|
طريق اليسار - العدد11، مارس/ آذار ، 2009
تجمع اليسار الماركسي في سورية
الحوار المتمدن-العدد: 2600 - 2009 / 3 / 29 - 09:23
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
جريدة سياسية يصدرها تجمع اليسار الماركسي في سورية /تيم/ في هذا العدد:
1- افتتاحية العدد : قضية الحرية.. مستقبل شعب و وطن 2- نذير جزماتي : ”المشهد السياسي في شباط 2009 3- نايف سلّوم : ”التحرك التركي فترة الحرب على غزة“ 4- محمد سيّد رصاص : ”مآزق ”المعتدلين“ العرب“ 5- سعيد عبد القادر: ”صمدت غزة .. وانتصرت“ 6- شريف حتاتة: ”اليسار وإنقاذ الرأسمالية" 7- منصور الأتاسي: ”زمن الشعوب“ 8- : مازن كم الماز: ”ليو شتراوس؛ الأب الفكري للمحافظين الجدد“ 9- معتز حيسو: ”التمثيل السياسي النسوي“ 10– قصيدة عمران: ”غزة المقاتلة“
افتتاحية قضية الحرية .. مستقبل شعب ووطن ببطء، ولكن بثبات واطراد، تصاعدت الإجراءات الأمنية الهادفة إلى التضييق والضغط على "هوامش الحرية" المتاحة في البلاد، ولاسيما خلال العامين المنصرمين 2007-20008. ونحن هنا نتحدث عن "هوامش الحرية" السياسية والإعلامية تحديداً، التي هي أصلاً على درجة من الضيق تسمح للكثيرين أن يشكّوا في وجودها إطلاقاً. حتى بدا أن الوعود والتصورات التي أعطيت في خطاب القسم قبل ثمان سنوات، قد تلاشت، بعد أن غطاها غبار سميك من الوقائع، ومنها آلاف تفاصيل الممارسات اليومية لأجهزة الأمن، تلك الممارسات التي تستعيد خطوة وراء خطوة، أشباح ماض ثقيل، هي أحق بأن تتلاشى ولا يحدث ما يذكر بها، كما يتمنى ملايين السوريين الذين يتذمرون بمرارة من وطأة القمع على حياتهم، وضغطه المستمر عليها، لاسيما في المجالات السياسية والنقابية والثقافية، بل وحتى الفنية والاجتماعية. فالأحزاب والقوى السياسية المعارضة، رغم ضعف وجودها ، تتعرّض لضغوط مستمرة لشل فعاليتها، عبر محاولات منع اجتماع هيئاتها، ومحاربة إصدار مطبوعاتها. بل ووصل الأمر إلى حد التهديد بالاعتقال إن هي عقدت اجتماعات موسعة بعض الشيء!. وتعرّض أكثر من أربعين ناشطاً من أعضاء "المجلس الوطني" الموسع ل "إعلان دمشق" للاستدعاء والتحقيق، وأوقف بعضهم، وأحيل إثنا عشر منهم إلى المحاكم، وحكموا بالسجن مدة عامين ونصف وطبقت سياسة صريحة لمنع أو إفشال.. أي محاولة للتحشّد أو الاعتصام، حتى أن أكثر من مئة ناشط من المواطنين السوريين الأكراد تعرضوا للتوقيف يوماً كاملاً لمجرد تحشدهم أمام مجلس الشعب احتجاجاً على المرسوم /49/. ووصل الأمر إلى حد تعرض مواطنين كانوا يجتمعون، لأسباب اجتماعية صرفة، للتدقيق والمساءلة عن أسباب اجتماعهم. وسرى الأمر نفسه على نشاطات الأفراد من المثقفين أو النشطاء الذين رغبوا بتنظيم محاضرة أو ندوة، فلم يسمح لهم بتنظيمها لأنهم مصنفون "غير موالين"! وأدت كتابة مقال في الصحافة المطبوعة أو الالكترونية إلى استدعاء الكتّاب ومساءلتهم عن المحتوى وما يقصدونه بالكلمة الفلانية أو الفكرة الفلانية. وحافظ النظام في حقل الإعلام بتشنج عنيد على طابع إعلامه الرسمي الرتيب الذي لا يمكن أن يرى أو يسمع أو يقرأ فيه إلا ما يتفق مع السياسات الرسمية، ضمن حدود (التنوع؟) الفقير الذي يسمح به. وأعطيت تراخيص بالعشرات لإذاعات ومطبوعات تجارية وترفيهية، تبرز في العديد منها الخطابات الدينية، وتظل جميعها بعيدة عن الهموم الفكرية والسياسية والحياتية التي تشكل همّاً عاماً مؤرقاً للمواطنين، في مختلف مجالات الحياة، أما الصحف السياسية غير الرسمية التي رخصت، فقد تم ضبط محتواها عبر حصر التراخيص في أفراد أو جهات هي على شراكات مع المتنفذين في النظام، ممن يحرصون على ضبط ما ينشر فيها بمثل حرص أجهزة الأمن ... وأكثر!. وقد تكوَن بالمحصلة مشهد إعلامي يريد أن يوحي بالوفرة في المنابر، وبالتنوع، في حين يعاني فعلياً في المحتوى من النمطية وانعدام الرأي الآخر اللذين يعاني منهما الإعلام الرسمي، إلى حد بعيد!. ولا تكتمل لوحة (حرية الإعلام) إلا بملاحظة السياسة المعتمدة تجاه الإعلام الالكتروني (الانترنت). حيث حافظ بعناد على إبقاء سرعة التخديم بطيئة بطئاً قاتلاً (واحد على ألف من سرعتها خارج سوريا!)، وهو ما يجعل نسبة كبرى من المواطنين تنفر من استخدام الشبكة لكثرة ما تستهلك من الوقت مقابل خدماتها. هذا، بالترافق مع الإغلاق المتفاقم لكل موقع سياسي أو فكري أو إعلامي (غير مرضي عنه) مما يمكن النظام من إغلاقه، لأنه يتناول قضايا تتعلق بالوضع السوري، أو يتيح للسوري التعبير عما يريد دون أن يخضع ذلك لرقابة النظام!. وتوج هذا الوضع البائس بتشديد الإجراءات الأمنية على مقاهي الانترنت، فلم يعد بإمكان المواطن الإفادة من خدماتها دون تسجيل هويته وساعة ارتياده للمقهى، وبالنتيجة: مراقبة كل اتصال أو خدمة يفيد منها! ج- وتصاعدت أيضاً إجراءات الضغط والتضييق على النشطاء المصنفين "غير موالين" فأخضع عديدون "للمراقبة"، واستدعي آخرون للتحقيق والمساءلة، وحورب غيرهم بلقمة العيش (عبر التسريح من العمل للموظفين، وتخريب أو إعاقة العمل الحر لغيرهم)، بل وحرم الآلاف منهم من حقهم في السفر خارج البلاد ... دون أي إجراء قضائي!. د- وأبعد من هذا، جرت وتجري (تجربة) الاعتماد على القضاء المدني في العديد من قضايا الرأي والنشاطات السياسية، كبديل عن المحاكم الاستثنائية التي كانت تقوم بهذه المهمة قبل العام / 2000، وهي خطوة تستحق الترحيب، لولا الشبهات الكبيرة التي تحوم حول حرص النظام على (انتقاء) القضاة الذين يوكل لهم هذه المهمة، والخوف الملموس في تصرفات بعضهم أثناء المحاكمات، مما يكشف الضغوط التي يعملون في ظلها لإصدار القرارات والأحكام المطلوبة من السلطة التنفيذية .. وهو ما حدث ويحدث فعلاً .. في مناخ لا حاجة للاجتهاد فيه للقول بأن استقلالية القضاء في البلاد مطعون فيها ، وأن "تجارب" المحاكمات السياسية التي جرت تسعى لترسيخها وبلورة (شبكة قضائية) مضمونة الولاء والخضوع للسلطة التنفيذية!. من الجانب الآخر، ورغم أن قضية الحرية تشكل حلماً مشتهى لكل المواطنين، فمن الواضح أنها لم تصبح بعد هماً يومياً يضغط على أصحابه للبحث عن كيفية تحقيقه،وإن كان هناك وعي عند الكثيرين منهم بأنها المدخل لحل الكثير من المشاكل الاقتصادية-
الاجتماعية والوطنية والقومية. فالنسبة الكبرى من الشعب السوري الفتي (أكثر من 80 % من المواطنين)، ولدت وعاشت سنوات عمرها في ظل الاستبداد السياسي. وهي لم تعش وتمارس الحرية السياسية ، ولم تلمس بيدها العيش في عالم من التنوع الغني والخلاف لمجتمع حر، سياسياً وفكرياً وثقافياً وفنياً واجتماعياً، ولا إمكانات التطور والارتقاء المستمر بالمجتمع وبالشخصية الإنسانية لكل عضو فيه، التي يتيحها بل ويدفع إليها دفعاً، مجتمع كذاك.وأسوأ من هذا، ذلك (الوعي الزائف) الذي تنشره قوى متعددة حول الأسباب الحقيقية لوضع الشعب السوري وأزمات المجتمع المتنوعة، حيث تورد كل سبب يخطر على بال، وتغفل أهم الأسباب: الإفقار والاستبداد. أما النخب السياسية والثقافية السورية، وهي التي يجدر بها أن تملك وعياً وشعوراً عميقاً بالمشكلة – الأزمة، وبالأهمية القصوى للتصدي لها والتقدم على طريق حلّها، إن لم نقل حلّها جذرياً،. هذه النخب، أكثر جدارة بالنقد واللوم، لشدة تقصيرها في مسؤوليتها هذه. وهي إذ تقر دون استثناء (سوى النخب الدينية والسلطوية) بوجود الأزمة وأهميتها، فإن ما تبذله من عمل لبلورة وعي صائب بشأنها، وما تبذله من عمل لترجمة الوعي الذي تملكه (على علاّته) إلى ممارسة وحركة وفعل، هو على درجة كبيرة من الضعف والتبعثر. وفيما تختزل مشكلة الحرية إلى مجرد تذكير بالمعتقلين ومطالبة بحريتهم، بالنسبة للبعض، فإنها بالنسبة للبعض الآخر ورغم توفر وعي أوسع مما سبق، لا تصل إلى الحد الذي يدفعهم إلى السعي لبلورة حركة منظمة ودؤوبة ويومية، لتعميم المعرفة الصائبة، واستنهاض الفعاليات الكفؤة، لنشر هذه المعرفة في صفوف الفئات والشرائح والطبقات الاجتماعية ذات المصلحة، والتي يتوقف مستقبل هذه القضية على امتلاكها للإدراك الصحيح، وعلى استنهاض فعاليتها وتنظيمها و تحويلها إلى قوة ضاغطة بشكل يومي ودائم لخدمة مصلحتها في الظفر بالحرية. فلا حوار يستحق اسمه بين القوى والنخب بشأن هذه المشكلة المؤرقة، ولا أفكار حقيقية ولا عزيمة جادة للتعاون والتنسيق وبلورة لأدوات وتنظيم القوى البشرية والمادية التي تحمل هذه الراية وتخدمها، وتكاد اللوحة تقتصر على بضعة أصوات ومنابر متفرقة، ضعيفة الفعالية ومحدودة الكفاءة، حتى لكأن المقصود بنشاطها هو (تبرئة الذمة) ... لا أكثر! من الأكيد أن قضية الحرية في بلادنا ما تزال بحاجة للكثير من التفكير والدراسة، ومن العمل الدؤوب واليومي، ومن الإرادة والعزيمة. إنها قضية نضالية بامتياز. وهي في الآن نفسه قضية سياسية وفكرية وأخلاقية شاملة، وبالترافق مع كل هذا، فهي قضية مصلحة مجتمع وشعب ووطن، يحلم بأن ينتزع له مكاناً تحت الشمس، ويوفر لأبنائه وأجياله الآتية كل ما يستلزمه الأمر ليعيشوا حياة كريمة، يشعرون فيها أنهم سادة وطنهم دائماً على جدول الأعمال، ولابد من ربطها بكل قضايا المجتمع الأساسية، ولابد من تلمس واكتشاف كل طريق يمكن أن يوصل إليها، وكل أداة يمكن أن تخدمها، وكل ممارسة يمكن أن تحققها. هنا تكمن تحديات كبرى أمام طلائع الشعب ونخبه المثقفة والمناضلة. هنا الوردة! الحرية للشعب. الحرية للفكر وللثقافة وللرأي. الحرية للأحزاب والقوى السياسية. الحرية للطبقة العاملة وكل الطبقات الشعبية. الحرية للنقابات والجمعيات والمنتديات. الحرية للمثقف والأديب والفنان والمفكر والصحفي. الحرية للإعلام. الحرية لكل سجناء الرأي والضمير. هيئة التحرير ============================================== المشهد السياسي في شباط 2009 محمود أمين العالم ، عبد العظيم أنيس ، منصور الرَحْباني ..وداعاً !!! بقلم: نذير جزماتي
يبلغ معدل البطالة في اسبانيا 4ر13% وفي سلوفاكيا 1ر9%، وفي لاتفيا 3ر8% وفي أستونيا 3ر8% وايرلندة 9ر7%، والبرتغال 8ر7% واليونان 2ر7% والاتحاد الأوربي 2ر7%، وألمانيا 2ر7%، وليتوانيا 0ر7%، والسويد (ر7%، وبلجيكا (ر7% وايطاليا 7ر6 بولونيا 5ر6% وفنلندا 9ر5% ورومانيا 8ر5% ومالطا 8ر5% ولكسمبورغ 6ر4% وسلوفينيا 3ر4% والدنمارك 1ر4% وقبرص 9ر3% والنمسا 8ر3% وهولندا 7ر2%. وقالت دوبلوماسية من الأوروغواي: ما عاد ممكناً السكوت عن هذه البربرية. الولايات المتحدة تعجز في هذه الظروف عن استدعاء رؤساء الدول كالكلاب الصغيرة لكي تلحس أحذيتها، ولا يتلقون منها في النهاية سوى التنكر والرفس (الأخبار 10/ 1) و"هيومن رايتس واتش" تتهم إسرائيل باستخدام الفوسفور. وتقطع بوليفيا علاقتها الدبلوماسية مع إسرائيل بعد أن قطعتها فنزويلا..وماليزيا تجمد الشراكة مع الولايات المتحدة الأميركية. وأرجنتينية تحمل لافتة في بيونس آيرس تقول :"أنا يهودية لا تقتلوا باسمي " وكان الغياب الصيني والروسي الكلي عن نصرة شعب فلسطين عجيباً- حسب أسعد أبو خليل في " سموم الشرعية الدولية" (الأخبار 17 / 1 / 2009) وجاء في مذكرات موشي شاريت أول وزير خارجية إسرائيلي: "إن الخطر العربي أسطورة اخترعتها إسرائيل لأسباب داخلية. وتقول الكاتبة الإسرائيلية لبفيا روكاس في كتابها "إرهاب إسرائيل المقدس" أن أمن إسرائيل يبقى ذريعة رسمية للدولة العبرية والولايات المتحدة لإنكار"حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره في وطنه وقبلت تلك الذريعة كتفسير شرعي لانتهاك إسرائيل للقرارات الدولية التي تدعو إلى عودة الشعب الفلسطيني إلى وطنه" (الأخبار 20 / 1 / 2009) هاآرتس: نحن من كسر التهدئة لا "حماس". نهلة الشهال:" الأمر متوقع تماماً بل منتظراً.
