|
شكراً مقتدى!... على نفسها جنت براقش
عبدالخالق حسين
الحوار المتمدن-العدد: 797 - 2004 / 4 / 7 - 10:14
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تكاد عبارة (رب ضارة نافعة) أن تستهلك من كثرة استخدامها هذه الأيام في كتاباتنا وذلك لتطابقها على ما يحصل في العراق من جرائم وتخريب الإرهابيين لتظهر فيما بعد أنها أدت إلى ما يفيد الشعب المبتلى بفلول البعثيين وعملاءهم ومخلفاتهم. فإذا احتاج الشعب الإيراني عدة سنوات ليعرف مدى ضرر الحكم الديني (الثيوقراطي) الذي ناضلوا من أجله أيام حكم الشاه، ثم ظهرت لهم وحشية الإسلاميين في السلطة، ولكن في العراق وبفضل تصرفات مقتدى الصدر الهوجاء وأتباعه الجهلة الغوغاء من المخدوعين وفدائيي صدام، احتاج الشعب العراقي إلى أقل من عام واحد فقط ليعرف هذه الحقيقة وحتى دون أن يستلم هؤلاء السلطة. لقد أثبتت تصرفات الصدر وعصاباته المأجورة من قبل إيران وغيرها من دول الجوار، أن هؤلاء ما هم إلا شكل أسوأ من حكم صدام حسين. فهم طالبان الأفغان ولكن بنسختها الشيعية.
كان صدام حسين يعامل كل من يخرج على حكمه البغيض بالقبضة الحديدية ويبيدهم كما يبيد الحشرات. ولما جاءت قوات التحالف وحررت الشعب العراقي من أحقر نظام عرفه التاريخ وأعلن المسئولون أنهم يسعون لكسب عقول وقلوب الناس وتعاملوا حتى مع الخارجين على القانون بالأصول القانونية العادلة وبالرأفة كما لو كانوا في بلد عريق في الديمقراطية، وليس بالقبضة الحديدية التي اعتاد عليها العراقيون خلال أربعة عقود من الحكم البعثي الشمولي، استغل الجناة هذا اللين والتساهل للتمادي في غيهم بزعزعة الأمن وأمعنوا بتنغيص عيشة الناس وراحوا يعيثون في الأرض فساداً وذلك تطبيقاً للمثل (من أمن العقاب أساء الأدب) سعياً منهم ليقودوا البلاد والعباد إلى هاوية حرب أهلية. فالجبان عندما يأمن العقاب يحاول الظهور بمظهر الشجاعة والبطولة بالقيام بتحدي القوانين لعلمه الأكيد بأنه في مأمن من العقاب. وحتى لو تم القبض عليه، فالسجن عبارة عن فترة راحة واستجمام بالنسبة له وذلك مقارنة بما كان يمكن أن يلاقيه في عهد صدام من التعذيب حتى الموت.
لقد بدأ نجم مقتدى الصدر الذي لم يسمع به أحد في عهد صدام، بالصعود منذ العاشر من نيسان/أبريل في العام الماضي، أي بعد يوم واحد فقط من سقوط النظام، حيث توجهت له أصابع الاتهام بمقتل الشهيد السيد عبدالمجيد الخوئي في صحن الإمام علي (ع) في النجف الأشرف، الذي قتل بمنتهى البشاعة وسحل جثته بهمجية بالغة. واستطاع الجناة أن يفلتوا من العدالة بسبب تعقيدات الوضع، ولكن إلى حين. وهكذا نرى أن مقتدى الصدر قد عارض العراق الجديد منذ اليوم الأول من تحريره من حكم البعث، تماماً كما عمل فلول البعث من فدائيي صدام. فمن أين جاءت هذه الجماهير لتقف وراء مقتدى الصدر وبهذه السرعة الفائقة، في الوقت الذي فشلت فيه الأحزاب الديمقراطية والإسلامية المعتدلة العريقة من كسب شعبية بهذه النسبة؟ لا شك أن أغلب أتباع الصدر هم من فلول النظام الساقط فوجدوا فيه ضالتهم ليعيثوا بأمن الناس وينغصوا عليهم عيشتهم ويجعلونهم يترحمون على سيدهم صدام حسين. وكان هذا التحالف الجديد بين البعثيين وجماعة مقتدى واضحاً حيث حذر آية الله السيستاني منذ البداية من مخاطر تسلل البعثيين إلى المنظمات الإسلامية وحتى إلى الحوزة العلمية.
