أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو البقلي - خانة الديانة بين الإفتعال و الحل.














المزيد.....

خانة الديانة بين الإفتعال و الحل.


عمرو البقلي

الحوار المتمدن-العدد: 2599 - 2009 / 3 / 28 - 06:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جدل لا ينتهي حول تلك الخانة الصغيرة التي لا تعددي مساحتها سنتيمترا مربعا علي بطاقة الهوية المصرية، جدل يصل في أحيانة إلي أروقة المحاكم تستمر لأعوام طويلة من أجل تغيير كلمة واحدة تضع مواطنا أمام مفترق طرق، إما الوفاة المدنية في أحد أدراج البروقراطية المصرية الصماء، و إما البقاء للأبد في حوزة جهاز أمني من أجل استصدار شهادة ميلاد أو شهادة وفاة أو الإلتحاق بوظيفة أو حتي الهروب إلي خارج البلاد.

صراع يتجسد في نقاشات ساخنة و مقالات أكثر سخونة تختزل المشكلة احيانا في نقاش ثقافي فوقي لا يهبط أبدا علي الأرض ليعالج أزمة مواطن قد يبقي محفوظا في
أحد ثلاجات المشافي بحثا عن تصريح دفن، أو طفل مشرد بين المحاكم و أروقة إدارات التربية و التعليم من أجل شهادة إتمام عام دراسي لينتقل للعام التالي.

الرافضون لحذف تلك الخانة، يستخدمون دائما مبررات تتعلق بالزواج و الطلاق و الميراث و الوفاة، و كأن الأسماء المصرية أصبحت عاجزة في عصر الطائفية أن تبرز ديانة كل شخص إلا فيما ندر، و يجنحون أحيانا في الرفض ليقفوا علي أن إلغاء تلك الخانة هو إلغاء لهوية الوطن التي إختزلوها في الهوية الإسلامية و كأن هذا الوطن وجد لقيطا ليحملة عمرو بن العاص من اللاشئ إلي دولة الإسلام، و بدون تلك الخانة لتحلل الوطن.

الغريب أن إرادة التيارات التي تصفها الدولة بالتطرف و بالخلط بين الدين و السياسة لم تختلف كثيرا عن إرادة الدولة التي تدعي المدنية، بل غالت الدولة حتي عندما منحت البهائيين حق إضافة علامة (-) في خانة الديانة بأن وصفت أصحاب تلك الديانة بالضلال و الفساد و بررت حكمها بحماية المسلمين من الإختلاط بهؤلاء الفسقة الخارجين عن الإسلام، ناهيك عن حملات التشويه المستمرة التي قادتها مؤسسة الدولة الدينية و إعلامها المصون، و أصبحت الدولة كالعادة في كل حروبها ضد الحريات الأساسية رفيق سلاح في خندق التيارات الدينية الفاشية المختومة بختم نسر صلاح الدين العتيد.

و اذا كانت الأزمة أزمة طلاق و زواج و ميراث و دفن و ما شابة، فلنطرح حلا ربما يرضي اشاوس الدولة المصرية، و هو حل يتلخص في إصدار قرار من وزارة الداخلية يقضي بإستحداث شهادة تسمي شهادة الحالة الإجتماعية لمن وصل إلي سن الرشد القانوني، و تحتوي تلك الشهادة علي عدة معلومات عن المواطن، كالأسم و الحالة الإجتماعية و الحالة الجنائية و أملاك المواطن و متوسط دخلة و خانة للديانة و يكون ملأ خانة الديانة فيها إختياريا، و أن يتم تحديث معلومات تلك الشهادة سنويا، و يتم استصدار تلك الشهادة في الحالات التي تستلزمها كأمور الأحوال الشخصية، و تتمتع معلومات تلك الشهادة بالسرية و يكون متاحا لكل الهيئات الرسمية الإطلاع علي تلك المعلومات بإذن القضاء أو بإذن صاحب تلك المعلومات.

حل أزمة خانة الديانة في غاية البساطة إذا أرادت الدولة أن توجد حلا لمشكلة بدأت في التفاقم و الظهور علي السطح بصورة شبهه يومية، و يكفي الذكير بما حدث في بدايات الحرب الأهلية اللبنانية و التي تم فيها قتل الكثير من الأبرياء علي اساس طائفي فيما عرف "بالقتل علي الهوية" بسبب تدوين ديانة و مذهب المواطن في بطاقة الهوية اللبنانية.

ربما لا يكون الوضع في مصر بهذة السخونة الطائفية و لكن من ضمن صفات السلطة في الدولة الحديثة استقراء ومعالجة الأثار السلبية لكل القوانين والتشريعات والأوضاع الإقتصادية، السياسية والإجتماعية وتحديدا إذا تعلق الأمر بالأمن الإجتماعي للدولة.



#عمرو_البقلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتاء غزة الحار ثمن لفصول سابقة.
- الصراع القديم و لكن بأبطال جدد
- التعديل الدستوري و المستشار الدكروري !
- أزمة المنظومة السياسية المصرية .. واقع يحتاج إلي إعادة قراءة
- الثلاثاء الأسود ... حريق بيروت
- حقا إنها المواطنة!! .... دريم الفضائية نموذجا
- الجمهورية المباركية بين الدينية و العلمانية
- بين الحجاب و التحرش الجنسي و فريضة الوصاية
- ربيع بيروت أم خريف دمشق
- حول التوريث و صراعات الشرق الأوسط
- بعد الحرب علي العراق: هل حقا كانت قطع دومينو ؟
- خمس سنوات علي أحداث سبتمبر: بين الحرب علي الأرهاب و الحرب عل ...
- حرب لبنان بين الجرائم البعثية و جرائم النخب المصرية
- الليبرالية المصرية ....غوغائيات
- هل نستحق إحترام العالم ؟
- حكومة حماس:عندما تتجسد الوقاحة في أجساد حكومات
- مسلمون .. مسيحيون ... عن أي إزدواجية تتحدثون ؟
- العلمانية بين الدفاع و الهجوم
- الدنمارك و المقاطعة و ثقافة القبيلة
- الأنهيار الوفدي الكبير


المزيد.....




- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب ...
- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو البقلي - خانة الديانة بين الإفتعال و الحل.