عزمي بشارة: العدوان منسق مع قوى فلسطينية وعربية. ليفني: أبلغت مبارك أن ضرب غزة مقدمة لضرب حزب الله. و إسرائيل تمثل مصالح ”المعتدلين“ العرب. وما يقوله ”المعتدلون“ العرب علناً مختلف عما يقولونه في الغرف المغلقة. عباس يأمر قواته بقمع أي انتفاضة في الضفة الغربية ولو في المساجد..و عمر سليمان يستنجد بدحلان لأعمال التخريب في غزة (الأخبار 31 / 12 / 2008) شلَّح: دمُنا ليس سلعة ليناقش في قمة اقتصادية. ياسر عبد ربه: وقف إسرائيل الحرب خطأ كبيراً!! وقال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر أن حركة "حماس" لم تنتهك اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه مصر مع إسرائيل، و لم يسبق لها أن انتهكت عهداً قطعته على نفسها. وأصدر كارتر كتاباً جديداً بعنوان"السلام ممكن في الأراضي المقدسة: خطة فاعلة "! وبعد سيل من الثناء والتقدير أطلق الزعيم الكوبي، فيدل كاسترو، إدانته الأولى للرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما، متهماً إياه باتباع مسيرة سلفه جورج بوش بدعم "الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني "(الأخبار 31 / 1 ) وذكرت مجلة "الحرية" في 28 / 12 / 2008 أن الحرب على غزة مقرّرة من قبل كلنتون، إن لم تكن مقرّرة أيضاً من قبل أوباما ." ومع ذلك فقد قال أوباما في اللقاء الذي نقلته "العربية": 1- لا يمكن أن نقول للإسرائيليين أو الفلسطينيين ما هو الأفضل لهم..عليهم أن يتخذوا قرارات، بعد أن يدركوا أن الدرب الذي يسيرون عليه لن يؤدي إلى الازدهار والأمن..لكن العمل مع الاتحاد الأوربي وروسيا وكل الدول العربية في المنطقة يمكن أن يؤدي إلى تحقيق تقدم. 2- هناك أفراد مسلمون في عائلتي، وأنا عشت في بلد مسلم هو وتجد في العالم الإسلامي أشخاصاً رائعين..إن الشعب الأميركي ليس عدوكم، نحن نخطئ أحياناً، ولم نكن مثاليين لكننا لم نولد كقوة استعمارية..وما من سبب يمنعنا من أن نستعيد الاحترام والشراكة..وستجدون شخصاً يستمع ويحترم..(السفير 28/ 1) وبشَّر زبيغنيو بريجنسكي بمساعي أكيدة لحل عادل في الشرق الأوسط، يتمثل بـ1- دولتين في فلسطين، و2- انسحاب من العراق، و3- تثبيت وقف إطلاق النار على غزة. ومن جهة أخرى، فإن الأسقف ريتشارد وليامسون، هو أحد أربعة أساقفة تقليديين، أعيدوا إلى الكنيسة الكاثوليكية قبل أيام بعد حرمانهم عقب الإدلاء بتصريحات تنفي الحجم الكامل (المضخم) للمحرقة النازية ليهود أوربا، كما يتقبلها التيار السائد للمؤرخين. وقال ويليامسون للتلفزيون السويدي في مقابلة معه:" اعتقد انه لم تكن هناك غرف غاز..وأن 300 ألف يهودي وليس ستة ملايين" ضحايا المحرقة (السفير 29/ 1) وقال مصدر مسؤول في الفاتيكان أن إسرائيل حولت قطاع غزة إلى معسكر للاعتقال. وبعد أن جدّد أردوغان انتقاداته للهجوم الإسرائيلي على غزة، وقال:" لا يمكن السكوت عمن صمتوا إزاء ما حدث. فالمذابح التي تعرض لها أطفال غزة جرح عميق في ضمير الإنسانية" وأشار إلى أن الهجوم زرع في داخلنا جميعاً شكوكاً قوية تجاه جدية إسرائيل ونزعتها نحو تحقيق السلام"بعد ذلك،أبلى رجب طيب أردوغان بلاءً حسناً في منتدى "دافوس" برده على شمعون بيريز، ثم انسحب من جلسة النقاش مع الرئيس الإسرائيلي، واستقبل في بلاده استقبال الأبطال، بعد أن أنذرته واشنطن بـ"يوم الحساب. وبالإضافة إلى إشادة "حماس" به قال هاشمي رفسنجاني: "أن احتجاج أردوغان ضد رئيس الكيان الصهيوني كان أشبه بتفجير قنبلة في العالم" (الأخبار 31/ 1) وكما كتب فهمي هويدي تحت عنوان "شعب الجبارين" في (السفير 27 / 1) فان المقاومة لن تهزم إسرائيل، لكن كل الشواهد دلّت على أنها صمدت أمام تلك القوات، ووجهت إليها ضربات موجعة، أسهمت في إفشال مهمتها. ولا تنسى أن يوفال ديكسين رئيس المخابرات الداخلية الإسرائيلية كان قد توقع أن يسقط القطاع خلال 36 ساعة." وكتب طه إبراهيم في المصدر نفسه أن مما لا شك فيه أن التخاذل الرسمي العربي يغري السلطة (الفلسطينية) بأن تطالب بما أثبتت أنها لا تستحقه، خصوصاً أنها تحظى باعتراف بـ "شرعيتها" من كل أولئك الذين وقفوا مع إسرائيل في حربها على الشعب الفلسطيني في غزة، كما وقفوا قبلها معها ضد شعب لبنان، وكما وقفوا وسيقفون دائماً ضد أي مقاومة في وجه الأطماع الإسرائيلية". ودعا الأمين العامل لـ"حزب الله" إلى عدم الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني، وقال أن تشافيز فعل ذلك انطلاقاً من إنسانيته ومن حسّه الثوري الكبير ليصفع بذلك أيضاً وجوه أولئك الذين يستضيفون سفراء لإسرائيل في عواصمهم، ولا يجرؤون حتى على التفكير في طرد هؤلاء السفراء. وأهاب بالمصريين أن يفتحوا معبر رفح وليس جبهة، ولا إعلان حرب. وعبّر عن اعتزازه بالدعوى القضائية التي يرفعها عليه "أولئك الذين لم تهتز مشاعرهم لكل المجازر الإسرائيلية في لبنان وفي فلسطين، وحتى مجازر الصهاينة بحق الجنود المصريين البواسل الأسرى."(السفير 9/ 1) وأدى مقال رئيس تحرير أسبوعية "صوت الأمة" عبد الحليم قنديل إلى حظر الصحيفة وتعطيل إصدارها. وقد جاء فيها في مقال بعنوان "خنازير الذين جلبوا العار لمصر" أن النظام هو الذي يُذلها ويدوس أهلها بنعال الأمن المركزي". وكان محمد مهدي عاكف الأمين العام لحزب الأخوان المسلمين قد اتهم في حوار مع الصحيفة نفسها بأن الرئيس حسني مبارك " ينفذ جدول أعمال أميركياً صهيونياً". وكتب محمد حسنين هيكل أن حلف الأطلسي آتٍ إلينا، وحرب غزة رسالة إلى سورية وإيران. و يخطئ العرب إذا تصور أي منهم أنه كان لأي من قممهم أو ضغوطهم دخل من قريب أو بعيد في قرار وقف إطلاق النار في غزة، فـ"نحن لم يكن لنا دخل لا في بداية القتال ولا في نهايته". هذا القرار لم يتم إلا بعد تدخل واشنطن التي لم تكن راغبة في "تلطيخ احتفالات تنصيب الرئيس الجديد باراك أوباما بالدماء"...وحرب غزة لم تنته لأننا مقبلون على مرحلة تصفية لحركة "حماس" هذه المرة، عبر معركة الإعمار والتحكم بسلاح المساعدات. وهي تتضمن أموالاً كثيرة" لكن المفاجأة أن من سيتولى صرف هذه الأموال، هو الحلف الأطلسي نفسه (السفير 23 / 1) ======================================================== التحرك التركي فترة الحرب على غزة وأبعاده المضمرة نايف سلّوم
أحدثت الاحتجاجات الشعبية التركية أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة وبعده شعوراً بالارتياح لدى قطاعات واسعة من الشعب العربي في أقطاره المختلفة . وجاءت ردة فعل رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان في مؤتمر دافوس لتعزز هذا الارتياح . وانهالت بعد ذلك التكهنات حول حجم التحرك الدبلوماسي التركي وأبعاده السياسية والإقليمية . فاختفت إيران فجأة وتوارت خلف سيل من الإعلام المغرض وشبه المغرض . وكتبت لافتات تحيي موقف تركيا وخاصة رئيس وزرائها "الحمساويّ ". وظهر المشهد وكأن تركيا "الجديدة" "الإسلامية" هي الحليف الإقليمي والاستراتيجي لحماس في مقابل إيران بالنسبة لحزب الله اللبناني . لكن حقائق السياسة ، وحقيقة الطبقات الحاكمة في تركيا تزيل وبضربة واحدة هذا الهذر الرخيص وتزيل الغشاوة عن أكثر العقول تخلفاً وغبناً. تركيا هذه ببرلمانها "الإسلامي" لها مواقف مسبقة وملفتة قبيل الغزو الأميركي للعراق حيث اعترض البرلمان التركي عندها على دخول قوات برية أميركية لاجتياح العراق من الشمال . وهذه لفتة "ملعونة" من البرلمان معزّزة بتصور أميركي لمجمل سيناريو الغزو : فأميركا لا تريد غزواً من الشمال يتورط فيه الأتراك (الحلفاء القدامى) ولا يتورط فيه أكراد العراق (الحلفاء الجدد ) . وتريد أن يكون الغزو من جهة "أبناء جلدة" النظام العراقي السابق (الانطلاق من أرض عربية لغزو العراق) حتى يتعمق الانقسام العربي. ومع ذلك فهناك قاعدة جوية أميركية رئيسية في إنجَلْرك في تركيا وقد قامت طائرات أميركية بعدة هجمات انطلاقا من هناك ضد العراق ، وتركيا أيضا عضو نشط في حلف شمال الأطلسي ، وتركيا "الإسلامية" بعينها ذات تجارة كبيرة مع إسرائيل . ففي تصريح للجيش التركي : قال إنه «من الضروري أن تتصرف تركيا بما يتفق مع المصالح الوطنية في العلاقات الدبلوماسية المتبادلة». وقال المتحدث باسم الجيش التركي، الجنرال متين غوراك، «إن المصالح الوطنية ينبغي أن تحظى بالأولوية»، مشيراً إلى أن «تركيا لا تزال تستخدم معدات إسرائيلية الصنع في حربها ضد تنظيم حزب العمال الكردي»، وإلى أن التبادل التجاري بين البلدين «وصل إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار». وأعرب بيريز، في وقتٍ لاحق لحادث دافوس ، عن أمله في ألّا تتأثر علاقات إسرائيل مع تركيا بالمشاحنة الساخنة بينه وبين أردوغان. وقال «لا أرى في ما حدث مسألة شخصية أو وطنية. العلاقات يمكن أن تبقى كما هي. احترامي له لم يتغير...»