أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اميرة بيت شموئيل - آلام المسيح ونظرته السياسية الى المسيح














المزيد.....

آلام المسيح ونظرته السياسية الى المسيح


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 797 - 2004 / 4 / 7 - 10:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحساسية المفرطة التي اظهرتها بعض الجماعات اليهودية تجاه فيلم الام المسيح الذي اخرجه المخرج والنجم السينمائي ميل جبسون كانت بسبب نظرته، السياسية والعلمانية نوعا ما، الى الساعات الاخيرة من حياة السيد المسيح على الارض . فالفيلم الذي اظهر الاوضاع المزية التي عاشها الشعب اليهودي في ذلك الحين اوضح مواقف وتحالفات مسؤوليه السياسيين والدينيين والمحتلين ضد ارادة الشعب في البلاد.

والفيلم عموما لم يتطرق الا الى البعض القليل من المواقف والاوضاع السياسية في ذلك الزمان، ولكن بما انه استنقى قصته من الكتاب المقدس، الا وهي جزء من حياة المسيح، اعتبر الفيلم مادة دسمة لاثارة الحساسيات المختلفة. وطبعا لابد وان تكون منبع هذه الحساسية، الجهات الدينية بالدرجة الاولى، والسياسية، التي اثارت القيل والقال حول الفيلم، خاصة وان علماني ( ميل جبسون) اثار الفيلم، والقاعدة تنص على عدم افساح المجال للعلمانيين بالتدخل لشرح بعض الامور من الكتاب المقدس، لان هذا يقع ضمن اختصاصهم.

الحقيقة اننا لو القينا نظرة سياسية على مسيرة السيد المسيح الاصلاحية ومنهجه، لابد وان نكتشف الثورية فيهما، في تجسده الانساني وكشفه للظلم في هذه الفترة، ومواقفه الثورية في جميع المراحل التي خلدتها الاناجيل الاربعة من بعده. فالمسيح جاء في الوقت الذي كان المجتمع اليهودي يعاني الامرين من ظلم الاحتلال الروماني من جهة وظلم مسؤوليه الدينيين والسياسيين، الذين فرضهم المحتل عليهم واخذ يحكم الشعب من خلالهم، بالاضافة الى ظاهرة الفقر والعوز الذي عاشه الشعب اليهودي في ذلك الوقت.

عندما عاد السيد المسيح من مصر، التي لابد وان كانت في ذلك الوقت، وبحسب التاريخ، دولة متحضرة، وجد الحالة المزرية التي يعيشها الشعب اليهودي تحت السلطات ( المحتل الروماني والمسؤولين الدينيين والسياسيين المنتفعين في البلاد)، واخذ ينتقد الاوضاع المتخلفة بشدة، اثناء جولاته العديدة في القرى والارياف التي سكنها الشعب اليهودي. انتقاداته كانت جريئة وامام الشعب، كما انه كافح لتثقيف من حوله، من خلال ارشاداته العديدة لهم واجوبته الاصلاحية عن اسئلتهم حول الحياة والاوضاع التي كانوا يعيشوها. فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما وجد مجموعة تحاصر امرأة خاطئة وتباشر برجمها بالاحجار حتى الموت، جاء انتقاده عنيفا بالنسبة لهم، لان هذه المجموعة لابد وان كانت تنفذ في المرأة عقوبة حكم الاعدام بأوامر من قياداتهم الدينية في ذلك الوقت، فقد اوقفهم ( اي السيد المسيح) عن تنفيذ الحكم بنقده : من منكم بلا خطيئة فليرجمها باول حجر. ثم وبعد ان ترك الجميع تنفيذ اوامر الحكم بالرجم، عاد ونصح المرأة الخاطئة عندما قال لها : اذهبي ولا تفعلي ذلك بعد الان.

وكلما ازدادت الحالات التي كان المسيح ينتقد اوامر وقرارات المسؤولين امام الشعب، كلما اشتدت عداوتهم له واشتدت معها خططهم للايقاع به، فقد كانوا يرسلون المرائين والمحتالين ليوقعوا به في شباك الرومان المحتلين، وهذا يظهر جليا عندما اقدم احدهم الى اعطاء المسيح عملة ورقية عليها صورة القيصر الروماني قائلا له: لمن نعطي هذه العملة ، فادرك المسيح على الفور مغزاه واجابه : اعطي ما لله لله وما لقيصر لقيصر.

