كاظم الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 2601 - 2009 / 3 / 30 - 09:49
المحور:
المجتمع المدني
صناديق الاقتراع تعتبر من آليات الديمقراطية أو من أهم الأسس التي تقوم عليها المجتمعات الحديثة والمتحضرة , ولكنها ليست كل شيء في قاموس الديمقراطية , فلا بد من وجود قوى المجتمع المدني والانشطة الشعبية والمنظمات والنقابات المهنية والتي تعمل من خلال تمرسها وتأهلها في المراقبة والنقد والمساءلة للحكومة واجهزتها ومدى احترامها لسيادة القانون والفصل بين السلطات وتثبيت اركان الدستور ومنع التلاعب او العبث به او خرقه تحت اي مسمى كان . وهذا يتطلب ليس المصدات او الكوابح القانونية والدستورية فقط فهذه نصوص يمكن التلاعب بها كما حدث في لبنان بسبب التأييد للتمديد لولاية جديدة لرئيس جمهورية , من خلال تعديل الدستور , وما يشهده هذا البلد من ازمة خانقة بين الحكومة والمعارضة الادليل على ان النصوص القانونية والدستورية وحدها لاتكفي . ان من اكبر التحديات التي تواجه الحكومات الديمقراطية او الديمقراطية ذاتها في المنطقة , هو العقلية والتي تعتقد ان الانتخابات سلم بأتجاه واحد وحكم واحد وحزب واحد , وليس فيه تداول للسلطة او للمشاركة بين القوى السياسية الاخرى , وهذا النزوع التسلطي افضى الى حرب اهلية في الجزائر اودت بحياة الآلاف من الجزائريين , حين اعتقدت (قوى الاسلام السياسي) بعد فوزها في الانتخاب , ان الحكم ملك صرف لها تفعل به ما تشاء , وان فوزها نهائي غير قابل للتناوب وكانها بذلك تحاول ان تهدم السلم الذي اوصلها الى سدة الحكم لكي تبقى شاخصة عليه الى يوم الدين. هذه الاشكالية يمكن ايجاد حلول لها عبر خلق مجتمع مدني , له منافذ شرعية وقانونية عبر تأهيل المعارضة للحوار والتفاهم وقبول الآخر على انه مكمل للعملية السياسية وليس غريباً او طارئاً عليها . وذلك يشعره بوجوده وحقوقه المصانة ويخلق حالة من التآلف والانسجام والود في فضاء البرلمان وبذلك قد تشهد جلسات حامية الوطيس وصاخبة ولكن ليس فيها تخوين او اقصاء او اتهام لعضو برلمان بأنه عميل او تابع لدولة ما ونرى بعد ذلك الأطراف المتحاورة في جلسة عشاء لايفسد ما تقدم من جدل ونقاش في البرلمان . حينذاك تصبح السلطة في كل فروعها واتجاهاتها مسؤولية اخلاقية وانسانية ثقيلة لايمكن حملهاالا بالنزاهة والامانة والاستقامة والشعور العالي بالاخلاص والثقة للناخب والمجتمع بالجهاز السياسي . وهنا تتقلص مساحة الأنانية والاستئثار بالسلطة وروح الغلبة او الاعتقاد بأن المناصب غنيمة او ان المال العام او ممتلكات الدولة او ثروتها ملكاً شخصياً او مشاعاً لارقيب له .
#كاظم_الحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