لقد استغل مقتدى الصدر سمعة عائلته وتضحيات والده وعمه الشهيدين، كما استغل الفلتان الأمني ليساهم في خلق المزيد من الاضطرابات، متلقياً الدعم المالي الضخم والإعلامي الواسع وحتى السلاح، من إيران وغيرها. وسكوت المسؤولين في العراق الجديد شجع الرجل ومن يدعمه على التمادي في الخروج على القانون وتشكيل مليشياته (جيش المهدي) والسطو على الأحياء السكنية والشوارع وتغيير أسماءها حسب أهوائهم وفرض تعاليمهم الطالبانية المتطرفة على الناس في المدارس والجامعات.. حتى بلغ السيل الزبى في الأيام الأخيرة بعد صدور صحيفته (الحوزة) التي راحت تدعو إلى العنف وتكيل الأكاذيب لتضليل الرأي العام العراقي والتحريض على زعزعة الأمن باسم مقاومة الاحتلال. ومثل هكذا صحيفة تدعو إلى العنف لا بمكن السماح لها بالصدور حتى في أكثر الدول الغربية ديمقراطية، فما بالك في العراق الذي لم يعرف الديمقراطية طوال تاريخه ويعاني من الاضطرابات الأمنية وبأمس الحاجة إلى أي جهد لدعم الأمن فيه. لذلك أقدمت إدارة التحالف بغلق الصحيفة لمدة ستين يوماً. كذلك رافق ذلك إلقاء القبض على أحد أعوان الصدر المدعو مصطفى اليعقوبي بتهمة ضلوعه بقتل المرحوم عبدالمجيد الخوئي.
ولكن مرة أخرى شجع تساهل المسؤولين مقتدى الصدر على دعوة أتباعه من الشباب المغرر بهم بتنظيم المظاهرات الاحتجاجية اليومية في بغداد والمدن العراقية الأخرى كوسيلة لإبراز العضلات وتحدي القوانين ونشر الرعب بين الناس. ولم تكن هذه المظاهرات سلمية كما يدعون، بل قامت مليشياته باحتلال مباني الدولة بقوة السلاح مما أدى إلى التصادم مع قوات الأمن وقوات التحالف ووقوع الضحايا من الطرفين. وهذا بالضبط ما تسعى إليه إيران وسوريا والمنظمات الإرهابية الإسلامية مثل القاعدة وحزب الله وحماس، لجر العراق إلى حرب أهلية طاحنة لا تبقي ولا تذر من أجل صوملة العراق وبالتالي إفشال عملية دمقرطته وإعادة بنائه.
وكان مقتدى الصدر قد( اعلن في خطبة الجمعة أمس- 2/4/2004- وبلهجة تهديدية تصعيدية تضامنه مع حركة حماس الفلسطينية استجابة لدعوة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مؤكدا أنه يجب أن يعتبر" الذراع الضاربة " للحركة في العراق. واضاف " قلت وأكرر تعبيري عن التضامن الذي دعا إليه حسن نصر الله من أجل الوقوف مع حماس .. " ولتعتبرني حماس ذراعها الضاربة في العراق لأن مصير العراق وفلسطين هو نفسه ". وقال " نعد الفلسطينيين وجميع المستضعفين بأننا سنقاتل ونهزم كل المضطهدين.. ليعلم الجميع أن كل من يهاجم أيا من رموزنا، مثل الشيخ أحمد ياسين، يمكن أن يهاجم أتباع المذهب الشيعي " (تقرير إيلاف: السبت 03 أبريل 2004 ).
والمعروف أن إيران وسوريا وبعض بعض القوى السياسية العربية والإرهابية الإسلامية قد خططت لجعل العراق نسخة كبرى من الضفة الغربية "لتمريغ غرور أمريكا في الوحل " وبالتالي إرغامها على الانسحاب من العراق لكي لا تتجرأ ثانية وتعيد العملية ذاتها مع إيران وسوريا وغيرهما.
