين من يشغل نفسه ويشغلنا معه بحديث فخم عبارة عن مقارنة ومفاضلة بين أنواع الحنظل .. أيها أقل مرارة ، وأيها أشد مرارة ، وأيها يتمتع بشجرة أكثر نضارة ؟! وأيها يعتمد عليه الطب أكثر في استخلاص ما يدخل منه في صناعة الدواء ، لأجل الشفاء.. ؟!
نبات الصبار .. نبات صحراوي .. عصارته شديدة المرارة .. وفي مصر . الأم التي تجد صعوبة في فطام رضعيها تضع له فوق الثدي بعض عصارة الصبار ليبتعد عنه ، ويفطم . و المصريون يزرعون الصبار في المقابر .. توجد من الصبار أنواع ذات أشكال متعددة وغريبة وبعضها فيه شيء من الجمال الساكت الموحش - جمال مشبع بالوجوم – يسمونها عائلة الصبار . اندمجت ذات مرة وأنا في زيارة لمشتل للزهور . في مشاهدة أنواع عديدة من الصبار الي درجة أنني فكرت في اقتناء أو عمل ما يشبه حديقة – أو جانب من حديقة . من الصبار فقط .! ولكنني انتبهت وقلت لنفسي : ألا يوجد أمامك سوي الصبار ؟! هاهي أمامك العديد والعديد من النباتات الأخري الأنضر والأجمل والأبهج .. ما الذي جعلني أفكر كهذا التفكير ؟! في الصبار ! بدلا من التفكير في نباتات زينة أو ثمر أو زهور رائعة ! ما الذي جعلني أفكر هكذا ؟! لعل الجواب : انه الانخراط في الشيء والاندماج الطويل معه وأمامه .. هو الذي يؤدي لذلك .. لذا فالاستغراق في تأمل النباتات غير الجميلة ، المؤلمة ، أو المرة – كالشوك والحنظل والصبار - .. هو خطر ، ولايجب أن يأخذ تأمله منا سوي القليل من الوقت ثم ندير ظهرنا له متجاوزين اياه ...
بعض الناس الطيبين فجاة نجدهم يدخلوننا في مقارنة ومفاضلة بين : عبد الناصر والسادات ومبارك ..! وهم 3 انواع من الصبار – أو الحنظل – أو قل :3 أنواع من الشوك الحاد - العسكري الديكتاتوري . ويريدوننا أن ندخل في نقاش لا ينتهي في تلك المقارنة والمفاضلة . وكأنه لا توجد في حديقة أو مزرعة الحكم والحكام ما نشغل أنفسنا به ولا ما نختار منه نموذجا أو من نفاضل بينهم سوي ثلاثي النكد العسكري الديكتاتوري . لقد ورثوا الوطن والشعب لبعضهم . وصعد كل منهم بعد الآخر درجات الفساد والفقر والقهر والخراب ، درجة تلو درجة حتي أوصوا بلدهم للقمة : في الفقر والفساد والخراب ! . تلك نباتات شوكية سامة . يجب ألا نتوقف عندها طويلا ونحن نمر بمزرعة الحكم والحكام . بل نكتفي بقليل من الكلمات والتحذيرات من خطر وجودها وخطر استمرارها أو تكاثرها .. ونمضي لما يفيد الحاضر والغد ..
وكذلك الأمر . نجد من يدخلوننا في مقارنة ومفاضلة بين المذهب الديني الصحراوي السني وبين نظيره الشيعي . أو المفاضلة بين الوهابية الحنبلية وبين الحنفية و الشافعية ..! وكلها نوع واحد من الحنظل تختلف وحسب درجات مرارته من واحد لآخر .. ولكن كلها مرارة تبعث علي السأم .
لذا فقد ادهشني أن اري مفكرا محترما مثل طارق حجي . ينهج مثل ذاك النهج بأن يدخلنا في مقارنة ومفاضلة من ذاك النوع في مقاله المنشور بالحوار المتمدن . العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 بعنوان " رسالة لوزير الأوقاف المصري " يقارن فيه ويفاضل بين المذاهب الاسلامية لينتقي لنا واحدا منها ! . جاء به :
" .. لماذا يسمح بالفتوى على أسسٍ حنبلية في دولةٍ عاشت قروناً طوال بين المذهب الحنفي والمذهب الشافعي؟ "
ولنا تعليق : يا حاج طارق . حرام علييييك . حرام عليك .. أنت لفيت الدنيا وشفت واطلعت علي ثقافات الأمم المتحضرة و اشتغلت وأدرت شركات عالمية ، وقمت بالتدريس بجامعات العالم المتحضر ، وفي النهاية ألا يحلو لك ألا أن تتوقف بنا الا بحديقة للحنظل والصبار الصحراوي الوافد من بلاد البدو ، وتختار لبلدك ما أعجبك في مزرعة الحنظل والصبار – حنبلي و حنفي وشافعي ووهابي وشعراوي ومودودي وقرضاوي .. ؟! كلها مستنقع واحد لا ينبت فيه سوي الحسك والحنظل والصبار .. اما عرفت لنا بساتين وحقول وحدائق غناء بدول العالم الأخري التي زرتها . لتختار لنا منها شيئا من القوانين والتشاريع التي تستظل بظلها الشعوب المتحضرة .. فتتوقف بنا عندها وتدعو لبلدك ألا تزرع الا مثلها !؟؟! اما كفانا 14 قرن من الزمان قضتها بلادنا ما بين سنة وشيعة ثم العودة للسنة مرة أخري . وحنظل وصبار واشواك صحراوية مؤلمة ، جالبة للكآبة والتخلف ؟! . ألم يكفينا ذلك حتي تبحث لنا عن مزيد التنقل أو التغيير او التدرج - ان كنت تقصد تدرجا - ( بعد 14 قرن ! من الزمان ) في الفطام عن تجرع تلك المرارة ؟! أم هو تهافت في الحصول علي قطرات من الرحمة من وحش الصحراء الجائع الهارب من جدب رمال العرب منذ 1400 عام واقتحم بلادنا ويتحكم فيها وينهش في لحم ماضينا وحاضرنا بمخالبه وأنيابه ، ونتوسل لوزير الاوقاف الاسلامية المصري بأن يحسن الذبح فينا .. بسكين المذهب الحنفي - الاسلامي - لكونه الأنعم والأملس من غيره من سكاكين المذاهب الشقيقة له ؟! http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=166927 والي الحلقة الثانية والأخيرة *****==*****
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جالاوي وحماس ومونتريال
-
من بركات الأديان
-
جلجامش وأعداء الحضارة
-
مشاكل سويسرا مع مآذن المساجد الاسلامية
-
ومضات 2
-
من الصحفي العراقي . للرئيس السوداني !
-
بورخيبة عبد الناصر ، وانتصار بورقيبة
-
حروب الفنانين / من أم كلثوم لهيفاء وهبي
-
لماذا يكرهون الاسلام والعرب؟
-
مذكراتي في كندا - 6
-
من رسائل - فايز محمد -
-
كورال البوم والغربان - 2
-
ومضات
-
الوقوع في الواقع
-
قاسم السماوي والكاريكاتير السياسي
-
قانون الطواريء في الاسلام / بين - محمد صلعم - و محمد حسني مب
...
-
مذكراتي في كندا - 5
-
تاجر الرقيق المبشر بالجنة!
-
مذكراتي في كندا – 4
-
منوعات بانورامية - 2
المزيد.....
-
لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
-
“هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024
...
-
“شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال
...
-
قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
-
بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
-
السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
-
مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول
...
-
المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي
...
-
المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
-
بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|