أوراق مُبعثرة

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل
(Riyad Badr)

الحوار المتمدن-العدد: 2602 - 2009 / 3 / 31 - 05:27
المحور: الادب والفن
    

بعدَ كُلِ إمرأة تَعصِفُ بي
أجلِسُ أُلملِمُ مابقي مني
فألمُ بقايا الحروف التي قيلتْ
والتي لمْ تُقال
وأرتِبُ ماتمزقَ مِنْ أوراقٍ ومِنْ ملابسَ
وأبحثُ عَنْ قلمي
فأن وَجدتهُ
أدُسهُ بينَ أصابعي وأكتبُ عليهِ
مِنْ هُنا مرتْ أخرُ الأحزانْ

*****

بعدَ كُلِ إمرأة تَعصِفُ بي
أجلِسُ كالعصفورِ أُغردُ وَحدي
أُلبلِبُ عُشي بمُنقاري
وأبحثُ عَنْ أبي وأُمي
فهُما اللذانِ عَلماني الطيرانْ
وقالا لي بأننا لانسقُطُ في الإعصار
فكيفَ أذنْ قُصتْ جَناحاي !

*****

بعدَ كُلِ إمرأة تَعصِفُ بي
أجلِسُ أفتِشُ عَنْ مافقدتُهُ
فأدوِرُ علىّ شَفتيّ
وأدوِرُ علىّ بصماتي
وأدوِرُ علىّ شبابيكي
وأدوِرُ علىّ حِبرُ أحلامي
فأجِدُهنْ كُلهنْ قد رَحلنَ مَعها
وترَكنني وَسطَ السريرِ شبهِ عريانِ

*****

بعدَ كُلِ إمرأة تَعصِفُ بي
أمشي وَسطَ الدُخانِ وحيداً
أُفتِشُ بدموعي وبِحروفي
عليّ أعثرُ علىّ سبب الحريقِ
وفي كُلِ مرة أكتشفُ بأني
مارستُ الحُبَ معَ شمعة فوقَ السريرِ

*****

بعدَ كُلِ إمرأة تَعصِفُ بي
أختبئُ في مُتحفي
فأرسِمُ علىّ حائطهِ هزيمتي
فتهرعُ الشُموعُ إليّ
وتَشطِبُ كُلَ شئ كتبتُهُ
وتقولُ لي " لاتُغيرّ طَعمَ الحِيطانْ"

*****

بعدَ كُلِ إمرأة تَعصِفُ بي
أُخرُجُ مِنْ تحتِ الطاولةِ كالطفلِ
أنبُشُ جُيوبي
أنبُشُ أفكاري
أبحثُ في وجهُ أمي
عَنْ نتائجِ مُغامرتي

*****

بعدَ كُلِ إمرأة تَعصِفُ بي
أُقررّ أن أبتعِدَ عَنْ الأعاصيرِ
وأنْ أسحبَ أعترافي بالأمطارِ
وأنْ أُشكِلَ جبهة مُعارضة للربيعِ
وعندما أفوزُ بالإنتخاباتِ
أبحثُ عَنْ عاصفة جديدة
تُنسيني ما أتخذتُهُ مِنْ قراراتْ

#رياض_بدر (هاشتاغ)       Riyad_Badr#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات