أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - جهاد علاونه - أُكلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض














المزيد.....

أُكلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2601 - 2009 / 3 / 30 - 09:49
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


القضية التي رفعها مجلس النواب الأردني على خالد محادين , تذكرني حقيقة بقصة الأسد والثلاثة ثيران في الغابة, يوم صرخ الثور الأحمر وقال : أُكلتُ يوم أُكِلّ الثورُ الأبيض .

كان في الغابة يعيش اسدٌ وثور أبيض وثور أسود وثور أحمر ..يعني بدون ترميز وتهميز : كان هنالك كاتب صحفي أصفر وكاتب أبيض وكاتب قلمه أسود .

وكان الأسد يفكر بأكلهن جميعهن, بمعنى أن النظام كان يفكر بالتخلص من كل الكتاب : من الأبيض إلى الأحمر والأصفر والأسود .

ولكنه لا يقدر على مواجهة الجميع , أي أن النظام لا يقدر على مواجهة جميع الإتجاهات مرة واحدة ,ففكر بطريقة يأكلهن جميعهن دون أن يشعرن بذلك فإنفرد يوماً بالثور الأسود وقال له :
أنك تعلم يا صديقي أنك حليفي وإنني لا أستطيع الإستغناء عنك , ولكن الثور الأبيض يسبب لي ولك المشاكل فما رأيك أن أخلصك منه , إن لونه الأبيض يظهر في الليل كثيراً وبوضوح تام ولذلك يروننا الأعداء ويستدلون علينا وأنت كما تعلم لونك أسود ولا يظهر في الليل , أما هو فإن لونه ملعون وحقير ويجلب علينا النحس فمن يوم عرفناه ونحن في نحس وتعس وحظنا من الراحة قليل , فالأعداء يروننا بسبب وضوح لونه ولو تعاونت معي وتركتني آكله لتخلصتُ لك منه ولإرتحنا ولنمنا ليلنا مسرورون جداً.
بمعنى آخر : خلينا نتخلص من الكاتب الأبيض هذا الكاتب موالي للنظام وهو جاسوس ومؤلف تقارير , وبسبب ميله للنظام وتعاونه معه يستدلون علينا كل يوم وعلى خططنا فهو يخبرهم بكل تحركاتنا .

فوافق الثور الأسود الأسد وأخذ على يده وإتفقا جمعهم أن يتخلصوا من الثور الأبيض , وبهذا تخلص نظام الغابة من الكاتب الموالي للدولة وبقيت المعارضة لوحدها , ولكن لم يكن الثور يعلم من أن الأسد لا يريد هذا أو ذذاك, بمعنى أوضح : النظام لا يريد لا موالي ولا معارض .

وبعد إسبوع إنفرد الأسد بالثور الأحمر وقال له :
إنك تعلم يا صديقي أني أحبك للونك الجميل أما هذا الثور الأسود فإنه طوال النهار يسبب لي ولك المشاكل فلونه الأسود يظهر في النهار بوضوح وبالتالي فأعدائي وأعداؤك يستدلون عليه بسرعة بسبب لونه الأسود ووضوحه في النهار فما رأيك أن أخلصك منه فنرتاح من شره ؟
فوافق الثور الأحمر الأسد وأخذ على يده وقررا جميعهما التخلص من الثور الأسود , فأكله الأسد بعد أن قطعه إرباً إرباً .
وبعد إسبوع إنفرد الأسد بالثور الأحمر وأراد أن يقتله , فعرف الثور الأحمر أنه ميتٌ لا مفر وأنه ملاقٍ حتفه وأنه سيلاقي وجه الله فقال كلمته المشهورة :
أُكلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض.
أرجو الإيعاز لمن يلزم بضرورة الإفراج التام عن خالدمحادين ورفع الظلم عنه وعدم الإستهتار بأقلام المبدعين وعدم إتخاذ خالد محادين لغيره عبرة أو عبرة لمن يعتبر أو عبرة لمن لا يعتبر .
فاليوم خالد محادين وغداً أنا وبعد غد أنتم , وأكلنا جميعنا يوم أكل الثور الأبيض والأحمر والأصفر والمبرقع , وأكلنا يوم أكل الثور الأسود والكحلي والبني , ويوم أكل الأردني والشامي والشمالي والجنوبي والفلسطيني واللبناني .
وسقطنا جميعنا يوم سقد أبي وأبيكم وجدي وجدكم , وضعنا جميعنا يوم ضاع الثور الأبيض والأحمر والأسود والكحلي .

لقد سقطت الثقافة وسقطت قضايانا يوم ندد بنا مجلس النواب هذا المجلس البرجوازي الذي إختاره الشعب ليقرر مصيره فرفع قضية على خالد محادين , هذا المثقف الذي لا يشق له غبار وهذا المثقف الذي ما يزال يحتفظ بأيام زمان أيام كان السياسيون لا يعبدون الأصنام ولا الأوثان أيام كانوا يعبدون الكلمة الحرة والجريئة والكلمة الساخنة .
إن المثقف خالد محادين كلمته ما زالت تعبق بأذني يوم كتب بيان (دولة الكانتون) أو يوم كتبه موفق محادين .
إنني أومن بما كان يؤمن به فولتير الفرنسي الذي قال : إذا كان للسلطة صولجان فما المانع أن يكون قلمي صولجاني .
وما المانع أن نكون جميعنا صولجانات لخالد محادين .
فخالد محادين أُكل يوم أُكل القلم الأبيض والقلم الأحمر والقلم الأسود .




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة إلى البحر الميت والمغطس
- مين أخذ عن مين؟
- علاقة الإسلام بالسريان
- فلترة الثقافة والمثقفين الأردنيين
- المواطن الغربي يحسد المواطن العربي
- لهجة القبائل العربية في المدن المصرية
- كلمة (ده) المصرية سريانية؟
- الهوية السريانية الضائعة
- الحفريات اللغوية السريانية في شمال الأردن
- مقطوعة أدبية سريانية مع بعض الكلمات السريانية الجديدة
- كلمات سريانية عامية, وبعض الكلمات الفارسية والتركية .
- إنشاء الله والحمد لله
- أنا الفانتازي
- لو دفع الآراميون السريانيون الجزية للمسلمين !
- اللغة العامية السريانية
- البلاطة الخضراء
- الفنان الأردني والتلفزيون
- ملاحظات على شخصية موسى اللاوي
- درس مهم في التوراة
- درس في التوراة


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - جهاد علاونه - أُكلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض