الاتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 796 - 2004 / 4 / 6 - 08:22
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
يصادف غدًا الثلاثاء عيد الفصح العبري. و"عيد بأية حال عدت يا عيد" ينطقها بمرارة آلاف مؤلفة من العائلات الفقيرة والمحتاجة التي تستقبل العيد بثلاجاتها الفارغة من مختلف احتياجات الاحتفاء بهذه المناسبة. وقد كشفت ايام الاسبوع المنصرم ومطلع هذا الاسبوع - عشية عيد الفصح العبري اسرائيل الرسمية عارية تمامًا عن عورتها بشكل سافر كنظام تمييز اجتماعي صارخ لا تنجب سياسته سوى الفقر والجوع والمآسي واتساع هوة التقاطب الاجتماعي.
امامنا رسالة بعنوان "لائحة اتهام علنية" بعثها عمال وموظفو السلطات المحلية اليهودية وعمال المجالس الدينية الى رئيس الحكومة اريئيل شارون والى وزير المالية والداخلية، بنيامين نتنياهو وابراهام بوراز. لائحة اتهام تدين بشكل صارخ موقف حكومة الكوارث اليمينية من مطلب وحق العاملين الانسانيين بأن يبتهجوا بالعيد مع عائلاتهم ويوفروا لهم، ما وعدوا به بدفع مبلغ من اجورهم المستحقة وغير المدفوعة منذ أشهر طويلة. وسنكتفي بايراد بعض المقاطع من هذه الرسالة التي تعكس مدى النقمة العادلة على سلطة تجرم بحقهم وحق عائلاتهم. فقد جاء في السهام الموجهة الى اريئيل شارون ما يلي "لقد اكدت لنا قبل اسبوع ان رواتبنا ستدفع قبل عيد الفصح، لقد اعطيت كلمة، تلك الكلمة التي كان لها في يوم من الايام معنى وقيمة. وانت نفسك قلت انه يجب ان نكون انسانيين، لكن المؤسف، الكلام في جهة والافعال في الجهة الاخرى البعيدة جدًا، سيدنا رئيس الحكومة، للأبد لن نغفر لك ما اقترفته ضدنا من سوء بدل عمل الصالحات، ونحن نؤكد لك ان خيبة املنا منك لن تزول الى الابد، خاصة انك انت وأفراد عائلتك ستشعرون بالتخمة غدًا وستفرحون بالعيد، فيما نحن سنعاني من الجوع ولا نجد ما ناكله او ما يفرحنا"! والى وزير المالية نتنياهو كتبوا "نحن لا نؤمن بأية كلمة تقولها، لانك تصرف بصرك عن ضائقتنا وتصر على تجاهلها. انك تمارس ضدنا ارهابا اجتماعيًا وتستغلنا كرهائن في حربك السياسية ضد وزارة الداخلية، انك تجوّعنا، وفي محاولتك لاحتلال الحكم تمارس ضدنا ابتزازًا من أبشع وأجحف ما يكون، انك تفهم في الاقتصاد لكنك للأسف لا تفهم شيئًا في الانسانية. فمن لا يملك رأسمالا فلا حق له في العيش والحياة، وانت نفسك قلت ان من لا مال له فعليه عدم انجاب الاولاد"!! وفي توجههم الى وزير الداخلية، بوراز، رجموه بالكلمات الصارخة التالية "عندما يكبر اولادنا ويريدون التعلم، سنهتم باطلاعهم على من هو المتهم في بقاء وتوسيع الفجوات والتقاطب الاجتماعي ومن سبّب لآبائهم فقدان الكرامة. واسم كل واحد منكم سيسطع في هذه اللائحة المخزية. ونحن الذين كنا حتى انتخابك من الطبقة الوسطى الذين اردت تمثيلهم، لكنك للأسف سارعت للتخلي عنهم"!
إن صرخة العاملين في السلطات المحلية التي تدين سياسة القلوب المتحجرة والآذان الصماء لسلطة اغناء الاغنياء وافقار الفقراء ومعاداة الطبقة الكادحة ومصالحها، نأمل ان لا تكون صرخة في واد، بل يتردد صداها نذيرًا ومحفزًا لدفع العجلة الكفاحية بقوة وبأوسع وحدة جميع ضحايا سياسة العدوان والافقار السلطوية للتخلص وبأسرع ما يمكن من حكومة شارون - نتنياهو ومن جرائمها السياسية والاقتصادية - الاجتماعية.
("الاتحــــــــاد")
#الاتحاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