، معرباً عن أمله في أن «تواصل تركيا دورها كقوة معتدلة في الشرق الأوسط". وهناك مناورات عسكرية مشتركة بين حين وآخر بين الجيشين الإسرائيلي والتركي ، وهناك تعاون عسكري استراتيجي بين إسرائيل و النظام التركي. لقد أثارت الحرب الإسرائيلية على غزة مشاعر المسلمين في تركيا ، ولكنها أثارت مشاعر العالم أجمع ، لكن تصريحات أردوغان في منتدى دافوس والمظاهرات المليونية يشير إلى سماحة حكومية تركية لهذا النشاط التظاهري المعادي للحرب. ويبدو أن هذا سوف يوظف في اتجاه نوع من زيادة نفوذ الحكومة التركية على حركة حماس لدفعها نحو تسوية مع إسرائيل ولتخفف تركيا من شدة الانزياح الحمساويّ تجاه إيران . فخلال المفاوضات الأخيرة لحماس في القاهرة أعطيت مصر 80% من صلاحيات التفاوض على المعابر بين غزة ومصر وبين غزة وإسرائيل ، وتركت نسبة 20% لتركيا من أجل تفاوض أكثر حسماً على مستوى التهدئة ومسألة الجندي الإسرائيلي الذي كانت حماس قد اختطفته . كما أن تحركاً دبلوماسياً تركياً كهذا يسمح لتركيا بأن تكون أكثر "مصداقية" تجاه الأطراف العربية في حال أختيرت فيه أميركياً للعب دور الوسيط في التسوية خاصة وأن الحرب الأخيرة على غزة أظهرت انحيازاً مصرياً وسعودياً وأردنياً لصالح إسرائيل، بالتالي لم تعد هذه البلدان بأنظمتها القائمة موضع ثقة كوسطاء في التفاوض مع إسرائيل، باستثناء مصر (الجغرافيا السياسية). الأشهر القادمة سوف تظهر مزيداً من التعاون الدبلوماسي والسياسي بين مصر وتركيا ، وربما ، وبشكل مفارق سوف نشهد دوراً إقليميا أنشط لكردستان العراق على هذه المستويات . وقد يكون ”اجتماع القاهرة التداولي بين الأحزاب الكردية في سوريا“ في 28 / 1 / 2009 مؤشراً يعزز هذا التوجه، ويوحي بمرحلة جديدة وبشكل جديد للتحركات الإقليمية ذات التشجيع الأميركي. هامش يقول أنيس النقاش في مقالة له بعنوان "غزة؛ الحرب الوسطى" 16/2/2009: لقد سبق هذه الحرب , اكبر عملية تمويه وتعمية, هدفت للمباغتة والاستفادة من المفاجأة المطلقة من أجل تحقيق أكبر عدد من الخسائر في صفوف المقاومة. فقام رئيس وزراء العدو بزيارة لتركيا وتحدث مع رجب طيب اردوغان عن أهمية دفع عملية السلام مع سوريا, وعندما جاء الحديث عن غزة, رد رئيس وزراء العدو بأنه لا نية لضرب غزة, في حين أن القرار, كما تبين لاحقا, كان قد أتخذ. وقد أعلن أن رئيس الجبهة الجنوبية قد ذهب بعطلة عائلية, كذلك للتعمية عن إمكانية شن الضربة في هذه الفترة. اشترك وزير الدفاع في عملية التمويه , فأعلن ضرورة تخفيف الضغط عن القطاع, بعد ساعات من إعلان ليفني في القاهرة, أنه آن الأوان لتغيير الأوضاع في غزة, وعند الاستفسار عن معاني هذه التصريحات من قبل قيادة المقاومة من الطرف المصري, أجيبت بأنها مجرد تصريحات انتخابية, وان ما جرى في الغرف المغلقة هو شيء آخر. وهكذا تورطت السلطات المصرية في عملية التعمية والتمويه على العملية. وقد شن العدو هجومه يوم السبت وهو يوم العطلة عند الطائفة اليهودية, في ساعة الذروة, أي عند الظهر, ظنا منه أنه سيحصد العدد الأكبر من قيادات المقاومة وجسمها المقاوم. =================================================================
عازف الكمان المتنكِّر بقلم: فاضل الخطيب
وصلتني رسالة من صديق، وأقوم بترجمة قسمٍ منها للعربية، لما فيها من جمالية.. وقف شخصٌ في صباح يومٍ كانونيٍّ بارد أما محطة مترو DC. في واشنطن، وعزف على الكمان ست مقطوعات لبيتهوفن. عزف 45 دقيقة، خلالها آلاف الناس مرت من هناك، أكثرها ذاهبة للعمل في زحمة الصباح. بعد ثلاث دقائق ينتبه رجل في الخمسين من عمره لعازف الموسيقى الواقف يعزف على آلته، يُخففُ قليلاً من مشيته، ويقف لحظة واحدة ثم يتابع طريقه. بعد دقيقة يحصل العازف على أول دولار ترميه امرأة في حاضنة الكمان، وبدون توقف ولا للحظة واحدة. بعد بضع دقائق يقف رجل مستنداً على الحائط يستمع إلى الموسيقى، لكنه بعد قليل ينظر إلى ساعته ويمشي. أجمل شيء، هو طفل عمره حوالي ثلاث سنوات انتبه للعازف جيداً، يمسك يد أمه ويسير بجانبها دون توقف، لكن نظره كان مع العازف، وحتى بعد ابتعادهم عن العازف مشى الطفل وهو ينظر للخلف. وهذا حدث مع أطفالٍ آخرين أيضاً، وكل الأمهات أو الآباء الذين كانوا ممسكين بأيادي أطفالهم تابعوا طريقهم دون توقف رغم نظرات الأطفال وانتباههم خلال "حفلة" عزف من 45 دقيقة توقف ستة أشخاص لسماع الموسيقي، حوالي 20 شخصاً من المارة أعطوا نقوداً، لكنهم لم يخففوا سيرهم أبداً، وتجمع 32 دولاراً. بعد انتهاء مدة العزف وهي 45 دقيقة، عمّ الصمت في محطة المترو، لكن لم ينتبه لذلك أحد، ولم يصفق له أو يشكره ولا شخص واحد. لم يعرف المارة أن العازف كان أحد أشهر وأعظم عازفي الكمان في العالم BELL JOSHUA، وعزف أصعب مقطوعات موسيقية في تاريخ الفن الموسيقي بقيمة 3,5 مليون دولار في قاعة ملآنة Stradivari قبل يومين من عزفه عند محطة المترو، وكان معدل سعر البطاقة 100 دولار أمريكي هذه القصة حقيقية، ويمكن التأكد على الرابط http://www.joshuabell.com/news/pulitzer-priz-washington-post-featu ====================================================
مآزق ”المعتدلين“ العرب محمد سيد رصاص تشكَلت حالة الاعتدال عند العرب،منذ هزيمة 5حزيران1967، من خلال معْبر اسمه الموضوع الإسرائيلي،وعملياً فقد كان القبول ب(القرار242) 22تشرين الثاني1967ثم ب(مبادرة روجرز)التي وافق عليها أيضاً الرئيس عبد الناصر بخطابه يوم23تموز1970ماأوقف حرب الاستنزاف يوم2آب التالي،مؤدياً إلى الفرز والاصطفاف،على أساس الموقف منهما، بين معتدلين ومتشددينأو متطرفين،ليشمل معسكر الأخيرين كل قوى المقاومة الفلسطينية وسلطتي البعث في بغداد ودمشق، كما أن الاصطفافات في دوائر بعض الأنظمة قد كان على أساس الموقف من (القرار242)،كما حصل في حزب البعث الحاكم بدمشق حتى جاءت حركة 16تشرين الثاني1970،بقيادة الفريق حافظ الأسد، لتبعد اللواء صلاح جديد الذي وجد نفسه،في شهري آب وأيلول1970، في خصام مع عبد الناصر والسوفييت والأميركان والسعودية والأردن وخاصة لمّا حاول التدخل العسكري في الأردن لصالح المقاومة الفلسطينية الداخلة في صدام مسلح عنيف مع الملك حسين. هنا،كان اعتدال الرئيس عبد الناصر في موضوع الحل السلمي،وفقاً للقرار242،لا يتشابه مع ما فعله الرئيس السادات بعد حرب1973انطلاقاً من مقولتيه بأن"هذه الحرب هي آخر الحروب مع إسرائيل" وأن "99% من أوراق الحل بيد أمريكا"،بل كان يؤمن بأن"السلم"و"التسوية"يمران عبر طريق السلاح والتوازنات الفعلية على الأرض،لا عبر العواطف والمبادرات الرامية إلى"كسر الحاجز النفسي"كما تصوَر الرئيس السادات عبر زيارته لإسرائيل يوم19تشرين الثاني1977،ليُصدم في أيلول العام التالي أثناء مفاوضات كامب دافيد بذهنية سياسية إسرائيلية (لما حاول تذكير محاوره رئيس الوزراء الإسرائيلي بيغن بأنه قدَم عبر مبادرته"ما لم تحلم به إسرائيل طوال ثلاثين عاماً")لا تعترف إلا بتوازنات الوقائع الفعلية على الأرض من خلال رد بيغن عليه بأنه في السياسة"الورقة تفقد قيمتها بعد وضعها على الطاولة". تكرر هذا مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في يوم توقيع اتفاقية أوسلو13أيلول1993بحديقة البيت الأبيض لما مدَ ابن القدس يده مبادراً( بعد التوقيع ) لمصافحة إسحق رابين ابن المهاجرين اليهود من بولندا إلى فلسطين وأحجم هذا الأخير أمام عدسات الكاميرات،في مشهد رمزي يشي عملياً بما تم في المفاوضات التي جرت بمنزل منعزل من ضواحي أوسلو،لما قدَم الفلسطيني الكثير مقابل وعود بمفاوضات حول"مواضيع الحل النهائي" ،ما يشبه شراء السمك وهو في البحر،حتى قام شارونالذي ردَ في اليوم التالي على مبادرة قمة بيروت العربية للسلام عام2002 باجتياح الضفة الغربيةبعد عقد من الزمان من ذلك بتدمير كل نتائج (أوسلو)بما فيها كل مؤسسات"السلطة الفلسطينية"بعد أن فكَر عرفات،عبر( الانتفاضة الثانية )الآتية إثر شهرين من فشل مفاوضات كامب دافيد الثلاثية بين كلينتون وباراك وعرفات بتموز2000، بالمزاوجة بين ( العنف ) و( السياسة )،كما كان يفعل بن غوريون بالأربعينيات قبل 15أيار1948ضد العرب،مستخدماً منظمة( الهاجانا )بشكل مباشر،ومنظمتي( الإرغون ) و ( شترن ) ضد العرب والبريطانيين بطريقة غير مباشرة. ربما كانت تلك الثنائية بين السلاح وغصن الزيتون، والتي أشار إليها عرفات بخطابه في الأمم