الشعب اليهودي من المساكين والفقراء والمعدومين احبوا السيد المسيح، وقضوا الكثير من اوقاتهم يتبعونه من مكان الى اخر ويستمعوا الى ارشاداته وتعاليمه التثقيفية، التي كثيرا ما كانت تأتي على شكل حكم وامثال ليفهمها البسطاء ايضا، وكثيرا ما تحملت هذه الجموع التي كانت تستمتع باحاديثة من الصباح حتى المساء، الجوع والعطش، فليس من المنطقي ان تقوم نفس الجموع بالحاق الاذية به، عندما تم تعذيبه والتنكيل به قبل الصلب. لا بد وان تكون الجماعة المتجنية هي المجموعة التابعة للمحتل الروماني وللمسؤولين الدينيين والسياسيين، بالاضافة الى مجموعة القتلة والمجرمين من اتباع السجين برباس الذي طالبوا بتحريره بدل المسيح. اما الشعب من اتباع السيد المسيح، فلا بد وان يكون قد تم ارهابهم وابعادهم عن المنطقة التي اجريت فيها الادانة والتنكيل والصلب، وهذا نجده واضحا عندما حاول احد تلاميذه، سمعان، الدخول بينهم ، فقفوا له بالمرصاد، من كانوا يتفرسون في الوجوه ليتأكدوا من خلو الجمهور من اتباع المسيح.

اما مسألة ضلوع المحتل الروماني في الجريمة، فبالرغم من اضهار المسؤول الروماني وهو يغسل يديه من الجريمة، كدلالة على عدم مشاركته فيها، الا ان مشاركة جنوده الرومان العنيفة في تعذيب المسيح جسديا ونفسيا، وصلبه واخيرا غرس الرمح في جنبه، اكدت ضلوعه كمسؤول اعلى لهؤلاء الجنود.

حقيقة ان القاء نظرة سياسية على منهج السيد المسيح تظهر لنا بوضوح تجسيده لشخصية الانسان الثوري، الذي يحارب الظلم والطغيان داخل الانسان والمجتمع ليتمكن الجميع من رفض التبعية العمياء والعبودية والتسلط الخارجي عليهم.

ملاحظة اخرى حول اللغة العبرية التي استخدمت في الفيلم، فقد حاول المخرج تقريبها من اللغة العربية بشكل ملحوظ لاستقطاب اكبر عدد من المشاهدين اليهود والعرب، فقد كانت العملية في بعض المشاهد مبالغ فيها وجاءت في البعض الاخر متجنية على اللغة الارامية، التي كانت منتشرة ومتداولة في الكثير من الدول في ذلك الوقت. فالمسيح لم يقل : الهي الهي لما سبقتني ، كما لفضها الممثل في نهاية الفيلم ، المسيح قال : ايل ايل لما شبقتني ( الهي الهي لماذا تركتني)، لانه بيساطة ، قالها باللغة الارامية.



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العراقية ويوم المرأة العالمي
- دور المرأة العراقية في الاصلاح البحثي والجامعي
- الكوبونات الصدامية، وصمة عار في جبين الانسانية
- هل ستعيد بريطانيا خيانتها للشعب العراقي
- الى مجلس الحكم : مزيدا من قرارات الاجحاف بحق المرأة
- حقوق المرأة والقيادات العليا
- رسالة الى عضوات مجلس الحكم العراقي
- ليكن عامنا الجديد عام الحرية الفكرية نعم لمسيرات الاحتجاج .. ...
- هل كانت سميرة الشاهبندر تفاوض التحالف ؟؟؟؟
- تحية الى الحوار المتمدن واخراجه المرتب
- المرأة والمومس
- مواجهة الكلاب السائبة
- سلاّمة
- منصب نيابة الرئيس للنساء فقط
- اوجه الشبه بين الشيعة والاشوريين في العراق
- الجهالة سبب بلاء البشرية
- الاختلاف والخلافات ... من اين تبدأ الحلول؟
- المنفذ للخروج من الأزمة العراقية
- نعم، محرري الفكر العراقي المسجون يستحقون كل الاحترام... مع ت ...
- لماذا تتعرض المواقع العراقية الحرة الى هجوم واستفزاز؟؟


المزيد.....




- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اميرة بيت شموئيل - آلام المسيح ونظرته السياسية الى المسيح