أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسب الله يحيى - الدرس الاول في التربية الشيوعية














المزيد.....

الدرس الاول في التربية الشيوعية


حسب الله يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2602 - 2009 / 3 / 31 - 09:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


دائماً..هناك بذرة بكر تتنفس الارض من خلالها،مثلما..هناك كلمة تصبح،كما الوشم دائم الحضور في العقل والقلب والاحساس..
تبقى هذه الكلمة..كما النجمة الاولى في سماء متسعة،مخترقة الظلام،متجاوزة مساحة العتمة والسكون والغربة والابعاد..
هذه البذرة/الكلمة..كانت أشبة بالومضة التي يستحيل على المرء نسيانها في وقت كان يستحيل على المرء سماعها،أو قبول الآخر بها،ومن ثم البوح من خلالها.
الكلمة عادية..عادية جداً في التداول اليومي الاستهلاكي،إلا أنها جاءت كبيرة المعاني،شديدة التأثير.
والمشهد كما جرى..إن أخي البكر الشهيد: وعد الله يحيى النجار قالها بطريقة الخشوع والرغبة الملحة الصادقة في القبول بها..وما كانت بي حاجة الى سماعها..فقد ذابت الاسباب،وما كنت في حالة حقد ولا نقمة ولا غضب ولا حاجة الى سماعها..ذلك أنني لست ممن يتوسل ندم الآخرين والقبول بأخطائهم حال سماعي إعتذاراتهم..لكنني حين سمعتها من أخي..كانت قد تشكلت عندي غابات من المحبة،وسماوات من الألحان العذبة.
كان ثمة سوء فهم،تلقيت بسببه سخط أخي وتوجيهه وتوبيخه وضربة موجعة على الخد..ما كنت أتوقعها ممكن أكن له إحتراماً وحباً أبلغ من البلاغة..لكنها صدرت من أخي الذي أباهي نفسي به.
وخجلت حتى من صمتي..واخترت زاوية أوضح فيها لأخي عجالته في غضبه وإستيائه مني..
كتبت له حقيقة ماجرى،وجعلت الصورة أمامه جلية صادقة،بحيث لايمكن له إنكار صدقي في روايتها..وتركت (ورقة الايضاح) في مكان بارز قرب سريره..
وعد الله..قرأ الورقة..وأحسست أنه قرأها أكثر من مرة،وجاءني مقبلاً ومعتذراً محتضناً.. قائلاً (المعذرة) أخطأت،سامحني..
ولم أجد من سبيل مداراة خجله مني،وخجلي منه سوى إحتضانه،كما لو أنه كل أنفاسي،كما له كل قطرة حبة في دمي.
هذه الومضة التي توجه بها إليّ أخي وعد الله النجار الذي كان يتجاوزني عمراً وتجربة ووعياً ومسؤولية وموقفاً وأنا الصبي المرهف تارة،والكاتم لغضبه تارة أخرى..فيما هو الرجل / المعلم والحكيم في العائلة..كان يعني الشيء الكثير.
هذا إذن طبع كل شيوعي آثر أن يكون أمام الحقيقة وهي في كامل وضوحها،وهذا هو المبدأ المضيء الذي يحمله هذا الرجل ويفتدي حياته من أجله..وهذا هو العقل الحي الذي لايعاند نفسه،ويكابر روحه عن سوء فهم.
وعد الله..الشيوعي الذي أشاع كل قيم الفضيلة في العائلة.يعتذر لأخيه الذي يصغره بمسافة طويلة من السنوات.
أوضح قائلاً:
لم لا..حين نخطيء لابد أن نعتذر،وحين نعرف حقيقة الامور..يحسن بنا إصلاح العثرات حتى لانقع فيها مرة أخرى.
كانت شيخوخة أبي تتأمل،وأمي بالكاد تسمع وقد لاتفهم تلك الكلمات ولكنها تحس بوجودها على نحو ما..وكانت جميع أخواتي يجتمعن على إحترام نور العقل الذي يحمله أخي،وكيف عالجت سوء الفهم معه بحيث أوضحت له الامر.
منذ ذاك الحدث العائلي،وأنا ممتن لذلك الدرس الذي تعلمته من أخي الشهيد الذي تحول عندي الى نخلة باسقة وشمساً أزلية وجبلاً من الرسوخ..حتى وجدت نفسي أنحني إجلالاً لنخلة تساقط رطباً،وشمساً تملأ الكون ضياء،وجبلاً تترسخ في قمته المباديء والقيم والمواقف الراسخة التي ترفض ان تذوب وتتلاشى.
تلك الحالة..جعلتني ادرك مع أبي وكل أفراد عائلتي أن هذا الشيوعي الأصيل الذي هو أخي..ليس إنساناً عادياً يمر على الاشياء والعالم مروراً عابراً..وإنما يرى الاشياء والعالم من خلال رؤى أكثر عمقاً ودلالة ووعياً.
وبتنا ندرك جيداً ان هذا النموذج الأحسن من الحسن الذي يحمله أخي في أعماقه كبير ومهم وجدير بأن يتحول الى جذر راسخ في نفوسنا وعقولنا..بحيث نتبين من خلاله قيم كل الشيوعيين الذين نعرفهم عبر صداقات أخي وعبر من لانعرفهم ألا من خلال سلوك صميمي يجسد صورته أخي.
كان الذي جرى بسيطاً..كما قد يتصوره البعض،فيما كان يصنع إرادته في أعماقنا حتى أصبحت كل قيم العقل والفضيلة والنزاهة والاخلاق الحميدة..صورة مكبرة لابد أن نحترمها من خلال هذا الشيوعي الأثير الذي هو أخي..أخي وبحرارة أحسد عليها وأنا فخور بها.
وعبر اليوبيل الماسي للشيوعيين العراقيين..تنفع الذكرى..والذكرى تبوح وتشع وتملأ الكون الذي يؤمن بأنسانيته كل شيوعي نبيل.



#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للكوارث في العراق الراهن..تسلسل خاص.
- الاعلام العراقي في شبكة
- نهار المدى .. شارع وحياة
- في ثقافة المصالحة والتسامح
- إعدام حلم
- الزعيم يختار الخراف الرشيقة
- الموجة تعشق البحر
- البراعة في احتمال الأذى
- سادة الانتخابات
- الأفاق الاجتماعية للكورد
- بيان في المسرح التجريبي
- في جامعة بغداد :الدراسات العليا بين الجد والمزاج
- غابرييل غارسيا ماركيز: الواقع وأبعاده
- كبار الكتاب كيف يكتبون؟
- الغربة العراقية في ثلاث روايات لمحمود سعيد
- كونديرا خارج الاسوار.. الطفل المنبوذ ..بطيئاً
- ميلان كونديرا: ثلاثية حول الرواية
- خذ ما تريد..وأعطني (حرية) التوقيع على ما تريد! قراءة في نص ا ...
- من هو : جومسكي؟
- مع الروائي العراقي مهدي عيسى الصقر في روايته: رياح شرقية ريا ...


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - حسب الله يحيى - الدرس الاول في التربية الشيوعية