المتحدة عام 1974،هي طريق كل حركة سياسية تسعى إلى بناء دولة أو استعادة كيان أو أرض ،كما حصل في فيتنام والجزائر،إلا أن( أوسلو ) لا تقود إلى ذلك، وإن تمَ هذا تحت خيمتها فهو محكوم عليه بالفشل والخسران،كما كان مصير( الانتفاضة الثانية )،لينقسم العمل الفلسطيني،بعد وفاة الزعيم ياسر عرفات ،إلى ثنائية لا تلتقي تعبِر عن انفصال هذين الحدَين،بين ذهنية سياسية تشبه تلك التي كانت عند الرئيس السادات لدى "السلطة الفلسطينية"،وبين قوة عنفية عند(حماس)لا تملك ذهناً سياسياً موازناً أو قادراً على تثمير العنف أو السلاح. في هذا الإطار ،دخل (الموضوع الأميركي)كعامل محدِّد ل ( الاعتدال) و( التطرف ) منذ سقوط بغداد في يوم9نيسان2003،وتداخل مع(الموضوع الإسرائيلي)،وخاصة بعد مرحلة انتقالية كان فيها التحالف الأميركي- الإيراني قائماً في مرحلتي غزو واحتلال العراق حتى انفكَ تحالفهما في شهر آب2005 مع استئناف طهران لبرنامج التخصيب النووي،ليصبح المشهد مكتملاً،وخاصة منذ حرب تموز2006 ، باصطفافاته واستقطاباته، التي شملت عموم المنطقة من طهران إلى القاهرة ، بين( معتدلين ) يؤيدون أو يتلاقون أو يقبلون الوجود الأميركي بالعراق وأجندات تعلنها واشنطن للمنطقة أو سياسات ترسمها ضد أنظمة إقليمية معينة وأحزاب وقوى مسلحة متحالفة مع تلك الأنظمة،وبين (متطرفين) يمكن تسميتهم ( مقاومين ) أو ( ممانعين ) يرون أنفسهم في اصطفافات تمتد على مساحة إقليم الشرق الأوسط ضد الأميركي في العراق(ولو ظل بعضهم يرعى حلفاء له في بغداد هم حلفاء ومتعاونون مع الأميركي في الآن نفسه،مثل إيران في علاقتها مع آل الحكيم وحزب الدعوة )وضد أنظمة عربية متحالفة مع واشنطن وضد منظمات أو تحالفات ببلدان عربية عديدة ترى نفسها في الطرف الآخر تجاه(المقاومين)و(الممانعين). تأتي مآزق هذا الاعتدال العربي ،الذي يشمل أنظمة وقوى واتجاهات سياسية عربية هي خارج السلطات الرسمية،من واقع التحالف العضوي بين واشنطن وتل أبيب،وخاصة بعد تعثرات المشروع الأميركي بالمنطقة بالسنوات الثلاث الماضية بدءاً من العراق،وهو ما دفع واشنطن لتأييد حرب إسرائيل على لبنان في صيف2006 بوصفها"آلام مخاض ضرورية لولادة شرق أوسط جديد"،على حد تعبير الوزيرة رايس بالأسبوع الأول من تلك الحرب، بعد أن تعثرت ولادته في أرض الرافدين واستعصت(في مشهد هو بخلاف مشهد حرب عام1991لما كان تأييد ثالوث الرياض- القاهرة- دمشق للتحالف الدولي بعد الغزو العراقي للكويت مؤدياً إلى فاتورة قدمتها واشنطن تمثلت في ضغط أميركي شديد على إسرائيل لكي تذهب إلى مؤتمر مدريد) ،الشيء الذي يتكرر في هذه الأيام مع حرب إسرائيل على قطاع غزة بتأييد أميركي صريح، في محاولة أخيرة من الإدارة الأميركية الراحلة في فترة الانتقال لاستخدام العامل الإسرائيلي ، الساعي إلى ردِ اعتباره بعد فشله في حرب2006،من أجل قلب الطاولة على التحالف الرباعي = طهران- دمشق- حزب الله- حماس عبر ضربه في حلقته الضعيفة،كنوع من المدخل إلى إنشاء مشهد شرق أوسطي جديد يعاكس الذي نشأ في عموم المنطقة،وفي هذا الموضع أو ذاك ،على إثر نتائج حرب تموز. هذا التحالف بين ( الأميركي ) و( الإسرائيلي ) يقود منذ سنوات عدة إلى انفلات الموضوع الفلسطيني من أيدي المعتدلين العرب،وسط تغوُل إسرائيلي بتأييد أميركي على الفلسطيني، ما يضع" السلطة الفلسطينية " في موقع ضعيف ومعزول فلسطينياً و عربياً و إسلامياً على الصعيد الشعبي،وهو شيء يصيب بآثاره كل مؤيد أو راغب في "التسوية"مع إسرائيل من العرب سواء كان في الأنظمة الرسمية أو خارجها،فيما استطاع ( التحالف الرباعي ) أن يما هي ( المقاومة ) و( الممانعة ) ضد إسرائيل به و أن يخرج المعتدلين العرب من دائرتهما على الأقل إعلامياً ومعنوياً ،وهناك الكثير من المؤشرات على أن هذا حاصل في عيون الكثيرين بالشارع العربي بين الرباط والبحرين.أيضاً،فإن هذا التحالف العضوي بين أميركا و إسرائيل يجعل المعتدلين العرب في حالة انفصال مع غالبية واضحة في الشارع العربي ترى نفسها في حالة كره شديد للسياسة الأميركية،يعادل الذي تحمله ضد إسرائيل،ما يجعل بعضهم في حالة قريبة من حالة نوري السعيد بالخمسينيات في فترة ما بعد حرب السويس تشرين أول- تشرين ثاني1956التي شاركت فيها حليفته بريطانيا بالتحالف مع إسرائيل ضد مصر ،والتي أدت هزيمة بريطانيا فيها إلى نتائج لم تقتصر على رئيس الوزراء أنطوني إيدن في(10داونينغ ستريت) وإنما أيضاً إلى انعكاسات كان أحد مسارحها في بغداد يوم14تموز1958. =======================================================
تنويه في العدد العاشر من "طريق اليسار" شباط 2009 وقع خطأ في إخراج النص الشعري "غزة المقاتلة" مما يجعل قراءته غير موفقة وذلك بسبب من ربط أشطر بعض الأبيات بأشطر لأبيات ليست لها. فصار لزاماً أن يعاد نشر القصيدة بعد تصحيح إخراجها . ونتقدم إلى القارئ الكريم باعتذارنا عن ذلك هيئة التحرير
مدينةَ الصَّبرِ لا مسّتكِ أرزاءُ فللبطولات منكِ اليوم أصـــداءُ حكايةً للعصور الحقُّ يكتبُها: قـتلٌ وفـتك وإحـراق وأشــــلاءُ لقد أباحوكِ أياماً مروِّعةً فالعينُ تدمع والأكوانُ ظـلمـــاءُ وحاصروكِ بلا عون ولا مددٍ فلا دواءٌ ولا خبزٌ ولا مــــــــاءُ من لم يمتْ جائعاً قد مات من ألمٍ ومن تجنَّبَ ناراً غالـه الــــــدَّاءُ براً وبحراً وجواً أمطرتْ حِمماً على المدينةِ والشَّّـماء عـــــزلاءُ صارت قبورا وفي أحشائها جثثٌ وأعين العرب العرباء عــميـــاءُ! من بين أنقاضها قامتْ تقاتلهم يا للضحيِّة رغم الموت بســْـلاءُ! هي الأبيّةُ لا خوف يزحزحها تَظلُّ صامدةً والـكلُّ أعــــــــــداءُ مرحى لغزةَ عنواناً لمرحلةٍ تُجـلى الحقائقُ فيها فهي غــــرَّاءُ آه لمفجوعةٍ والطفلُ في يدها شِلْوٌ تمزَّقَ والأشلاءُ ســــــوداء! حزنٌ تجمَّد دمعاً في محاجرها والقلبُ محترقٌ والعزمُ مضّـــــاءُ تبا لطاغوتهم يشتدُّ مظلمةً وللطواغيتِ ألقابٌ وأسمـــــــــاءُ والبندقيةُ صوتُ الحقِّ نعرفهُ فلن يكونَ لغير الحقِّ إصغــــــاءُ فيا قطاعُ قطعتَ العهدَ في شَمَمٍ ألاّ يعود من الباغين أحيــــــــــاءُ حقٌّ تفجَّرَ صاروخاً وقنبلةً دون التكافؤ في حربٍ كما شاؤوا هذا الصمود أساطيرٌ يسطِّرها فوارسٌ ألفوا الهيجا أشــــــــدّاءُ من أينَ سيِّدة البلدان جئتِ بما سطَّرتِ من مُعْجزٍ والحرب إفناءُ دمٌ تكلَّمَ بالفصحى فيا عرباً لو تقرؤون سطوراً فهي حمــراءُ لو كان فيكم نظيفٌ هبَّ مندفعاً لنصرةٍ لأخٍ مسَّتهُ ضــــــــــــرّاءُ بالسيفِ يُؤخذُ حقٌّ لا بمسحِ لحىً والخائبونَ لهمْ ذلٌ وإخْســـــــــاءُ غداً سنسمعُ صوتَ النصرِ منطلقاً تُطبِّقُ الأرضَ من فحواه أنبــــاءُ هانوي أنت بهذا العزمِ باقية ً والبغيُ منهزمٌ والحقُّ وضّــــــاءُ ======================================================================= صمدت غزة.. وانتصرت سعيد عبد القادر
في محاولة بائسة بدأت إسرائيل بتاريخ 27 / 12 /2008 عدوانها على قطاع غزه في محاولة لرد اعتبارها بعد هزيمة 2006 في لبنان, وبهدف ضرب حماس وإخراجها من الحياة السياسية. و منع إطلاق الصواريخ على المناطق المحتلة الخاضعة لإسرائيل وخلال /22/ يوماً ورغم الإرهاب الذي لم ير العالم المعاصر أو يسمع مثيلا له، والذي ذهب ضحيته ألوف الأطفال والنساء والشيوخ بأشكال من القتل مروعة ودنيئة وجبانة, رغم كل ذلك صمدت غزة التي فقدت خلال العدوان أكثر من /1325/ شهيدا و/5430/ جريحا نصفهم من الأطفال والنساء وبعد أن دمرت إسرائيل حوالي /30/ألف منزل وعشرات المؤسسات الحكومية ودور العبادة من مساجد وكنائس وضربت مقرات الأونروا التابعة للأمم المتحدة خلال وجود بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة معلنة عن استهتارها بكل القيم والمبادئ الإنسانية .. واستخدمت الأسلحة المحرمة دوليا كالفوسفور الأبيض واليورانيوم المنضّب وجربت أسلحة أمريكية فتاكة أخرى وأشركت في هذا العدوان المجرم كافة صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية, في محاولة لإسكات المقاومة أو إيقاف الصواريخ التي تطلق على أراضيها وتأمين أي نصر يعيد لجيشها جزءا من هيبته التي فقدها في حرب تموز /2006/. رغم كل الإجرام الذي نفذه الجيش الإسرائيلي لم يستطع تحقيق أي من أهدافه المعلنة أو غير معلنة. مما اضطره إلى إعلان وقف القتال من طرف واحد حتى لا يدخل في مفاوضات مع حماس تظهر عجزه وضعفه. واستمرت المقاومة بضرب المناطق المحتلة بالصواريخ ليوم آخر بعد قرار إسرائيل وقف إطلاق النار, ثم اتخذت قيادة المقاومة قرارا بوقف إطلاق النار لماذا نفذ العدوان- ما هي أهدافه المعلنة أو غير المعلنة – ما هي عوامل الصمود- ثم ما هي الآفاق؟ هذه الأسئلة بدأت تطرح خلال وبعد العدوان وكانت ولا زالت الإجابات عليها تنسجم ومواقف القوى والتيارات المختلفة من العدوان. وهي نفس الإجابات التي كانت تظهر بفترة العدوان على لبنان/2006/ التي نذكرها جيدا. كان من الواضح أن إدارة بوش ترغب في تحقيق انتصار يساعد على تغيير واقع المنطقة. وهذا ما رغبته أيضا عدد من الدول العربية وخصوصا مصر والسعودية. التي ترى أن عودة دورهما الإقليمي يتطلب تدمير قوى المقاومة. ولأول مرة تعلن إسرائيل أثناء تنفيذ العدوان على إحدى الدول العربية أن هناك عددا من الأنظمة العربية طلبت تدمير المقاومة بغزة وإنهاءها. والغريب أن أحدا من الأنظمة العربية لم ينف هذا الخبر مما يؤكده. وقد عملت كل من مصر والسعودية على تأجيل ورفض مؤتمر القمة حتى أنهت إسرائيل عدوانها كما منعت مصر تقديم أية مساعدات فعلية لغزة طيلة فترة العدوان وبالإضافة للأهداف المعلنة للعدوان والتي حددناها في بداية المقال نرى أن الأهداف غير المعلنة تتمثل في – زيادة الانقسام في الصف العربي الرسمي والشعبي بهدف زيادة ربط دول التخاذل"؛ الاعتدال" مع إسرائيل - تعميق الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وخصوصا بين حماس وفتح لتكريس الانقسام بين غزة والضفة الغربية - عزل حماس عن باقي المنظمات الفلسطينية في غزة بهدف الدفع لصدامات مسلحة بين الفلسطينيين- حماس والجهاد من جهة وباقي المنظمات من جهة أخرى - استعداء أهالي وسكان غزة على حماس.بعد تجويعهم وقتلهم - تأمين رأي عام مؤيد لاتخاذ قرارات ضد المقاومة على أبواب وصول الإدارة الأمريكية الجديدة يسمح لإسرائيل فرض شروطها على دول الجوار العربي لقد تأكد حتى الآن أن غالبية الأهداف المعلنة قد تحطمت على أرضية صمود المقاومة. فلم تستطع إسرائيل ضرب المقاومة وإسكات صواريخها التي استمرت في الانطلاق حتى بعد قرار إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد, وظهر تعاون وتنسيق من كافة فصائل المقاومة في قطاع غزة وشكلت قيادة ميدانية نسقت العمل فيما بين الفصائل ,انعكس ذلك في تضامن واسع وانسجام كامل بين المقاومة وأهالي غزة التي بقيت روحهم المعنوية عالية رغم كل الإجرام والدمار الذي ألحقته بهم القوات الإسرائيلية, وجرى تعاطف فلسطيني كبير مع المقاومة في كل مناطق التواجد الفلسطيني مناطق/48/ بشكل ملفت وهام وفي الضفة الغربية و مناطق الشتات الفلسطيني أي أظهرت حالة فلسطينية جديدة وضاغطة سيكون لها تأثيرها اللاحق إذا استطاعت قوى المقاومة الحفاظ عليها وتوظيفها بشكل مفيد. ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي هوجمت سفارات مصر في العديد من الدول العربية والأجنبية.وظهر الخطاب العربي المتخاذل"؛ المعتدل" بأضعف حالاته وغير متماسك مطلقا.وعناصر الكذب فيه واضحة بشكل مخجل. وظهر اصطفاف جديد في النظام العربي شكل مؤتمر الدوحة أحد مكوناته الإيجابية الداعمة للمقاومة.والمقلقة جدا بالنسبة لإسرائيل ولقوى التخاذل؛ "الاعتدال" التي ظهرت منعزلة تماما عن الشارع العربي وحتى عن العديد من الأنظمة العربية, شكل العدوان على غزة عاملاً آخر من عوامل تحريك الشارع العربي.باتجاه إعادة الحياة ثم المبادرة إلى حركة التحرر العربية بظروف أفضل وأوضح بكثير من سابقاتها. وانتهت مقولة الصراع المذهبي-الشيعي والسني- التي عملت عليها طويلا كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة بالتعاون مع إسرائيل وأنظمة التخاذل العربي وهرب ملك السعودية إلى المصالحة العربية التي حاول أن تكون شكلانية للخروج من العزلة الخانقة...في مؤتمر القمة بالرياض. ويعود كل ذلك لـ: - استعداد المقاومة للتصدي للعدو ودراسة كافة الأعمال المتوقعة للعدوان بشكل لم يستطع العدوان أن يوقف إطلاق الصواريخ رغم كل الظروف العسكرية الصعبة للإطلاق. ولم تستطع القوات الإسرائيلية جر المقاومة لحرب مكشوفة وبالعكس فإن المقاومة أوقعت القوات الإسرائيلية في عدد من المصيدات كانت المقاومة قد نصبتها مسبقا. وأيضا لم تستطع القوات الإسرائيلية الدخول إلى الأحياء في مدن غزة خشية من الاشتباك مع المقاومة. وهكذا فقد استطاع التخطيط المسبق تحقيق الانتصار على العدو بمنعه من تحقيق أهدافه في الاحتلال الكامل لغزة. وساعد على ذلك كما ذكرنا توحيد عمل المقاومة. وتضامن سكان غزة معها - ولعب الإعلام دورا هاما ورئيسيا في المعركة فقد نقلت الفضائيات بشكل مباشر ودائم وطيلة أيام ما يجري في غزة وخصوصا القصف الهمجي الإسرائيلي على سكان مدن غزة العزّل والدمار الذي لحق بالأبنية السكنية وبدور العبادة...الخ ونقلت أيضا صمود وصلابة سكان غزة وتضامنهم واندماجهم المطلق مع المقاومة. ونقلت أيضا مظاهرات التأييد، التي انطلقت من كل المدن والعواصم العربية والتي سمحت السلطات العربية بنقلها وأيضا المظاهرات التي تمت في بلدان العالم الأخرى.لقد أعطى التضامن العالمي سلاحا قويا لسكان غزة المحاصرين في مقاومتهم لـلاحتلال. - ولعب الرأي العام العالمي المحتج على العدوان والمتضامن مع غزة دورا هاما في الانتصار ، لقد ساعد الإعلام على إثارة الرأي العام الأوربي ضد إسرائيل لأول مرة وكان تحركه ملفتا, ولعبت المظاهرات دورا كبيرا في زيادة التبرعات المقدمة لغزة من مختلف دول العالم ومنظماته. - التعاون الكبير الذي ظهر بين التيارات السياسية المختلفة يسارية وقومية ودينية، فقد تشاركت هذه التيارات كلها في أعمال التضامن والتحرك الجماهيري مما ساعد على إشراك أقسام واسعة من الرأي العام في أعمال التضامن والتظاهر والدعم للمقاومة. وعملت هذه التيارات على ثلاث نقاط رئيسية تعتبر برنامج إعادة الحياة لحركة التحرر وقواها الفاعلة وتتلخص في : الموقف الواضح من المقاومة ومن الاحتلالات المختلفة.والتأكيد على دور الشعوب في نجاح المقاومة .والتداخل الكبير بين نجاح المقاومة وبين إطلاق الحريات السياسية للشعوب. فقد بدأت تظهر تماما أن القضية الوطنية والقضية الديمقراطية توأمان ومن يريد المقاومة والحرية عليه أن يتبنى شعار الديمقراطية لأن خنقها يعتبر خيانة وطنية. الموقف الواضح من الإمبريالية الأمريكية, فقد أحرقت كل المظاهرات التي انطلقت الأعلام الأمريكية وهاجمت السفارات الأمريكية ،فالإمبريالية الأمريكية هي المسئولة بشكل مباشر عما يجري ونرى أنه يجب أن يتطور الموقف منها بشكل لا يجعله مقتصرا فقط على الجانب الوطني وإنما المطلوب أن يشمل الجانب الاجتماعي الاقتصادي ،وهو الأخطر وهو الذي سيبقى في حال التغافل عنه حصان طروادة الخطر. وهو الذي سيمنع أي تطور لاحق لبلادنا وأمتنا العربية. شكل التحالفات التي تؤكد عدم إلغاء الآخر واحترام الآراء والأفكار المختلفة وتحديد مهام التحالف. لقد أثبتت الحياة أن الانتقال من الأحادية وإلغاء الآخر واحتكار السلطة إلى المقاومة و التعددية هو الأساس في التكون اللاحق لحركة تحرر فاعلة ومنتصرة . - نرى أن المطلوب الإسراع لتحقيق وحدة وطنية فلسطينية على أرضية الانتصار الذي حققه شعب غزة بصموده وعلى أرضية التعاون الواضح في الميدان بين كافة فصائل المقاومة بغزة، وانطلاقا من المقاومة.ونرى أنه من المفيد تهيئة الأجواء القادرة على إيقاف المهاترات الهادفة إلى تكريس الانقسام. وبعد وقف إطلاق النار ما هي الآفاق؟ إذا كانت إسرائيل قد فشلت في تنفيذ أهدافها بالعدوان العسكري على غزة فهي تعمل جاهدة على تنفيذ هذه الأهداف بالطرق غير العسكرية. وجاءت نتيجة الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة لتوصل قوى معروفة بإجرامها إلى السلطة وتهدف إلى فرض منطقها على الإدارة الأمريكية الجديدة. مستفيدة من الموقف العربي المتخاذل والمبعثر وهكذا يمكن أن نشاهد أعمالاً عدوانية جديدة تحقق لإسرائيل ما عجزت عنه في عدوانها الأخير..وهذا يتطلب استمرار التعبئة والحشد لتأمين أكبر قدر من التضامن مع الشعب الفلسطيني. =========================================================================
اليسار وإنقاذ الرأسمالية شريف حتاتة*