لقد أوقع الشاب مقتدى الصدر نفسه وجماعته في فخ نتيجة قصور إدراكه وأنانيته ونرجسيته وحبه للاستحواذ على السلطة في العراق الجديد دون خبرة ويشعل حرباً لم يقدر على خوضها مع دولة عظمى التي ألحقت الهزيمة بجبروت صدام حسين وجيشه الذي عد يوماً أنه كان رابع قوة في العالم، غير مبال لما تجره تصرفاته اللامسؤولة من كوارث على الشعب والوطن. ولكن على نفسها جنت براقش، كما يقول المثل العربي القديم.
إن هذه التصرفات الصبيانية الخطيرة التي قامت بها جماعة الشاب مقتدى الصدر والمجازر الوحشية التي ارتكبتها فلول النظام الساقط في الفلوجة ضد المدنيين الأمريكان وقتل وحرق جثثهم والتمثيل بها وسحلها وتعليقها بالجسر، قد أثار سخط واشمئزاز واستهجان العالم على وحشية وهمجية هذه التنظيمات وما يسمى زوراً بالمقاومة الوطنية، مما دعت قوات التحالف وقوات الأمن العراقية تغيير أسلوبها في التعامل مع المخربين. فتخلت عن سياسة اللين السابقة وبدأت بمواجهة الجناة بالقوة المطلوبة قبل أن تخرج من السيطرة ودفع البلاد إلى ما لا تحمد عقباه. وقد أثبت آخر استطلاع رأي في العراق أن الأغلبية يريدون حاكماً قوياً ليضع حداً للعابثين بالأمن. ولذلك فما تعمله قوات التحالف والشرطة العراقية في مواجهة العنف بالعنف هو إجراء مبرر يلقى الدعم وتأييد من معظم العراقيين والرأي العام العالمي ما عدا إيران التي أعلنت الحداد ثلاثة أيام على قتلى أتباع الصدر وكذلك العربان الذين يريدون بالعراق شراً بينما لم تعلن إيران الحداد على مئات الضحايا العراقيين الآخرين.
وأخر علامة بارزة على جزع العراقيين وسخطهم على الإسلاميين بسبب تصرفات جماعة الصدر وغيرهم، هو ما أسفرت عنه الانتخابات البلدية في 17 ناحية من نواحي محافظة الناصرية الشيعية التي فيها نشاط إسلامي واسع ، حسب تقرير صحيفة الغارديان اللندنية اليوم 5 أبريل/نيسان الجاري، حيث أجريت سلسة من الانتخابات الحقيقية لأول مرة في التاريخ، خلال ستة أسابيع الماضية في نواحي المحافظة التي اندلعت فيها شرارة الانتفاضة ضد نظام صدام حسين عام 1991 ، وكانت النتائج مفاجئة وخلافاً للتوقعات. حيث فاز العلمانيون المستقلون في جميع هذه المدن.
وهذا يشكل رداً صاعقاً على الادعات القائلة أن مقتدى الصدر وغيره من الإسلاميين يتمتعون بشعبية واسعة في العراق. كذلك هذا يعني أن الشعب العراقي قد نال بما فيه الكفاية من عبث العابثين بالأمن باسم الإسلام ووصل جزعه من هؤلاء إلى حد النفور منهم. ورغم ضجيج أتباع الصدر وصراخهم العالي ومحاولتهم لإيهام الرأي العام العالمي بأنهم يتمتعون بشعبية واسعة، إلا إن الحقيقة ليست كذلك. فالأغلبية الصامتة هي التي تدلي بأصواتها بهدوء وليس بالصراخ والضجيج وإبراز العضلات بل عن طريق صناديق الاقتراع كما كشفته انتخابات نواحي محافظة الناصرية وأغلب استطلاعات الرأي. وهذا يعني أن الشعب سيتلقى سحق العابثين بالأمن بالتأييد الحار.
