أحمد المعرفي
الحوار المتمدن-العدد: 797 - 2004 / 4 / 7 - 09:09
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
لا توجد صلة قرابة أو مصلحة ذاتية تجمعني معه كي أمدحه وأثني عليه ، ولم يسبق لي أن قابلته شخصياً في أي مكان في العالم حتى لو في محطة للباصات ، كما أنه ليس نوعاً جديداً من أنواع الحليب كامل الدسم نزل في الأسواق مؤخراً لأقوم بالدعاية والترويج له ، ولكنه بكل بساطة هو السيد/ كامل السعدون , الكاتب العراقي المتميزالذي أرى صورته على صفحات الإنترنت ، وأقرأ له كلاماً صريحا شجاعاً في شئون بلاده ، فيشدني ما يقول ، لأنه يرى الأشياء على حقيقتها ويسميها بأسمائها دون لبس أو غموض رغم ما فيها من قسوة ومرارة ، هو إذاً نموذجا لواحد من كتاب عراقيين كثيرين نجباء ،لم يقض عليهم زمن الطوفان الصَـدَّامي العاتي أو يشوه معالمهم الأصيلة ، فكانت نجاتهم بشرى لزمن جميل آت ، يرونه ببصيرتهم الثاقبة ويخافون عليه من الجهلة المتسرعين أن يودوا به في المهد ، فيَــضيعون ويــُضيعون الوطن معهم.
يقول لي أحد الأصدقاء لائماً : ما لك وللعراقيين ، تتدخل في شئونهم وتحشر نفسك بينهم في كل صغيرة وكبيرة كأنك واحد منهم ، يا أخي ابعد عن الشر وغني له . فأرد عليه من فوري : أيها الجاهل ، إن مصيرنا نحن الخليجيون بالذات يصنع ويرسم هناك ، فملامح العراق القادم سيحدد مصير جميع الدول المشرقية وأولهم دول الخليج . لقد ساند الأمريكان لعقود وعهود طويلة أنظمة وقوى اجتماعية متخلفة وأرخوا لها العنان تعيث فسادا وتسلطا في شعوبها ودولها ظناً منهم أن في ذلك ما يحقق مصالحهم العليا ، فدارت عليهم الدوائر وانقلب السحر على الساحر وها نحن نجدهم يأتون بأنفسهم إلينا على رقاب من سيَّدوهم علينا ، ليديروا شئوننا بشكل مباشر، بعد أن فقدوا الثقة في الأوصياء القدماء بحثاً عن قوى سياسية واجتماعية جديدة ، لعلها تصلح بعض ما فسد وتهدم ، فلماذا نضيع هذه الفرصة التاريخية لنهوض القوى السياسية والاجتماعية المستنيرة ونتركها لقمة سائغة لقوى ظلامية جديدة أخرى تتسيد علينا .
في بداية المقال ادعيت بأنني لا أعرف السيد كامل السعدون شخصيا ، ولكن تصحيحا لتلك المعلومة الزائفة أقول ، بأنني أعرفه وجدانياً وإنسانيا أفضل بكثير ربما ممن أرى وجوههم الشوهاء واقابلهم كل يوم في المجالس والمكاتب ، ولكنهم لا يشاطروني نفس الرؤى والأفكار والأحلام ، فرب أخ لك لم تلده أمك ، وحبيب لم تكتحل عيناك برؤياه .
أحمد المعرفي / البحرين.
#أحمد_المعرفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