لا أحد يعلم إلى أين يُمكن أن تقودنا الأزمة الاقتصادية الحالية التي نتجت من السباق المحموم نحو مضاعفة الأرباح الذي انساقت فيه الرأسمالية المالية منذ أن فرضت هيمنتها على الاقتصاد العالمي. ففي كل يوم تنهال علينا الأخبار عن انهيار شركات كبرى للائتمان، أو مصارف عملاقة مثل «بنك أميركا» أو «سيتي غروب» أو «بنك أسكوتلندا» أو غيرها، عن أزمات طاحنة تُعانيها شركات الاستثمار العقاري، والمقاولات، وشركات إنتاج السيارات، وتنبؤات بانهيار مئات المنشآت في الولايات المتحدة الأميركية واليابان وإنكلترا وفي بلاد أخرى كثيرة. في ظل هذه الأزمة يفقد مئات الآلاف بل الملايين من الرجال والنساء عملهم لينضموا إلى جيوش العاطلين في كل البلاد ومنها مصر. أصبح الكساد كلمة متداولة عند وصف الحال في بلاد الاتحاد الأوروبي، أو اليابان، أو أميركا، أو روسيا، أو حتى في الصين. هذا علماً بأن وسائل الإعلام المملوكة للشركات المتعددة الجنسية لا تهتم بالحديث عن الكساد الذي تُعاني منه بلاد الأطراف، أي الجنوب وفقاً للمصطلح الذي حل محل ما كان يُوصف بالعالم الثالث. في البلدان كافة يفقد العاملون الكثير من المكاسب الاجتماعية التي حصلوا عليها ليتأكد التطور الذي بدأ منذ انهيار ما أطلق عليه «المعسكر الاشتراكي»، وتراجع الحركات الديموقراطية والوطنية. في كل يوم يُعاني الناس في بلادنا من تفاقم صعوبات المعيشة، من ارتفاع أسعار السلع والخدمات، من البطالة، من سياسات التخصيص في التعليم والصحة. تلك الصعوبات التي من المؤكد أنها ستتضاعف خلال الفترة المقبلة. هذا على رغم أن الأزمة لم تصل بعد إلى مداها، ذلك المدى الذي من المنتظر أن تصل إليه خلال السنة الحالية أو بداية السنة المقبلة، حيث يتوقع البعض أن يحدث نوع من التحسن في الأحوال بعد هذا التاريخ الواضح مما يحدث أن الشعوب هي التي تدفع ثمن الجشع الرأسمالي الذي انطلق بلا حدود، وبلا كوابح من الحكومات اليمينية المختلفة التي سيطرت على السياسات منذ أن دخل النظام الاقتصادي العالمي في مرحلة العولمة. الشعوب هي التي تدفع الثمن نتيجة استشراء البطالة، وتقلص أو زوال الضمانات والخدمات الاجتماعية، والسلع المدعمة من الدولة، ونتيجة انخفاض الأجور. تدفع ثمنه أيضاً لأن أموالها المدفوعة في الضرائب، أو المدخرة في الائتمان، والتأمين، والبنوك هي التي ستنفق لنجدة المشاريع الرأسمالية المنهارة ومؤسساتها. الرأسمالية تلهو، وتتوحش، وتقيم القصور، وتُسافر في اليخوت، وتُبعثر النقود في الحفلات والأعراس، وتشن الحروب، وتصنع البؤس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وتفرض القمع السياسي، تلك العوامل مجتمعة التي تصنع التربة المناسبة لنمو الإرهاب واستشرائه، ثم تُطالب الشعوب بإنقاذها، وتقتطع من لحم وعرق حياة الرجال والنساء والأطفال في سبيل ذلك. يطرح علينا ما يحدث الآن تساؤلات مُرة. يطرح على اليسار بالذات تساؤلات ينبغي الإجابة عليها. هل المطلوب الآن أن نكتفي بالفرجة على الرأسمالية وهي تُعاني من تقلصاتها؟ فاليسار طوال عمره معارض لها أو على الأقل معارض للرأسمالية الاحتكارية الكبرى، معارض للشركات العابرة للأوطان وسياساتها. يسعى إلى التقليل من غلوائها، إلى كبح استغلالها، وإلى أن ينتقل إما من طريق ثورة شعبية وفقاً لرأي البعض، أو من طريق التطور الديموقراطي الجماهيري في المجتمع وفقاً لأكثر تياراته، إلى نظام ديموقراطي حقيقي ينتقل في المستقبل البعيد إلى نظام اشتراكي بدلاً من نظام يفرض مصالح أقلية ضئيلة على مصالح الأكثرية الساحقة من الكادحين من الناس. مع ذلك من الواضح أن انهيار النظام الرأسمالي العالمي يجلب الآن، وسيجلب في المستقبل كوارث تشمل جميع سكان الأرض. في هذه الأيام تُصاب الرأسمالية بأضرار جسيمة لا شك، على رغم محاولات الإنقاذ التي تتركز عليها، على أهم وأكبر مؤسساتها بالطبع. لكن الشعوب هي التي تتحمل وستتحمل العبء الأكبر للمصائب التي تشمل بلدان الأرض كافة. هذا بسبب تشابك المصالح الاقتصادية وشمولها في إطار نظام عالمي يتأثر به الناس جميعاً في حياتهم. الحقيقة إذن هي أننا جميعاً شعوب كادحة، ورأسماليون ليست لنا مصلحة في انهيار الرأسمالية، في حدوث كساد شامل وعميق يدوم سنوات، في إفلاس مئات الآلاف من المؤسسات الرأسمالية. بمعنى آخر يعني هذا أن مصلحة الشعوب في المرحلة الحالية هي أن تحول دون أن يحدث الكساد، من دون أن ينهار النظام الرأسمالي القائم الآن، بل أن تُساهم في إنقاذه. هذه هي الحقيقة المُرّة التي أصبحت تُواجهنا جميعاً بما فيها من ينتمون إلى اليسار . المساهمة في الإنقاذ لها بالطبع شروطها. أن تتم تعديلات في طريقة سريان الرأسمالية واتجاهاتها، في النظم التي تعمل في إطارها، أن تُفرض عليها شروط من طريق التحرك الجماهيري والتشريعي، من طريق الضغوط التي يُمارسها المواطنون والمواطنات في كل مكان. لذلك أصبح على اليسار أن يعيش مفارقة غريبة فهو التيار المناهض للرأسمالية، لكن عليه في الوقت نفسه أن يفكر في الوضع القائم الآن، وفي السياسات التي ينبغي أن يُحددها أثناء هذه الفترة، عليه أن يُساهم بتفكيره وسياساته وتحركاته في إنعاش الاقتصاد الرأسمالي مع فرض القيود اللازمة لتغيير الاتجاه الذي سار عليه. أن يبذل جهوداً جدية لدراسة الأوضاع القائمة حالياً وتأثير الأزمة عليها، أن يخرج بسياسات واقتراحات وإجراءات تتناسب مع الأزمة الشاملة التي انقضّت علينا، والتي يعم تأثيرها علينا جميعاً. هذا الطريق يطرح تساؤلات أخرى. إن كان على اليسار أن يسعى لتدعيم الاقتصاد، وأن يتقدم بسياسات ملائمة تتمشى مع هذا السعي، إن كان من المطلوب أن تتضمن هذه السياسات اقتراحات وخطوات وشروطاً تحمي مصالح أفراد الشعب على قدر الإمكان، تحمي مصالح العمال والفلاحين، والموظفين، والحرفيين والمثقفين والفئات المتوسطة في المجتمع وتحول دون انهيار الرأسمالية وحدوث كساد عميق طويل الأمد، كيف يُمكن ضمان التوازن المطلوب بين الطرفين؟ هل معنى هذا أنه ليس شرطاً أن يكون كل تحرك جماهيرياً، كل اعتصام أو إضراب مفيداً ومحققاً لمصالح المشاركين فيه؟ هل يتطلب هذا تحديد القوى الأخرى التي ينبغي التعاون معها في دراسة الأوضاع، وبلورة السياسات الملائمة لمواجهتها، هل يحتاج إلى تحديد التنسيق الذي يُمكن أن يقوم بين القوى السياسية والاجتماعية المختلفة حيث إن الأزمة ستصيب الجميع، وإن الكارثة ستعم؟ هل يُمكن التفكير في تعاون مع قوى لم يكن في ذهن اليسار أن يتعاون معها من قبل بما فيها السلطة أحياناً أو أجزاء منها أو مع رأسماليين كبار في بعض مواقفهم؟ هل يعني هذا إقامة تحالفات حتى مع بعض من كان يُعارضه؟ الوضع ليس سهلاً والإجابات على هذه التساؤلات تحتاج إلى مرونة وجهد، هذا إن كانت تساؤلات تحتاج إلى أن نهتم بها بدلاً من أن نُلقي بها في سلة المهملات. إنها تتطلب أن تُدرك الأطراف المعنية مدى المخاطر التي تهددها، وأن يدفعهم هذا إلى التخلص من مواقف سابقة لا تصلح لمواجهة المخاطر التي أصبحت تلوح من قرب . أعرف أن هناك «نيراناً صديقة» قد تُوجه إليّ لكن بعد سنين طويلة في اليسار، وفي هذه المرحلة من العمر لم يعد هذا يهم. كاتب مصري المصدر: http://www.ahewar.org/ ========================================================================= زمن الشعوب! منصور الأتاسي
تضاربت الأخبار الواردة من محكمة العدل الدولية عن استدعاء أو تأجيل استدعاء الرئيس السوداني عمر البشير إلى المحكمة الدولية بتهمة ارتكابه جرائم ضد الإنسانية وخصوصا في دارفور . وها هو يتم استدعاؤه فعلاً! وهو الرئيس العربي الرابع التي تتم تصفيته أو الذي يراد تصفيته أوتجميده بعد الرئيس صدام حسين الذي شنق رغم أنه أسير حرب و ياسر عرفات الذي حوصر في المقاطعة حتى توفي أو قتل وبعد الرئيس اللبناني إميل لحود الذي عزل عربيا ودوليا حتى انتهت ولايته والآن جاء دور عمر البشير .. وهكذا وفقط في المنطقة العربية يتم الإجهاز على الرؤساء غير الموالين للإدارة الأمريكية أو الرافضين تفتيت المنطقة واحتلال بلادهم... يتم كل ذلك بموافقة غالبية ما تبقى من رؤساء وملوك عرب ليعبر هذا الإجراء عن واقع النظام العربي المنهار وعن مدى التفكك الموجود والذي يؤشر للمستقبل التي تؤكد كل احتمالاته أنه غير مطمئن... طبعا إن كل الأنظمة العربية أو غالبيتها المطلقة هي أنظمة استبدادية قامعة لشعوبها محتكرة للسلطة التي أصبحت المصدر الأساسي للثروة. لا تعترف بحقوق الإنسان ولا بالإنسان الذي يعتبر أرخص سلعة في منطقتنا العربية وتمنع قيام أي معارضة... إلى ما هنالك من الصفات التي يتميز بها النظام العربي الفريد... ونحن على يقين أن التاريخ القريب سيحاسب هؤلاء الزعماء الذين أذلّوا شعوبهم وجوعوهم والتغيير أمر ضروري وملح...وهذا التقييم يشمل أيضا بعض الرؤساء الذين ذكرناهم...فبعضهم له تاريخه الحافل باضطهاد شعبه وبقتل معارضيه ولكن ميزة من أعدم أو حوصر أو عزل أومن تمت إحالته إلى المحكمة الدولية أنهم قاوموا الوجود والاحتلال الأمريكي والإجرام الإسرائيلي ولم يوافقوا على استباحة بلادهم. لذلك أبعدوا بالطرق الإجرامية المعروفة .