كذلك أفادت الأنباء عن صدور أمر من قاضي في العراق يدعو فيه إلى اعتقال مقتدى الصدر بتهمة ضلوعه بمقتل السيد عبد المجيد الخوئي. وقال ناطق عسكري أمريكي في العراق أن على مقتدى تسليم نفسه حياً أفضل من أن يكون ميتاً. وهذا ما دعونا إليه قبل أشهر بضرورة اعتقال هذا الشاب المغرر به قبل تفاقم الأمور (راجع مقالنا: إلى متى يُترك مقتدى الصدر يشعل الحرائق في العراق).
وختاماً نقترح على الجهات المسؤولة عن الوضع في العراق العمل بما يلي:
1- عدم التساهل مع من يعبث بأمن البلاد والعباد.
2- إعلان حالة الطوارئ وحتى منع التجول في أوقات محددة بغية السيطرة على الوضع إلى أن تهدأ الأمور.
3- تجهيز قوات الأمن العراقية بالأجهزة الدفاعية والوقائية اللازمة وشمولهم بصورة فعالة وواسعة في عمليات حفظ الأمن ومطاردة الخارجين على القانون وتسليم المجرمين إلى الشرطة العراقية لمحاسبتهم وفق القوانين العراقية.
4- مفاتحة إيران وسوريا بعزم العراق على غلق حدوده معهما وإخراج رعايا البلدين المذكورين بمن فيهم زوار العتبات المقدسة في هذه الظروف الحرجة لأنه لا يمكن في هذا الوقت فرز الزوار الحقيقيين عن المخربين وكذلك الأجانب الآخرين الذين دخلوا البلاد بصورة غير رسمية. وبهذا نؤيد المقترحات التي قدمها حزب الإتحاد الوطني الكردستاني إلى مجلس الحكم لهذا الغرض.
5- غلق جميع مكاتب "الجمعيات الخيرية" التي يرعاها الإيرانيون ومن يعمل بإمرتهم من العراقيين في العراق وخاصة في المحافظات الجنوبية. فمعظم هذه المكاتب تدار من قبل الأجهزة الأمنية والأستخباراتية الإيرانية وترشي الشباب وتدفعهم للتخريب.
6- اعتبار مليشيات (جيش المهدي) وتنظيم مقتدى الصدر من المنظمات الإرهابية التي تعمل على نشر الإرهاب في العراق وتدميره خاصة بعد إعلان مقتدى الصدر تحالفه مع حزب الله وحماس التي وضعتهما أمريكا على قائمة الإرهاب.
#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البرابرة
-
الانفجار السكاني من أهم المعوقات للتنمية
-
تعقيب على توصيات مؤتمر أربيل رفض (اجتثاث البعث) وصفة لإفشال
...
-
ماذا يعني عندما يكون الإسلام المصدر الرئيسي للتشريع؟
-
مجموعة مقالات
-
مجموعة مقالات
-
مراجعة بعد عام على حرب تحرير العراق
-
التداعيات المحتملة لجريمة اغتيال الشيخ ياسين
-
نعم للمصالحة والمسامحة والاجتثاث!
-
هل إلغاء قانون الأحوال الشخصية أول الغيث... يا مجلس الحكم؟
-
رسالة إلى آية الله السيستاني حول قتل المسيحيين في العراق
-
حل الجيش العراقي... ضرر أم ضرورة؟
-
حول تصريحات السيد الحكيم بشأن تعويضات إيران من العراق
-
عذق البلح - وعقلية أيتام صدام التآمرية
-
سقوط صدام... سقوط آيديولوجية القومية العربية
-
تهنئة لشعبنا العراقي العظيم
-
تهنئة حارة وباقة ورد للحوار المتمدن
-
لماذا يخاف العرب من الشيعة والديمقراطية في العراق؟
-
لا للملشيات الحزبية في العراق
-
الانتخابات تحت سيف الإرهاب وسيلة لإجهاض الديمقراطية
المزيد.....
-
-أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
-
لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو
...
-
كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع
...
-
-دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية
...
-
قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون
...
-
حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
-
بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
-
ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا
...
-
مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
-
أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|