وما تبقى من الرؤساء والملوك العرب وخصوصا "المعتدلين" منهم حافظوا على مراكزهم (ورؤوسهم) بسبب التخاذل . بعد أن نصبت أمريكا حكومة موظفين تابعين لها جاءوا معها إلى العراق، وأصبح أبو مازن في فلسطين اللاهث وراء إسرائيل لاستجداء السلام. ولكن قوة المقاومة اللبنانية منعت أصدقاء أمريكا في لبنان من تعيين رئيس لبناني شبيه بأبو مازن . يتم كل هذا الإجرام والضغط تحت شعار استخدمته أمريكا كثيرا وهو اقتلاع الاستبداد ونشر الديمقراطية. والشعار جميل وله شعبية كبيرة عند شعوبنا العربية ونخبها المتطلعة للتغيير والانعتاق .ولكنه عند الحكومة الأمريكية والعديد من أصدقائها الأوربيين يبقى شعارا سرعان ما ينسف إذا لم يحقق مصالحها وسياستها والمثال الأوضح تجلى بالموقف من نتائج الانتخابات الفلسطينية التي جرت منذ أعوام وأدت إلى فوز حماس بها. سرعان ما رفضت الولايات المتحدة وإسرائيل النتائج واعتقلت إسرائيل أواختطفت رئيس ونصف أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني لتفقد حماس أكثريتها.ثم طلبت من أبو مازن إقالة حكومة هنية... ورغم مشاركة حزب الله في البرلمان اللبناني وتمثيله بعدد من الوزراء فإنه مسجل على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة ويعتبر سمير جعجع واحداً من كبار الديمقراطيين وفي العراق وأفغانستان وباكستان بلغ عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا بنيران القوات الأمريكية الملايين ويناشد كرزاي في أفغانستان الحكومة الأمريكية التي نصبته رئيسا لأفغانستان يناشدها بالتوقف عن قتل المدنيين وهو الذي يعرض أرقام المدنيين الذين تقتلهم القوات الأمريكية بحجة أنهم مقاتلون يعرض أسماءهم وصورهم التي توضح أنهم أطفال ونساء وشيوخ غير قادرين على حمل أنفسهم وبدعم من الولايات المتحدة تقوم إسرائيل بتنفيذ أعمال إجرامية- لم يشهدها العالم بعد حرب الفيتنام- حيث تقتل المدنيين الشباب والشيوخ والأطفال والنساء وتدمر المنازل والمشافي والمدارس ودور العبادة والبنى التحتية جرى ذلك في لبنان 2006 أمام سمع العالم وبصره وجرى ذلك في غزة 2008 أمام سمع العالم وبصره. ورغم ذلك فإن التقييم هو أن إسرائيل ديمقراطية وغزة تتبنى الإرهاب وحتى يتم حماية إسرائيل تحاصر غزة من البحر القطع العسكرية الفرنسية ومن البر النظام المصري وإسرائيل... عود على بدء: إن من يقتل هو المقاوم إن كان حاكما مستبدا أو مدنيا أو مقاوما للاحتلال ... وإذا اقتصر الأمر على بعض الحكام المشاغبين اليوم فإنه سيشمل عددا واسعا منهم غدا بغض النظر عن اللبوس الجميل الذي تظهره أمريكا اليوم. الحل أمامنا جميعا. كي نحافظ على أوطاننا وثرواتنا الوطنية وحرية شعبنا ونؤمن حداً أدنى من الاحترام أمام النظام العالمي هو أن يتصالح الحكام مع شعوبهم وأن ينتهي الفساد وأن يتم توزيع عادل للثروة فلو كان النظام العراقي متصالحا مع شعبه لما ذبح رئيسه ولما احتل العراق...وهكذا نحن نعرف أن هذه المهمة صعبة التنفيذ على القادة العرب . ولكنها مهمتنا عبر التغيير الديمقراطي السلمي التقدمي الهادف إلى إلغاء استفراد القادة العرب بحكم بلادهم ونحن قادرون على ذلك فالزمن هو زمن الشعوب كما أثبت ذلك شعب لبنان في حرب تموز 2006 وصمود شعب غزة أمام عدوان إسرائيل المدعوم عربيا عام 2008. ====================================================
ليو شتراوس: الأب الفكري للمحافظين الجدد مازن كم الماز
خلافا لكل مزاعم النيو ليبرالية الامتداد النظري للمحافظين الجدد , فإن الأساس الفعلي لصعود المحافظين الجدد لا يشكل على الإطلاق تطورا للعقلانية البرجوازية في فترة الإمبراطورية..فالتنظير الفكري الرأسمالي في فترة نهاية الحرب الباردة و ما بعدها ( منذ صعود ريغان حتى بوش الابن ) شكل قطيعة حقيقية , بل و تمرداً جذرياً , على الأشكال المتأخرة للعقلانية البرجوازية الحداثية..لا ينتمي فكر المحافظين الجدد , الذي يعود الفضل في إحيائه و نشره لشتراوس , إلى نقد ما بعد الحداثة النيتشيوي عموما , بل هو نقد ينطلق من موقف كلاسيكي قبل حداثوي , و ذلك خلافا لكل مزاعم الليبراليين العرب , الذين تحدثوا عموما عن العلاقة الوثيقة بين فكر المحافظين الجدد و مشروعهم العالمي و الشرق أوسطي و بين الحداثة كهدف نهائي للنهضة العربية المعاصرة..على العكس تماما كان هذا الفكر ردة نحو الماضي قبل الرأسمالي باتجاه تشريع و تأسيس نظام شمولي يقوم على خطاب فكري سياسي شعبوي مؤلف من مزيج من الفلسفة و الدين بغرض خداع الناس العاديين و ضمان ولائهم....في الحقيقة كان تنامي نفوذ ليو شتراوس ( 1899 – 1973 ) في الأوساط الأكاديمية الأمريكية علامة هامة على العودة القوية للأفكار المحافظة المعادية لليبرالية لممارسة تأثير مركزي في الفكر السياسي و الاقتصادي الأمريكي منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي..بدأ شتراوس مما اعتبره نقائص الليبرالية التي اعتبرها النتيجة المنطقية للأفكار الفلسفية للحداثة , أي ما يمكن اعتباره نقائص الحداثة نفسها..آمن شتراوس أن الليبرالية , كما مورست في القرن العشرين في الغرب , تشتمل على ميل داخلي نحو النسبية الذي يؤدي إلى العدمية..و اعتبر أن الدولة الليبرالية الألمانية كانت مفرطة في تحملها للشيوعيين و النازيين الأمر الذي أدى في نهاية الأمر إلى تدميرها , و أنها بتحملها للفوضى الأخلاقية قلبت الألمان العاديين ضدها...بعد مغادرته ألمانيا عام 1938 بسبب ديانته اليهودية , حمل معه نفس التقييم للمنظومة السياسية الأمريكية الليبرالية..اعتقد شتراوس أن أمريكا قد وجدت على أساس متنوع , معاصر و كلاسيكي و آخر إنجيلي , و انتقد الاستبعاد الليبرالي للعنصر الكلاسيكي و عمل على إعادة إحيائه عن طريق تبنيه للمثال السياسي الأفلاطوني , في وقت كان الفكر الكلاسيكي عرضة للنقد و حتى الإهمال من المدرسة الوضعية التجريبية السائدة يومها في الفكر الأمريكي..لهذا الموقف أصل أكثر عمقا عند شتراوس , فقد رأى أن الفلسفة السياسية المعاصرة قد اعتبرت متطلبات الفضائل التي وضعتها الفلسفة السياسية الكلاسيكية أرفع بكثير من أن يمكن بلوغها , هكذا تصبح الفلسفة السياسية المعاصرة مجرد مساومة نحو فضائل واقعية لكن أكثر تواضعا و ذلك عندما تقدم أساسا واقعيا لإنجاز إنساني معتدل من الاستقرار و الرخاء...من المشهور عن شتراوس وصفه للحداثة أنها تقف على أرض صلبة لكن منخفضة...من جهة أخرى رأى شتراوس أن الفلسفة السياسية المعاصرة خطرة , لأنها عندما تكشف الحقيقة الرديئة للأخلاق التي يقوم عليها النظام المدني تضعف قناعة الإنسان العادي بهذا النظام , و لذلك ميز شتراوس بين مستويين من إعلان أو تصريح النص الفلسفي , بحيث يجري فهم حقيقة ما يقوله فقط من قبل قلة متخصصة دون أن يفهم من الناس العاديين و بالتالي دون أن يؤثر على قناعتهم و خضوعهم للنظام السائد..لذلك نراه , على العكس من الأكاديميين الليبراليين الذين اعتبروا سقراط شهيدا للفكر , يرى أن إعدام أثينا له كان مفهوما...و رغم أنه اعتبر ماكيافيلي نقطة التحول الكبرى التي قادت إلى الفلسفة السياسية المعاصرة إلا أنه انتقده لأنه صرح عن آرائه للعامة , و انتقد إطاحة ماكيافيلي بالقيم القديمة و دعوته لتشكيل النظام السياسي وفق القيم الإنسانية , الأمر الذي انتهى إلى علوم اجتماعية لا تقوم على القيم الطبيعية , بل في مواجهتها , عندها لن توجد قيم أو لاهوت طبيعي , أو ستبقى دائما موضعا للشك...على العكس من هذه النظرة للإنسان يعود شتراوس إلى تعريف أرسطو للإنسان على أنه كائن سياسي بطبيعته , بالتالي فالسياسة و قيمها الجيدة هي طبيعية , و إذا كانت هناك تراتبية هرمية "طبيعية" لهذه القيم فمن الضروري عندها وجود تراتبية هرمية "طبيعية" بين البشر ( هنا يستخدم شتراوس ذات التبرير الأرسطي للعبودية على أنه نظام طبيعي )..و يستعير شتراوس أيضا موقف أفلاطون المعادي للديمقراطية الأثينية في موقفه من الليبرالية البرجوازية , هكذا كانت أفلاطونية شتراوس سلاحا لتبرير الانقسام الطبقي و انقسام البشر إلى حكام و محكومين من جهة و للدفاع عن الأوليغاركية من جهة أخرى ( أوليغاركية النخبة المالية الاجتماعية , البرجوازية )..أما في سعيه للبحث عن حل للنزعة العدمية لما بعد الحداثة , فقد قرر شتراوس أن يعود إلى الدين كأساس ضروري للفكر اليومي للبشر العاديين , كأساس لخطاب السلطة الشعبوي الذي يعيد إنتاج خضوع الناس لها....هنا يجد شتراوس رده على عدمية ما بعد الحداثة , فأمريكا ليست فقط حالة متقدمة جدا لليبرالية البرجوازية و بالتالي تحمل خطورة عالية "للانزلاق" إلى العدمية , بل أنها قامت , جزئيا , على أساس كلاسيكي إنجيلي و قد مثل هذا الأساس مصدرا لخطاب شعبوي يقبل بالأمر الواقع , لمخرج واقعي لخطر العدمية هذا...و فيما بدت العولمة محصلة لمشروع الحداثة , كان شتراوس معادياً لمفهوم المجتمع العالمي , و اعتقد أن المواطنة العالمية مستحيلة , مثلها مثل الصداقة العالمية , الناس الجيدون هم وطنيون فقط , يحبون وطنهم الأم...هدف مشروع النقد الشتراوسي للحداثة إلى إحياء المثل التي هدمها النقد الحداثي و ما بعد الحداثي , و ذلك وفقا لخطاب شعبوي يقوم على خداع مبرر تماما للجماهير من قبل النخبة و السلطة السائدتين...يحتل الشتراوسيون اليوم مراكز قيادية في معظم أقسام العلوم السياسية و الفلسفة في الجامعات الأمريكية....يكفي أن نذكر بين أتباعه , ولفوفيتز , جين كيركباتريك , جون أشكروفت , فرانسيس فوكوياما , و صموئيل هنتنغتون...هذا يسهل بالتأكيد فهم الأساس النظري لأطروحة هنتنغتون , قبل الحداثية بل و المعادية للحداثة , عن صراع الحضارات.... المراجع : - Leo Strauss , Conservative Mastermind ; Robert Locke , http://www.frontpagemag.com/Articles/authors.aspx?GUID - Profile : Leo Strauss , Fascist Godfather of the Neo-con , Jeffery Steinberg , http://www.larouchepub.com/eirtoc/2003 ================================================
التمثيل السياسي النَّسويِّ معتز حيسو
من البداهة بمكان القول أن التناقضات والإشكاليات التي تعاني منها المرأة عموماً، تحد من انفتاح آفاق التطور الاجتماعي، ذلك لانفتاح التناقضات التي تخضع لها المرأة على الحدود السياسية والثقافية والاقتصادية، مشكلةً ارتداداً نكوصياً، لتتشكل على أساسها راهنياً أشكال ثقافية لنمط ثقافي سائد، بأشكال جديدة تتلبس نسبياً ذات المضمون الثقافي الذي ما زال مسيطراً على أشكال التطور الثقافي والاجتماعي الراهن ومتحكماً به. ومن البداهة أيضاً القول بأن مستويات وأشكال تحرر النساء تحديداً, وأفراد المجتمع بشكل عام يتحدد عليه وعلى أساسه مستوى وشكل التطور الاجتماعي. لذلك يمكننا القول بأن المجتمع الذي تكون فيه حريات الأفراد والمشاركة بالقضايا العامة/ الثقافية، السياسية، المدنية ../ مقيدة، يكون مجتمعاً عصياً على التغيير والتطور بأشكال ديمقراطية سلمية، ليبقى بذلك المجتمع رهينة الخوف من الإنفجارات المجتمعية نتيجة لضغط الأزمة البنيوية، والأزمات الدورية المتعددة الأشكال والمستويات، التي من المرجح بأن لا يكون لها مخرج في المجتمعات المنغلقة ثقافياً وسياسياً، إلا عبر القوى الظلامية / السلفية / التي ترتد بالمجتمع إلى عصور الظلام. إن من نافلة القول بأن النساء هن من يتحمّلن أعباء نتائج التخلف الاجتماعي /على أساس النوع الاجتماعي/ دون أن يعني هذا تجاهل الأزمات التي يعانيها الإنسان في ذات المجتمعات سواءً كان طفلاً أو رجلاّ ، مثقفاً أو جاهلاً، معارضاً أو موالياً... لكن اللافت بأن المرأة المقموعة والمهدورة تمارس الظلم والقمع على قريناتها، و تساهم أيضاً في تكريس ظاهرة الخصاء عند أطفالها، وتربيهم على أساس الهيمنة الذكورية. مما يعني تكريس ذات النمط الثقافي المهيمن لكن بتجليات مختلفة. . دون أن يعني هذا تعميم الحالة.
لكن تبقى نسبة النساء اللاتي تحررن داخلياً وليس على المستوى الظاهري والشكلي محدودة، ولا تشكل ظاهرة عامة، ولا تتعدى كونها فقاعات اجتماعية طارئة سريعة الانفجار، ولكونها طارئة فإن تأثيرها هامشي ومحدود وسريع الزوال، مما يعني استمرار تخلف المرأة واستكانتها لواقعها الاجتماعي الراهن، وترك العمل لحل وتجاوز إشكالاتها التي تعاني منها للرجل، لكن من الهزل بمكان أن يكون الرجل يعاني ذات التناقضات، لنصل إلى تحديد على درجة من الأهمية، هو أن الإنسان غير الحر لا يمكن أن يعطي الحرية لغيره، لذلك فإن المخرج من الدوامة المغلقة يتحدد بداية بالعمل على نقد ونقض ذواتنا من الداخل،لإعادة بناء الذات الجوانية للفرد على أسس وقواعد ومفاهيم إنسانية جديدة متجاوزة لماضيها، مما يعني فتح نوافذ تفكيرنا على الآخرين، من أجل تجاوز الجمود والتحجر الداخلي القائم على رفض ونفي الآخر. قد يتساءل البعض ما علاقة عرضنا بمشاركة النساء السياسية وتمثيلهم السياسي النسبي؟؟ هل تجاوز الإشكاليات التي تعاني منها النساء تحديداً مرهون بمشاركتها السياسية ؟؟؟ أين تكمن أهمية مشاركة النساء في العمل المدني بأشكاله النسوية تحديداً، والعامة، لنشر الثقافة المدنية والعلمانية ؟؟؟. تقودنا هذه التساؤلات وغيرها للقول بأن التناقضات التي تعانيها النساء، لا يتوقف حلها حصراً على النساء ، ذلك بحكم الترابط الجدلي بين كافة التناقضات الاجتماعية التي يعود جذرها لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وتحديداً في المجتمعات المتخلفة التي ما زالت محكومة بالأعراف والتقاليد والمنظومات العقائدية الأصولية / السلفية. وما يؤكد قولنا،هو أن الكثير من الدول تحتوي نصوصها التشريعية على المواد القانونية التي تعترف وتقر بالمساواة أمام القانون والعدالة الاجتماعية وهي متطورة عما يعتمل في الواقع الاجتماعي من تناقضات. ويمكن رد هذه الأشكال من التناقضات بين ما هو منصوص تشريعياً وبين ما هو سائد موضوعياً إلى التخلف الاجتماعي والثقافي، وعدم إدراك ومعرفة الفرد لحقوقه القانونية والدستورية، ويترابط هذا مع تناقض السلطة السياسية بين ما تقره على مستوى التشريع، وبين ما تمارسه عيانياً. ليتعيّن ما نقدمه واقعياً من خلال سيادة وهيمنة التقاليد والأعراف الثقافية التي تكرس التناقضات الاجتماعية الراهنة. مما يعني ضرورة التأكيد على أهمية وضرورة تلاقح وتقاطع المشاركة السياسية النسوية مع النشاطات الثقافية والمدنية الهادفة لتكريس الوعي الثقافي المدني / العلماني، والذي يمكن أن يكون في بعض اللحظات سابقاً للمشاركة السياسية. لأن التمثيل السياسي المقتصر على المستوى الشكلاني لا يمكن أن يكون المدخل لتجاوز أسباب الأزمة. لذلك يجب التأكيد على أهمية وضرورة تطوير المستوى الثقافي ابتداءً بالأسرة, مروراً بأشكال العمل المدني ، وصولاً إلى المشاركة السياسية النسوية . إن البحث في أهمية وضرورة المشاركة النسوية سياسياً تحيلنا إلى البحث في إشكالية أشكال التمثيل السياسي ومضامينه.ذلك لتحديد تناقض وعجز وقصور الممارسة السياسية الرسمية وغير الرسمية في المجتمعات المتخلفة تحديداً، والتي تنعكس بتجلياتها الموضوعية في أشكال الممارسة السياسية على التمثيل السياسي النسوي. إن أول ما يتجلى في هذا السياق هو إن الهياكل والبنى السياسية الرسمية، لم تتجاوز في أشكال ممارستها السياسية الطابع الأحادي القائم على المحاصصة السياسية على أساس المكونات المجتمعية ما قبل الوطنية ،لتندرج مشاركة بعض القوى السياسية المتباينة نسبياً عن الحزب المهيمن،على صياغة القرار السياسي والاقتصادي في الإطار الهيكلي المذكور، بكونها أحد التلوينات السياسية التي تبرر استمرار الحزب المهيمن وفق تمظهرات ديمقراطية شكلانيه. إذ أن المناخ الطبيعي للممارسة السياسية يفترض أن يتحدد في قوننة الحياة السياسية، وإطلاق حرية الممارسة السياسية والمدنية والحقوقية بكونها التعبير الموضوعي عن التباينات والاختلافات التي تعتمل في المجتمع، لذلك فإن تغييب المناخ السياسي الديمقراطي، يبقي المجتمع وفعالياته كافة رهينة للأشكال التي تفرضها القوى السياسية المهيمنة. وأيضاً رهينة للقوى الظلامية التي تعمل على إرجاع الإنسان والمجتمع إلى أكثر الأشكال الاجتماعية تخلفاً، وفق آليات انقلابية عنفية تدميرية. ليغيّب في السياق السياسي القائم على الهيمنة الأحادية، القوى السياسية والمدنية العلمانية. إن ما أوردناه من بسطٍ لأشكال الممارسة السياسية الرسمية، يوضح مدى تشويه الحياة السياسية تحديداً والاجتماعية عمومياً، والذي يمكن على أساسه أن نحدد إمكانيات وأشكال المشاركة السياسية النسوية في الدفاع عن الحقوق النسوية على المستوى القانوني والحقوقي والاجتماعي والثقافي،
من خلال المشاركة في قضايا تشريع القوانين،والحد من تأثير القوى السلفية الظلامية على المرأة، وإدارة البلاد عبر المشاركة في وضع السياسات الداخلية و الخارجية ... ويمكننا أن نجزم بأن المشاركة النسوية في هكذا بنى سياسية واجتماعية، تكون قاصرة إن لم تكن عاجزة، بفعل خضوعها إلى منظومات قيمية وعقائدية / سياسية احتوائية شمولية، دينية سلفية/،وأيضاً بفعل واقع المرأة الكياني / سياسياً، ثقافياً،اجتماعياً، بيولوجياً ./ في سياق تسليع المرأة وتحويلها إلى أداة سلعية للترويج التجاري، وإلى أداة للمتعة والإنجاب، لتبقى مشاركتها على المستوى السياسي الرسمي أحد التلوينات الزخرفية المتحددة على أساس المحاصصة والمحسوبيات.. و محكومة من منظور ذكوري مشرعن دستورياً، فقهياً، لذلك يمكننا طرح التساؤل التالي: إذا كانت مشاركة التشكيلات السياسية والمدنية ... متحددة بأشكال ممارسة سياسية رسمية أحادية شمولية احتوائية، فما هو مدى فاعلية المشاركة النسوية النسبية . لا يمكن أن نشكك بمدى أهمية وضرورة المشاركة السياسية النسوية، لكن يجب أن ترتبط بتحرر المرأة من قمقمها، وتجاوز الأطر والحواجز المعيقة لتطورها دون الفصل بينها وبين الرجل على أساس الجنس، لكن اللافت بأن المشاركة النسوية، تتأطر وتتشكل وتتكون بكونها أحد أشكال وأدوات الممارسة السياسية الرسمية القائمة على الشكلانية الديمقراطية ، تحديداً في البلدان المتخلفة المحكومة حتى اللحظة بعقل قروسطي. لذلك ومن هذه الزاوية، نرى ضرورة التركيز على أهمية الاشتغال الثقافي، المدني، الحقوقي،السياسي،في كافة المستويات الاجتماعية، لإنجاز التحرر الذاتي الداخلي للإنسان،والذي يتحدد على مستواه فاعلية المشاركة في القضايا العامة، وهذا المستوى يرتبط موضوعياً وبشكل ملموس بأشكال ومضامين السلطة السياسية السائدة. بهذا المستوى يمكننا أن نحدّد بأن شكل ومستوى مشاركة المرأة سياسياً يتجلى بكونه نتاجاً لواقع اجتماعي وسياسي سائد، لذلك لن تكون المشاركة النسوية السياسية الرسمية، مع أهميتها تعبيراً عن الكتلة النسوية الإثنوغرافية وعن واقعها القائم على التناقضات الاجتماعية والثقافية والسياسية، لذلك نرى ضرورة توازي وتقاطع العمل على تفعيل المشاركة السياسية النسوية الرسمية، مع تفعيل مشاركة المرأة في الجمعيات والمؤسسات المدنية والأهلية وغير ذلك من أشكال العمل الميداني والتثقيفي والبحثي المستقل، ليصار إلى تمتين وتعميق وتوسيع الأشكال الثقافية المدنية، التي يمكن من خلالها التأسيس لإنسان حر و قادرة على المشاركة السياسية الفاعلة والمعبّرة عن مصالح القاع الاجتماعي، لتجاوز حالات الجمود والسكون السائدة انطلاقاً من هذا القاع.
موقع ”طريق اليسار“الفرعي في الحوار المتمدن:
htt://www.ahewar.org/m.asp?i=1715 ========================================================================================
#تجمع_اليسار_الماركسي_في_سورية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشروع المهمات البرنامجية المرحلية
-
جدل - مجلة فكرية-ثقافية-سياسية - العدد(4)-شباط2009
-
طريق اليسار العدد 10: شباط
-
طريق اليسار - العدد / 9 /: كانون الأول/ 2008
-
طريق اليسار - العدد الثامن: تشرين الثاني 2008
-
طريق اليسار - العدد السابع- سبتمبر/ أيلول2008
-
جدل - مجلة فكرية سياسية ثقافية العدد 3 : آب 2008
-
طريق اليسار - العدد السادس:أغسطس/آب/2008
-
طريق اليسار - العدد الخامس: حزيران 2008
-
طريق اليسار - العدد الرابع: أيار 2008
-
جدل مجلة فكرية- سياسية – ثقافية العدد 2 : نيسان 2008
-
طريق اليسار - العدد الثالث: نيسان 2008
-
طريق اليسار العدد 2 : شباط 2008
-
طريق اليسار جريدة سياسية - العدد الأول : أواسط كانون الأول 2
...
-
جدل - مجلة فكرية- ثقافية- سياسية : العدد الأول: أواسط كانون
...
-
بيان عن أعمال اجتماع القيادة المركزية لتجمع اليسار الماركسي
...
-
بيان
-
الوثيقة التأسيسية
-
بيان اعلان تجمع اليسار الماركسي في سوريا - تيم
المزيد.....
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
-
شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه
...
-
الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع
...
-
حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق
...
-
بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا
...
-
وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل
...
-
الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا
...
-
وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني
...
-
تأثير الشخير على سلوك المراهقين
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|